تطل علينا الذكرى الثانية والستون لميلاد حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1947 .

تطل هذه الذكرى ومناضلي البعث اكثر صلابة واعمق ايماناَ واشد عزيمة واستعداداَ للتضحية من اجل المباديء العربية القومية الاصيلة التي تأصلت في نفوسهم كما تأصل النخيل في ارض العراق  .

فرغم المخاض العسير الذي عاشه حزب البعث العربي الاشتراكي وجماهير الامة العربية المؤمنة من المحيط الى الخليج في بلور الفكر القومي العربي ومنطلقاته النظرية طيلة عمره المديد وهو يتجاوز العام الثاني والستون نرى ان قيادات وكوادر الحزب تحملت  مسؤولياتها الاخلاقية والانسانية في العطاء والتضحية السخية لتثبت تلك المفاهيم والرؤى الخلاقة في حياة الامة هذا  من جانب  ومن جانب اخر اخذت دورها الشجاع والمقدام في التصدي للقوى الرجعية والطائفية وللامبريالية الامريكية والصهيونية فقاتلها  من خندق الى خندق بلا هواده ومع كل هذا كان ولازال الحزب يحمل هموم الامة ويبحث في ايجاد المعالجات الناجعة لها ...

وبعد الذي تعرض له البعث وقيادته الوطنية وجماهيره المؤمنة اثناء  العدوان الامريكي الصهيوني في اذار / 2003  فهو  اليوم يعيش حياة المقاومة والجهاد والتحرير ويتألق في معارك القتال الملحمي بكل صنوفها واساليبها مع قوى الاحتلال واعوانه وتخلى بكل كبرياء وشرف ورجولة عن كراسي السلطة المطلية بدهان العمالة والخيانة والولاء للاجنبي  وهو الان يتعرض لاعتى هجمه بربرية ثأرية شرسه ينفذها اعدائه الذين هم اعداء الامه العربية والاسلامية وأدواتها من عملاء الصهيونية والفرس المجوس الصفويين  وتتكالب عليه تلك الثعالب الجرباء لقهر ارادته الوطنية وتغييب فكره المبدع الخلاق والغاء دوره الريادي  والقومي والحضاري في التأريخ الحديث ، فالمعركة مستمرة ابتداءً من العدوان العسكري عام 1991 والحصار الجائر وما رافقه من مؤامرات مختلفة الاهداف والاشكال والاساليب وصولاً للعزو الامريكي البريطاني الصهيوني في اذار /2003 وما تلاها من  قرارات بريمر لاجتثاث البعث في محاولة يائسه لاجهاض تجربه الخلاقة في الوطن العربي والعالم .

ولكن ليخسأ الخاسؤون ...

وتبقى راية البعث عالية خفاقة ترفرف بزهو وتألق فوق ربى المجد وسوح النضال القومي ، وراية البعث راية المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها الجهادية هي التي اسقطت المشروع الامريكي الصهيوني وحليفهما المشروع الفارسي  الصفوي الشرير ...

ويبقى البعث قمر نيسان المشرق الوضاء في كل زمان وفي كل مكان  ولن تحجبه سحب الصيف المنقشعة وترهات الدجالين والخائبين من العملاء والخونة والجواسيس   ...