مقدمة
الفصل الأول: ما ضاعوا وما ضيعوا.
الفصل الثاني: الخيال الصهيوني
وواقع العراق.
الفصل الثالث: عقود الصراع.
الفصل الرابع: تطور أساليب
العدوان والتحالفات.
الفصل الخامس: أهداف الغزو.
الفصل السادس: همسات على أسوار
بغداد.
الفصل السابع: المحتل وأذياله
وحكم الله فيهم.
وحتى يأذن الله بنصره.
مقدمة
ما كانت لتطوى الأوراق ويتحجر حبر
الأقلام إذ تُغتصب أرض، وتُدنس
حرمات وتقتحم قلعةٌ هي من أعصى
القلاع منعة، فاليأس ليس من صفات
المؤمنين، الصابرين، المحتسبين،
المطمئنة قلوبهم بعدالة قضيتهم،
وصدق إيمانهم، وعون الله سبحانه،
ناصر المؤمنين، مخزي الكافرين،
مذل المنافقين، ولو بعد حين، وحتى
تُمتحن السرائر، وتنجلي المعادن،
ويتميّز الغث من السمين، ومن
يتجذر في طين الأرض، ممن يغادرها
تذروه رياح التطهير، {فَأَمَّا
الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء
وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ
فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ }(1).
على الإسلام والعروبة، تعددت
المؤامرات وتنوعت وكثرت حبائلها
وتلونت حتى تشابك غزلها وضاع على
المتلمس رأس خيطها، وتدانت
النوايا وتباعدت، وبودلت الأدوار
حتى ضاع الأبطال بين جوقاتهم،
وكثر التصفيق حتى شُلت الأيدي،
وكُسِّرت الأقلام حتى استحالت
سكاكين، وأعجمت الأفواه حتى ضاع
الفصيح وقلَّ المليح، وتكاثر
النحيب حتى استُضحك الأنين
والآهات، فهُزم العرب كل منهزم
وانتصرت العروبة أجلّ انتصار،
وخُذل المسلمون وذلت رقابهم وعزَّ
الإسلام وعلت راياته، وضُيعت
الأوطان، فتمخضت الأمة أملاً في
عسرتها، ونورا في ظلماتها، ويقظة
من غفلتها، ونهضة من سباتها، فما
مات الوليد، لكنه غُيب في جبِّ
الغدر والخيانة، وسيخرج كما خرج
يوسف ولن تراوده زليخة ليهمّ بها
وإن همّت به، فقد تعالى التكبير
وأطبق صداه على الآفاق، واستُلَّ
سيف الجهاد الأليس، هنا في
العراق، وقبله في فلسطين، ولن
يغمد حتى تتحرر الأرض ومن عليها
بإذن الله، ولو أُريق الدم الطهور
وتحدّر أنهاراً ووديانا.
ولكلٍ من هذه المؤامرات أسبابها
ودوافعها، فلنتلمس في تلافيف
العقول وزعفران السطور ومطويات
الدهور وخبايا النفوس هذه الأسباب
وتلك الدوافع، ونحاول كشف
مستورها، ونميط اللثام عن
مجهولها، ونوطن مستوحشها، وهذه
محاولة في سبر غورها، منطلقين من
أرض الجهاد والرباط، عراق العروبة
والإسلام، صهوة جهاد صدام وجنده
الأفذاذ، وفاءا لهم وعرفانا بعظيم
فعلهم، نسأل الله تعالى فيها
سدادا، فهي خالصة لوجهه الكريم.
والحمد كل الحمد لله ناصر
المؤمنين ومخزي الكافرين ومذل
المنافقين، والصلاة على نبيه
المصطفى الذي أوقد جذوة الجهاد في
سبيل الله إلى يوم الدين، والسلام
خالصاً لجند الرحمن الميامين، على
ثرى العراق المدنس برذيلة
الخنازير ونار المجوس، وفي ثغور
فلسطين المنافحة عن مآذن الأقصى
وقدسها الشريف، وربى الجولان
الباكية المتلهفة لحضن أمها،
وتخوم العرب في الأحواز الصابرة
على جور المجوس وعمائم الشيطان،
وكل أرض العرب والمسلمين، من
الذين باعوا، فنعم البيع بيعهم
ونعم المربح ما ربحوا فـ{إِنَّ
اللّهَ اشْتَرَى مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ
الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ
وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ
حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ
وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ
أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ
فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ
الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(2)،
والله تعالى نسأل رحمته وجنان
خلده للشهداء الأكرمين الذين
سبقوا ومن تبعهم على أشواك الدرب
إلى يوم الدين، ممن لامسوا
بتضحياتهم خيوط شمس الحرية وغزلوا
من ضياء أقمارهم جحافل ثورة وظفر.
