( سماء العراق تعج بالغربان ..وصقور العراق بلا أجنحة !)

(كنا نتوقع أن لا تكون هنالك أي ردة فعل وتصعيد!..ولكن آثرنا الإنتظار لكي لا نسمح للمتقولين بالتعقيب على ما نكتبه في حينها بحجة إن الأيام القادمة ستبين ذلك..وبدلا من ذلك يزور لاريجاني اليوم العراق والنجف خصوصا!)..

يعلم العديد من المختصين إن إيران تخطت الكثير من الخطوط الحمراء في الشأن العراقي وتجاوزت عدة مرات (حرمة الأجواء والأرض والميدان ) العراقي الذي تحتله وتسيطر عليه وتديره وتراقبه الولايات المتحدة الأمريكية من فلوريدا الى السيلية في قطر صعودا الى إنجرليك في تركيا ومن داخل القواعد الأمريكية الخيالية التي تم إنشائها في بلد والرمادي والناصرية وكركوك والموصل وبغداد ومناطق أخرى في العراق!..

والخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية كالبرق هو :

(إن الجيش الأمريكي كشف يوم 16 /3/2009 عن أن مقاتلات أمريكية من طراز اف - 16 قامت بإسقاط طائرة إيرانية من دون طيار فوق الأراضي العراقية في 25 شباط الماضي في منطقة على بعد 100 كيلومتر تقريباً شمال شرقي بغداد داخل الحدود العراقية )!..

وفورا حاول المهزومين في أنفسهم واللاهثين وراء الدولار الأمريكي والمعينين بفعل المحاصصة والقرابة والمعرفة الشخصية وبتزكية الحكيم والمالكي والعامري من الضباط العراقيين (الكبار) أن يكون لهم نصيب من (هذه العملية البطولية الفائقة التخطيط والتنفيذ)!..

ولكن كيف سيتمكنون من توجيه إتهام الى إيران لإختراقها المجال الجوي العراقي؟..

لذلك قال اللواء عبد العزيز محمد جاسم مدير العمليات العسكرية في وزارة الدفاع العراقية لرويترز إنه :

(يعتقد أن دخول الطائرة للاجواء العراقية من المرجح أن يكون خطأ) !.

وركّزت وسائل الإعلام على إن :

هذه الطائرة قد تم رصدها ..

وإن المقاتلات الأمريكية طاردتها وأسقطتها!..

وإن المقاتلات الأمريكية هي من طراز  اف – 16المتطورة والتي تحمل منظومات غاية في التعقيد في المتابعة والتوجيه وملاحقة الهدف وتدميره!..

وظهرت تحقيقات تلفزيونية عن هذه الطائرات المسيرة وأهميتها وتقنياتها وعملياتها..وكيف إنها إما أن تكون مخصصة للتجسس أو للتجسس وضرب أهداف منتخبة بصواريخ موجهة بالليزر أو بواسطة الأقمار الصناعية..

وتناولت قنوات معروفة تضخيم قوة وقدرة وطول ذراع (التواجد الأمريكي) في حماية أمن العراق وحدوده وأجوائه!..

وتطرقت قنوات اخرى الى مسلسل الخروقات الإيرانية وكيف إن إيران هي لاعب أساسي اليوم في الساحة العراقية وهي التي تدعم الميليشيات المسلحة وفرق الموت وهي التي تقف وراء إغتيال أغلب العراقيين وهي اليوم التي تتحكم بإختيار المحافظين ونوابه في المحافظات رغما عن القوائم الفائزة في الإنتخابات ..

وتسائل البعض ..

لماذا لا تتعرض القوات الأمريكية للتدخلات الإيرانية في الشأن العراقي الداخلي وما تخلقه من فوضى وشغب وقتل وتفجيرات ؟!..

وبعض القنوات الفضائية لم تتطرق الى موضوع إسقاط (الطائرة الصديقة )لا من قريب ولا من بعيد لإنشغالها بحملة إعلامية ضخمة لمعارضة أي كلام أو توجه او خطاب للمصالحة مع البعث!..

أما نحن فنقول ..

لماذا تغاضت كل وسائل الإعلام عن ثلاث حقائق جوهرية في حادثة إسقاط هذه الطائرة الإيرانية المسيرة والتي ذُكرت حتى في تصريح المتحدث الأمريكي ولم يتم تسليط الضوء عليها وهي :

الأولى: ( واستبعد الجيش الأمريكي في بيان له بهذا الصدد أن يكون ما جرى مجرد حادث جرى عن طريق الخطأ من قبل الجانب الإيراني وإن الحادث لم يكن سهوا من الجانب الايراني مستدلاً على ذلك ببقاء الطائرة في أجواء العراق لسبعين دقيقة)!..

والثانية : ( أن الطائرة الإيرانية لم تكن تحمل أسلحة بل كانت مخصصة فقط للتجسس)!..

والثالثة : ( أن الجيش الأمريكي وضع يده على الطائرة التي أكد أنها ما تزال بحالة جيدة)!..

فكيف تسمح الولايات المتحدة الأمريكية بكل إمكاناتها وفي بلد مثل العراق حيث تتواجد فيه كل قطعاتها العسكرية الضاربة وطائراتها وقواعدها وعملائها وأصدقائها وما لديها من الأقمار الصناعية التي تراقب حدود العراق وطرقه (وحتى الطرق النيسمية ) وطائرات الإستطلاع والتجسس والمراقبة على مدار 24 ساعة ول 7 أيام و365 يوم في السنة ليلا ونهارا ومن مختلف الانواع والأشكال والمهام وشبكة إتصالات ومنظومة حرب ألكترونية وقيادة وسيطرة غاية في التطور وسرعة في إتخاذ القرار بالرد الفوري بلا تردد؟! ..

نقول كيف تسمح هذه المنظومة المعقدة (المعادية لإيران )بالسماح لطائرة تجسس إيرانية بالبقاء في الأجواء العراقية للتصوير وإرسال المعلومات لمدة ساعة وعشرة دقائق قبل أن يتم إسقاطها؟

هذا من ناحية ..ومن ناحية اخرى لماذا هذا التضخيم في قيام طائرتين مقاتلة متطورة لها السيادة الجوية الكاملة بإسقاط طائرة مسيرة صغيرة واهنة ..كان يمكن أن يسقطها أي سلاح أرض جو بسيط؟!..

وإذا كان دخول طائرة تجسس إيرانية الى عمق (الأجواء الأمريكية داخل العراق المحتل) التي تسيطر عليها أحدث التقنيات وتبقى في الجو لمدة سبعين دقيقة ويقول المتحدث الأمريكي إنها مهمة تجسس متعمدة فعلى مَن كانت تتجسس؟..

ولمصلحة مَن؟..

وبالتنسيق مع مَن؟..

وهل إن إسقاطها كان خطأ غير متعمد؟..

أم إنها لم تكمل مهمتها كما في (كل مرة ) وسقطت بفعل خلل فني ؟..

لأن المختصين من العسكريين يعرفون (الجواب الحقيقي)  للسؤال:

كيف يمكن لطائرة مسيرة صغيرة أن تبقى سليمة وبحالة جيدة مع العلم إن طائرتين من طراز  اف – 16المتطورة هي التي قامت بإسقاطها ؟..