بات الكثير هذه الأيام متنكرا
للثوابت و الخطوط المقدسة
الأصيلة التي بنيت عليها الأمة
الإسلامية والعربية وأصبح الكثير
ممن يتغاضى عن مسلمات معروفة صيغت
كمصطلحات وجمل مأئورة ومثبتة وهذا
ديدن الفساق أولئك فصارت في
زماننا هذا, التبريرات لا تعد ولا
تحصى ولكنها تبقى في نطاق
التبريرات الغير مقنعة بيد إن
تلك التبريرات لا تكاد تقنع إلا
صاحبها أو مطلقيها , و رغم ذلك
فان هذه التبريرات أضحت تأخذ طابع
مسلم به له مناصريه ومؤيديه
وبكثرة! .. وقبل أن يفهم الفسق
السياسي على انه فجور وسوء أخلاق
نبين هنا مقصدنا من كلمة فسق ولا
خير من أن نستشهد بكلام الله عز
وجل وتفسيرات لغتنا العربية
فالفسق في اللغة العربية هو خروج
الشيء بكيفية مسببة للفساد,
والفسق يقع بالقليل من الذنوب
وبالكثير و لكن قائل يقول كلنا
خطاءون فنرد ( وخير الخطاءون
التوابون ) فعلى هذا المنوال نقول
من منا إذن لم يفسق فتارك الصلاة
فسق وقول الزور والكذب فسق وغيرها
مما هو متعارف عليه ويرفضه الدين
و العرف لكن هل نحن كلنا فاسقون
؟!, ربما لا وهذا ما اعتقده
فغالب ما تعورف على كلمة فسوق هو
فيما كان كثيرا مع وجود الإصرار
على فعله,, وقد سئل نبينا المصطفى
صلى الله عليه وسلم فحدد علامات
الفاسق بأبرزها و هي ( اللهو ,
والغلو , والعدوان , والبهتان ) –
هل ترون في هذه الصفات ما يتطابق
و مؤيدي الاحتلال من حكومة عميلة
وبرلمان لعبة ؟؟ أما من ناحية
تطبيقات الدين
فأكثر ما يشار للفاسق لمن التزم
حكم الشرع و أقرَّ به ثم أخَلَّ
بجميع أحكامه أو
يبعضه وهذا يشمل ما يسمون برجال
الدين ممن سايروا المحتل فاشتركوا
في الفسق ومنهم من استمر به .
لنتذكر ما قلناه عاليه و لنتجه
إلى تحديد المسمى الصحيح لما يسمى
بالعملية السياسية في العراق
ونحدد صفتها والتسمية الصحيحة لها
وهل هي كما تسمى أم إنها عمالة
سياسية ,وكنا في موضوع سابق قد
حددنا معنى العميل ومن هو وما
عقوبته ..
تعالوا لا نذهب بعيدا ولنأخذ
الأحداث كالتالي : لو لم يوجد
العملاء ذوو المرجعية الإيرانية
والعراقية والغربية موجودون
ومباركون للاحتلال ومشاركين في
تدمير الوطن (فلا يمكن لأي عاقل
استثناء جميع المشاركين من هذه
الجريمة فمجموع الأجزاء يكون الكل
, والكل مسئولون عن الاحتلال
ونتائجه ) حتى وان كان بطريقة
اضعف الإيمان ونذكر هنا قولنا في
فساد المبرر الذي يدعي أن العملاء
لجئوا للمحتلين لغرض قلب النظام,
ذلك لأنه سيعطي مبرر أيضا لأي
مجموعة أخرى تستعين بدولة أخرى
وتدخل لاحتلال العراق (إن لم يكن
اليوم فبعد اندحار الأمريكان )
وبالتالي تعم الفوضى والقتل
والسرقات وتدمير الوطن كما حدث
على أيادي المحتلين وعملائهم ممن
يشتركون بما يسمى بالعملية
السياسية , فما الذي كان يمكن أن
يحدث ..المؤكد أن المحتل كان سيجد
نفسه وحيدا في الساحة العراقية لا
يعرف كيف يتصرف وأين يذهب أو حتى
كيف يمون قواته وكان يمكن في فترة
بسيطة من عدم وجود العملاء و
تعاون من تعاون معهم بعد الاحتلال
وان لم يأتي مباشرة مع المحتل وان
لم يشارك في دمار الوطن أثناء
الاحتلال , نقول كان المحتل سيجد
نفسه في ورطة كبيرة خصوصا لو تم
تقديم التسهيلات للمقاومة
العراقية على مقارعة العدو ( وليس
الوقوف ضدها وتشويه سمعتها من
خلال العمليات القذرة التي مارسها
العملاء باسم المقاومة أو
بالتبليغ عن تواجدها والإخبار
عنها ) لكان خلال فترة قصيرة إن
لم يندحر العدوان مهزوما لكان في
الإمكان القيام بالعصيان العام
الذي كان سيشل الحركة في العراق
ضد المحتل خلال فترة جدا وجيزة
لأنه لن يستطيع إدارة كل شيء
بنفسه في الوقت الذي هو يتلقى
ضربات المقاومة الماحقة .. ولكان
في ظرف اقل من عام كنا سنشهد
تحرير العراق بصورة لن يستطيع أي
استعمار أو محتل آخر في العالم
يفكر بان يقوم بمثل هذه المغامرة
مرة أخرى . كل ما ذكرناه هو خيال
مفترض أن يحدث بما يسمى تواتر
الأحداث ولكن ما الذي حصل ؟؟ ..
