منذ فجر التاريخ والى يومنا هذا
لم يتوقف صراع الارادات بين الخير
والشر والحق والباطل والايمان
والكفر والصدق والكذب والابيض
والاسود والنور والظلام وهكذا
بقية مضادات الطبيعة .لقد بدأ
الصراع بين البشر بسبب حب التملك
سواءا بالحق او بالباطل ومنذ خلق
ادم(عليه السلام)ابو البشرية
جمعاء اذا كان هو اول الضحايا
لرغبة امتلاك الممنوع ومن ثم كان
الضحية الثانية هو ابنه الذي قتله
اخيه بسبب حب تملك واستحواذ
الممنوع ايضا أي بسبب الباطل
ونزعة الشر وما زال هذا القانون
موروثا في خلايا العنصر البشري
الى يومنا هذا وسيستمر الى منتهى
الحياة البشرية الدنيا .
ان فكرة الاستحواذ على ممتلكات
الغير سواءا على مستوى الافراد او
الجماعات كانت نتائجه مخيبة لامال
اهل الخير والفطرة السليمة لكنها
بالمقابل كلها تجري موروثة معجونة
بمضغة الخير ان كانت لصالح الناس
او بمضغة الشر ان كانت من اجل
تدمير الانسان وافساد حياته
الفطرية السليمة وما ارادة
الاستعمار البغيض الا واحدة من
تلك الارادات الشريرة التي ابتلى
بها الانسان السوي وسلك طريقها
الانسان المنحرف تربيويا ووراثيا
حتى اضحت ميوله لا يعنيها كثيرا
ما قد يحصل للغير نتيجة تلك
الارادة الشريرة في الاستحواذ على
مصالح وممتلكات الاخرين ومن هنا
جاءت فكرة الاستعداد الفطري
لمواجة الطوارئ في حياة الانسان
فردا ام جماعات.فتشكلت فرق صغيرة
على مستوى العوائل ومن ثم اكبر
منها على مستوى التجمعات ذات
القرابة أي العشيرة او على مستوى
البلد أي الدولة من اجل الدفاع عن
حياظ ممتلكات تلك التركيبات
السكانية ضد أي غزو قد يطرأ او
اية اطماع قد تحصل ومن ثم تخريب
وتهريب وتذويب كل الممتلكات التي
عجنها الانسان بعرقه كي يمتلكها
نتيجة الحاجات لها المستقبلية .
هناك فرق كبير بين لغة واهداف
الاستعمار وفكرة الغزو وبين نوايا
الفتوح حيث الاولى تنوي الاغتصاب
لارض وممتلكات الاخرين وتذويب
دولتهم لصالح المستعمر الغازي في
حين تجد الثانية جاءت بدافع
التبشير بالخير وتغيير نمط حياة
البشر باحسن منه واشاعة روح
التسامح والحب والود والخير بين
البشرية وكما جاءت بها الرسالات
السماوية ومنها ديننا الاسلامي
الحنيف وقد تأتي بدافع لملمة
اطراف متناسقة متقاربة الوراثة
والبيئة والعوامل المشتركة الاخرى
ومن ثم توحيدها كما كانت قبل
الفرقة التي حصلت نتيجة اسبابها
المتعددة حسب طبيعة الشعوب واحوال
الامم وكما حصل من تمزيق وشرذمة
لامتنا العربية نتيجة تقسيم
الاستعمار الخبيث لها.
ان ما حصل للعراق من ردة ثانية
للاستعمار الحديث الخبيث التي
تمثل في الحرب (الكونية الثالثة )
بقيادة اميريكا تعاونها كل من
ايران المجوسية والكيان الصهيوني
وبالتحالف مع قوى عالمية منها
الكبرى واخرى تابعة ذليلة كالدول
العربية والاسلامية التي اشتركت
في هذه الحرب الكونية الظالمة
ومنذ عام 1991 ولحد الان ولم
تنتهي وان كانت قد شارفت على
نهايتها الحتمية اليوم بفعل الحرب
الشعبية العراقية البطلة التي
واجهتها بنفس طويل وتخطيط منقطع
النظير حتى تهاوت دول العدوان
واحدة تلو الاخرى بعد ان خارت
قواها وضاع هدفها بين كل هذا
الضجيج الاعلامي المعادي للعراق
والذي ابدى او قل يظهر القوة وبين
الضربات الماحقة التي استلمتها من
المقاومة العراقية البطلة فضلا عن
التصميم الخلاق واليقين بالنصر
على كل هذه الدول مستثمرة
مقاومتنا الباسلة الحق الذي هي
عليه والباطل الذي يتحكم بنوايا
وافعال المحتل وكون المعادلة
بالنتيجة لصالح الحق كونه هو
المنتصر لا محال ولا جدال في ذلك
ومنذ تشكيل المجتمعات البشرية
والى اليوم ومهما طال الصراع
المسلح بين الحق والباطل لكن
المهم ان الحق هو المنتصر
بالنتيجة دون ادنى شك وهذا
القانون الطبيعي الالهي الذي زرع
في صدور النشامى الابطال كان هو
الفيصل في من هو المنتصر
بالنتيجة؟
عندما نستعرض قوات الاحتلال عام
2003 عددا وعدة ونقارنها مع ما
نراه ونرصده اليوم في الشارع لا
توجد مقارنة على الاطلاق فلقد
اختفت او احتبست تلك القوة
بمعظمها اليوم سواءا انكفأت في
قواعدها او هربت خارج العراق دون
قرار احتلالي معلن لكن المهم في
الامر ان الطرقات والشوارع على مد
العراق والتي كانت محتلة وبكثافة
من قبل تلك القوات اليوم اضحت هذه
الارض لا تشهد الا رتلا صغيرا
مسرعا يمر من هنا او هناك.كما
نلاحظ ان الجندي الاحتلالي لم يعد
بوحشيته وعنجهيته التي جاء بها من
وراء البحار ليرعبنا بصدمة المشهد
كما هو معروف بالسياقات العسكرية
أي اختفت وتلاشت تقريبا الروح
الاستعراضية الهولودية المتغطرسة
والتي لا تعير أي قيمة للبشر
وخاصة الغريب من جنسها.
