مقدمة
الفصل الأول: ما ضاعوا وما ضيعوا.
الفصل الثاني: الخيال الصهيوني
وواقع العراق.
الفصل الثالث: عقود الصراع.
الفصل الرابع: تطور أساليب
العدوان والتحالفات.
الفصل الخامس: أهداف الغزو.
الفصل السادس: همسات على أسوار
بغداد.
الفصل السابع: المحتل وأذياله
وحكم الله فيهم.
وحتى يأذن الله بنصره.
الفصل الخامس
أهداف الغزو
لغزو العراق أهداف عديدة ومختلفة
في بعض الأحيان رغم ترابطها في
النتائج والغايات النهائية وقد
تطرقنا لبعضها في الفصول السابقة،
فمنها ما يتعلق بموقعه، ومنها ما
يتعلق بخيراته، ومنها ما يتعلق
بخصائص شعبه، ومنها ما يتعلق
بالأدوار التي لعبها على مر حقب
التاريخ المختلفة، ومنها ما يتعلق
بعناصر قوته ومنعته، ومنها ما
يتعلق بجوهر إيمان شعبه، ومنها ما
يتعلق بقدراته الراهنة على
التوحيد والنهوض بواقع الأمة
المتردي، ومنها ما يتعلق بخصائص
القادة فيه وأدوارهم في صنع
التاريخ، ومنها ما يتعلق بطبيعة
الارتباط فيه بين الأمة والإسلام،
ومنها ما يتعلق بثورة البعث في
العراق والدور الكبير الذي لعبته
طيلة سنوات عمرها الخمس
والثلاثون، في نقل العراق من أدنى
مواقع الضعف والتخلف والتمزق إلى
أعلى عتبات التطور والرقي والنهوض
الحضاري، وجرّت معها كل عناصر
الخير في الأمة العربية، وربطت
بمسيرتها كل أمالهم وطموحاتهم
المشروعة في التحرر والانعتاق من
براثن العبودية والوهن،
ولعلنا نستخلص منها أبرزها في
الهدفين الآتيين:
1- تفتيت العراق وتمزيق وحدته
وتدمير مرتكزات نهضته ورموز قوته
ومنعته لتأمين بقاء الكيان
الصهيوني الغاصب لأرض العرب
ومقدساتهم في فلسطين المحتلة، هذا
الكيان الذي اختير موقع زرعه بكل
عناية ودقة، في قلب الأمة بما
يجعلها مفتتة وعاجزة عن النهوض
مجددا برسالة رب السموات والأرض
ونشر دينه الحنيف في أصقاع الأرض،
العراق الذي ماعاد غيره يُعدُّ
لتحرير فلسطين ويستمر دعمه لكفاح
شعبه بسخاء رغم أحلك ظروف الحصار،
القطر العربي الوحيد الذي مادنست
أقدام الصهاينة ثراه ولا رُفعت
راية الصهيونية في سماه، ولا سبقه
أحد بثلاثة وأربعين صاروخا أرعبته
وأحرقت وجهه وقفاه، ولإبعاده
أيضاً عن التأثير على أنظمة عربية
باعت نفسها وما لا تملك، بعد أن
لم تجد من يدعمها ويساندها، ومن
بينها أنظمة الحكم في الدول
المحيطة بها، التي تشكل الساتر
الواقي للكيان الصهيوني المسخ،
فمنها من أثبت لهم بالوقائع
والأفعال لا بالأقوال أنه لا يخرج
عن طوعهم منذ سلمهم الجولان بلا
قتال ولا دفاع، ومنذ عام 1975 يوم
انبرى للقوى الوطنية اللبنانية
والمقاومة الفلسطينية يذبحها
ويمزق أوصالها تمهيداً لغزوهم،
ومنذ أن تسابق مع الصهاينة اليهود
على دعم الفرس في حربهم ضد العراق
عام 1980، فالصهيونية تُسلح وتمد،
وهو يغلق الحدود مع العراق ويوقف
مرور نفطه إلى شواطئ البحر
المتوسط ويفتح أجواء بلده للطيران
الفارسي لضرب القواعد الجوية على
الحدود الغربية، التي ما وُجدت
إلا لحمايتهم من أطماع الصهاينة
وتهديدهم المستمر باحتلال دمشق
وما تلاها، والشاهد في ذلك حرب
تشرين عام 1973 يوم صد جند العراق
بصدورهم العامرة بالإيمان جيش
الصهاينة وأنقذوا دمشق من سقوط
مؤكد، ومنهم من ليس يدانيه حاكم
في خدماته للمحافل الماسونية، منذ
سلمهم القدس عام 1967 دون قتال،
بعد أن منع دخول القوات العراقية
والسعودية أراضيه للمشاركة في
الدفاع عنها، وحتى ذبح المقاومة
الفلسطينية في مجازر أيلول الأسود
التي ابتدأت فصولها فجر يوم
17/9/1970م، فقد نُظمت ساحة هذا
القطر ليكون ساترا بين الكيان
الصهيوني وبين العراق.
