العدوان الذي شن على العراق من
قبل أمريكا ومن تحالف معها منذ
عام 1991 ولحد ألان أفرز عدت
أمور من أهمها وأبغضها الغزو
والاحتلال اللذان سببا تدمير
دولة بالكامل وانهيار شامل
بالبني التحتية التي ترتكز عليها
الدولة في تقديم الخدمات إلى
مواطنيها إضافة إلى جعل الساحة
العراقية مرتعا" خصبا" لعصابات
الإجرام والتجسس والسلب والنهب
على مستوى المال العام والثروات
الوطنية وإشاعة سلوك لم يألفه
المجتمع العراقي وان كان فانه
محدود وممجوج كليا من غالبية
المواطنين ومنها إذكاء الطائفية
المقيتة والتعصب القومي والسلوك
الانفصالي والتنكر للواقع الوطني
وغيرها من المفاهيم والسلوكيات
المدانة والخاسر الأساس في هذا
كله الشعب بكافة أطيافه وأقلياته
وقومياته والوطن الموحد منذ ألاف
السنين وبالرغم من المتغيرات
الحضارية والسياسية التي مر بها
في ضل الإمبراطوريات والدول التي
ظهرت واندثرت ومن هنا فان الذي
حل بالعراق وخلال الفترة المحددة
أعلاه يمكن حصرها بطرفين أساسيين
لا ثالث معهما .
الطرف الأول المعتدي وحلفائه
وأذنابه وخاصة الأطراف التي ساهمت
بشكل مباشر في المؤتمرات التي تم
عقدها في واشنطن ولندن وصلاح
الدين قبل الغزو والاحتلال
لتنفيذ المفردات التي جاءت بما
يسمى بقانون تحرير العراق ومؤتمر
الناصرية - أور بعد وقوع الغزو
والاحتلال وهنا السؤال الذي يطرحه
كل عراقي جذوره ممتدة بعمق الأرض
العراقية التحرير من من ولمصلحة
من والذين ساهموا به هل هم
مكتملي الأهلية الوطنية ليكونوا
مواطنين حقيقيين للعراق وهنا أرى
المفردات القانونية في قانون
الجنسية العراقية إن كان قانون
رقم42 لسنة 1924 أو القانون
النافذ رقم 24 لسنة 1963 النافذ
لان القانون الذي شرع في ضل
الاحتلال ووفق القانون الدولي لا
يعتد به ، تؤكد ذلك لان من جاء
مع المحتل وقدم المشورة له
والمعلومات الاستخبارية التي تم
توظيفها لصالح سعيه للاحتلال هم
مكتسبي الجنسية الأجنبية وبهذا
انتفت عنهم الجنسية العراقية
وأصبحوا بحكم القانون غير عراقيين
والدلالة على ذلك ما نص علية
الدستور الذي شرعه المحتل وعملائه
حيث اوجب لمن يستلم منصبا"سياديا"
أن يتنازل عن الجنسية المكتسبة
وان كان هذا الشرط لم يعمل به
بالشكل الكامل وخير دليل
الإشكالية التي أثيرت على أياد
السامرائي عضوا مايسمى بمجلس
النواب والذي هو من أهم وابرز
المناصب والمواقع السيادية لكونه
الجهة التشريعية التي تتعلق بها
آلية وحركة ونمو وتطور واستقلال
وسيادة العراق .
الطرف الثاني هو أبناء العراق
كافة بمختلف أطيافهم ومشاربهم
وانتماءاتهم ماعدا من عمل مع
قوات الغزو والاحتلال بالشكل
المباشر أو غير المباشر إن كان
فردا" أو جماعات أو أحزاب أو
تيارات أو حركات لان فعها ارتقى
إلى مستوى الخيانة الوطنية العظمى
التي أدت إلى غزو واحتلال الوطن
وتدمير كافة ألبنا التحتية ومفاصل
الحياة بكامل تشعبانها .
