ها انت ذا ابن العراق البار ... الذي يختزن التاريخ في طيات وجدانه .. تاريخ أهوج سجله رفسنجاني في اعلان الحرب على عراقك ومدها لثمان سنوات احرقت اليابس والاخضر واكلت مئات الآلاف من قطعان العجم التي ساقها رفسنجاني الى حفر الموت الاكيد وهو يلهث لتحقيق موطأ قدم في ارض العراق العصية المحرقة. تاريخ تمزيق اجساد الاسرى العزل العراقيين بربطهم الى سيارات تتحرك باتجاهات مختلفة ودفن المئات منهم وهم احياء. وتعريض الآلاف منهم الى ابشع صنوف التعذيب النفسي والجسدي ليرضخوا لفكرة التجنيد ضد بلدهم في فيلق الغدر الحكيمي الفارسي، فيلق بدر. تاريخ رفسنجاني المخلل بدماء اطفال مدرسة بلاط الشهداء ومؤسسات مدينة الطب التي مزقتها صواريخ الفرس الحاقدة على الاسلام والعروبة.

ها انت تنتصر لعراقك .. بلا سياسة .. بلا انظمة تؤيدها او تعاديها, بلا اسماء يتوافق معها هذا ويتعارض معها ذاك ... اغضب وتحول الى صقر او اسدا او نمرا عراقيا لا يغازل الكلمات المنافقة ولا يبحث في قاموس الدبلوماسية ... اغضب .. ضع الاحزاب والسياسة جانبا .. وتوزّر بعراقك المغتصب الجريح .. توزّر وتوشّح بسمرة وجهك التي لن تغزوها صفرة السماء اللندنية الملبدة بالغيوم .. اغضب .. فلا أخ لنا الا العراق .. لا أب لنا الا العراق ..لا شرف لنا الا العراق .. لا دين لنا الا في حضرة العراق ... لا وزن لرجولتنا الا اذا حررنا العراق ... لا عشيرة ولا تاريخ ولا الق ولا شموخ الا بالعراق يا محمد يا نعيمي الشيخلي ..

استقوت ايران رفسنجاني علينا باميركا والصهيونية, بل بكل الماسونية وادواتها الشرقية والغربية, العربية والمستعربة ... لم يغلبنا رفسنجاني وعبد اللات ونوري جواد العلي .. لا فخر لهم ان جاءوا صعاليك تذروهم رياح الغزو ... تف عليهم اقزام اراذل .. تف عليهم قوادون وادوات عهر .. ما غلبونا يا محمد .. لم ياخذوا العراق بطريقة شرعية لا بانقلاب ولا بانتخابات ... اخذوه عبيدا للاحتلال ... فكيف يصدق احد انهم سيعيدوه لاهله الا ان نكسر انوفهم؟ كيف يصدق احد انهم سيغادرون مع اسيادهم بقبلة فرنسية ومداعبة اذقان خليجية؟ حيّ على الجهاد اخي محمد .. حيّ على الجهاد لنؤذنها وليسمع مَن يسمع وطظ والف طظ بمن لا يسمع.

لقد خرجنا من عنق الموت مخضبين باكفان ملايين الشهداء .. وركبنا صهوة التحرير .. عام .. عشرة .. مئة عام .. سنحرر العراق باستخدام التراب سلاح ويخسأ من يغلطني في فعالية التراب العراقي كسلاح تدمير شامل .. سنحرر العراق بعزيز الارواح ونزف الرقاب .. سنتوحد بل قل توحدنا ... سنعي بل قل وعينا .. سننفجر بل قل انفجرنا .. انا وانت عاشرنا انفلاق الليل بصهيل الانفجارات وازيز الرصاص .. انا وانت عرفنا كيف يغزو الرجال محاجر المخانيث ودهاليز مخابئهم .. انا وانت نعرف حين تختبئ المنطقة الغبراء كل ثانية وكل ساعة وكل يوم تحت اقدام المارينز وتستجير بكلابهم .. انا وانت نعرف اللافتات التي تمتلئ بها المنطقة الغبراء معلنة عن انتحار او قبر الجواسيس والعملاء .. آلاف اللافتات يا دكتور محمد من اعضاء لجان الاجتثاث ومواكب الوزراء والحقراء ومرتزقة الحمايات واساطين اطلاعات .. انت وانا نعرف من قبر بين كربلاء وبابل والنجف والقادسية وهو لا يدرك من اين كشف امره ومن اعاد الى راسه العمامة التي دسها في حذاءه خوفا وهلعا قبل ان يصعد مدلسا مع ابليس الى نار جهنم وبئس المصير.

الاحتلال سيدي هو الاحتلال ... ونتائجه هي التي جاء من اجل ان ينفذها ولا يمكن وفق أي قانون او منطق ان يساير المحتل لالغاء اجندته، بل ان كل الشرائع والقوانين وتاريخ البشرية تقر ان تغيير مسار اجندات الاحتلال هي بلي ذراعه وكسر انفه وتقزيم قدراته وصولا الى ارغامه على الفرار.

لقد سوغ لنا المنهزمون والعملاء والاجراء عملية التسوية مع الكيان الصهيوني المغتصب وما زالوا وها هي الامة كلها ترى بالعين المجردة انها كانت عملية جر لرقابنا الى مذابح الاعداء ولم ولن نحصل على أي شئ مقابل ان اننا اعطينا شرفنا.
كيف يكون لعميل مثل المالكي ان يتحول الى وطني .. والمشكلة انه ليس عميل لجهة واحدة فقط بل هو عميل مركب. بمعنى انه ان حاول ان يخطب مهاترا ضد الاحتلال فانه مغمور من قمة الراس حتى اخمص القدمين بالعمالة والولاء الطائفي والسياسي لايران. وهكذا حال الاخرين.

ها انتم ذا ترون كيف ان قناة الديمقراطية هي محطة الاعلان عن ولاءات اشباه الرجال للعمالة والخيانة ومنها يطيرون الى بغداد الجريحة بعد ان تكتمل دورات تدريبهم وتوثق مصداقية ولاءهم لحكومة المنطقة الغبراء.

لا .. لا جدال في الاسلام .. لا جدال في الاحتلال .. لا جدال في ان الاحتلال يطرد بطريقة واحدة هي الضرب على راسه. وكما قلت لجنابك في مخاطبة سابقة ان العمل السياسي المقاوم او للمقاومة شئ والتعامل مع العملية السياسية القبيحة للاحتلال وعملاءه شئ آخر.

مرحبا بصوتك العراقي الاصيل ومن خلالك نوجه التحية ايضا لشريكك في اللقاء الدكتور مثنى.
ختاما اخي الكريم .. نحن لا ندافع عن نظام او عن اشخاص ... نحن ندافع عن العراق .. غير ان البعض من العراقيين او بالاحرى حملة الجنسية العراقية من ارباب الاحتلال يرون طريقا واحدا لتسويغ عمالتهم وهو طريق شتيمة النظام الوطني العراقي القومي العروبي المسلم الذي غدر به الغزو والاحتلال وتجار الوطنية ونرى ان من الواجب ان نفضح هذا النهج لانه نهج يطوع الناس للبديل الوسخ.

عاش العراق .. عاشت الامة .. النصر للعراق المقاوم