ومن المنطقي أن تسعى الصهيونية
العالمية ومن حالفها أو اتفقت
مصالحه معها أو اشترك معها في
الخوف من ثورة البعث في العراق
إلى العمل ليل نهار على إجهاض هذه
الثورة والقضاء عليها بأي ثمن،
فالثورة حققت على مدى سنين مباركة
من عمرها انجازات كثيرة وتجاوزت
تحديات كبيرة، وتصلَّب عودها
وامتدت جذورها عميقاً في وجدان كل
عربيٍّ غيور وشريف، حريص على
مستقبل مشرق لأمته وصيانةً لدينه،
وأضحت يتيمة الأمل وبارقته
الوحيدة في واقع الأمة بعد أن
تهاوت كل حصونها، وخملت كل
حواضرها وتراجعت عن أداء أدوارها
وواجباتها تجاه أمنها القومي،
وذلك لم يكن أضغاث أحلام بل يقين
عقود من الزمن بكل تجاربه
وإرهاصاته ومنجزاته، تبين خلالها
معادن الرجال وأفصحت عن مدى
ثباتهم على ما ألزموا أنفسهم به
أمام الله.
فقد نقلت الثورة المباركة شعب
العراق، من واقع " كان الحفاة من
العراقيين أكثر من الذين يلبسون
الأحذية، والذين يسكنون الأكواخ
وبيوت الطين أكثر من الذين يسكنون
في بيوت تتوافر فيها الشروط
الصحية، والأميون أكثر من
المتعلمين، والمرضى أكثر من عدد
الأصحاء" (1) إلى واقع
جديد ومختلف تماما.
فقد عملت الثورة ونجحت في تجاوز
الواقع المتخلّف، وأثبتت للقاصي
والداني، للعدو قبل الصديق، أن
رجالها بناة من الطراز الأول،
يشتد عزمهم كلما اشتدت الشدائد،
فأجهضت كل مظاهر التخلف والمرض
والجهل والأمية المتفشية، فقد
تكللت الحملة الوطنية لمحو الأمية
استنادا إلى قرار القيادة 92 لعام
1978م، والتي بدأت في 1/12/1978م
بعد سنة وتسعة شهور بالنجاح
الباهر، وشملت 2.212.630 مليون،
من بينهم 676،693 ذكور و1.535،937
من الاناث، ممن تنحصر أعمارهم بين
15- 45 سنة، كما استرجعت ثروات
الشعب من أيادي السراق
الإمبرياليين، بقرار التأميم
الخالد في الأول من حزيران عام
1972م، ذلك القرار الذي تخوفت منه
حتى إحدى القوتين العظميين حينها،
عندما نصح الإتحاد السوفييتي بعدم
إمكانية النجاح، وحلت المشكلة
الكردية ببيان الحادي عشر من آذار
عام 1970م وقانون الحكم الذاتي
عام 1974م، فتعززت الوحدة
الوطنية، وتوقفت أنهار الدم
والأموال التي كانت تستنزف طاقات
البلد بفعل التمرد الكردي لعقود
طويلة من الزمن، كما أصدرت
القيادة بتاريخ 24/12/1970/قرارا
بمنح الحقوق الثقافية للأقلية
التركمانية، وأعقبته بقرار في
16/4/1972م منحت بموجبه الحقوق
الثقافية للناطقين بالسريانية من
الأشوريين والكلدان والسريان،
وتعززت أكثر من خلال محاولة قيادة
الحزب إشراك جميع القوى السياسية
في البلد في مسيرة النهوض
والتقدم، من خلال تكوين الجبهة
الوطنية والقومية التقدمية، والتي
انطلقت في 17 تموز 1973م، ولم تكن
حينها الثورة بحاجة لعون ودعم،
لأنها كانت في أوج قوتها وأعظم
مراحل قدرتها، فلهذا كانت دعوة
صادقة من البعث في زج كل طاقات
العراقيين في عملية البناء
والنهوض الحضاري، ولم تكن نتيجة
ضعف أو شعور بتهديد، وتعاملت مع
العلم والتعليم بهمة كبيرة وقدرة
عالية حتى شكلت فيلقاً جراراً من
العلماء والمبدعين والمنتجين
المتميزين المهرة، تجاوز عددهم
السبعمائة ألف، وعنت بثروة
