لم يات الخطاب الذي القاه الرئيس
الامريكي اوباما في قاعدة عسكرية
بولاية نورث كارولينه بجديد على
الصعيدين السياسي والعسكري على
عكس ماكان يتوقع(البعض) من ان
اوباما سيتخذ قرارا عاجلا بسحب
قواته من العراق ،مستند اعلى
حملته الانتخابية الاولى التي
اعلن فيها اعلان سحب القوات في
اليوم الاول من تنصيبه (رئيسا)
الا انه وبعد ان تسلم رئاسة
الادارة الامريكية عاد ووعد
العالم بانه سيسحب القوات المحتلة
من العراق خلال مدة ستة عشر شهرا
انسحابا(مسؤولا) وراح البعض يحلل
معنى ان يكون الانسحاب مسؤولا
ويقصد انه لايترك الحكومة الحالية
تواجه مصيرها المجهول في وقت
تتصاعد فيه اعمال العنف والمقاومة
بشكل يهدد العملية السياسية التي
لاتريد ان تفرط بها ادارة اوباما
بعد ستة اعوام من الاحتلال
،لاسيما وان مؤشرا كهذا بات مؤكدا
بعد ظهور نتائج انتخابات مجالس
المحافظات التي اثبت الشعب
العراقي بكل طوائفه وقومياته
ومذاهبه رفضه الكامل للمشروع
الطائفي التقسيمي الفدرالي
التدميري للعراق والتي اوجدته
ادارة بوش المهزوم وعملت عليه
طوال سنوات الاحتلال الوحشي بلا
جدوى وما افرزته هذه الانتخابات
جعلت من الكتل السياسة الطائفية
والاحزاب التي فرضها المحتل على
العراقيين والحكومة التي شكها على
اسس عرقية وطائفية وعنصرية ان
تعيد النظر كليا بما تحقق لها من
فشل ذريع ومرعب على صعيد الشارع
العراقي والذي اظهر وعيا وطنيا
عاليا بأهداف الاحتلال ومشروعه
الطائفي الشرير ومن ثم اسقاطه
بالضربة القاضية القاتلة في هذه
الانتخابات بالرغم من ان
الامريكان قد تدخلوا تدخلا مباشرا
في نتائجها لصالح الاحزاب والكتل
الطائفية وزوروها في اكثر من
محافظة، منها ديالى ونينوى
والانبار والبصرة تحديدا لضمان
ايجاد ( قاعدة توافقية لعناصرهم
وعملائهم) في هذه المحافظات وان
تهديدات ( ابو ريشة ) في الانبار
واعتراضه على فوز الحزب الاسلامي
الذي ثبت قيامه بتزوير فاضح
ومكشوف تحت غطاء الامريكان
واشرافهم ،قد اعادت صحة القول ان
الانتخابات قد شهدت تدخلا امريكيا
واضحا في نتائجها ،لكن في الوقت
نفسه سقط الامريكان في ( ورطة)
الديمقراطية التي جلبوها لعملائم
وهكذا مررت على مضض واعطت انذارا
مباشرا لادارة اوباما ان
الانتخابات القادمة في مجلس
النواب ستكون وبالا عليها ان لم
تتدارك الامر منذ الان وتعلن
جدولا زمنيا لانسحاب خجول وليس
مسؤول لان القادم من الايام ربما
ستكون في غير صالحهم فاثر اوباما
الاعلان والذي اسميه (الهروب
المسؤول ) فماذا جاء في خطابه،
لقد اعطى الخطاب مؤشرا لايقبل
الشك ان اوباما سيهرب من العراق
دون ان يحقق (نصرا) كما وعد سلفه
المجرم بوش وقبوله بانسحاب سماه
(مسؤول) خلال مدة لاتتجاوز مدة
ثمانية عشر شهرا اي في نهاية عام
2010 على ان يبقي (35-50الف) جندي
في العراق لاغراض لوجستية كما
فسرها لنا ،ثم لم ينس (اوباما)
على عودة المهجرين خارج العراق
وضرورة عودتهم ولم يوضح لنا كيفية
العودة هذه مع اجراءات المصالحة
وتوسيع مساحة العملية السياسية
التي لم تعمل حكومة المالكي بجدية
على احتواء (المسلحين) وادخالهم
ولو بالقوة والترغيب في هذه
العملية العرجاء، في حين شدد على
ضرورة مواجهة ايران وايقاف
برنامجها النووي مرورا بالطرق
الدبلوماسية التي كلف لها جلال
طالباني لزيارة ايران واطلاعهم
على مضامين رسالة اوباما
التهديدية ،لكن مالايعرفه الاخرون
ان اوباما قد اوقع نفسه في (فخ
ايراني ) اخر عندما ارسلت حكومة
طهران على عادل عبد المهدي بشكل
عاجل لكي ينظم لوفد جلال
الطالباني ويوسع من حجم التفاهم
والاتفاقات التي يجريها حكام
طهران مع جلال الطالباني ووفده
هذا، على كيفية (ملأ الفراغ) من
قبل طهران في حالة (هروب) قوات
اوباما من العراق وظهرا هذا واضحا
في تصريحات خامنئي التي حذر فيها
القوات الامريكية من بقائها في
العراق وتصريحات جلال بعدم تعاون
دول الجوار(العربية) حصرا مع
حكومته وظهور بوادر لانشطة
البعثيين في العراق ،في وقت يزور
فيه(رفسنجاني) العراق لترتيب امر
ما بعد الانسحاب الامريكي،هذه
الزيارة التي رفضها الشعب العراقي
لانها تجرح مشاعرهم وتهين
كبريائهم كون ( رفسنجاني) احد
رموز الحرب العراقية-الايرانية
ومهندس ديمومتها واثناء حكمه
استشهد الاف العراقيين في معارك
سببها رفسنجاني نفسه واصر على
اطالة امدها لتوسيع الامبراطورية
الفارسية وتصدير الثورة الخمينية
لذا كان خطاب اوباما ضبابيا
وافتراضيا خاصة وان بعض اعضاء
الحزب الديمقراطي في الكونكرس
ابدى معارضته واستغرابه وفي
مقدمتهم رئيس مجلس النواب
(بيلوسي) لخطاب اوباما هذا، وهذا
دليل على تخبطه واستماعه الى
البنتاغون والقادة العسكريين في
العراق من بترايوس واديرنو وغيرهم
وعدم مناقشته مع اعضاء حزبه
الديمقراطي بشكل مستفيض ومقنع ،
لذلك نرى ان هذا الخطاب الافتراضي
الذي اعطى (مواعيد وهمية)
للانسحاب (حسب غيتس)الذي قال انها
قابلة للتغير حسب طبيعة الاحداث
في العراق، ونحن نقول ان اوباما
ربما سيهرب قبل الاوان بفضل تصاعد
حدة المقاومة في العراق التي
ترينا يوميا ما يعجز الجيش
الامريكي على ايقافه ومواجهته وما
خطف( سبعة جنود امريكان في الموصل
)وقتل اربعة ومترجمهم في ديالى
وقتل خمسة جنود في الموصل على يد
الشرطة العراقية وعمليات نوعية
اخرى في مدن عراقية اخرى تثبت ان
الواقع على الارض هو عكس ماجاء في
خطاب اوباما وما تقوله حكومة
المالكي (والرئيس جلال
الطالباني،)ومن حقنا ان نسأل الان
بعد هذ الخطاب هل هو انسحاب ام
هروب....؟ الايام القادمة لديها
الاجابة المؤكدة والقول الفصل ...
ولات ساعة ندم يا اوباما ...