ذكرتني البنوك الاسلامية تماما بالمدارس الاسلامية في الدول الاوروبية
, هذه المدارس والتي تحصل على ترخيص المدارس الاوروبية , على ان تلتزم
تماما بالمناهج الدراسية الاوروبية , والشيء الوحيد من الاسلام فيها هو
ادعاء مالك المدرسة فيها بان مدرسته اسلامية , مضافا لذلك ان الطعام
الذي يقدم في المدرسة يخلو من لحم الخنزيروهي ميزة المدارس الاسلامية ,
ويضاف لذلك ايضا ان المعلمين في هذه المدارس هم من اسوأ واردأ المعلمين
والذين في الغالب يحملوا تخصصا في التجهيل العلمي , واختيارهم في
المدارس الاسلامية هو بسبب قبولهم بمرتبات دنيا , حيث ان الهم الاكبر
لمالكي هذه المدارس هو الربح المادي , والظهور امام المجتمع الاسلامي
على انهم من نخبة المجتمع , والحصيلة الطبيعية هي جيل مسلم من اجهل
الاجيال , ولقد راقبت هذه المدارس والتي بدأت في بلد كالسويد منذ اكثر
من عشرين عاما , فوجدت ان هذه المدارس تفاخر انها عجزت عن ايصال اي من
الدارسين فيها الى كلية الهندسة او الطب , وكانت وما زالت مفرخة للجهل
بالرغم من الامكانيات الضخمة التي تقدمها هذه الدول لهذه المدارس ,
وهذه المفارخ التجهيلية تقام باسم الاسلام في بلدان المهجر ,
وباعتبارها تساهم في تضييع المستقبل التعليمي لاطفال المسلمين فانها
تلقى دعما ورعاية من هذه الدول لمساهمتها في تخريج اعداد كبيرة من
الايدي الرخيصة الى سوق العمل في المستقبل .
وحال اللحم الحلال في غالبية الدول الاوروبية لايختلف عمليا عن حال
المدارس الاسلامية , ومع متابعتنا لهذه اللحوم فاننا نكفل انها لحوم
خالية من لحم الخنزير , وهي في الغالب من اللحوم التي تشرى من المسالخ
السويدية , ثم تمر على ايدي بعض المتمشيخين في الدول الاوروبية ممن لم
يمر على مسجد في بلاده , ووجد في تجارة اللحم الحلال طريقا قصيرا للربح
السريع , فاطلق لذقنه العنان في تطويل اللحية , وانقلب بين ليلة وضحاها
الى شيخ يتصدر للامامة والافتاء , واستلم الجمعيات الاسلامية , واحتكر
مع بعض الاعوان التجارة باللحم الحلال الخالي من لحم الخنزير , ومعه
احتكر العمل الاسلامي ولهذا فاننا لانجد في كل القارة الاوروبية عالم
في الدين ممن له باع في العلوم الاسلامية , ولانسمع الا عن رؤساء
جمعيات واتحادات اسلامية , تصدروا للدين والافتاء والقضاء في هذه الدول
, وعندما يسمعوا ان هناك عالم قدم للبلاد فانهم يستنفروا ويعدوا الخطط
من اجل دحر هذا العدوان القادم , مما اثر كثيرا على الدعوة الى الاسلام
في هذه الدول الاوروبية , اضافة الى ان الدول الاوروبية تعرف تاريخهم
الناصع حال قدومهم الى البلدان الاوروبية بالتفصيل , وتعرف كيف بنوا
تلك الجمعيات الاسلامية, وتعرف كل اماكن الديسكو والرقص التي عبروها
قبل ان يجدوا لهم مكانا في تجارة اللحم الحلال والذي لايعرف من الحلال
الا الاسم فقط .
والبنوك الاسلامية والتي هي الاصل ليس من حقها حمل اسم البنوك , وذلك
لانها من الناحية الاقتصادية من المفروض ان تسمى شركات استثمارية ربوية
لاعلاقة لها بالاسلام , خاصة وان اغلب المشاريع التي امتدت اليها ايدي
هذه البنوك هي بالواقع مشاريع بيع السيارات بالاقساط والتي يكتب على
صفحة موقع البنك الاسلامي ان الفائدة فيه هي عشرة بالمائة , اي ثلاثة
اضعاف الفائدة الربوية في البنوك الربوية الحرام , وما يضحك في الامر
ان كبار الشيوخ في عالمنا الاسلامي هم اعضاء في مجالس شورى هذه البنوك
, وذلك من اجل تزكية هذه البنوك خاصة بعد انصراف هذه البنوك من الاعمال
الصناعية التي تطور الامة الى التخصص في بناء الفنادق السياحية
المتعددة النجوم , والقرى والشواطيء السياحية الحلال , والتي تعد من
اجل السياحة الحلال والتي ستستقدم الراقصات الحلال , ومعها الويسكي
والكونياك الحلال , ولاباس من توريد البغايا الشقر والسمر الحلال , وان
تبنى باموال الامة الاسلامية وتحت نظر الشيوخ الحلال المراقص
والديسكوات الحلال , ليعمل ابناء امتنا في خدمة هذه الطبقة المباركة من
الزناة الحلال والراقصات الحلال , وبهذا يخدم المال الاسلامي واليد
العاملة الاسلامية وشيوخ البنوك الحلال السياحة الحلال فترتقي الامة
ويتوسع معها طبقة التحرر العالمي الحلال , وينتشر معها امراض الحضارة
الحلال , وتقام لهذه البنوك بعض الفضائيات من اجل توسيع الدعاية لهذه
البنوك الحلال , ويتبارى شيوخ الرقص الحلال بالاطناب على اصحاب هذه
الفضائيات الحلال, وتمنع هذه الاموال من بناء مصنع واحد للعمل الشريف ,
وذلك خوفا من منافسة الدول المتقدمة , وخوفا من خسارة جزء من الارباح
التي تاتي من وراء كد الراقصات في الفنادق والمشاريع السياحية , وبعد
كل هذه المشاريع الحلال المؤيدة من الشيوخ الحلال , ترفع الامة ايديها
في اوقات النكبات الى الله ليستجيب لها , فبالله عليكم ياأمة النور
المحمدي كيف يستجيب لكم رب الحلال .
|