بعد مرور ستة أعوام عجاف على العراق ، في ظل الحراب الامبريالية
والصهيونية والفارسية المجوسية ، بأدوات الطائفية والعمالة والخيانة ،
ما زال العراق يئن شعبه ، من عملية الغزو والاحتلال البشعة ، وسياسة
القتل والتدمير، سياسة القتل على الهوية ، والتعذيب في اقبية الدوائر
الرسمية الحكومية ، وجحور الاحزاب الطائفية المجوسية ، وسياسة التهجير
والنزوح ، التي ذهبت بستة ملايين مواطن داخل العراق وخارجه .
بعد سنوات ست عجاف من الاحتلال ، مازال العملاء والخونة والجواسيس ،
الذين اقتادتهم الدبابات الاميركية ، يتنافخون بشخصية من يدعي انه رئيس
حكومة ، بأن لا صلح مع البعثيين، وكأنه الأعمى البصر والبصيرة
لايفهم أن البعثيين يترفعون وطنيا وقوميا واخلاقيا ، عن التعامل مع
العملاء والخونة ، وان الذين مرغوا انف اسياده في واشنطن ، وذهبوا
بكرامة ملاليه في طهران، حد تجرع سم الهزيمة ، والغوا والى الابد نظرية
الامن القومي الصهيوني ، ودقوا اول مسمار في نعش الامبراطورية
الاميركية ، لا يفكرون الا بالتصالح معه ، في الوقت الذي يتمنى الصلح
معهم اسياده في واشنطن .
عملاء الاحتلال مرتجفة قلوبهم ، لانهم يرون بأم اعينهم ان مشروع
الاحتلال قد انهار بسرعة فائقة ، وهو المدعوم من اكبر امبراطورية
امبريالية ، وصهيونية عالمية ، وطائفية مجوسية ، ولانهم بعيدون كل
البعد عن فهم مفردات النضال ، والتضحية في سبيل المبادئ ، كما فهمها
العراقيون عامة والبعثيون على وجه الخصوص ، فظنوا واهمين ان الدعم
الاجنبي سيمكنهم من اجتثاث البعث ، وما فهموا ان البعث عصي على
الاجتثاث ، لانه حزب الامة، والامة غير قابلة للاجتثاث ، لانها امة
رسالة ، اراد لها الله ان تكون خير امة للناس ، وامة شاهدة على غيرها
من الامم .
نعم دمر الغزو والاحتلال العراق الدولة والوطن والمجتمع ، سياسيا
واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، بحكم حجم القوة المعادية ، ولكن عراق
المقاومة افشل كل مخططات الاحتلال ، ولم يسمح لمشروع الاحتلال السياسي
ان يتقدم خطوة واحدة ، لابل تجاوزت آثار المقاومة حدود العراق والمنطقة
العربية ، حتى غزت آثارها النظام الرأسمالي في عقر داره ، وفي القلب
منه في الولايات المتحدة، وادت نفقات الحرب على العراق الى ازمة مالية
خانقة ، تأخذ بتلابيبها الاميركيين حكومة وشعبا في اعناقهم ، وهزمت
الصهيونية المسيحية ، والقت برجالها في مزابل التاريخ .
العراق المقاومة بقيادة البعث وابطاله ، هم اليوم وبعد مرور ستة سنوات
عجاف على الغزو والاحتلال ، اقوى مما كانوا عليه قبل الاحتلال ،
فالسلطة ايا كانت ، فيها من المتاعب والمنغصات، وفيها من المتساقطين
خارج الحدود ، الذين لاهم لهم الا النهش السياسي ، وهم العملاء
والخونة، الذين لم يتورعوا الا ان يمدوا اياديهم القذرة لاعداء العراق
والامة ، هاهم اليوم عراة مكشوفين امام الجماهير ، فمن يوجه سهامه
للبعث وقياداته ، التي تحمل بندقية المقاومة عن العراق والامة، ماهو
الا عميل خائن ايا كانت طروحاته .
المقاومة العراقية اليوم ، تاج يفخر كل الشرفاء في الامة واحرار العالم
، ان يضعه على رأسه، وحادي ركبها البعث، الذي لم يتخل عن التضحية ،
دفاعا عن الوطن والامة والمبادئ ، على العكس من المهرجين ، ممن باع
الذمة والضمير ، وتاجر بالثورة والمبادئ في الوطن العربي وخارجه ،
فاصابوا الامة في نحرها ، عندما مدوا اياديهم لكل الانجاس المعادين ،
من اميركان وصهاينة وفرس مجوس .
