بسم الله الرحمن الرحيم
( ما فعلتم نادمين يا أيها الذين
امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا
على )
سورة الحجرات (6)
في الحديث الشريف يقول نبي الرحمة
صلى الله عليه وسلم
(
من أعان ظالما ولو بشطر كلمة يأتي
يوم القيامة ومكتوب على جبينه آيس
من رحمة الله )
وفي الأثر أيضاً (العامل بالظلم
والمعين له والراضي به شركاء
ثلاثتهم) .
اليوم ونحن على مشارف العام
السادس من عمر الاحتلال البغيض
والذي دمّر فيه وطن وأقيم الحد
على كل وطني رفض الاحتلال بفعل
المحتل وخدمه ، هدمت خلالها شواخص
نبيلة وحطمت أحلام جميله ، روعت
أنفس بريئة وسفهت أهداف عزيزة دون
إن يرف جفن ولا شارب لغاز كثيرا
ما تشدق بالديمقراطية وحقوق
الإنسان ، وببرودة الدم كله ،
ودون أن يكون لرد الفعل الرسمي
العربي غير الخنوع وغضّ النظر عن
جريمة تدمير العراق وأهله وتهديد
كيانه وهويته الوطنية والقومية
والإنسانية ، وبفعل عملاء له
حملوا صفة المواطنة والدين زورا
وبهتانا وتاجروا بهما ، واحتسب أن
الوطن والدين منهم براء ، بفعل كم
الجرائم التي ارتكبت بحقه وأهله
مستعينين بعدو كافر لا همّ ولا
مصلحة له غير السيطرة على منابع
النفط وتأمينا لاستهلاكه له منها
وحلفاءه على حساب المنطقة وأهلها
، ولضمان تفوق الكيان الصهيوني
وسيطرته على مجريات البناء
والنماء في المنطقة وعلى كافه
الصعد وتحكمه بها بما يخدم أهدافه
في الحيلولة دون بناء أي قوة
عربية قد تهدد كيانه المسخ وتعيد
فلسطين العربية من النهر إلى
البحر إلى حضن الأمة والى أهلها.
وبعد هذا الحجم من المآسي
والترويع وتفتيت المجتمع وتشظية
الوطن بدعاوى الفدرالية والمحاصصة
التي جاءوا والازدراء بحاضر الوطن
ومستقبله يخرج علينا هزلا من يدعو
أبطال الوطن شجعان الشعب رجال
البعث ، التخلي عن انتماؤهم
والالتحاق بصف العملاء الذين
سخرهم المحتل برخص الثمن لاغتيال
الوطن والأهل تحت عنوان المصالحة
وبناء العراق شرط إعلان توبتهم من
ماض مشرف ، كي تتلاقى الوجوه
وتتساوى الحجوم على خطى من الذل
والهزيمة والإقرار بالانصياع
التام لمشيئة المحتل وخدمه ،
وتحت عناوين كثيرا ما اجترّها
الأقزام لترتيب حساباتهم محليا
وخارجيا ووفقا لاملاءات
المحتل،والتي غالبا ما انتهت إلى
بوار بإرادتهم هم وليس غيرهم بعد
أن سال لها لعاب البعض ظنا منهم
أن هناك فعلا إرادة مغايرة لإرادة
المحتل في الإجهاض التام على
العراق وأهله ، وان كان العتب على
من سارع ليعلن موافقته على
مسرحيات خدم المحتل ليس ذي جدوى
بعد أن سخّر هؤلاء هذه اللقاءات
ليظللوا بها أبناء شعبنا أو على
وجه الدقة (لان حاشى شعبنا أن
يظلل ) منحهم ميزة المناورة
وتزوير الحقائق وفقا لما حصل من
لقاءات وان لم تسعفه طويلا ، فأن
انطلاق الأفواه والإعلام
ليستهدفوا البعث ورجالاته ، يؤشر
فيما يؤشره تعاظم الهلع والخشية
من حجم الانتصارات التي حققها
أحرار شعبنا رفضا للمحتل وعملاؤه