الذي حصل أن العراق كان ملغم
بضعاف النفوس من طائفيين ربتهم
مرجعياتهم على بغض العراقي الآخر
وعلى العنصرية وتحلة القتل
والسرقات والاستيلاء على مال
الغير فوجدنا المحتل قد وجدهم على
استعداد لتنفيذ مخططاته و وجد
نفسه مرتاحا فالعملاء بدئوا
يسيرون متطلبات الحياة رغم الفوضى
والدمار اللتان أحدثوها كخطة لكسر
معنويات الشعب العراقي وبدأ
المحتل يمشي في الشوارع وبدأ يبسط
نفوذه ويبنى القلاع والمعسكرات
وهو وعملائه يدنسون حرمة البيوت
والمساجد ورويدا رويدا ومنذ
الأيام الأولى للاحتلال راحت
المقاومة تبسط ذراعيها وتدق أركان
وصفوف العدو والمحتل مما أربك
قطعاته فاضطر للانسحاب من الشوارع
واختبأ بمعسكراته يخرج منها في
مهمات لكن اصطياد المحتل وتدمير
آلياته وجنده استمر رغم ذلك فلجأ
إلى العملاء مرة أخرى فوقفوا بين
المحتل وبين المقاومة في العراق
واشتد الزمن واشتدت الأيام
العصيبة واضطر العراقي الباحث عن
لقمة العيش أن يعمل ويتعاون مع
المحتل وأذنابه وتوسعت قاعدة
الخيانة بانضمام فئات أخرى لما
يسمى بالعملية السياسية فأي سياسة
وأي حكومة تحت سوط الاحتلال تكون
قادرة على حماية الشعب وترسيخ
الوحدة الوطنية لا يمكن فالعميل
يبقى حيوان أليف يمشي بامرة
العريف .. الأمريكي! فعريف بجيش
المحتل يمكن أن يسبب إحراج أو
يعطي أوامر لجميع أعضاء ما يسمى
بالحكومة ., ثم شاركت الحكومة
العميلة وميليشياتها بجريمة الحرب
الطائفية التي أشعلت الأخضر
واليابس .. وكل ذلك حدث تواترا
ونتيجة للمشاركة في ما أطلقوا
عليه العملية السياسية التي مهدت
وساندت المحتل وأوجدت له قاعدة
تثبيته وثم ماذا أيضا .. قامت
الحكومة العميلة وميليشياتها
الطائفية بتهجير وقتل العراقيين
على جميع طوائفهم حتى فرغت الساحة
إلا من ثبتهم الله سبحانه الذين
لا يزالون مرابطون يضربون رؤوس
المحتلين والخونة ومن تبعهم ..
وبدأت تظهر عمالات من نوع جديد
ساعة بالصحوة وساعة بالمصالحة
وعفا الله عما سلف .. فمن قال إن
الله سبحانه سيعفو عن مرتكبي كل
جرائم الأرض وأبشعها التي
اقترفتها فئة ضالة مجرمة لم
تعترف بجرائمها للان أو تعتذر أو
تتوب عن فعلها توبة نصوح حتى يظهر
لنا من يروج لعفا الله عما سلف ؟
كيف يجلس من قتل له أخاه وأباه
وأمه وزوجته وأطفاله للا سبب إلا
سبب نفذته الوسائل البشرية
المجرمة التابعة للعملاء والخونة
وكيف يتصالح الشعب مع كل هؤلاء
القتلة والمجرمون حتى وان اصطبغوا
بلباس المحبة وحب الوطن , هؤلاء
جميعهم منافقين وان المنافقين لفي
الدرك الأسفل من النار ,ولا يمكن
أن يدع الشعب هؤلاء يلعبون مثلما
يريدون ويريد المحتلين فساعة
مجرمون سفاكون للدماء بأبشع
حالاته التي عرفتها الإنسانية
وساعة سراقون لصوص ينهبون كل
خيرات الوطن والشعب وساعة يدعون
حبهم للوطن ولوحدة الشعب العراقي
ووحدة الطوائف .. لا يجب أن تكون
الأمور بيد هؤلاء الخونة يلبسون
مثلما يفصل لهم المحتل ويريد ..
نعود إذن لجملتنا السابقة
الخيالية التي اعتمدنا فيها على
تواتر الأحداث ولنقارن بينها وبين
تواتر الأحداث الحقيقية التي حدثت
في العراق نتيجة لوجود هؤلاء
العملاء والخونة ومن رضا
بالاستعمار لأي حجة كانت أو مبرر
ونعيد القول : لو لم يتوجه البعض
في الدخول في ما يسمى بالعملية
السياسية لما حدث الذي حدث
ولانتصر الشعب على المحتلين وزمرة
الخونة والعملاء لذلك فان
الاشتراك بما يسمى بالعملية
السياسية في العراق هو اشتراك في
حقيقته المتواترة
بالعمالة السياسية بعينها
. ولذلك فمن يرفض المقاومة
ويتحايل عليها ويرفض الجهاد
لتحرير الوطن فهو فاسق فسق عن
ثوابت تعاليم الدين و حب الوطن
ومارس العدوان والبهتان واليهم
نختم كلامنا بخير الكلام :في
قوله جَلَّ جَلالُه
:
﴿
قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ
وأبناؤكم وَإِخْوَانُكُمْ
وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ
اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ
تَخْشَوْنَ
كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ
تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم
مِّنَ اللّهِ
وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ
اللّهُ
بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
) 24 التوبة |