الأمر الطبيعي أن ترحب جماهير
شعبنا العربي بالخطوة الموريتانية
الأخيرة قطع العلاقات مع الكيان
الصهيوني ذلك أن هذه الخطوة تأتي
رجوع حكومة ذلك القطر العربي إلى
جادة الصواب واستجابة من السلطات
هناك طال انتظارها إلى ضغوط
الجماهير الموريتانية وقياداتها
الوطنية والقومية التي دأبت منذ
بدايات الوقوع في تلك الخطيئة
التي اقترفها آنذاك نظام معاوية
ولد الطايع تجاوزاً على إرادة
الإجماع الشعبي مثلما هو تجاوز
على إجماع الأمتين العربية
والإسلامية إضافة إلى أن اعتراف
النظام وتبادل التمثيل الدبلوماسي
مع الكيان الصهيوني لا يمكن
اعتباره إلاانه جاء تزلفاً
ونفاقاً للحصول على بركات الدول
الامبريالية المتصهينه وما كان
النظام يأمل أن ينال من وراء تلك
الخطوة رضا الجهات المؤسسة
والراعية للكيان الصهيوني
والأطماع المخادعة للذات
بالمعونات والفرص المالية
والاقتصادية والدعم السياسي التي
تدأب دائماً تلك الجهات على
التبشير بها وإلقائها كطعم
للإيقاع بالفرائس من الحكومات
المخدوعة مما ثبت آخر المطاف أنها
كالسراب يحسبه الظمآن ماءً حتى
إذا ما بلغه لم يجده شيئاً...؟!
• ولقد كان من المأمول شعبياً
أن تبدأ الحكومة الموريتانية
المنتخبة والتي جاءت بعد زوال
نظام ولد الطايع أن تبادر فور
تسلمها السلطة إلى وضع حد لتلك
الخطيئة الجناية التي ارتكبت على
الصعيد القومي استغلالاً لمرحلة
غزو إدارة المجرم بوش للعراق
وظهور تلك الإدارة بالمظهر
الإمبراطوري الزائف للهيمنة على
العالم، لكن تلك الحكومة المنتخبة
من قبل غالبية الجماهير
الموريتانية قد ضعفت أو ربما جبنت
مع الأسف عن تحقيق ما كان مأمولاً
منها في هذا السياق مما أوقعها في
التناقض وربما التصادم مع القواعد
الشعبية والقوى الوطنية ومنظمات
المجتمع المدني
الأمر الذي افقدها تدريجياً تأييد
الشارع الموريتاني وسهل على بعض
قادة الجيش الانقلاب ضدها
وبالتالي الرجوع إلى الحكم
العسكري وما تطور إليه الوضع الآن
من التخندق المتضاد وتدخل أطراف
أخرى قارية ودوليه مختلفة الدوافع
والأطماع والمخططات الاستعمارية
حيث المعروف والمعتقد أن ذلك
القطر الواقع على ساحل المحيط في
أقصى مغرب الوطن العربي يملك
ثروات معدنية دفينة هائلة وثروات
زراعية وسمكية وحيوانية واعدة
يسيل لها لعاب الدول الطامعة.
• ولقد جاء مؤتمر القمة الأخير
في الدوحة بعد الجريمة الصهيونية
الكبرى في غزه ليفتح خرقاً في
الملف القذر لتلك العلاقات
الدبلوماسية والمكاتب التجارية
والسياسية هنا وهناك في أوساط بعض
الأنظمة العربية التي قامت
كإفرازات لمؤتمرات اقتصادية
ودولية كانت عصارة للفكر الصهيوني
الذي تقمصته إدارة المجرم المنصرف
بوش وقرينه بلير وغيرهما من
العرابين؛ فكان لا بد لمؤتمر
الدوحة العتيد من إقرار إعادة
النظر في الموضوع من أساسه وفرض
المخرج الصحيح الذي كان لا بد منه
وهو قطع العلاقات السياسية
والقنصلية وإغلاق المكاتب
التجارية والدبلوماسية الذي
لم يكن لأحد فضل فيه سوى الصمود
البطولي للشعب العربي في غزه خلال
تلك المواجهة التاريخية التي فرضت
أوضاعا ومعادلات جديدة في الصراع
المصيري بين الأمة العربية
وأعدائها.
• إن النتائج التي تمخض عنها
ذلك الصمود البطولي من تقزيم
لتحالف قوى العدوان في عالمنا يجب
أن لا تقف عند حد قطع العلاقات
السياسية والتجارية بين الكيان
الصهيوني وقطرين عربيين فقط بل هي
نتائج تقتضي أن تستوعب أبعادها
جماهير الأمة وكل الأنظمة العربية
ودول العالم الثالث التي كانت أو
لا تزال ترزح تحت أوهام عجزها عن
التصدي للقوى الباغية في هذا
الكون أو الخوف من جبروت تلك
القوى التي وصفت من قبل بحق أنها
[ نمر من ورق...؟!].
• إن حزبنا – حزب البعث العربي
الاشتراكي – الذي أدرك منذ تأسيسه
قبل أكثر من ستين عاماً تلك
الحقائق وقرر أن نهوض الأمة
ووحدتها ليست طريقة مفروشة
بالورود وإنما يقتضي مزيداً من
النضال والتضحيات بالأرواح
والدماء وهو برغم ما بذله على تلك
الطريق وما تحمله وما يزال في
مختلف الساحات العربية وبقي
ملتزماً ثابتاً على إيمانه بقدر
هذه الأمة واقتدارها على قهر
الأعداء داعياً إلى مزيد من
اليقظة ولزوم قطع الطريق على جميع
المتخاذلين والمتواطئين ومتابعة
النضال لمواجهة أي تراجع عن تلك
المكتسبات ولتحقيق رسالة امتنا
الحضارية الخالدة للإنسانية.
• لا نامت أعين الجبناء
والمتساقطين.
• والمجد في عليين لشهداء
امتنا وعلى رأسهم شيخ شهداء العصر
القائد التاريخي صدام حسين.
• وليعش كفاح امتنا العربية
على طريق الوحدة والحرية
والاشتراكية. |