ـــــــــــــ
(1) سورة الرعد
الآية: 17.
(2) سورة التوبة
الآية: 111.
الفصل الأول
ما ضاعوا وما ضيعوا
ما امتُحنت أمة بأعاصير الشدائد
والمصائب كأمتنا، وذلك من نِعم
الباري جلَّ في علاه، ليتصلب
عودها وتقوى شكيمتها، كلما
اجتاحتها بريحٍ صفراء أو سوداء،
من ظلمات شرقٍ حيث صلف وعنجهية
المجوس وهمجية التتر والمغول ومن
تتبع آثارهم، أو من غربٍ حيث كفر
الروم وصلبان شركهم المنتصبة تعلو
هاماتها شمعدانات بني صهيون تتقد
حقدا وخبثا ومكرا، وليتعمق
الإيمان في نفوس أهلها، وتُفرّق
صفوف العالقين بجسدها، من
المنافقين، المدنسين، و{لِيَمِيزَ
اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ
الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ
بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ
فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً
فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ
أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}(1).
وما كانت أعاصير الكفر والنفاق
لتعصف بالعراق فتستبيح حرمات أهله
يوم التاسع من نيسان عام 2003م،
وما كانت لتضيع فلسطين قبله، ساعة
إعلان اليهود عن تأسيس كيانهم
الصهيوني على أرضها في الخامس عشر
من مايس عام 1948م، وما كان إقليم
الأحواز ليقتطع من جسد العروبة
ويختطف من حضن العراق في نيسان
عام 1925م وضمه إلى إيران
بالتواطؤ مع بريطانيا، ومن ثم
إضافة أراضي ومياه عراقية إلى ما
اقتطع من قبل وفقا لمعاهدة عام
1937 التي أُبرمت بإرادة
الامبريالية البريطانية أيضا، وما
كانت لتُسلب جزر العرب في خليجهم:
أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى
من جسد العرب وتهدى إلى الفرس عام
1970م، وما كانت لتهدى قبل ذلك
الاسكندرونة إلى الأتراك، لو كان
العرب يحب بعضهم بعضا، ويحرص
أحدهم على أخيه، ويحب له كما يحب
لنفسه لو كان الإيمان عامرا في
القلوب، فهذا من أعظم شروط
الإيمان، فلا يكتمل إلا به، ولا
يصلح حال الدنيا إلا بإفشائه، وقد
قال معلم الأمة وموحدها وقائدها
محمد صلى الله عليه وسلم، وهو لا
ينطق عن الهوى: " لا يؤمن أحدكم،
حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "(2).
وقد خالف ولاة أمور العرب قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فزرعوا بين العرب المسلمين كل
أواصر الفرقة والانطواء منذ زمن
بعيد، بعد أن استضبعوا عليهم
واستربنوا أمام أعدائهم، تحقيقا
لما أراده اليهود ومن والاهم من
كفار ومنافقين في تمزيق وحدة
الأمة وبعثرة رأيها وتشتيت شملها،
دافعهم في ذلك هوى الكراسي العفنة
التي لم تجلب لهم ولا لأمتهم إلا
المزيد من أثقال التشرذم والضعف،
وتباعد المسافات والخطى بينهم
وبين ما ينجيهم من عذاب أليم، يوم
لا ينفع مال ولا بنون، وقبله خزي
الدنيا وذم التاريخ حينما يلصق
وجوههم الغابرة المكفهرة على
صفحاته السوداء، وانساق معهم
البعض من أبناء الأمة في هذا
التراجع الخطير، مرتدا على أعقابه
وإياهم، وما فقهوا قول الباري جلت
قدرته {وَمَا
مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ
خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ
انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ
عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ
شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ
الشَّاكِرِينَ}(3).
