ولادة حزب البعث العربي الاشتراكي
لم تكن ولادة اعتيادية لأنه جاء
استجابة للحاجة الشاملة للأمة كي
تنبعث من حالة الركود التي فرضت
عليها من قوى العدوان والاستلاب
واستشراق المستقبل كي ينهض
أبنائها وتكتمل عملية ألبناء
والاقتدار بمواجهة قدرها من حيث
خوض الصراع بمختلف أشكاله وصولا
إلى تحقيق وحدتها وحرية أبنائها
والمساواة الاجتماعية والاقتصادية
والسياسية ....الخ ، ومن خلال
هذا الوعي تم النظر إلى القوميات
والأقليات المتواجدة على الأرض
العربية وارتبطت بالإنسان العربي
بعلاقات صميميه من حيث التصدي
للأعداء والقيام بما ينمي
العلاقات الداخلية تفاعليا" وقد
شهدت الساحة السياسية تجاذبات
ايجابية ومن أبرزها المساندة
لثوار ثورة العشرين الوطنية
القومية بفعاليات وعمليات قام بها
أبناء شعبنا من الكرد والأرمن
والتركمان وغيرهم وانعكاس ذلك على
البرنامج الاستعماري للإدارة
البريطانية والتسريع بإقامة الحكم
الوطني وإعطاء مساحة من الاستقلال
والسيادة الوطنية ولكن القوى
الاستعمارية ومن اجل إيقاف
التحول الحاصل في العراق وتمكن
القوى الوطنية تمت الاستفادة من
التوجهات اللاوطنية التي ظهرت لدى
الزعامات الكردية وخاصة من عائلة
البار زاني حيث باشر هؤلاء
بالتمرد المسلح على السلطات
المحلية والمركزية مما سبب هدرا"
بالاقتصاد الوطني وتخلخلا"
بالوحدة الوطنية واستمرت حركة
التمرد تنخر بالبناء الوطني
وخاصة في الحيز الذي يتواجد فيه
إخوتنا الكرد الذين يدينون
بالولاء القبلي لزعامات التمرد
بانبثاق ثورة الثامن من شباط
1963 وانطلاقا" من رؤية الحزب
للعلاقة مع القوميات والأقليات
المتواجدة في الوطن العربي تم
الاتصال بالقيادات الكردية
لإنهاء التمرد المسلح والاتجاه
نحو تنمية الحياة في المحافظات
الشمالية ذات الغالبية الكردية
وتم عرض بعض الثوابت التي تعد
أساس لأي اتفاق وقد تيقنت
القيادة في حينه بان تلك القيادة
الكردية تعمل لصالح قوى أجنبية
وليس لمصلحة الكرد العراقيين
وأشعرت تلك العناصر بهذه الحقيقة
وان أفعالهم ماهي إلا إيذاء
للمواطنين الكرد وزجهم في أتون
الحرب الأهلية التي ستأكل الأخضر
واليابس كما يقول المثل الشعبي
فجندت القيادة كل الإمكانات
المتاحة إلا أن الردة التشرينية
أوقفت العملية وعند قيام ثورة 17
-30 تموز 1968 عاودت القيادة
مساعيها لحل القضية الكردية ووفق
المنهجية التي اعتمدتها القيادة
القومية لحزب البعث العربي
الاشتراكي بشأن القوميات
والأقليات المتواجدة ضمن الوطن
العربي وتم إنضاج الحل ببيان 11
آذار الذي تضمن الاعتراف الرسمي
بالحقوق القومية لأبناء الشعب
العراقي من الكرد وباقي المواطنين
من القوميات والأقليات الأخرى
ولأجل تمكينهم من أداء الدور
المطلوب منهم اقر قانون الحكم
الذاتي للمنطقة الشمالية من
العراق وضمن منظور العراق الموحد
المتكامل وبهذا الانجاز اعتبر
العراق البلد الوحيد ضمن الإقليم
الذي اقر الحقوق القومية للكرد
بالرغم من كون بلدان أخرى مجاورة
يشكل الكرد فيها نسبة اكبر من
العراق ولم يعترف لهم بأي حق وان
كان بسيطا" وهذه الدول تلعب الدور
الأساس في دفع المتمردين من عدم
الموافقة على آلية الاتفاق وتقدم
لهم كل أنواع الدعم بمافية
التسليح والتدريب والدعم المالي
وإعطائهم الحق باستخدام أراضيها
للانطلاق بأعمالهم التخريبية ومن
هنا تؤكد هذه المواقف بان القضية
الكردية التي يطلقون تسميتها هي
ورقة من الأوراق الضاغطة على
القيادة العراقية والمعرقلة
لمسيرة حزب البعث العربي
الاشتراكي وتجربته الرائدة في
العراق واستخدم المواطنون الكرد
كحصان طروادة ورهان صعب من قبل
الدوائر الامبريالية الصهيونية و
حلفائهم الفرس الصوفيون إلا إن
الأفق الإنساني للقيادة تمكن من
هزيمة حلف الأشرار وانهار الجيب
العميل وأعطيت الفرصة للخيرين من
أبناء شعبنا الكردي للبرهنة على
الترابط ألصميمي بين أبناء العراق
ويخوضوا تجربة البناء بالمؤسسات
التشريعية والتنفيذية التي تضمنها
قانون الحكم الذاتي والمنبثق من
أجواء البيان التاريخي الذي وضع
أسسه وثوابته الأساسية القائد
الشهيد رحمة الله عليه وأرضاه في
جنان الخلد ليعيش إخوتنا الكرد
تجربتهم ويتطلعوا إلى المستقبل
وهنا القيادة استمرت ببحث الأفاق
المستقبلية التي تطور العملية
ارتقاء" إلى أماني الحزب وتطلعاته
ليكون الوطن العربي الأنموذج
الإنساني للأمم الأخرى ومنار
اقتداء من حركات التحرر العالمية
لكن قوى الشر ومن ارتبط بهم
استمرت بأعمال التخريب والفتنة
التي يراد منها تفتيت البناء
الوطني العراقي وتحويل العراق إلى
دويلات متناحرة وتلاشي كيانه
الوطني القومي انسجاما" مع إرادة
التحالف الشعوبي الامبريا صهيوني
ومن اجل الحفاظ على الترابط فيما
بين أبناء الشعب العراقي وسحب
البساط من تحت أقدام العملاء
والخونة اتخذت القيادة قرار
الانسحاب الادارى من المحافظات
السليمانية اربيل ودهوك كي يتلمس
أبناء شعبنا بطلان الادعاءات
والشعارات التي ترفعها قيادة
الحزبين العميلين وعدم توافقهم
والمصالح الحقيقية للكرد
وارتباطاتهم الغير مشروعة مع
أعداء العراق والكرد في آن واحد
وقد برهنت السنين التي سبقت الغزو
والاحتلال ذلك وما إفرازات الأيام
الماضيات إلى برهان صادق ويقين
قاطع تلمسه أبناء شعبنا الكرد
والأخيار منهم ألان يجاهدون مع
أخوانهم العرب والأقليات الأخرى
لينهوا الحقبة السوداء التي حلت
بالوطن الظلامية التي يمر بها
ليعود إلى عهد آذار النقي الصافي
وانه لقريب جدا
ألله أكبر ألله
أكبر ألله
أكبر
عاش العراق موحدا بقوميات
وأقلياته عصيا على الأعداء
الخزي والعار يلاحق كل من خان
الوطن وتأمر عليه |