|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
توازن القوى بين إسرائيل والعرب ولعبة امتلاك النووي |
||||
|
||||
شبكة المنصور |
||||
عبيد حسين سعيد | ||||
في مؤتمر بازل بسويسرا 1897 خرج المؤتمر الصهيوني الأول بمشروع وعد
يقول بشر به هيرتزل كل شتاتهم:أن اليهود ستكون لهم دولة مستقلة بعد
خمسين عاما حدث ذلك في عهدة الدولة العثمانية التي كانت تسيطر على أغلب
الوطن العربي ومنها فلسطين فقد كان الدعوة كصرخة في يوم عاصف وعدت
آنذاك ضرب من الأوهام - كيف لمجموعة من اليهود أن تكون لهم دولة ولكن
الجهود الكبيرة التي بذلها اليهود وسيطرتهم على الإعلام والاقتصاد كان
أحد الأسباب المباشرة وراء تحقق الحلم ومنذ اعتراف أول دولة بها كانت
بذور القنبلة النووية تكمن في أحشاء قادة (البغي) من العصابات
الصهيونية .
فما أن أعلن عن قيام الدولة حتى بدأت اتصالاتها مع جهات ودول لغرض إنشاء مختبرات وأفران وما أن حل العام 1958 حتى استطاعت إسرائيل وبمساعدة فرنسية على بناء أول فرن نووي ,بدايةً ادعت إسرائيل انه مصنع منسوجات ولكنها اضطرت للاعتراف بأنها تريد بناء مفاعلات نووية لأغراض سلمية لكن الخبراء المختصين دحضوا ادعاءات إسرائيل بسلمية المفاعل حتى العام 1986 حين قامت صحيفة( الصانداي تايمز) اللندنية نشر تقرير فضحت فيه تستر إسرائيل على امتلاكها قنابل ذرية- أكبر من القنبلة التي ألقيت على هيروشيما ونكازاكي- بناءً على معلومات أفاد بها خبير إسرائيلي عمل في المفاعل النووي في ديمونه الذي أكد إن إسرائيل تمتلك حتى نهاية التسعينات من 75-130 قنبلة ووما يؤكد امتلاك سلاح ووجود إشعاعات خطرة تتسرب منه وان إسرائيل وزعت حبوب يود- تساعد على تقليص أضرار الإشعاعات على الغدة الدرقية رغم ادعاءات إسرائيل إن الأمر مجرد إجراء وقائي رغم تأكيد الكثيرين إن الأمر جاء عقب تسرب إشعاعي ورغم الصمت الذي يلف كل هذه الدولة وغموضها إلا أنها استطاعت أن توظف هذا الصمت والمخاضات التي مرت بها الكيان إلا انه في النهاية استطاع أن يمتلك قوة ردع نووية تقترب من قلب الوطن العربي وتفرد جناحها على كل عواصمه بامتلاكها قوة ضاربة وكنا نمني النفس في أن تمتلك إحدى الدول العربية أو الإسلامية وهذا الأمل كان يدغدغ مشاعر الوطنيين المخلصين وبالفعل أدرك العراق إن مسؤوليته الأخلاقية تفرض عليه واجبات حفظ ماء الوجه العربي اللذي مرغت وجهه اتفاقيات كامب ديفيد, وبات من المستحيل على مصرأن تبقى قاعدة انطلاق قومية – بعد وفاة البطل الخالد جمال عبد الناصر- فكان العراق هوالسمع والبصر والبصيرة باتت تقع عليه المسؤولية الأخلاقية في تأمين عناصر القوة والمنعة للأمة العربية فكان عليه أن يعمل على اقل تقدير أن يوازن بين قوة إسرائيل التوسعية وقوة تقف مكافئة لها فكان مفاعل تموز رد مباشر على ضمور الهمم العربية والذي كان يهدف لعقلنة الخطاب العربي ويدفع الذل عنهم ولكن انشغال العراق بحربها مع إيران سمح للكيان الصهيوني تدمير( بيضة) النهوض والتطور العلمي ودرعاً يحمي تاريخها ومستقبلها ولما أصر على موقفه بدأت تحاك ضده المؤامرات تلو المؤامرات منعته من تحقيق الحلم العربي . آن الهجمة الشرسة ضد الإسلام والكيل بمكاييل المصالح والسياسة دفعت جعلت من العالم الباكستاني المسلم (عبد القدير خان )أن يترك عمله في هولندا ليعود بعقل وقلب ينبضان حباً وحسرةً على ما آل إليه حال الأمة الإسلامية ولا بد أن تخرج الأمة من حالة الضعف والرضا بالأمر الواقع ومنها (باكستان) التي تعيش صراع مزمن مع الجارة اللدودة الهند التي أصبحت تمتلك سلاح نووي وأثمرت جهوده عن دخول باكستان النادي النووي وهذه المرة الأولى التي تمتلك فيها دولة إسلامية مؤيدة للحق العربي سلاحاً نووياً وتدعو لاستعادة الحقوق العربية المشروعة في فلسطين ولها شهداء سقطوا وهم يدافعون عن الحق العربي في فلسطين جنباً إلى جنب مع أخوانهم العرب حروبهم مع الكيان الصهيوني . لكن هذا الأمر سرعان ما انحرف انحرافاً كبيراً عقب انهيار البرجين في الولايات المتحدة 2001 عندما استسلمت باكستان بعد أن خرج الرئيس بوش بخطابه اللذي خير العالم (من لم يكن معنا فهو ضدنا) بين أن يكونوا إما مع أمريكا أو ضدها ...
فانساق الكثير خوفاً من هز العصا فسقطوا في حبل الكذبة الأمريكية المسمى(الإرهاب) والتي أثبتت الأيام انه مفصل على مقاسات (الإسلام )لتصبح باكستان إحدى الدول التي عبر من خلالها جيش أمريكي مشبَّع بالكراهية للإسلام بعد أن أعلن بوش ش(إنها حرب صليبية) وهكذا أصبحت باكستان هي الأخرى قد سقطت في هاوية السياسة الأمريكية بعد مصر التي خرجت من خانة الدول الأكبر (الأعظم عربياً) تاركة منطقة من أسخن مناطق الصراع في العالم لتبقى الكيان الصهيوني القوة النووية المتقدمة المخترقة لامن الأمة العربية والإسلامية وليصبح السلاح النووي لعبة ضغط على الأنظمة العربية مكتفيةً بدور الوسيط الذي يقف بمسافة واحدة بين الضحية والجلاد تاركاً الدولة العبرية تضع العصي في دواليب الوفاق بينهم حتى استنوقت كبير عدد منهم ولكنها هذه المرأة أخطأت قراءة التاريخ فقد كشفت مخططاتها الاستيطانية إنها لا بد زائلة وستعود الأرض والمقدسات وقد بدت تباشير ذلك في العراق وأفغانستان وفلسطين فقد سلم الصهاينة بضعفهم أمام المقاومين في غزة رغم الوحشية والسلاح المحرم إلا أنها لم تستطيع أن تتقدم شبراً واحداً فانكفأت مدحورة تجر أذيال الخيبة وعلى الطرف الآخر أعلن الاحتلال الأمريكي انسحابه من العراق وكذلك أعلن الأمريكان عدم تحقيقهم أي انتصار في أفغانستان وهنا ظهرت الحقيقة التي طالما تهرب منها أدعياء الاستنواق العربي رغم وضوحها والتي تقول: إن سلاح المقاومة أقوى من كل الأسلحة الأخرى مهما تكن من قوة وتدمير حتى وان كانت السلاح النووي نفسه. |
||||
obeadhs@yahoo.com | ||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||