وما كان التوغل البويهي في جسد
الأمة وتمزيق شملها، وزرع أخطر
الفتن بين صفوفها، وما سبقه وما
تلاه، إلا من نتائج البغض
والأحقاد التي حل وباؤها نفوس
العرب المسلمين، فيما بينهم،
والتنافس على الدنيا ومغرياتها،
ففتحت كل الأبواب التي كانت مغلقة
بوجه كل شعوبي وحاقد وصاحب غرض،
ليهدم بمعوله في جدار وحدتهم،
ويحاول تشويه ما استطاع في رسالة
خاتم النبيين محمد صلى الله عليه
وسلم، ليزيد الفرقة فرقة، ويحول
الصدّ هجرا، فما حافظ صاحب الكرسي
على كرسيه، ولا تمكن الطامع منهم
من نيله، فضاعوا وضيعوا أمتهم،
وفقدوا جوهر إيمانهم، ويضيعون
وسيضيعون، والله {لاَ
يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى
يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(4)،
وقد نبهنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم من شر ذلك وحذرنا، فعَنْ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ:
صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم- عَلَى قَتْلَى
أُحُدٍ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ
كَالْمُوَدِّعِ لِلأَحْيَاءِ
وَالأَمْوَاتِ فَقَالَ: (إِنِّى
فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ
وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَيْنَ
أَيْلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ
إِنِّى لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ
أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِى
وَلَكِنِّى أَخْشَى عَلَيْكُمُ
الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا
فِيهَا وَتَقْتَتِلُوا
فَتَهْلِكُوا كَمَا هَلَكَ مَنْ
كَانَ قَبْلَكُمْ).(5)
استمر هذا التنافس والتدهور حتى
عصرنا الراهن يتزايد خطره وتتزايد
معه الأثقال على كاهل الأمة حتى
أوهنتها أيما وهن، وأضعفتها أيما
ضعف، وخذلت همتها أيما خذلان، فقد
اتسم النصف الثاني من القرن
العشرين بنمطين من الساسة والحكام
العرب عشاق الكراسي، في تعاطيهم
لقضايا الأمة وفي مقدمتها قضية
فلسطين " إما أن يروا في قضية
فلسطين عبثا فيهملوها، أو مجالا
للانتفاع فيعملوا على استغلالها"
(6)
فهم إما أنظمة رجعية مرتبطة
بالامبريالية - رأس الكفر -
ارتباط وجود ومصير، تخدع الجماهير
العربية حينما تحاول إيهامها
بضرورة الفصل بين الأطماع
الصهيونية وبين التبعية للقوى
الامبريالية، وأنها -
الامبريالية- تعمل على تأمين
مصالحها في المنطقة، وترسم
سياساتها وفقاً لتلك المصالح
وحسب، وإنها ليست منحازة في صراع
العرب مع الصهاينة، متجاهلين
حقائق التاريخ ومعطيات الواقع،
وكأنها ليست الزارعة لهذا الكيان
المسخ في قلب الجسد العربي،
وكأنها ليست الحامية له والمغذية
لجذوره، والحارسة لوجوده، فصحيح
أن النفط العربي يشكل أكثر من 33%
من مجموع صادرات العالم، وصحيح أن
الاحتياطي العربي يتجاوز 56% من
احتياطي النفط في العالم، وصحيح
أن أغلب الكميات المستخرجة من نفط
العرب تذهب إلى أسواق زعيمة
الامبريالية، الولايات المتحدة
الأمريكية، لكن غير الصحيح أن
الامبريالية ليست الحليف
الستراتيجي للصهيونية، ووليدة
زناها، وإنها لاتعمل على حماية
مصالحها عن طريق تمزيق أوصال
الأمة العربية ومنع أي مسعى يصب
في مشروع توحد أقطارها، أو تعيق
أية خطوة على طريقها، كما ليس
صحيحا أنها لا تعمل على استنزاف
ثروات العرب في مواجهة الأخطار
الصهيونية والأطماع الفارسية وفتن
داخلية بمختلف أشكالها وألوانها
ومنابتها، لكي لا توظف قدراتها
الاقتصادية بما يجعلها قادرة على
النهضة واللحاق بركب التطور
ومعاودة دورها الحضاري.
