يقول هيكل .. وطبعا بدون ألقاب دأبت أن أسبغها عليه يوما ما , يوم كنت أعتبره آخر الناصريين الشرفاء . يقول هيكل في آخر مقابلة له مع قناة الجزيرة وبالنص " أحنا اللي سدينا الباب بوجه ايران " . ويضيف " إيران ليست عدو لنا" .  ويطالب قمة الدوحة , أن تزيل عنا فكرة أن ايران دولة عدوة للعربي .

ويبدأ هيكل مرحلة الخرف و الاهتزاز الفكري والتأريخي , بقوله " العرب وفي مقدمتهم مصر , وقفت مع خميني وقادة الثورة الاسلامية ضد الشاه " . ويواصل هذيانه قائلا " أمريكا أشتكت من ان مصر كانت تذيع خطب خميني التحريضية عبر وسائل اعلامها " .  هنا أسأل هيكل .. ترى لماذا لم يرد أزلام خميني الجميل للعرب لاحقا ؟ . جواب تغاضي عنه هيكل . لاأدري وهو على اعقاب التسعين , هل راح يستجدي من طهران ؟ . أو يستجدي أوباما ؟ . عندما راح يكيل المديح له والتغزل بضحكته وبخوفه عليه .

أقول لهيكل .. ان كل بريقك وقوتك يوما ما , كنت تستمدها من قربك للرئيس الراحل جمال عبد الناصر . ذهبت يوم أن ذهب ناصر العرب.

أعود الى الجواب الذي تغاضى عنه هيكل متعمدا , وكان حريا ان يقوله بكل جرأة . فنظام ايران الغيبي , كان عليه ان يلجا مبكرا الى الخطوات التالية , ليذهب عن مخيلتنا نحن العرب أطماع الشاه التأريخية .

1 /  أن لايلوح بفكرة تصدير الثورة الاسلامية الصفراء ال ماوراء حدود ايران الغربية .

2 /  ان يعيد الجزر العربية الاماراتية الثلاث الى أصحابها الشرعيين . وعنها قال هيكل يوم ان احتلها الشاه " انها جزر صماء لايستحق للعرب ان يطالبوا بها " .

3 /  ان يعلن ان البحرين دولة عربية لامحافظة فارسية .

4  / ان يكف عن إيقاظ الخلايا الصفوية النائمة وتغذينها في دول الخليج العربي .

5 / ان تكون مقار سفاراته في الدول العربية , مقار دولة صديقة , لا أماكن للتجسس . واثارة النعرات الطائفية . وملاحقة الكتاب والصحفيين العرب الشرفاء وتهديدهم بالتصفية .

6 / كان عليه ان لايتحرش بجاره العراق وان لايواصل الاعتداء على مدنه وقراه الحدودية بالقصف المدفعي . ما دفع بالعراق وقتذاك الى ردعه . والى تسطير ملحمة الدفاع عن الارض العراقية .

7 /  كان على هذا النظام ان يكف من نزعة الانتقام من العشائر العربية في جنوب العراق . وما نقموا الا ان يشكل أبناءهم , عماد الجيش العراقي الظافر المظفر . الذي اوقف العدوان الايراني أبان حرب الثماني سنوات .

8 /  كان عليه ان يسارع الى ازالة الحيف والظلم عن أهلنا عرب الاحواز. خاصة وهم مسلمون وتدعي ثورة ايران اسلاميتها . كما انهم شيعة وتدعي ثورة ايران انهم جاؤوا لحماية شيعة اهل البيت .

واصل نظام الملالي مسيرة العداء للامة العربية . وكان قمة العداء ,  ان  تحالف مع الامبريالية الامريكية في غزو العراق عام 2003 . وهو امر يدركه هيكل , فيوم كبلت مصر بأتفاقية سلام مع اسرائيل , بقيت القوة العسكرية العراقية , هي القوة العربية الوحيدة المقلقة لآمن اسرائيل . كما انها القوة الوحيدة التي كانت تعيق حركة الاطماع الفارسية .

إذن ..  فمن اغلق باب الود ياهيكل بوجه ايران ؟ . هل هم العرب ؟ . أم نظام طهران ؟ .
ومن يعبث اليوم بأمن واقتصاد وثروات العراق غير ايران؟ .
ومن مزق وحدة ابناء لبنان غير ايران ؟ .
ومن شق الصف الفلسطيني غير ايران؟ .

حتى وصل الاستفزاز الفارسي الى مد ذراعه الى الجناح الغربي لامة العرب . فأنتبهت مملكة المغرب مبكرا , وسارعت الى قطع علاقاتها الرسمية والدبلوماسية بدولة الشعوب الايرانية .
إتق الله ياهيكل مبكرا .. ومت ميتة معلمك الشجاع عبد الناصر .