المستقبل أطفال العراق فوفرت لهم
العناية الصحية وأوصلتها أقاصي
الأرياف وحتى البوادي، وضمنت لهم
تعليما مجانيا لكل مراحل التعليم
عام 1974 بالقرار 102 لسنة 1974م،
وجعلته ملزماً للمرحلة الابتدائية
بالقانون 118 لسنة 1976م، فقد بلغ
عدد الأطفال في رياض الأطفال عام
1980م 76.5 ألف في حين كان عددهم
في عام الثورة 1968م لايتجاوز
14.5 ألف، أما التعليم الابتدائي
فكان عدد التلاميذ في عام 1968م
1.01 مليون تلميذ في حين بلغ عام
1980م 6.2 مليون تلميذ، أما
التعليم الثانوي والمهني الذي كان
عام الثورة 296.2 ألف طالب فقد
أصبح في عام 1980م أكثر من مليون
طالب وطالبة، وتضاعفت مع هذه
الأعداد الكبيرة أعداد الأبنية
المدرسية مرات عديدة، وانتقلت
بواقع الطبقات الفقيرة إلى واقع
جديد مختلف تماماً، حينما قادت
ثورة رائعة في ربوع الريف فوزعت
الأراضي على الفلاحين الذين كانوا
عبيدا فيها وفقا للقانون 117 عام
1970، والقانون رقم 90 لسنة 1975
الخاص بمنطقة الحكم الذاتي، وهيأت
لهم كل المستلزمات والدعم المادي
الذي من شأنه أن ينقل الواقع
الزراعي المتخلف إلى واقع صار
مثار إعجاب الدنيا، ومعها تأمين
كل مستلزمات العيش الكريم للعائلة
الفلاحية، من ماء صاف، ورعاية
صحية، وتعليم حتى مراحل متقدمة
وكذلك التعليم المهني، وتوفير
وسائط النقل والحراثة بمبالغ
رمزية، وعملت على بناء قاعدة
صناعية جيدة، وفي كل المجالات،
كما أدخلت مفاصل جديدة لم تكن
موجودة أصلاً، مثل صناعة الحديد
والصلب والصناعات الهندسية
والكهربائية والصناعات
الإستخراجية كالفوسفات والكبريت،
وأبدعت في ميدان التصنيع العسكري
بما يقلل من اعتماد البلد على
غيره في التسليح، فكانت من ثمارها
صواريخ الحسين والعباس والحجارة
(تيمنا بانتفاضة الشعب الفلسطيني)
وأبابيل، بعيدة المدى والتي أسهمت
في دحر العدوان الفارسي، ودكت
قلاع الصهيونية لأول مرة في
تاريخها عام 1991م في منازلة أم
المعارك الخالدة، وكذلك طائرة
الإنذار المبكر عدنان 1،2 وغيرها
الكثير من المنجزات مما يُعد
بعضها حكراً على الدول المتقدمة
دون غيرها، وانتقلت بواقع العمال
إلى مستويات متقدمة جداً، وأصدرت
قانون تحويل العمال إلى موظفين
عام 1987م، ونهضت بالواقع المعاشي
لجميع أبناء المجتمع ووفرت لهم كل
متطلبات الحياة العصرية المتطورة،
وقادت حملات الاعمار والبناء،
بدأً من القرى العديدة التي
أنجزتها بطريقة العمل الشعبي
المبتكرة في الأرياف والقرى،
وطورت واقع المدينة العراقية، بل
نقلتها نقلة نوعية متميزة بنوعية
الخدمات وشموليتها، وتصدت لواقع
التعليم العالي بخطوات جبارة،
بجعله مجانيا وميسرا لكل الشباب،
وبمختلف التخصصات، ومنحت الدارسين
مخصصات مالية محددة، ومعها السكن
المجاني أيضا، كما طورت واقع
الكليات والمعاهد والجامعات نوعيا
وكميا، فبعد أن كان عددها لا
يتجاوز أصابع اليد الواحدة، تضاعف
مرات عديدة، فقد استكملت جامعتي
الموصل والبصرة وحولت الجامعة
المستنصرية إلى جامعة رسمية وأسست
جامعة صلاح الدين في أربيل
والجامعة التكنلوجية في بغداد
وافتتحت في أغلب محافظات العراق
جامعات ومعاهد، وهيأت لها من