وقد لا يكون اعتراف الإدارة
الأمريكية بالكيان الصهيوني بعد
أقل من نصف ساعة من إعلانه في
15/5/1948م، إلا دليلا واضحا
وصريحا على طبيعة النهج العدواني
للسياسة الامبريالية تجاه العرب،
والنوايا المبيتة من إيجاد هذا
الكيان، فقد صرح الرئيس الأمريكي
في ذلك اليوم بحقيقة ذلك العداء
قائلا:" إن إسرائيل قامت في الشرق
الأوسط لكي تتصدى للنعرة الوطنية،
فإذا لم تستطع أن تحقق ذلك، فلا
أقل من أن تجتذبها بعيدا عن مصالح
البترول الأمريكي في الشرق
الأوسط"(7)، فكيف يمكن
أن يتصور أي عاقل أن الامبريالية
الأمريكية يمكن لها أن تنصف العرب
وتستعيد حقوقهم من الصهاينة أو
تساعدهم على نيلها، إذا كانت هذه
الكلمات التي قالها رئيسها آنذاك
أدنى نواياها؟ وكيف يمكن للحكام
العرب من المرتبطين بفلك
الامبريالية أن يكونوا أمناء على
قضايا أمتهم وهذا حال ولي أمرهم
ومصدر نعمتهم وسيد قرارهم والممسك
بقوائم كرسيهم؟
وإما أن تكون أنظمة عسكرية تصادر
إرادة الجماهير العربية بحكم
خلفياتها ووسائل وصولها للحكم،
فتتحول سريعا إلى صف الأنظمة
العميلة لكي تجد مكانها بين
جوقتهم، ولا خيار فبغير ذلك ستكون
أنظمة انقلابية وغير شرعية
ودكتاتورية، وهي غير قادرة عادة
على مواجهة كهذه بحكم فئويتها
وعدم قدرتها على كسب ثقة الجماهير
بسرعة.
وأي من هذه الأنظمة لن يكون
بمقدورها إلا أن تمارس أدواراً
رسمتها المصالح الصهيونية
والامبريالية تنصب على " تفتيت
الوطن العربي ودفع التجزئة التي
جاء بها الاستعمار إلى مداها، عن
طريق خلق كيانات إقليمية وطائفية
متناحرة تبرر وجودها في جسم الوطن
العربي، واستنزاف موارده
الاقتصادية العربية في ميزانيات
الدفاع وخلق حالة مستمرة من
التهديد العسكري للأمة العربية،
وتعطيل عوامل النهضة "(8).
وما عاد لهما ثالثٌ يناقضهما، فقد
اجتمع حلف الشيطان يداً واحدة،
امبريالية صليبية وصهيونية
وشعوبية فارسية وعبيدُ كراسي من
هذا الصنف أو ذاك وخونة أمة
وعلاقمة، لتغتال بارقة أمل العرب
التي شعَّ نورها من عاصمة الخلافة
العربية، بغداد العروبة، قلعة
الأسود ومنارة المجد التليد،
بمؤامرات امتدت على طول زمن عمرها
منذ ولادتها في 17-30 تموز عام
1968 وحتى نيسان عام 2003م.
فقد وصلت بهم الحال إلى أن قطرا
عربيا يتهدده الغزو الصهيوني في
أية لحظة، يرفض دخول جيوش أشقائه
من العراق والسعودية لتسند ظهره
وتساهم في التصدي للغزو الوشيك
عام 1967م، خوفا من تدخلها في
زعزعة نظام حكمه، وكأن اليهود
أرحم من العرب، وقد ضاعت القدس
ثمنا للكرسي.
وتكررت مرة أخرى في 9/6/1976م
حينما رفض حاكم أخر دخول القوات
العراقية لتحرير الجولان، بحجج
واهية، وهدد بحشد جيشه مقابل جيش
العراق الذي جاء لأداء واجبه
القومي، فضاعت الفرصة على الجولان
وأهله وضلوا يرزحون تحت نير
الاحتلال الصهيوني منذ عقود، ثمنا
للكرسي اللعين، ولم يتعظ من درس
حرب تشرين عام 1973م، حيث كانت
هواجس الخوف غير المبرر على مقعد
الكرسي أكبر من خشيته من أن تلتحق
عاصمته بالجولان، حتى أخطرها
الصهاينة على بعد بضع كيلومترات
فاستنجدوا حينها، يذكر الشهيد
صدام حسين تفاصيل تلك الأحداث
بالقول: " في حرب تشرين 1973
جاءنا محمد حيدر، أضن في اليوم
الثاني من الحرب، كان محمد حيدر
نائب رئيس الوزراء آنذاك، قال
الجيش الإسرائيلي سحق جميع
دباباتنا وتقدم باتجاه دمشق ولم
يبق أي نوع من أنواع الأسلحة لديه
إلا بعض أنواع الأسلحة ضد الدروع
بشكل محدود، وكان في وضع نفسي في
غاية الانهيار، التقيت معه
بالمجلس الوطني وقلت له الدبابات
باتجاهكم، الطائرات وصلت دمشق،
فقط امسكوا لنا الأرض إلى أن تصل
أول دبابة عراقية وكونوا مرتاحين،
هذه الأرض لا نسلمها وفينا واحد
في العراق يبقى حياً" (9).