من خلال ما تقدم يظهر جليا"
وبدون عناء إن التناقض الحاصل
على الساحة العراقية هو فيما بين
الشعب عدا المنتفعين والقوى التي
ساهمت بالفعل الذي نتج بسببه هذا
التناقض والانفصام وان القياس
الذي يمكن اعتماده والذي يشكل
البداية للتصحيح والتصويب الجذري
بعد أن أعيد التوازن للساحة
وانكشف الزيف والتضليل والدجل
وانكشفت الوجوه الكالحة الشريرة
المولعة بالجريمة وأساس سلوكها
الإرهاب والعدوان والضغينة
الانتخابات الأخيرة التي انتصر
فيها التوجه العروبي الوطني
الذي يؤمن بالسيادة الوطنية
ويرفض المسميات التقسيمية التي
جاءت بها العقول المريضة لتفرسها
أو لشعوبيتها أو لكونها الأدوات
المبرمجة لتفتيت العراق أرضا"
وشعبا" ، ومن هنا يطرح السؤال
المصالحة التي يرفع شعارها
للاستهلاك السياسي المبرمج لغايات
وأهداف ونوايا لاحقة وللتغطية على
جرائم ترتكب بحق العراقيين الذين
ساهموا في بناء العراق وحافظوا
على وحدته وحدوده بوقفتهم
المشرفة بوجه الريح الصفراء
القادمة من قم وطهران ببعدها
ألصفوي ألاحتلالي الباعث لأمجاد
كسرى ويزدجر بعباءة إسلامية مزيفه
وبشعار براق يراد منه خداع
الآخرين ألا وهو تصدير الثورة
الإسلامية ولمن لأرض الرسالات
والأنبياء والأولياء والصالحين
ومهد الحضارات الإنسانية العراق
مع من ؟ ، ومن هو البادئ بها
وماهي شروطها واستحقاقاتها ؟ ،
ومن هم الذين يراد منهم الاعتذار
ولمن يعتذرون ؟ وغيرها من
التساؤلات التي يمكن أن تكون
المفتاح لأي حوار وتفسير لما
يرفع من دعوات أو شعارات وقبل
الولوج في بيان الرؤى لابد من
الوقوف بشكل وأخر أمام السلوك
الواقعي والفعلي الذي تمارسه
الكتل والأحزاب والتيارات .
الاجتثاث ماذا يعني وهل تتمكن قوى
ما من اجتثاث الفكر من الفرد
لتجرده من أحاسيسه وقناعاته
واعتباراته ورؤيته الحياتية
وأسلوب تعامله معها ؟ فان كان
الجواب وهو الحقيقة لايمكن ذلك
فسيكون التصرف المقصود هو جريمة
القتل العمد المبرمج وبهذا
ستكون الإبادة الجماعية للحيز
البشري الذي استهدف بهكذا قانون
مكتسب من أصول سابور ذو الأكتاف
وما لحقه من سلوكيات وتصرفات
الفرس المجوس والصوفيون لاحقا"
والسلوك الكابوي الذي تدين به
إدارة الملعون المهزوم بوش ، أم
يراد منه إملاء الأفكار والقناعات
المتناقضة مع فهمه الواعي للواقع
والعملية التي يبنى بها وينمو
ويتطور بما يرتقي بالفرد إلى
الأفق الإنساني الواسع الذي يجد
ذاته الحقيقية فيه لأنه قيمة من
القيم العليا التي تؤدي الدور
ألتغييري في المجتمع وهنا يكون
السلوك ألقصري المنافي لكل مفاهيم
الديمقراطية التي يزعمون اتخاذها
منهجا" وسلوكا لهم ، إن مسار
السنين العجاف التي مرت على
العراق وشعبة أوضحت الحقيقة وبان
فيها من هو المجحف بحق الوطن
والشعب وسارق المال العام والذي
مارس الدجل والتضليل ليزداد
التناحر المصطنع فيما بين مكونات
المجتمع العراقي التي كانت
تسودها روح الألفة والمحبة
والتآخي وعلية لابد وان يكون من
يرفع هكذا شعارات ويعرض نواياه أن
يكون صادقا" مؤمنا" بها باذلا
مايمكن للوصول إليها وليس الطلب
من الضحية مجازات من ارتكب الجرم
بحقها مكافئته والإقرار بما
يعيب من سلوك ناتج لخيانته
وتمسكه بمفاتن الدنيا وغرورها .
|