المستلزمات والوسائل والمختبرات
ما جعلها صروح علم، ينهل منها
أبناء العراق والعرب أيضا، وتوكلت
على الله وراحت تستبدل التشريعات
الوضعية بما يتلائم وينسجم مع شرع
الله، فقطعت شوطاً كبيرا امتد حتى
للمصارف، ومنعت الخمور وطهرت
البلد من شرها وشر شاربيها،
وتوالت حتى وصلت إلى أهم مراحلها،
تلك هي الحملة الوطنية لحفظ
القرآن الكريم وفهم معانيه، من
الصف الأول الابتدائي حتى التعليم
الجامعي راعت فيها حتى احتفالية
الختمة، ورافقتها حملة كبيرة جدا
لبناء المساجد والعناية بها، ومما
أفرزته تلك الحملات أن صدر قانون
للسجناء، فكل من يحفظ عدد من
أجزاء القرآن الكريم ويشهد له
المشرفين على تدريسه بالإستقامة
يفرج عنه مهما كانت محكوميته وإن
كان في عقوبته حق لمواطن تكفلته
الدولة، ولكم استقامت نفوس كانت
في ضلال بفضلها، كما أُلزمت
قيادات الحزب والدولة بمناهج
دينية إيمانية متعددة، ومنعت كل
وسائل اللهو غير المحلل، والتفتت
إلى القوات المسلحة الباسلة ذات
التاريخ النضالي المشرف، فنهضت
بواقع الجيش حتى جعلته أسداً
ينتصر لكل صاحب حق في الأمة
ويُخيف كل معتدٍ أثيم، ولم تغفل
الثورة عن مفصلٍ واحد من مفاصل
الحياة العراقية بالتطوير
والتعمير والتنظيم والانطلاق به
إلى أفاق رحبة، فعلى سبيل المثال
كانت التخصيصات السنوية لعام
1970م هي 116 مليون دينار في حين
بلغت عام 1981م، 6.743 مليار
دينار، ارتفع معها معدل دخل الفرد
إلى أكثر من 800% هذا بالإضافة
إلى الخدمات المجانية وشبه
المجانية في التعليم والصحة
وغيرهما، ولقد كان بناء الإنسان
وبناء الدولة ومؤسساتها على أساس
خدمة الشعب وفتح كل الأبواب
المغلقة بوجهه يعد احد أهم
المنجزات، فصار المواطن يقابل
الشهيد صدام حسين رحمه الله في
مكتبه يوميا،أو يتصل به هاتفيا
بشكل مباشر، أو يلتقي به خلال
زياراته المتواصلة إلى دور
المواطنين، أو خلال زياراته
الميدانية لمواقع العمل، لعرض
مشاكله وتلبية احتياجاته، أو من
خلال اطلاعه اليومي على ما تنشره
أجهزة الاعلام عن مشاكل المواطنين
واحتياجاتهم، وكذا كل مسؤول فيها.
ولو أردنا، وليس هذا مجال بحثنا،
أن نسرد منجزات الثورة منذ عام
1968 وحتى الغزو عام 2003 فلن
تكفينا مجلدات ومجلدات، كي نحيط
بكل هذا الكم والنوع المتميز من
الإنجازات، فهل يكفي أن نقول أن
العراق عام الثورة لم يكن فيه شيء
يمكن تسميته انجازا أو قاعدة
حضارة أو بنى تحتية، وكل هذا الذي
على أرض العراق ومعه ماهو أكثر
منه بكثير مما دمره الأعداء منذ
عام 1980 وحتى يومنا هذا هو من
ثمار ثورة البعث ومن نضح عقول
العراقيين وحداة بنائهم مجاهدي
البعث، الذين خرجوا منها حفاة
عراة، لم يجنوا من نضالهم إلا رضا
الله تعالى وخدمة العراق والأمة،
ونعم ما كسبوا، ونعم ما أنجزوا،
ونعم ما قدموا، ونعم ما ضحوا،
وحسبهم أنهم كانوا يصلون الليل
بالنهار تقدح أعينهم سهرا، كي
ينام العراقي وباب داره مشرعة، لا
يخشى معتدياً أو سارقاُ أو
متلصصاً، وما لامست أيديهم
ديناراً ولا درهماً لقاء ذلك، وما
كانوا سيؤدونه بتلك الحماسة لو
كان لغير وجه الله وأمانة
المسؤولية وحقها.