وقبلها حينما دوت صرخة الرئيس
الراحل جمال عبدالناصر في كل
أرجاء الأمة العربية والمعمورة،
بتأميم قناة السويس ليلة
26/7/1956 م، والتي خرجت جحافل
الأمة من محيطها الهادر إلى
خليجها الثائر، تعبر عن فرحتها
بفعلٍ أُشعرهم ببارقةِ أمل في
صلاح حالهم، " كان نوري السعيد في
تلك اللحظات يتناول العشاء في مقر
رئاسة الوزارة البريطانية برقم 10
داوننك ستريت، في الحفلة التي
أقامها انطوني ايدن رئيس الوزارة
البريطانية تكريما للملك فيصل
الثاني. وقبل نهاية العشاء دخلت
إحدى السكرتيرات وسلمت ايدن قصاصة
من الورق، ولما قراها، امتقع وجهه
غضبا، وابلغ ضيوفه أن عبدالناصر
أعلن تأميم قناة السويس، ثم فقد
أعصابه، وراح يصرخ غاضبا" كيف
يستطيع أن يفعل ذلك؟.. كيف
يستطيع؟!!"
ولما طلب مشورة نوري السعيد ورأيه
قال له (على ما ذكره في روايته
إلى مجلس الوزراء العراقي بعد
ذلك): لم يبق أمامكم سوى سبيل
واحد للعمل هو: اضربوه الآن..
واضربوه بشدة، وإلا فسيفوت
الأوان.."
ومن ثم أعطى نوري السعيد تقديرا
دقيقا لتاثيرات التأميم في العرب،
متكهنا إن شعبية عبدالناصر سترتفع
إلى عنان السماء.
وكان نوري السعيد هو الذي أجمل
أفكار أصدقاء بريطانيا في الشرق
الأوسط عندما دعا إلى ضرب
عبدالناصر،" لأنه إذا ترك وشانه
فسوف يقضي علينا.." (10)
وحصل بعد ذلك العدوان الثلاثي على
مصر، الذي شنته بريطانيا وفرنسا
والكيان الصهيوني، لكنه تحطم على
صخرة الصمود والتضحيات السخية
التي قدمها الشعب العربي في مصر
مدعوما بانتفاضات شعبية عارمة
امتدت على كل مساحة الوطن العربي.
فتأمل أيها العربي في عبارة نوري
السعيد "إذا تُرك وشأنه فسوف
يقضي علينا"، كم من حاكم
كررها بنصها وفحواها ومعناها، وكم
من عربي مخلص لربه ودينه وأمته،
غُيّب بفعل عبارةٍ كهذه، قبل
السعيد وبعده؟ وكم من عبيد
الكراسي قالوها بحق قيادة العراق
الوطنية المؤمنة، ولفقوا لأجلها
من الأكاذيب، وحاكوا في مسارها
المؤامرات، منذ عام 1968 وحتى
الغزو الصليبي الصهيوني المجوسي
عام 2003؟
كما لم تكن الأوامر التي أطلقها
رئيس وزراء الكيان الصهيوني
لغربان شره بضرب المفاعل العربي،
مفاعل تموز النووي العراقي في
اليوم السابع من حزيران عام 1981م
من على ثرى مصر العربية، وقريبا
من منشية البكري في الإسكندرية
التي منها أعلن القائد الراحل
جمال عبد الناصر صرخة التأميم
الخالدة، وهو في ضيافة الحاكم
المصري محمد أنور السادات،
والعراق حينها يذود بصدور شبابه
عن حياض أمته وأمنها، إلا دليلاً
آخر على مدى استهتار بعض عبيد
الكراسي بأمن شعبهم وأمتهم، حماية
لها، ولو كان فيها دمارهما.
وتزامنا مع هذه القرصنة الصهيونية
بتوقيت لا يبعد عن ذكرى نكسة
العرب في الخامس من حزيران عام
1967م إلا بيومين، فقد كان بعض
حكام العرب يدفعون بثروات العرب
لقاء صواريخ يقدمونها هدية لمجوس
الفرس ليسقطوها على مدارس أطفال
العراق، بدلا من توجيهها إلى
أوكار الصهيونية المغتصبة لأرضهم.
