يتداول العرب مقولة (عذر اقبح من فعل) على نطاق واسع. والعذر اقبح من
الفعل في الاعم الاغلب تنطبق على من يقف على سمات وخصال شخصية غير
متوازنة وينقصها الدراية الاجتماعية في ابسط مقومات التعامل. ومن يوصف
بعذر اسوأ من فعل انسان نزق ولا يجالس وجهاء القوم لان وصفه بهذا الوصف
يجعله مذموم الحضور غير مطمئن في المنطق والتصرف .
المالكي صرح في استراليا ما مفاده (ان المليون ونصف المليون عراقي
الذين قتلهم هو واعوانه والاحتلال الذي جائوا به ليسلمهم حكم العراق
الجديد هم تضحيات لابد منها للتحرير) الى هنا والقول قابل للاخذ والرد
.. غير انه اضاف (وان نظام صدام حسين كان سيقتلهم لو لم يغير !!!) ...
وهنا تكمن الفاجعة والكارثة فيما قاله الرجل المعجزة الذي عثرت عليه
اميركا في اسواق اليانصيب ليقود قطار الوطنية العراقية تحت سيطرة
الاحتلال.
أصدقكم القول اني لاول مرة تمنيت نفسي متخصصا في التحليل والطب النفسي
مقرونا بقدرات كاتب يقف على لغة ادبية متفردة لكي اتمكن من الولوج الى
طيات وانحناءات هذا الفكر المنحرف الذي يتعارض مع ابسط مقومات
الانسانية ويتعارض ايضا مع كل ما هو متداول من مشارب الفقه والشريعة
والتفسير السماوي والوضعي لقيمة حياة البشر التي نزلت من اجلها
الديانات السماوية وشرعت القوانين الوضعية واقيمت القرى والمدن والدول.
انه تعبير مريض صادر عن نفسية منحطة وضيعة لا تخاف الله ولا تستحي من
عباده. انه سقوط في افتراض لا يلفظه الا مجرم متمرس وعقائدي في السادية
وفنون الكفر وانحطاط الذات واحتقار الحياة البشرية التي اجلها الله
سبحانه. ويفسر توجهات مؤسسة على احتقار ارادة الله والتلاعب الاحمق
بمشارب هذه الارادة الربانية. وتكشف عن شخصية لا تقيم أي وزن للانسان
كقيمة عليا بكل قواعد ومفاهيم الدين والايمان وتضعه مثل قطعة حجر في
التاسيس لقنطرة او جسر من ارواح الناس للوصول الى الانا الشخصية
والحزبية الغادرة الجشعة البشعة, الخسيسة المنغمسة في دهاليز الظلامية
والغدر والخيانة والعمالة.
لا اظن ان قواميس الاجرام والسياسة, الا ربما ما تنطق به بعض ألسن
ممثلي أدوار المافيات الاجرامية في افلام عصابات الموت والافيون
ولصوصية البنوك, قد سجلت على نفسها وثيقة اعتراف بالاستهتار بحياة
الناس كالتي سجلها هذا القزم الخرف المجرم. اعطوني إن استطعتم ما لم
اسمعه او اقرأه في كل حياتي عن سياسي او حاكم او سفاح وضع لنفسه قواعد
وتسويغ من هذا النوع! انه يرى ان قتل مليون ونصف المليون عراقي امر
بديهي كتضحية (ضرورية) لكي يمسك هو وحفنة المنحرفين العملاء الخونة
الحكم تحت قيادة الاحتلالات الامريكية والايرانية والصهيونية, والانكى
والادهى انه يفترض ان هؤلاء كان سيقتلهم نظام صدام حسين .. في محاولة
بائسة لتبرير القتل. ان الذي يجب ان نؤكده هنا هو ان هذا القول هو ليس
مجرد سقطة للمالكي بل هي تعبير دقيق عن منهج باطني لحزب الدعوة العميل
ولبقية الاحزاب الصفوية المجرمة كلها على الاطلاق. وانا شخصيا التقيت
اواخر عام 2006 في بغداد صدفة برجل عرفت فيما بعد انه احد منظري وقيادي
حزب الدعوة العميل حيث صرح في ذلك المحضر بان (تحرير العراق يستحق ان
يهلك من اجله نصف الشعب العراقي). ان المالكي هذا يستهتر بحياة شعبنا
الى حد لم يصل اليه أي مجرم في تاريخ البشرية, فالنازية المفترضة ذبحت
مَن هم بمقام العدو لها، غير ان المالكي يبرر قتل ابناء شعب يدّعي
خاسئا انه شعبه ويتولى مسؤولية حكمه !!..