أما على الصعيد القومي فقد قدمت
الثورة مساعدات اقتصادية وعسكرية
وتقنية غير محدودة للأقطار
العربية، ودعمت بشكل خاص الدول
المواجهة للعدو الصهيوني بما يعزز
قدرتها على المواجهة والصمود، كما
كان دعمها لحركات التحرر في
فلسطين والصومال وأرتيريا
متواصلا.
أما على الصعيد الدولي فقد وقف
العراق مع الشعوب المضطهدة وحركات
التحرر الوطني في كل أنحاء
العالم، فوقف مع الشعب الفيتنامي
وساند ثوار نيكاراغوا، ووقف إلى
جانب شعوب أنغولا وموزمبيق وغيرها
من الشعوب.
كل ما سلف جعل من الثورة هدف
أساسي للصهيونية العالمية
والامبريالية، فكانت مخاطر العراق
تتزايد عليها كلما حقق تقدماً في
مفصلٍ من مفاصل الحياة وهو يخوض
تجربته.
كما أن هناك دوافع أخرى، قد يكون
من أبرزها، أن تجربة البعث في
العراق كلما تطورت كلما أضعفت
بدورها من مواقع البعض من حكام
العرب العملاء والخونة
المتخاذلين، وأضعفت من قبضتهم
الممسكة بمقدرات الأمة، وانعكس
ذلك على مستوى المواجهة مع القوى
الحية وطلائعها في أقطار الوطن
العربي المتطلعة للتغيير والتحرر
والإنعتاق في نضالها ضد الأنظمة
العميلة، خاصة وان أبواب العراق
كانت مشرعة على مصراعيها للعرب
لينهلوا من خيره ويعمقوا خبراتهم
بتجربتها، فكانت مشاهداتهم
وتفاعلهم مع المنجزات في العراق
حافزاً لهم من أجل تصحيح واقع
أقطارهم، والنهوض بواجباتهم.
2- سلب ثرواته ونهب خيرات أرضه،
أرض السواد، التي قيل عنها لا
تنقضي خيراتها، فالعراق ليس
نفطاً، وإن كان النفط مهما كثروة،
لكنه كنزٌ لكل خيرات وأَنعُم الله
تعالى، وهو سجل تاريخ البشرية
بأغلب ما احتواه من علوم وآداب
وفنون، فهو متحف الحضارات وموطن
الابداع والابتكار بمفاصل نقلت
البشرية من حالٍ إلى حال ومن واقع
إلى آخر، وليس القلم والحرف
والعجلة والقوانين ونظم الحياة
والإدارة والناعور ومشاريع الري
هي كل منجزات صناع التاريخ البشري
على أرض الرافدين، كما لم تكن
القرية التي بها نقلوا البشرية من
حياة الرعي والكهوف كسائر
الحيوانات إلى أعتاب الحياة
الجديدة للإنسانية هي نهاية
المطاف لنضح العقول وإبداعاتها.
فلقد ظهر منهم ومن بينهم خليل
الرحمن ابراهيم عليه السلام ليعلن
للبشرية على مر العصور كيف
يُستثمر العقل في الهداية إلى
خالق الأكوان سبحانه وتعالى يوم
جعل للعقل وللتفكير اسلوباً
علمياً منظما يدرس الظواهر
ويحاكمها ويكشف كنهها، ويهتدي من
خلال درسها إلى سواء السبيل،{
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ
أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي
أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ
مُّبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِي
إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ *
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ
اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ
هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ
قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ *
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ
بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي
فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن
لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي
لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ
الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى
الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا
رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا
أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي
بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ *
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ
لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ
مِنَ الْمُشْرِكِينَ }(2)
فلا القمر والشمس ولا النجوم
بقادرة على أن تجعل التعبد لها
شيئاً صحيحا ومنطقياً لأنها
مخلوقات كما الذي يعبدها ولا تملك
له نفعاً ولا ضراً دون مبدع لها
ينظم فائدتها ويحدد ضررها ويتحكم
بحركتها ومصيرها، فمن الذي أوحى