ولو دققنا في حيثيات هذه الوقائع
وغيرها، مما لو أسهبنا في سردها
لأوغرنا قلوب العرب غيظا وحقدا
على الكراسي والمستعبدين عليها،
لوجدناها تدلل بوضوح على الأدوار
التي أداها ويؤديها وسيؤديها
الحكام العرب الخونة ممن ارتبطت
مصائرهم وأمن كراسيهم بالأجنبي،
أو الضعفاء والمتخاذلين، بالتآمر
والتحريض ضد كل قائد أو ثائر عربي
يؤمن بقدرات أمته على استرجاع
حقوقها بالصمود والتلاحم ومواجهة
التحديات إذا آمنت بربها فجاهد
رجالها، و من ينادي ويعمل على
تحقيق أعزّ وأقدس أماني الشعب
العربي في استعادة وحدته، لأنه
يعلم بوعيه أو بفطرته أن لا سبيل
للخلاص من واقعه المؤلم إلا
بالتوحد، استجابة لأمر الله
تعالى، والوحدة العربية ستبقى
مجرد أماني وأحلام يقظة ما بقي
الكيان الصهيوني مزروعا في قلب
الأمة العربية.
ولم يكن الحكام العرب اليوم
ليختلفوا كثيراً عن البعض من
أسلافهم الأمويين والعباسيين
وأمراء الأندلس في هذا السلوك
الغريب عن روح الإسلام ورسالته،
وقيم العروبة وعاداتها مما هو
نفيس ومميز، والتي أقرها الله
تعالى عليها، والأقرب إلى كل
عناصر السوء في الجاهلية، التي ما
أن يضعف الإسلام والإيمان في نفوس
العرب، وما أن تضعف قيم العروبة
النبيلة فيهم، حتى تطفح رواسبها
بكل مقتها وسوئها.
تلك الجاهلية التي ذرّ قرنها في
نفوس البعض من المسلمين بعد عهد
الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى
عنهم مباشرة، فارتدوا عن النهج
القويم والأسلوب الصحيح لاختيار
ولي الأمر، ذلك هو نظام الشورى،
الذي أراده الله تعالى بقوله: {وَأَمْرُهُمْ
شُورَى بَيْنَهُمْ}(11)
والذي كان اللبنة الأولى
للديمقراطية الحقيقية، لا
ديمقراطية الغرب المزيفة والمبنية
على دعاياتها الكاذبة، فاستبدلوه
بنظام التوريث وتملك نواصي الشعب،
وبذلك أُفرغ نظام الحكم العربي
الإسلامي من أهم خصائصه، ففقد أهم
عناصر قوته وتفرده، وتحول من واجب
خدمة ومسؤولية أمة إلى مكاسب
دنيا، وسطوة تجبر وتكبر وأنانيات
مقيتة كان قد وئدها الإسلام، وطهر
نفوس آل بيت النبوة وصحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم منها.
ذلك النظام الذي استعاد به الملوك
شيئا من جاهليتهم، فكثرت الخطايا
والعثرات، وهانت النفوس التي حرم
الله قتلها إلا بالحق،
{وَلاَ
تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ
وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ
جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً
فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ
إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}(12)،
فكم من خليفة عُذب وسُملت عيناه
وقُتل من قِبل أخيه أو ابن عمه
طمعا بكرسيه، وكم من أخ أو ابن
عمٍّ عُذب وقتل من خليفة ليبعده
عن قوائم كرسيه، ومن أغراهم بكل
ذلك إلا الأجنبي يوم استعانوا به
على أهلهم، بعد أن صار هاجسهم
وعظيم عشقهم كراسي الحكم، لا رضا
الله ولا الامتثال لأمره واجتناب
نهيه، فصاروا بذلك من الخاسرين،
وما اتعظوا من خيبة وندم قابيل،
فمحمد المنتصر يقتل أبيه الخليفة
المتوكل ويسلب الخلافة من ولي
العهد أخيه المعتز ويجبره وأخوه
الآخر المؤيد على خلع نفسيهما من
ولاية العهد ليولي ولده عبدالوهاب
عام 247 هـ، بعون ومساندة قادة
الأتراك وصيف وبغا الصغير وأتاش،
وكل هذا الهول كان لأجل الكرسي،
وطمع النفس المريضة فيه، وأداة
التحريض دائما والتنفيذ أحيانا لا
تخلوا من بصمات يهودية أو فارسية
أو كليهما معا، فقد كان السبب
الرئيسي الذي اضطر الخليفة
العباسي المعتصم من قبل إلى
اللجوء للأتراك هو التهديد
الفارسي متمثلا بحركة بابك
الخرمي، ذات النوايا الفارسية
المجوسية، وحينما أراد الخليفة
المتوكل التخلص من سيطرة الترك
فيما بعد كانت النتيجة أن فتكوا
به.
