شبت نیران هائله یوم الجمعه المصادف 12/3/2009 وفي تمام الساعة 9:00 صباحا فی نهر الکرخه ناتجه عن تفجیر انابیب النفط فی قریه قلعه سحر مابین مدینه الاحواز ومدینه السوس، وغطت تلك النيران سماء مدینه السوس بسحابة من الدخان الهائل نتجت عن تلك الحرائق الناتجة عن ذلك التفجیر،التي سرعان ما جرى إخمادها،ولكن لم تمضِ ساعات معدودة على توقف تلك النيران التي إعتقد البعض أنه قد تم اخمادها،ما لبثت النيران أنْ توسع لهيبها فبعد فترة زمنية وجيرة وفي الساعه 4 مساء،فقد اشتعلت مرة اخری بعد أنْ تسرب النفط فی نهر الکرخة المجاور للانبوب واتسعت البقع النفطية مع جریان المیاه الی أنْ وصلت الی قرية الحلاف الاولی فتصاعد لهيبها مجدداً بحیث وصل ذلك اللهيب،حسب شهود عیان من اهالی القرية،الی إرتفاع يقارب الـ 60 متراً مما اثار الذعر بین الاهالی،كما خلفت اضراراً کبیرة فی میاه نهر الکرخة والاراضي الزارعية ومضخات میاه الفلاحین،نجم عن ذلك التسرب النفطي .

وفور نشوب الحریق هرعت السیارات المزودة بالمياه وعربات اِطفاء الحرائق فضلاً عن تحليق السمتیات العسكرية فی السماء، وحاولت جميع تلك الوسائل عساها أنْ تنجح في إخماد النیران لکن دون جدوی،بحیث أصبحت النیران فی النهر خارجة عن نطاق السیطرة من قبل رجال الاطفاء بعد محاولات عدة.وكان عليهم الرجوع من حیث أتوا،الامر الذی اثار غضب أهالی القرية لعدم انجاز واجبهم في اخماد النيران الكثيفة المشتعلة،إذ أن البقع النفطية الواسعة الذي بات تدفقها وهی مشتعلة أخذت مجراها المحترق وبامتداد جریان المیاه،ففی تمام الساعة 6:00 مساء تم اخماد النیران لکن البقع النفطیه كانت مستمرة فی جریانها الی مدينة الحمیدية وسد الحمیدية الذی یسمی بسد بنی صدر الذی تم بناؤه بهدف تجميع میاه الکرخة لری مشروع قصب السکر الاستيطاني،فإذا عبرت السد فإنها ستحل الکارثه الکبری،ألا وهی تلویث اکبر هور فی المنطقة والذي يسمى بهور العظیم ما بین الحدود الاحوازية ـ العراقية والخسائر الناجمة عن هذه الکارثة تصبح بليغة جدا .

ومن جهه أخری صرح ما يسمى بـ((محافظ الاحواز)) المدعو حجازی قائلا : "الی الآن قد تلوث 90 کیلومترا من میاه نهر الکرخة جراء النفط المتسرب،وحتى لحظة نقل هذا الخبر وهو یوم الاحد الموافق5/12 لم تتم السیطره الکامله لجمع النفط المتسرب في النهر" .

أما المدن الذی یتم عبور النهر منها وهی مدينة السوس،الحویزة،البسیتین والحمیدية تعیش الآن وسط انقطاع الکامل لمیاه الشرب بسبب تلوث المیاه،بات نقل المیاه الی الناس يتم بواسطه صهاریج نقل المیاه ووسط هذه الظروف التعیسه زار رئیس مدیریه الحمیدیه عند الساعه 6:00 ولفتره ساعتین فقط،وبعد ان تم اخماد النیران دون تنفیذ أوامر ملموسه لتفادی الکارثه،الأمر الذی أثار غضب الاهالی وهو عدم الحضور السریع للأجهزة المتخصصة في إطفاء الحرائق لاخماد النیران علما انه واثناء نشوب النیران تم اطلاع رجال الاطفاء بهذا الامر عبر الاتصال الهاتفي العاجل .

وكانت ذات الحالة المأساوية التي شهدتها المدن السالفة الذكر،قد شملت القری الأخرى التي تقع فی مجری البقع النفطیه،والقرى تلك هی : قریه جمیم أوصیله،وغدت مدینه الحمیدیة فی حالة خطرة جدا وتثیر القلق بحیث یتم تلویث أخصب الاراضی الزارعیه فی المنطقه وایضا میاه شرب الناس،ومما یذکر ان طول هذه الانبوب النفطي يبلغ 150 کیلومترا أما قطره 18 إنج وینقل النفط من مدینه عیلام العربية الی خزانات النفط  فی مدینه الاحواز العاصمه،وفی قریه الدغاغله على وجه التحديد،هذا وقد صرح مندوب مدینه الحویزه محذراً من أنه إذا لم تتم السیطرة على البقع النفطیه قبل وصولها الی سد الحمیدیه،فإنَّ النفط سيتسرب الى هور العظیم وبالتالي سيتم تدمير النسیج البیئوی للهور،ويعد ذلك من اکبر الکوارث البیئیه .

من جهه اخری صرح نائب محافظ الاحواز السید طباطبائی ان الانفجار هو غیر ناتج عن ((عمل تخریبی))،وإنما الاِنفجار قد نجم عن تآکل لخطوط النفط والأنابيب التي إنقضت فترة مديدة التي تتطلبها إعادة اعمار هذه الانابیب،وزعم أنَّ السلطة الفارسية الحاكمة ستقوم بتصلیح خلال مدة وجيزة ، ولکن شهود عیان قد أكدوا بعد تلك الوعود المخاتلة علی انهم سمعوا صوت هائل ناتج عن انفجار الانبوب واشتعال النیران  !!.

وإضطر قائم مقام مدینه الحویزه السید قائد اسلامی إلى الإعتراف بأنَّ میاه مدینه الحویزه ملوثه بالکامل وذلك ناتج عن تسرب النفط فی میاه الکرخه والان یتم نقل المیاه الی الناس بواسطه صهاریج المخصصه لهذا الامر،دون أنْ يشير إلى دور السلطة الفارسية في معالجة الأوضاع الشائكة لسكان هذه المدن والقرى .

وإنفجار آخر فی مدينة المحمرة !

هذا وسمعت عده انفجارات هزت مدینه المحمره فی یوم الاحد عند الساعه 8:00 صباحا / في اوساط شهر فبراير الماضي 2009 / وبالتحدید فی قریه المحرزی،وقد سُمِع دوی الانفجار فی انحاء بعیده من المدینه لاسباب غیر معروفه ، وصرح قائم مقام المدینه قائلا : ان هذه التفجیرات هی ناتجة عن تفجر الغام متبقیه منذ الحرب الایرانیه العراقیه،وفق مزاعمه،وأضاف: أنه یتم تفجیرها کل اسبوع بعد ان یتم الاعلان المسبق وهذه الاصوات اصبحت طبيعية لاهالی مدینه المحمره . لکن اعلان القائم المقام جاء وسط تفجیرات غریبه تختلف عن المرات السابقه من حیث القوه وشده التفجیر بحیث اثارت حالة من الذعر والخوف ما بین المواطنین فی المدینه،مما أثار العديد من التساؤلات والاِستفسارات  .