لها أن تسبح في هذا الكون ومن
يمسكها أن تقع ومن يحفظ لها مسار
حركتها ويمنعها الاصطدام بغيرها،
وبهذا العقل وهذا الاسلوب في
التفكير اهتدى وعرف ربه وأخلص له
العبادة دون سواه، ويوم جعل من
تحطيمه لأصنام قومه درساً بليغاً
في احترام العقل وسمو منزلته
وقدرته على رسم معالم الطريق
الصحيح بالحجة البالغة والبرهان
الواضح والدليل الملموس، تلك
النعمة الربانية التي حبى الله
تعالى بها بني آدم دون سائر
مخلوقاته ليهتدوا بها إلى مبدع
خلقهم وسائر المخلوقات وليهتدوا
بها إلى التعبير عن أساليب الشكر
والحمد له وحده دون سواه، فلم يكن
عليه السلام حين حطم الأصنام وجعل
المعول في رقبة كبيرهم وأوحى
لعقول من يتعبدهم من دون الله
بأنه هو من فعلها ليقروا بقليل من
التبصر وإعمال العقل أن المراد
سؤاله لاينطق ولا يستطيع اتيان
فعل أو انجاز عمل،{
قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا
بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ *
قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ
هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا
يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى
أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ
أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ
نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ
لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ
يَنطِقُونَ * قَالَ
أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ
اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ
شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ *
أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا
تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
أَفَلَا تَعْقِلُونَ }(3)
وبذلك وجه العقول للتفكير بمدى
جهلها بتأليه من لايضر ولا ينفع،
وأن هذا الكون الواسع الشاسع
العجيب في خلقه لابد من خالق
ومبدع له تتجاوز قدرته وعظمته كل
شيء فكيف بجماد لا يملك حتى قدرة
الدفاع عن نفسه حينما هوى عليه
معول ابراهيم عليه السلام ليحطم
معه كل القيود التي تحتبس فيها
هبة ربانية لم تُخلق عبثاً ولابد
من استثمارها، فكان استثمار العقل
والعمل بمقتظيات تفكيره وابداعه
وابتكاره درساً واكتشافاً عراقيا
عربياً رائده ابن الفرات ابراهيم
عليه السلام الذي جعل الله سبحانه
وتعالى في ذريته من عقبيه اسماعيل
واسحاق النبوة كلها، وقطعاً هو
اختيار إلهي لنوعٍ من البشر جعل
فيهم القدرة المتميزة على استثمار
العقل والجوارح إمداداً لهم فيما
يمكنهم من إيصال رسالات ربهم إلى
الناس الذين بُعثوا لتبليغهم
كمبشرين ومنذرين.
وختم بهم الرسالات برسالة خير
البشر محمد صلى الله عليه وسلم
الذي بنور رسالته بُددت دياجير
الظلام وطُمست عبادة الأوثان وشع
نور هداه حتى عم الأوطان ورفت
رايات عدله على قمم الجبال وفي
الوديان، المعلم العظيم الذي خصه
الله تعالى بخصال لم تجتمع لبشر
قبله ولا بعده، وأدبه فأحسن خلقه
وخلقه،{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ
عَظِيمٍ}(4).
نهض العرب حاملين رايات محمد صلى
الله عليه وسلم فأوصلوا رسالة
ربهم إلى كل الأصقاع والبقاع
وشمرت الشعوب عن سواعد الجدّ
فنهلت من الإسلام نظم حياة وسبل
نجاة وعدل قضاة وإبداع عقول
وصناعة حضارة وقبلها والأهم من كل
ما سبق توحيدٌ لله خالق الأكوان
وعبودية له تليق بسلطانه واعترافٌ
بجميل فضله.
الرسالة التي أنجبت رجالاً ونساءً
عطروا صفحات التاريخ بأروع ما
يمكن أن ينجزه البشر وأعظمه وأجله
في التوحيد والعدل والشجاعة
والبطولة والمروءة والعطاء ونكران
الذات والكرم والأدب والبناء
والعلم والعمل وترفع النفس عن كل
ما يخدش كرامتها وحياءها
وإنسانيتها وجوهر الخير فيها.
فلنتحرى عظمة رسول الله صلى الله
عليه وسلم في سلوك البعض من
تلامذته، صحبه وآل بيته الميامين،
ممن حفروا في ذاكرة الشعوب
والتاريخ نماذج للقيادة، مما لا
يمكن لقيادة قبلها ولا بعدها مهما
أجهدت نفسها وشحذت من هممها،أن
تلامس شواطئ بحورها، أو تتفيأ بظل
عدلها.