وما أدركوا أن من وراء كل هذه
الأطماع موت ومن ورائه حساب
وعذاب، وما تأملوا
أبيات شعر الإمام علي الهادي يعظ
بها الخليفة العباسي المتوكل
(13)، والذي بكي لوقعها حتى
بلَّ الثرى وما اتعظ، ولا اتعظوا:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم
غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستُنزلوا بعد عز عن معاقلهم
فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
نادى بهم صارخ من بعد ما قُبروا
أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة من
دونها
تُضرب الاستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم
تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طال ما أكلوا دهرا وما لبسوا
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا
نعم فقد غادرت جيف العشاق في بطون
الدود، وغادر معها كل نعيمها
وبقيت الكراسي تبحث عن عشاق جدد
توقعهم في شراك جبروتها وطغيانها،
لكنها أي كراسي لو يعلمون! إنها
مقاعد لأهلها في النار، فقد هانوا
ووهنوا واستكانوا، وما عند الله
خيرٌ وأبقى لو كانوا يعلمون، فما
دام نعيمها ولا أنقذهم من عذاب
الله ولعنة الناس وشتائم الأقلام،
ولو انبرى القلم يعدد ما فعله وما
سيفعله عشاق الكراسي ببعضهم
وبأمتهم لكلَّ ساعده من هول ما
سيكتب وكثر ما يسطر على الورق.
حتى أوصلتهم البغضاء والتنافس على
الدنيا وحب الكراسي ولعنتها، لأن
يستفتحوا القرن الجديد بخزية هي
والله أم المخازي، وعنوان عار
وشنار طبع حروفه سوداء على جبين
حكام هذه الأمة إلى يوم الدين،
حينما استبدل عشاق الكراسي تحرير
ما اغتصب من أرضهم ومقدساتهم،
بتسليم راية عزهم وعنوان مجدهم
وعِوض عجزهم وأَبطال شجاعتهم،
وتاج هيبتهم، أبناء العراق أسرى
بقيد آسريهم وآسري أرضهم
ومقدساتهم من قبل، بعد أن أوهنوهم
بالتآمر والمكائد.
أما كان أحرى بهم وأجدى لهم أن
يبذلوا كل الذي بذلوه ليطهروا
أنفسهم من الأحقاد ويوظفوه
لتحريرها، بدل أن يضيفوا لها
العراق، فيجعلوا لكراسي حكمهم
حسنة تطغى على كلِّ عجزهم
وهوانهم! فأي حقدٍ وأيُّ غلٍّ هذا
الذي أغرى الحكام ليمسكوا برقبة
أخيهم وابن أمهم وأبيهم، عراق
شموخهم لتذبحها ذات الأيادي التي
تغتصب أرضهم في فلسطين والجولان
والاسكندرونة والأحواز وجزر
الخليج العربي! وهو الذائد عن
حماهم والمقتطع لقما من فمه ليسد
بها رمق جياعهم، والساند لظهر
عجزهم، والباذل الدم رخيصا من أجل
عزهم، والسابق لنجدة كل غريقٍ
فيهم، فأي معتصمٍ هذا الذي أنجبه
عفن الكراسي، وأي عمورية تُغزى يا
مدن العرب المسلمين!
