بعد انهيار الرأسمالية
العالمية، هناك تغييرات قادمة على
العالم ستحد حتما من تغول اميركا
على الشعوب ومن ضمنها الشعب
العربي. فالانهيار الاميركي بدأ
داخليا وخارجيا، داخليا بانهيار
اقتصادها الوطني، وخارجيا بانهيار
قوتها العسكرية، فخسائرها في
حربها الظالمة، على افغانستان
والعراق تعد خسارة فادحة في
الأموال والرجال والعتاد، ناهيك
عن سقوط سمعتها الاخلاقية في
الحضيض.. واتوقف قليلا عند
افغانستان، واحتلال الاتحاد
السوفيتي له، وسقوطه في المستنقع
الافغاني، الذي اثمر انهياره،
وتفككه وبعد ذاك السقوط بعقدين
تقريبا، سقطت اميركا في المستنقع
الافغاني، والنتيجة الحتمية لذاك
السقوط ستكون هي اسباب الانهيار
الاميركي القادم، وبعد الانهيار
الاميركي القادم حتما سينهار كيان
الغاصبين الذي يستمد قوته
العسكرية والمادية والسياسية،
والاجرامية من اميركا.
العراق ينزف دما، وبوش الكاذب
اعلن في اكثر من مناسبة، بانه
احتل العراق من اجل تحقيق
الديمقراطية، لكنها ديمقراطية على
الطريقة الاميركية، اي فرش الدروب
والاماكن بالمشانق وبالجثث
وبالنعوش وبالدم، بالمعتقلين
وبالمعذبين، وبالمعاقين،
وبالمساجين، بالايتام، بالمشردين
وبالثكالى، كما ان ديمقراطية
اميركا تعني ركوع العرب شعبا
ومسؤولين تحت أقدامها،
لاستعبادهم، واستعمارهم، واحتلال
اراضهم، ونهب ثرواتهم وتراثهم،
والاجهاز على مقدساتهم وثقافتهم
وتاريخهم، وكرامتهم، ومحاكمة،
واعدام، واعتقال كل من يجرؤ على
الخروج عن طاعتها.
ولقد ثبت للقاصي والداني بان
الديمقراطية الاميركية، تعني
تعميق اوتاد الصهاينة، على كل ارض
فلسطين، ودعم تهويد مدينة القدس،
ثم المماطلة والكذب على العرب
بالوعود الزائفة، والمؤامرات وزرع
العرقية والطائفية والاقليمية بين
العرب، ثم اتهام من يقاوم احتلال
ارضه وبلده بالارهابي.
نعرف بان الديمقراطية تعني حكم
الشعب وليس التحكم به، لكن
الديمقراطية الاميركية تعني
التحكم بالشعوب، الشعوب بدأت
تنتفض ومنها الشعب العربي الذي
يعيش حالة مخاض، وسيقاوم حتى
ينتزع حقه في استعادة ارضه
وتحريره، واستقلاله كما ينتزع
البطل حقه من فم الأسد.. خاصة بعد
ان بدأت اميركا بالانهيار وبدأت
شمس امبراطوريتها بالمغيب كما
غابت شمس الامبراطورية البريطانية
قبل عقود.
الايام حبلى بالمفاجآت، ولا
مستحيل تحت الشمس، لان
الديمقراطية على الطريقة
الاميركية جلبت لأميركا الانهيار
والعار، وستجلب للمستعبدين وللعرب
الحرية والاستقلال اذا عرفوا كيف
ينفضون الخوف من اميركا ويستغلون
فرصة انهيارها
!
|