فهذا خليفة رسول الله صلى عليه
وسلم أبو بكر الصديق يتولى أمر
المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فيقول واصفا
موقعه بين جنبات الحق والعدل:"
وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت
فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق
أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم
قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن
شاء الله والقوي فيكم ضعيف حتى
آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع
قوم الجهاد في سبيل الله إلا
ضربهم الله بالذل ولا تشيع
الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله
بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله
ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا
طاعة لي عليكم"(5).
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب،
الباحث عن الحقيقة في عقول
الرجال، إن لم يجد لها حكما في
كتاب الله وسنة نبيه، بسجية وفطرة
وشعور كبير بعِظم المسؤولية
وثقلها،فيقول:" فاتقوا الله
واعينوني على انفسكم بكفها عني،
واعينوني على نفسي بالامر
بالمعروف والنهي عن المنكر،
وإحضاري النصيحة فيما ولاني الله
من امركم"، وفي يوم من أيام
خلافته يقول
علي بن أبي طالب: "ما رأيت عمر بن
الخطاب يغدو على قتل، فقلت: يا
أمير المؤمنين، إلى أين؟ فقال:
بعير
نَدَّ
من الصدقة أطلبه. فقلت: لقد ذللت
الخلفاء بعدك يا أمير المؤمنين.
فقال: لا تلمني يا أبى الحسن، فو
الذي بعث محمداً بالنبوَّة لو أن
سخلة ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها
عمر يوم القيامة إنه لا حرمة
لوالٍ ضيع المسلمين"(6)
وهذا الفدائي المغوار المدَّخر
لكل شدة، المنتصر في كل صولة،
المتميز في كل منازلة، الناطق بكل
بلاغة، القاضي بكل معضلة، علي بن
أبي طالب،
يصف لنا أبي رافع مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعض شجاعته
وبعض تفرده، فيقول: "خرجنا مع علي
بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه،
حين بعثه رسول الله صلى الله عليه
وسلم برايته؛ فلما دنا من الحصن
خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل
من يهود، فطاح ترسه من يده،
فتناول علي عليه السلام بابا كان
عند الحصن فترس به عن نفسه، فلم
يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح
الله عليه، ثم ألقاه من يده حين
فرغ، فلقد رأيتني في نفر سبعة
معي، أنا ثامنهم، نجهد على أن
نقلب ذلك الباب، فما نقلبه "(7)
ذلك العظيم الذي ما أصاب ذلك
الحكيم حينما دخل عليه في الكوفة
إلا كبد الحقيقة عندما قال له:"
والله يا أمير المؤمنين لقد زنت
الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما
رفعتك، وهي كانت أحوج إليك منك
إليها"(8).
وهذا المحاور والسفير العظيم مصعب
بن عمير الذي أوفده الرسول صلى
الله عليه وسلم معلما مع من بايع
بيعة العقبة الأولى من أهل يثرب،
يخرج به أسعد بن زرارة يريد به
دار بني عبد الاشهل ودار بني ظفر،
ويجتمع إليهما رجال ممن أسلم،
وسعد بن معاذ وأسيد بن الحضير
يومئذ سيدا قومهما من بني عبد
الاشهل وكلاهما مشرك على دين قومه
فلما سمعا به قال سعد لأسيد لا
أبالك، انطلق إلى هذين الرجلين
اللذين قد أتيا دارينا ليسفها
ضعفاءنا فازجرهما وانههما أن
يأتيا دارينا فانه لولا أسعد بن
زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك،
هو ابن خالتي، ولا أجد عليه
مقدما، فأخذ أسيد بن حضير حربته
ثم أقبل إليهما، فلما رآه أسعد بن
زرارة قال لمصعب هذا سيد قومه وقد
جاءك فاصدق الله فيه، قال مصعب إن
يجلس أكلمه، فوقف عليهما متشتما
فقال ما جاء بكما إلينا تسفهان
ضعفاءنا اعتزلانا إن كانت لكما
بأنفسكما حاجة، فقال له مصعب أو
تجلس فتسمع فان رضيت أمرا قبلته
وإن كرهته كف عنك ما تكره، قال
أنصفت ثم ركز حربته وجلس إليهما
فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه
القرآن، فقال ما أحسن هذا وأجمله
كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا
في هذا الدين قالا له: تغتسل
فتطُهر وتطهّر ثوبيك ثم تشهد
شهادة الحق ثم تصلي، فقام فاغتسل
وطهر ثوبيه وتشهد شهادة الحق ثم
قام فركع ركعتين ثم قال لهما إن
ورائي رجلا إن اتبعكما لم يتخلف
عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما
الآن، سعد بن معاذ(9)،
وتحقق ذلك فاتسعت المدرسة
المحمدية وجاءتها الأفواج موحدة،
بفضل هذا المعلم الكبير لتغمر
بنور الرسالة كثيرا من أهل يثرب.
