عندما شنت الولايات المتحدة
الأمريكة حربها الغادرة على
العراق في 20 آذار 2003 بهدف
إسقاط نظامه الوطني وإحتلاله و(
القضاء على حزب البعث العربي
الإشتراكي ) وأفكاره
القومية والوطنية بشكل نهائي
..كانت على رأس حلف شيطاني واسع
قلما سمعنا عنه في التأريخ!.. وقد
ضم هذا التحالف عدا الولايات
المتحدة وبريطانيا وإسرائيل
وإيران ودول غربية وإسلامية
وعربية أخرى :
(
الشيوعيين من الأعداء التقليدين
للإستعمار والإمبريالية
والرأسمالية !.. وحاملي الرايات
السود لآل البيت والمدافعين
عنهم!.. وآيات الله العظمى
والمراحع الدينية وحجج الإسلام
مِن حاملي راية الجهاد ضد
الطغيان!.. مَن كان ينام في حضن
إيران ومَن كان يتسكع في حانات
لندن وبيروت وواشنطن !.. مَن كان
عميلا للموساد او عميلا للسافاك
او للسي آي أيه أو أم آي 6 وبقية
أجهزة ومخابرات العالم !..مَن كان
يناصر عبد الكريم قاسم او عبد
الناصر أو مَن كان يكرههما
!..الذي يدعي حرصه على الجمهورية
والراغب بالملكية الهاشمية!..الذي
ينادي بالوحدة العراقية ومن ينادي
بتقسيم العراق!..العنصري الكاره
للعرب من الأكراد ..والعربي الذي
يرفض مطالب الإنفصاليين
الأكراد!..وغيرهم مِن أعداء البعث
مِن المتناقضين في المبدأ
والعقيدة والوسيلة والإنتماء!..)..
كانت لكل هؤلاء الأعداء
الإنتهازيين المتلونين فرصة ثمينة
ليقضوا على الحزب نهائيا ..بحيث
لاتقوم له قائمة أبدا ..
وكانت كل المؤشرات تقول إن هذه
الفرصة النادرة لن تتكرر أبدا..
وستكون مصيرية للمعتدي والمعتدى
عليه..
ومعركة بهذا الحجم وهذا التحالف
وبهذه الإمكانات سيكون الخاسر
فيها (حتما!)
هو البعث والنظام الشرعي في
العراق!..
وهذه هي الأمنية التي حلموا بها
سنين طويلة!..
فسينتهي البعث الى الأبد!..
ولن يذكره أحد بعدها بخير
..وستتناساه الأجيال!..
وتموت شعاراته!..
ويعلوا كتبه ونشراته وفكره التراب
!..
كانت أمامهم فرصة تأريخية لن
تتكرر أبدا!..
فالولايات المتحدة الأمريكية بكل
ثقلها وحلفائها وثروتها وعجلة
إعلامها وقوتها العسكرية النووية
والصاروخية وحاملات الطائرات
والأقمار الصناعية والغواصات
والفرق المدرعة والمارينز كانت
معهم وتحت تصرفهم ورهن إشارتهم
عندما يتعلق الأمر بتهديم صرح
للبعث أو إغتيال قياداته
وإعتقالهم وتهجيرهم حتى وصل بأحد
الأدعياء الكارهين المنافقين أن
قال :
( يجب
منع الهواء والماء عن البعثيين
!)..
ولكن يد البعث والمقاومة طالته
بعد يومين من دعوته الكافرة هذه
!..فبقي البعث ورحل الجبناء
والإنتهازيين!..
ودولة إسرائيل بكل خبثها وحقدها
وإنتقامها ..كانت معهم وتتناغم
وتتحالف مع حقدهم وإنتقامهم
وعملياتهم في القتل والخطف والسجن
والتهجير..
وأعداء البعث وصلوا الى السلطة
بلا مجهود وبلا خسائر ..
ووصلوا بدبابات المحتل الى كل
مراكز ودوائر ومؤسسات الدولة ..
وجمعوا كل إرشيف وأضابير موظفي
الوزارات ومديرياتها..
وإستولوا على (كل
) ملفات الأمن العامة والمخابرات
والإستخبارات والأمن الخاص ..
ونصّبَهم الأمريكان على ثروات
العراق وخزائنه وأراضيه بعد أن
سرقوا كل بنوكه ومصارفه ..
وسهّل لهم المحتل عملية سياسية
بأغطية (شرعية)
أُجبر فيها الشعب
(المضلل
والمخدوع والمُغَيَب والجاهل
)
على التصويت لهم كرها أو بتزوير
نتائج من عارضهم ليستلموا سلطة
التشريع والتنفيذ ..
وكتبوا دستورا كل بنوده تهدف
لتغييب البعث وحرمان الشعب من
ذكره ومحاسبة من يروج له وقتل أو
إعتقال من ينتمي اليه ..
وأصدروا قوانين في (دولتهم
الديمقراطية!) تمنع وتحارب
وتعاقب الإنتماء لهذا الحزب فقط
وتمنع من كان مرتبطا بالسابق من
الترشيح لأي موقع يتم إختياره
بالإنتخاب ويمنع من التعيين
وتبوء أي منصب إذا جاز له التعيين
..
كل القوانين والدساتير والتعليمات
والأمريكان وبريطانيا وإسرائيل
والشيطان والأمم المتحدة وجامعة
الدول العربية والكويت وإيران
كانوا معهم ..
كل هؤلاء كانوا معهم ..
إلا الله ..
إنه الحق الذي كان معنا ..
وحافظ علينا ..ونصرنا ..
فاليوم البعث أقوى بكثير من كل ما
مضى ..
فخاب فألهم وخاب فعلهم ..
ولو كانوا أصحاب قضية فعلا ..
وغير حاقدين أو منتقمين وعنصريين
وفاسدين ..
وكانوا غير طائفيين..
ولم يغرقوا في القتل والإغتيال..
والخطف والإعتقال ..
والسرقة والنهب والإحتيال..
والتهجير والترحيل والإقصاء
والتهميش ..
ولو كانوا يحملون ولو جزءا يسيرا
من الوطنية ..والغيرة
..والشرف..والمرؤة ..والشهامة..
لو كانوا أصحاب دين فعلا ..
لأنتصروا ..
وعندها كنا سنقول :
هم كانوا على حق ونحن كنا على
باطل ..
ولَكانَ البعث قد إنتهى..
ولما ذكرنا إن للبعث رسالة خالدة
عصية على الموت..
ولَعَمّ السواد أرض السواد!.. |