لنفترض جدلا ولاغراض التفكير المجرد .. ان نظام صدام حسين رحمه الله
(حاشاه) كان سيقتل هذا العدد من ابناء شعبنا .. فلماذا تبيح لنفسك ان
تقتلهم انت واسيادك واوغادك بعد ان صار صدام حسين ونظامه خارج القدرة
المفترضة كذبا وتزويرا وباطلا على قتلهم؟ اذا كنت ايها المفتري ترى في
نظام صدام حسين رحمه الله قاتلا لهذا الرقم المخيف من العراقيين
الابرياء، فلماذا تبيح لنفسك واسيادك المجرمين ان تقتلهم انت؟ هل يوجد
في قواميس السياسة او الاجتماع ما يبيح لانسان او نظام ان يقتل هذا
العدد من ابناء شعبه بافتراض ان من سبقه في الحكم (مع سفاهة المقارنة)
.. محض افتراض .. انه كان من الممكن ان يقتلهم؟
اية سفاهة وانحراف وجنوح عقلي واخلاقي هذا الذي يفصح عنه من تطبل له
اميركا وكل ابواق الاعلام المأجور على انه وطني ويصلح ان يكون زعيما؟
ولماذا لم ينطق أي لسان اجرب ولو بكلمة استنكار لهذه التصريحات
العجيبة؟
هل يمكن لانسان سوي ان يسمح لنفسه تبرير انهار الدم البرئ بهذه الغواية
والظلالة والكفر؟ وهل ينبري لنا فطحل اعلام او علم اجتماع او علم نفس
او طبيب نفساني ليوضح لنا مقومات القيادة والروح البشرية التي يمكن ان
تستهتر بحياة البشر بهذه الطريقة الفضّة الصفراء الكالحة؟
غير ان علينا هنا ان نستذكر حقائق تؤكد ان هذا هو نهج زعماء وازلام
ايران الذين سجلت لهم صفحات التاريخ ابشع انواع الجرائم في :
1- زج مئات الالوف من الايرانيين في معرك قادسية صدام المجيدة يتم
باجسادهم الممزقة ازالة حقول الالغام العراقية في موجات انتحار لم
يعرفها تاريخ العالم والهدف هو تحقيق خرق في جبهة كيلومتر واحد في جبهة
قتال طولها 1300كم، لتفتح الطريق لآليات ودبابات الجيش للتقدم.
2- القتل بدم بارد لعشرات الالاف من الجنود والمدنيين العراقيين في
صفحة الغدر والخيانة الشعبانية ودفنهم في عشرات المقابر الجماعية التي
استخدموها مع الاحتلال الامريكي كذبا وزورا وبهتانا على ان نظامنا
الوطني هو الذي سببها لتبشيع صورته خسئوا وخاب سعيهم.
3- قتل عشرات الالاف من ابناء شعبنا في معارك القاطع الشمالي في قادسية
صدام المجيدة باستخدام سلاح السيانيد الكيمياوي والقاء التهمة باطلا
وزورا على نظامنا الوطني الذي يعرف العالم كله انه لا يمتلك ولم ينتج
هذا السلاح.
واخيرا نقول ... ان حبل الكذب قصير ايها الاوغاد .... ان دولة صدام هي
دولة القانون والمؤسسات والقانون هو مَن حكم على من تتباكون عليهم من
ازلامكم عملاء ايران وسماسرتها ومرتزقتها وطابورها الخامس.
ولايسعنا الا ان ندعو المالكي وزبانيته الى مزيد من هذه التصريحات
المريضة التي تكشف عن وساختهم واصابتهم المزمنة بمرض الاجرام والفساد
والافساد، وتؤكد لشعبنا ان المقاومة والمقاومة المسلحة وما يسندها هو
الطريق الوحيد للتحرير والخلاص. |