لغة الخطاب السياسي الامبريالي
الاميركي ، وكذلك الصهيوني ،
دائما وابدا مجافيا للحقيقة ، وفي
الاتجاه المضاد لكل شعارات الحرية
، والديمقراطية ، وحقوق الانسان ،
والعدالة ، وما الى ذلك من
اسطوانات مشروخة ، لم تعد تقنع
طفلا رضيعا في حضن أمه ، الا أن
ساسة اميركا و" اسرائيل " لا
يخجلون ، ولا يندى لهم جبين ، وهم
يتشدقون بهذا الخطاب المعادي ،
لكل قيم الحق والخير والعدالة
الانسانية .
أن تطلق أميركا وصف هارب من
العدالة على الرئيس عمر البشير ،
في قضية اتهامية من قبل ما يسمى
بالمحكمة الجنائية الدولية ، فهذا
كلام أكبر من أميركا وكل اداراتها
، التي ركبت موجة قيادتها ، منذ
تأسيسها ، لانها لم تكن في يوم من
الايام الا في الخندق المعادي
للعدالة الانسانية على الارض
الاميركية ، و في جميع انحاء
المعمورة ، التي ابتليت بها ، منذ
أن وطأ اول لص اوروبي هارب من وجه
العدالة ، فالمهاجرون الاوائل
الذين اسسوا دولة الولايات
المتحدة الاميركية ، مجموعة من
الخارجين على القانون ، وهم في
عداد اللصوص ، ولم يهرب ايا منهم
بسبب معاناته من مضايقة السلطات
الحكومية ، لانه كان مناضلا
لتحقيق العدالة في بلده .
الادارات الامبريالية الاميركية
تعرف أنها أيضا حليفة لأسوأ من
خلق الله على الارض ، الذين
اختطفوا الدين اليهودي ، ليمرروا
حقدهم وعدوانيتهم على العرب
والفلسطينيين ، ولم يكونوا يوما
في جانب العدالة ، التي تتشدق بها
أميركا ، فكان أولى بساسة الادارة
الاميركية أن يصمتوا على الاقل ،
بدلا من أن يتبجحوا ويتشدقوا ،
بما ليس فيهم من قيم العدالة .
كاد المريب أن يقول خذوني ، وهاهي
الادارة الاميركية تصف الرئيس
البشير بالهارب من وجه العدالة ،
فماذا تقول في بوش وطاقم ادارته ،
الذي قام بغزو العراق واحتلاله ؟
، هل كان من أجل تحقيق العدالة
الاميركية على الارض العراقية ،
بتدمير العراق أرضا ومجتمعا ودولة
، وتمزيق نسيجه الاجتماعي ، ونهب
تراثه الحضاري ، وثروته الوطنية ؟
، وماذا تقول في العدوان الصهيوني
، ورموزه السياسيين ، منذ زرع هذا
الكيان الغاصب على أرض فلسطين ،
وتشريد شعبها ، وفي الدمار الذي
لحق بقطاع غزة وسكانه ؟ ، فلم
نسمع أن ادارة واشنطن وصمت هؤلاء
بالهاربين من العدالة الانسانية .
شر البلية ما يضحك ، عندما ينبري
اللص يتحدث عن الامانة ، والمجرم
عن العدالة ، والملحد عن الايمان
، والكاذب عن الصدق ، فالاميركان
أكثر رموز العالم السياسيين ،
ومعهم حلفاؤهم من الصهاينة ،
الاكثر طلبا لجرهم للعدالة ،
وايقاع أقسى أنواع العقوبات عليهم
، بما تلطخت أياديهم بدماء
الاطفال والنساء والشيوخ ، وما
أصاب العالم من ويلات ، بفعل
حماقاتهم ، وعدوانيتهم على أمم
الارض وشعوبها .
انه عالم المتجبرين واللصوص ،
عالم الامبريالية والصهيونية ،
الذي يصدر قرارات العدوان،
والتعدي على حقوق الانسان ، وحقه
في الحياة الحرة الكريمة ، ولكن
شعوب الأرض ، التي بذلت الغالي
والنفيس ، في سبيل حريتها
واستقلالها لن تسكت ، ففيها من
المناضلين الذين يملكون الايمان
والارادة على تحرير الانسان ، من
جبروت الامبريالية والصهيونية ،
حتى يلعق هؤلاء احذية مرتزقتهم ،
ويعودوا الى صوابهم ، والاحتكام
الى لغة العدالة الحقيقية ، التي
يرسمها المستضعفون في الارض ، من
أحرار العالم ومناضليه . |