وهذا الزاهد عمر بن عبد العزيز
تلميذٌ تتبّع هدى خطاهم، يملأ
الأرض عدلا وأمنا، لا يكفيه أن
افترش الأرض وذهب يوقد المصباح
بيده وهو عمر ويعود لمجلسه وهو
عمر، لا ينقصه شيء ويجرد العائلة
المروانية من كل مغانم السلطة
وامتيازاتها ويردها إلى بيت مال
المسلمين، فتراه يرتجف كالسعفة في
عاصفة ليل بهيم، تتقاذفه رياح
الخوف من داء الكرسي، تدخل عليه
زوجه فاطمة وهو في مصلاه على حصير
أكل منه كل مأكلٍ، تسيل دموعه على
لحيته سهوبا فتسأل: يا أمير
المؤمنين ألشيء حدث؟ فيجيبها
الزاهد وفؤاده يرتعد: يا فاطمة
أني تقلدتُ من أمرِ أمة محمد صلى
الله عليه وسلم أسودها وأحمرها
فتفكرت في الفقير الجائع والمريض
الضائع والعاري المجهود والمظلوم
المقهور والغريب الأسير والشيخ
الكبير وذي العيال الكثير والمال
القليل وأشباههم في أقطار الأرض
وأطراف البلاد فعلمت أن ربى سائلي
عنهم يوم القيامة فخشيت أن لا
تثبت لي حجة فبكيت(10).
هذه الجحافل الجرارة من المعلمين
الأفذاذ، الذين كانت أيامهم من
فرط نقائها وعظيم إنجازها لتعد في
أيامنا هذه ضروبا من الخيالات
والمستحيلات، أو التي لا يجرؤا
على الإتيان بأدنى أدناها من تملأ
ألقابه صفحات وصفحات، ويكنز من
الأموال ما تضيع في زواياها خزائن
قارون.
وما نهضت أوروبا إلا بفضل عدل
وعلم وحضارة العرب المسلمين بعد
أن كانت تعيش حقباً من الظلام
والجهل والتخلف ومجازر الحروب،
واستمرت منذ ذلك التأريخ تبني
مفردات حضارة على أسس العلم
والإبداع العربي الإسلامي الذي
أشع عليهم من رُبى بغداد عاصمة
الرشيد وقد أجادوا البناء المادي
الذي أوصلهم إلى هذا الحال، لكنهم
لم يريدوا أو لم يحسنوا البناء
الروحي فغرقوا في شركهم وكفرهم
حتى يأذن الله تعالى، فكانوا
يقابلون عدلنا وعظيم دروسنا
وبلاغة رسالتنا التي أنارت لهم
الدرب بعد أن كان حالكاً بالتآمر
والعدوان والدسائس والتربص بكل
ثغر من ثغور أمتنا فما أن يجدوا
فرصة تَضعُف فيها الأمة حتى
يكشّروا عن أنياب غلهم وغدرهم
وعدوانيتهم وأطماعهم مستفيدين من
كل من أضاع له الإسلام إمبراطورية
شرٍّ ودولة شرك وكفر وطغيان
ليضربوا به حاضرة العرب المسلمين،
فمرة بالتتر ومرة بالمغول ومرة
بالفرس ومرة وبالترك ومرات
بأنفسهم.
(1) كلمة عزة إبراهيم بمناسبة
تقليد صدام حسين وسام الشعب في
28/4/1988.
(2)
سورة الأنعام، الآيات: 74-79.
(3) سورة الأنبياء، الآيات:
62-67.
(4) سورة القلم، آية:4.
(5) السيوطي، تاريخ الخلفاء.
(6)
البُرِّي،
محمد بن أبي بكر،
الجوهرة في نسب النبي وأصحابه
العشرة.
(7) ابن هشام، السيرة النبوية،
دار الكتاب العربي، بيروت
1425هـ،ص 817.
(8)
ابن الأثير،
أسد الغابة في معرفة الصحابة.
(9) ابن كثير، البداية والنهاية،
ج3.
(10) السيوطي، تاريخ الخلفاء. |