أما كان لهم في يوسف عليه السلام
وإخوته عبرة لهم، وما ضمَّن الله
سبحانه محكم تنزيله لقصتهم بسورة
كاملة، إلا ليعتبر بها ويستفاد من
دروسها، فهو القائل جلّ ثناؤه: {لَّقَدْ
كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ
آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ}(14)،
وهل كان ذنب العراق كبيرا، أن
أراد عزهم ومنعتهم وأباح لهم بما
يبغي، لكن هل أنجى يوسف من الجبِّ
أن كتم على إخوته ما جاءه من
البشرى؟
وما كفاهم أن ألقوا بالعراق في
الجبِّ، لتُفترى بعد ذلك عليه
الأكاذيب، التي روجتها وسائل
إعلامهم الرسمية وغير الرسمية
لِمن لفقها من الصهاينة
والصليبيين والمجوس أحفاد
الأكاسرة، كانوا يحاولون بها
تبرير خسة ما فعلوه أمام العرب
والمسلمين، وقد استُغفل بها
البعض، وانطلت على البعض، وإن
صدقها الجميع فكيف بهم مع الله،
وقد علموا ما قال إخوة يوسف أو
إخوة العراق {قَالُواْ
إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ
لَّهُ مِن قَبْلُ}(15)
وكيف فضحهم الله وكيف وأخزاهم،
حتى {قَالُواْ
تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ
عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا
لَخَاطِئِينَ}(16)،
وقد قالوها، لكن همساً مع أنفسهم،
يوم وقف الشهيد صدام حسين فجر
الأضحى المبارك عام 1427هـ، 2006م
يقهر الموت وقاتليه بعدالة قضية
وصدق إيمان وعشقٍ للشهادة، بروح
وجسد حلت فيهما نفحات إيمان كبير
ورهبانية ما سبقه إليها إلا صحابة
وآل بيت المصطفى صلى الله عليه
وسلم الأطهار ومن سار على دربهم،
ترفدهما شجاعة وصبر وجلد ورجولة،
هي استحضار لكل خزين الأمة
الحضاري والقيمي على مرّ العصور
والدهور، وركله للكرسي الذي يفقده
رضا الله تعالى، بعد أن صار
الممسك بقوائمه أجنبي كافر، فما
عاد منبرا ومحرابا للجهاد من أجل
الأمة ورسالتها الخالدة - رسالة
التوحيد لرب الكون العظيم -
الكرسي الذي ماعاد ليسعد به سوى
المجوس، ممن تسابقوا مع الصهيوني
إريل شارون أيهما يفرح أكثر بوقوع
بغداد أسيرة بيد أسيادهم، حينما
راحوا يرددون بيت شعر سلفهم
الشعوبي بشار بن برد:
ضاعت خلافتكم ياقوم فالتمسوا
خليفة الله بين الرق والعود
وقد فعلوا! فما عاد الخلفاء خلفاء
رسول الله وقادة جمعه المؤمن، بل
صاروا خلائف أعداء الله أتباع
الشيطان.
أما كانت هذه الآيات رادعا لهم
وهم يسدرون بغيهم، فأي خائبٍ ذلك
الذي يأمن مكر الله، ويمكر بوحي
من شياطين السياسة ومتجبريها، {وَكَأَيِّن
مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا
وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ*
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ
بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم
مُّشْرِكُونَ* أَفَأَمِنُواْ أَن
تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ
عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ
السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ
يَشْعُرُونَ}(17).
يقينا سيخرج العراق من الجب،
وستخرج فلسطين، ومعهما ستخرج كل
أرض العرب المستلبة من جبها بإذن
الله، مادامت الأرض وممن عليها
يكبرون الله ولا يشركون به شيئا،
وإن كانوا قليل، ففيهم بركة ربهم
ولهم عونه ومدده، وصدق وعده كما
فعل مع أسلافهم وقدوتهم، الذين
قال لهم: {وَلَقَدْ
نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ
وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ
اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(18)،
وكفى أهل الكراسي خزياً أنهم
جعلوا من أرض أقطارهم أوكاراً
للجواسيس المعارضة الناقمة على
نهضة العروبة في العراق قبل غزوه،
من الذين باعوا وطنهم وأمتهم،
وبئس البيع بيعهم، فمن ورائهم {جَهَنَّمَ
يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ
الْقَرَارُ}(19).
ـــــــــــــــــ
(1) سورة الأنفال،
الآية: 37.
(2) متفق عليه.
(3) سورة آل
عمران، الآية: 144.
(4) سورة الرعد،
الآية: 11.
(5)
رواه البخاري
ومسلم
(6) ميشيل عفلق،
خطاب بمناسبة الذكرى الحادية
والأربعين لتأسيس حزب البعث
العربي الاشتراكي في 7 نيسان
1988.
(7) د. الياس فرح،
مقدمة في دراسة المجتمع العربي
والحضارة العربية، مطبعة جامعة
بغداد، 1979، ص224.
(8) المصدر نفسه،
ص 219.
(9) صدام حسين،
حديث في معسكر أبطال القادسية،
صحيفة الثورة، 20/8/1980.
(10) احمد فوزي،
المثير من أحداث العراق السياسية،
دار الحرية- بغداد-1988.
(11) سورة
الشورى، الآية: 38.
(12) سورة
الإسراء، الآية: 33.
(13) ابن كثير،
البداية والنهاية، ج11.
(14)
سورة يوسف، الآية:
7.
(15) سورة يوسف،
الآية: 77.
(16) سورة يوسف
الآية: 91.
(17) سورة يوسف،
الآيات: 105- 107.
(18) سورة آل
عمران، الآية: 123.
(19) سورة
إبراهيم، الآية: 29. |