والتي كان للبعث ورجاله صولاته مع
بقية فصائل الجهاد الأثر المباشر
بتعاظمها وامتدادها إلى جميع ارض
الوطن ، بعيدا عن تقسيماتهم
الطائفية والعرقية التي يتمنون ،
وفي ظل انهيار شبه تام أصاب
الاقتصاد والقوة العسكرية الغازية
، وأصاب قبلها المزاج العام
والشخصي للفرد الأمريكي في ضوء
تعاظم خسائرهم بالأرواح والمعدات
، وجراء سوء الإدارة وبطلان ذرائع
الاحتلال تحت وهج الحقائق التي لم
تتمكن جل إمكاناتهم في التزوير
والتدليس على إخفاءها، أو التقليل
من حجم آثارها السلبية على سير
مشروعهم الاستعماري بذات القوة
والدفع ، وإذا كان المتتبع للشأن
العراقي يدرك إن ما وراء الأكمة
ما ورائها ، وان دعوة خادم المحتل
لم تأت من فراغ ، فأنه يقع بخطأ
كبير إن اعتقد أن شعبنا فرح بهذه
الدعوة لأدراك شعبنا حقيقة ما
يجري ، ولسان حال البسيط منهم
والعالم هو ، أي (مصالحة) هذه
التي يدعو إليها وما هي خلفية
وأساس هذه (المصالحة ) ، ولمن
المصلحة بإطلاقها بهذا التوقيت ،
وهل إن من يدعو للمصالحة فعلا
خدمة للوطن حسب ما يدعيه ، هو أهل
لها وانه يمتلك من الإرث الوطني
ما يمكنه من إقناع البسيط من
الناس على صدق وسلامة توجهه ، لا
أريد الحديث عن ما يمتلكه من يلقب
نفسه بالمالكي من ارث وطني كي لا
أزعج المتصفح الكريم وأطيل عليه ،
لان تاريخ الرجل معروف للجميع،
وإذ كانت خلفية هذه الدعوة
قانونية وفقا لدعواه لدولة
القانون ، ف
بالله عليكم أي قانون هذا الذي
يطبقه وهو الذي ارتمى بأحضان
أمريكا وإيران وارتضى أن يكون
تابعا لهما ، تهربا من القانون
الوطني العراقي ، وساهم بكل
الوقاحة والغل لإزاحة دولة
القانون ، وإذ كان للمصالحة أن
تتم ، فهل يعقل أن تتم لتقوية
المحتل على حساب القوى الرافضة
للاحتلال ، وان كان للمالكي قول
غير ذلك فبماذا يقنع المواطن
العراقي قبل المجاهد بصدق وصواب
طرحه ، واقلها انتقاد سلوكهم الفج
في خدمة المحتل وتقويض الدولة
العراقية ، فهل يمتلك هذه الجرأة
، أو هل هو قادر على أن يخطو نحو
ذلك ، لان الوطنية كما هو معروف
لا تستقيم إلا مع من ينبذ
الاحتلال ويناضل مع كل القوى
المجاهدة لدحره ،
وغير ذلك لا يمكن إلا أن يصب
في خدمة المحتل ، والدعوة في هذه
الحالة لا تعدو غير التـأثير على
إبطال الجهاد وفصائله خدمة للمحتل
، ونقول لم يدعي أن المالكي وضع
البعث باختبار وطني . إن البعث
ورجالات البعث هم ليسوا عنوان
مزايدة بالوطنية لأنهم الوطنية
ذاتها وبهم من يقاس بوطنيته وان
كان فهمكم للوطنية هي تدمير الوطن
والارتماء بحضن الأجنبي لتحقيق
مكاسب زائلة على حساب الوطن حاضره
ومستقبله تاريخه وجغرافيته ، فأن
الوطنية العراقية قد حسمت أمرها
واختارت البعث والجهاد سبيلا
لتحقيق أهدافها في الحرية
والتحرير ، وما هذه الدعوى وغيرها
مما سيلجأ لها العقل الخائر غير
تأكيد على صدق حسم الشعب لأمره
ودعمه للجهاد طريقا وحيدا للتحرير
. |