|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
ست سنوات وجريمة القرن مستمرة |
||||
|
||||
شبكة المنصور |
||||
المقاتل الدكتور محمود عزام | ||||
المجد والخلود لشهداء العراق وعلى رأسهم الشهيد الخالد صدام حسين الذي تقهقر أمامه الموت وهو يصعد إليه.. لقد تحملت أيها الشعب كثيرا .. ولم يبقى إلا القليل ..
اليوم ..تجاوز العراقيون الصابرون المجاهدون أكثر من ثمانية عشر عاما على بداية واحدة من أبشع الجرائم المنظمة والمستمرة التي إستهدفت دولة ذات سيادة وتأريخ موغل في القدم والحضارة التي علمت الإنسانية القراءة والكتابة والقانون والعلوم والطب والفن والأدب ..عندما شنت الولايات المتحدة الأمريكية يعاونها ويناصرها الخائفون والطامعون عدوانها على العراق بهدف تدميره ونهبه ..
وتوزعت مراحل وأشكال العدوان ودرجات تأثيره على صفحات متعددة منها الضغط السياسي والإقتصادي ثم العدوان العسكري الثلاثيني المباشر عام 1991 الذي دمّر كل البنى التحتية العراقية من معسكرات وثكنات وقواعد وجسور وطرق وأبنية ومخازن ومستودعات ومستشفيات ومصانع ومعدات ومؤسسات ووزارات وتجمعات سكنية ومحطات توليد الكهرباء وتصفية وتصريف المياه وتزامنت مع صفحة العدوان العسكري الحاقد هذا صفحة الغدر والخيانة التي قامت بها عصابات خونة العراق في فيلق بدر وحزب الدعوة العميل وفيلق القدس الإيراني التي قامت بإستكمال تدمير ما لم تصله الطائرات والصواريخ الجوالة للقوات الأمريكية ثم تحولوا الى سرقة ونهب ممتلكات الدولة وحرق أبنيتها ثم إغتيال كل من كان يقف في صف الشعب من حزبيين وموظفين وضباط وجنود عائدين من خط المواجهة بعد قرار الإنسحاب من الكويت ..
ثم تبع ذلك حصار جائر وظالم أطبق على كل شيء حتى الأنفاس ومات من جراء هذا الحصار أكثر من مليون عراقي منهم نصف مليون طفل نتيجة نقص الدواء وعدم السماح للعراق بشراء مستلزمات الصحة والرعاية وحليب الأطفال ويتذكر العراقيون كلمة مادلين اولبرايت عندما سؤلت في مؤتمر صحفي عن هذه الجريمة فقالت : ( إن هدفنا يرتقي الى درجة يكون فيها موت نصف مليون طفل عراقي امرا مقبولا بالقياس اليه)!..وبعد أن أنهك هذا الحصار قدرات العراق شنت الولايات المتحدة حربها التدميرية الشعواء عام 2003 لتحرق كل أرضه وتشرد وتقسم كل شعبه في غزوها الذي يصادف اليوم الذكرى السادسة لجريمة القرن .
لقد مضت اليوم ست سنوات من بداية العدوان الأمريكي الغاشم الذي إستند على تبريرات واهية ومضللة وكاذبة ومعيبة ومهينة لمصداقية أقوى دولة في العالم ..
هذه الحرب التي كان فيها الكثير من الخاسرين والكثير من المنتفعين والمستفيدين ..ولكن الخاسر الأكبر فيها هو الشعب العراقي وقواه الوطنية والمستفيد الأكبر منها هو إيران وأغلبية من جاء مع الدبابات الأمريكية أو نزل من الجبل أو عبر الهور وحدود العراق من إيران من المتنفذين اليوم في السلطة بعد تدمير العراق .
هذه الجريمة ورغم كل الدعوات والتلميحات بالبحث عن حل للخروج من المستنقع العراقي فهي لازالت مستمرة ولازال الخاسرون يزدادون خسارة والمستفيدون يستفيدون أكثر وهم يتفننون في محاربة الوطنية العراقية وتطويق وملاحقة نبضها وضميرها وخلط الأوراق لتزوير هوية المقاومة الوطنية العراقية تحت عناوين الإرهاب والقاعدة والتكفير وحث الإدارة الأمريكية ودفع قواتها المسلحة لتوجيه ضرباتها الخائبة لمساكن الناس الأبرياء تحت حجة إحتضانهم لها ليتحول العراق الى سجن كبير مفاتيحه لدى سفيري الولايات المتحدة وإيران فيما يعبث خونة العراق والمتآمرين والدخلاء بمقدراته وحياته وثرواته .
بعد ست سنوات طوال.. أسقطت المقاومة العراقية وضميرها الوطني الحي المناضل النابض بوش وصقور إدارته ومحافظيه .. وأجبرت من يريد النصر في إنتخابات الرئاسة الأمريكية أن يرفع شعار نهاية الحرب وسحب القوات الأمريكية من العراق.
بعد ست سنوات من التضحيات .. أجبرنا من كان يعارضنا في موضوع سحب القوات الأمريكية بالمطالبة بها اليوم بل بالقول بأن هذه الخطوة من نتائج سياستهم الخانعة..
بعد ست سنوات من القتال وجها لوجه مع اعقد وأكبر وأحدث آلة عسكرية في العالم ..اجبرناهم على القول نعم سننسحب ونترك العراق ..
بعد ست سنوات من قوافل الشهداء ونزيف الدم والتهجير والملاحقة والإساءة وحملة الإعلام الكونية المضللة وتأليف القصص والحكايات عن مظالم وإجراءات سابقة للنظام الوطني بهدف تمرير الدجل والسحر والشعوذة لطمس الحقيقة وخنق الحياة ..
رغم الإغتيالات والإعتقالات والملاحقات والمتابعات والإجتثاث والمحاصصة والإقصاء والكذب والتشويه والإتهامات المزورة المستمرة .. فقد بقينا ..وقاتلنا .. ونحن اليوم أقوى من الأمس .. وغدا سيكون لنا كما كان هذا اليوم ..
لقد كان البعث أول من تم إستهدافه ولازال .. وأكثر من نهشته أنياب الإحتلال والخونة والظلم والحقد والإنتقام .. ولأن كل الباطل يعاديه ويهاجمه ويستهدفه .. فهو على حق.. ومَن لديه ذرة من إحترام للنفس وحبا للعراق عليه أن يقف معه .. ليس لكي يزداد البعث قوة.. بل إحقاقا للحق وزهقا للباطل. |
||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||