بعد ست سنوات عجاف ، استطاع العراق ان يزلزل الارض تحت اقدام الغزاة ،
وان يكنس العراق من فئران الغزو والاحتلال ، فالعراقيون يتساءلون اين
ازلام الاحتلال ؟ ، الذين جاءوا معه ، فالكل هرب وهرّب اولاده ، وما
نهب وسرق من ثروة العراق خارج العراق ، حتى هؤلاء الذين يتنافخون قد
ذهبوا بأولادهم خارج العراق ، فان كانوا رجال دولة ، فلم كل هذا الرعب
والخوف ؟ ، اليسوا رجال حكم وظّفهم اسيادهم لتنفيذ اهداف واشنطن وتل
ابيب وطهران ؟ ، فهل باتت هذه العواصم عاجزة عن توفير الحماية لهم ،
فهم يعلمون ان ساعة المواجهة معهم قد اقتربت ، وان قصاصهم سيكون في
ساحات المدن العراقية ، وعلى مرأى من الجماهير وبايديهم قد حانت ،
وان لا احد قادر على حمايتهم ، لان اسيادهم ، قد هربوا خارج اسوار
العراق ، فتركوهم لمصيرهم المشؤوم، لان نهاية الخونة والعملال القصاص
العادل ، على ايدي ابناء الشعب .
ايام الاحتلال باتت معدودة ، واليقين ان الاميركيين سيهربون مبكرا ،
وقبل الموعد الذي حددوه لانسحاب مرتزقتهم، فقد هرب بريمر في جنح الظلام
، وبدون ان يعلم بمغادرته احد ، والاميركان لاتحكمهم اية معايير سياسية
او اخلاقية ، فالمصلحة فوق أي اعتبار ، ومصلحتهم ان يتخلصوا من حماقات
ادارة بوش ، وهرطقات الصهاينة المسيحيين ، الذين دفنوا في ارض العراق،
ودفنوا معهم احلام اليمين المسيحي ، الذي جاء ليحيي المبادئ النازية
والفاشية بألوان اميركية .
مصير العملاء سكان المنطقة الغبراء في بغداد بات واضحا ، فهم ان تمكنوا
من الهرب قبل ساعة النصر والتحرير، فان ايدي المقاومة ستطولهم ، وان
تمكنت المقاومة من القبض عليهم ، سيكونون عبرة لكل الخونة والعملاء
والجواسيس ، الذين باعوا الذمة والضمير ، لانهم بدون اخلاق ، ولانهم
بدون اوطان ، وان ادعوا الانتساب للوطن زورا وبهتانا .
بعد اعلان النصر والتحرير، ماذا سيكون موقف بني يعرب ؟ ، من حكام
ومنظمات وافراد ، ممن ذهبوا حد التآمر ، ومن امتهنوا الشتم في العراق
وقيادته الوطنية والقومية ، وبلعوا السنتهم عن الاعتراف بالدور البطولي
الذي ، قامت به المقاومة بقيادة البعث .
قد لايكون كثير اهتمام بمواقف اطقم النظام العربي الرسمي ، لانه نظام
امتهن التآمر حتى على نفسه ، في سبيل كرسي السلطة الرخيصة ، اما الذين
يدعون الوطنية والتقدمية من افراد وتنظيمات ، فحري بهم ان يدفنوا
انفسهم احياء ، لانهم عبارة عن جيف تمشي على الارض ، لانه وضع نفسه في
خدمة اعداء الامة ، وممن يساهم في احتلال الارض تحت ذرائع سياسية تافهة
، لا خيار معه الا المقاومة ، وان كانت امواله الحلال توزع ذات اليمين
وذات الشمال ، لشراء الذمم والضمائر من ذوي النفوس المريضة .
انتصار المقاومة العراقية الباسلة سيفرز كثيرا في الصف العربي ، وسيكشف
عورات الكثيرين من العرب والمسلمين ، وعلى الصعيد العالمي ، لانه
انتصار على زعيمة العالم الامبريالي ، وتدمير بشكل او بآخر لمشروع
الكيان الصهيوني ، وهزيمة لمشروع الطائفية المجوسية ، التي تسعى لتمزيق
الامة العربية .
بعد سنوات ست عجاف ، سيقطف العراق تباشير النصر والتحرير ، وسيعود عراق
الامة لحضن الامة ، التي كانت اما عاقة في وجهها الرسمي ، وهرطقات
تنظيماتها السياسية المبتذلة ، وافرادها الموتورين ، ولكن حضن
الجماهيرهو الحضن الحقيقي للامة، الذي لم يبخل على العراق بالعطف
والحنيّة ، فقلوب الجماهير العربية ، تلهج بالدعاء له بالنصر والتحرير،
لانها على يقين ان العراق والعراقيين ، قادرون على صنع النصر والتحرير
، ولم يخيّب املهم فيه .
سيفرح العراق والعراقيون بزوال الاحتلال ، وسيرقص طربا معه كل
المناضلين الوطنيين والقوميين ، واليسارين الشرفاء ، والاسلاميين الذين
فهموا الاسلام دين حرية وتحرير ، وعندها سيرى العالم اجمع ان هذه الامة
عصية على الانحاء ، ويكفيها فخرا انها الامة الوحيدة في هذا الكون ،
التي يحمل ابناؤها السلاح ، في وجه الظلم الامبريالي ، والعنصرية
الصهيونية ، والطائفية المجوسية ، ولا تحمل في احشائها أي ضغينة لانسان
، الا من اعتدى عليها ، وحاول النيل من كرامتها .
نحن على موعد مع النصر والتحرير وكما كان يرددها شهيد هذا العصر يا
محلا النصر بعون الله .
|