ان الذي حصل والصورة التي يمكن
استخلاصها تنم عن فكرة واحدة لا
تقبل الاجتهاد ولا الشك في ان
العدو اندحر بل وهرب من ساحة
المعركة نتيجة البطش الذي حل به
بفعل المقاومة الشرسة الجسور
وبفعل الفن القتالي الراقي
والتخطيط العسكري الخبير والمحسوب
لقوى المقاومة التي تحلت بروح
الصبر والمناورة في كرها وفرها في
حربها الشعبية الباسلة منقطعة
النظير على تراب الوطن دفاعا عن
الارض والعرض والمال والدين وكل
هذه الاهداف المشروعة كانت المحرك
الوحيد لرجال العراق النشامى
وماجداته الكريمات في خوض المعركة
من بدايتها والى اليوم ودون كلل
او ملل.
لقد لعب اعلام المقاومة وخاصة منذ
عامين دورا رائدا ناضجا مجاهدا في
المعركة الشرسة التي تحصل على ارض
الوطن بالسلاح حيث ان جيش الاعلام
المجاهد استطاع ان يبرز فعل
المقاومة الاسطوري ويخرجه للعالم
كله بحلته الحقيقية وبفعله
الحقيقي مستشهدا بالصورة والفلم
والبيان فضلا عن الاخراج المتقن
المتمرس لحاجات الحرب وارادة
الانتصار.ومن هنا استطاع اعلام
حربنا الشعبية ان يدب الى قلب
المحتل كما تدب الطلقة الى
شرايينه ودماغه لتقول له ها انا
استطيع ان اصلك واقتلك طالما انت
محتلا بلادي.ان هذه الحرب استطاعت
ان تصيغ لنا بشرا اخر من
الاعلاميين المجاهدين وتخلق جيلا
جديدا منهم بنمط لم يكن متوفرا
قبل الحرب لا بل ان الكثير من
الاعلاميين السابقين قد غادروا
هذا النمط من الاعلام المقاوم
الشرس اما نتيجة عدم قدرتهم عليه
او تقاعدوا عنه او خانوا مهنتهم
أي خانوا وطنهم وشرف المهنة
الاعلامية الخطيرة في حياة الشعوب
وخاصة في زمن الحرب.
اما في ما يخص الاحزاب العميلة
التي جاءت مع المحتل هي الاخرى
اصابها الارتباك والخور وراحت
تتقاتل مع بعضها البعض على
المغانم والمكاسب المؤقتة مستعجلة
قبل زوالها ولسببين
رئيسيين:اولهما هي هزيمة سيدهم
المحتل بقيادة المجرم بوش وهنا لا
يمكن للمسيود ان يكون بطلا اذا ما
سقط سيده واندحر بفعل القوى
المجاهدة المقاومة البطلة التي
تحيط بل وتتخلل تلك الاحزاب
العميلة اللقيطة التي هي اغرب ما
تكون عن بلادنا وهي مقتنعة بذلك
أي بعدم عراقيتها رغم كل ما تصدره
من بيانات ومن طروحات وطنية بدفع
من المحتل ليجد مشروعية لها في
البقاء على سدة الحكم ولو ظاهريا
ممثلة للعراقيين وطالما هو محتلا
للعراق؟!اما العامل الثاني فهو
عدم الترابط بل وانعدام العامل
الاديولوجي الرابط والموحد لهذه
الاحزاب كونها تشكيلة مجموعات
حرامية وسراق فضحتهم اطماعهم
الدنيئة وكشفتهم سجلات حساباتهم
في البنوك الخارجية بشكل خاص بل
وعراهم الفيض من النهب والسلب
للمال العراقي المجاز من قبل
المحتل وبدافع توريطهم بنفس جريمة
المحتل في نهب وتدمير العراق.فليس
من المعقول اذا فشل الاحتلال في
ان يخرج من العراق مدحورا ملعونا
ان يخلق من هؤلاء رسل محبة انقياء
للعراقيين كي يحتفوا بهم وعليه لا
بد من توريطهم بما تورط هو به ومن
ثم اما محاكمتهم او تصفيتهم او
هروبهم حال خروجه كسيدهم ايضا
هاربا مدحورا.اي بمعنى اخرى لا
وجود لتلك الاحزاب بعد المحتل
الذي جاء بهم.من ناحية اخرى فقد
استطاعت المقاومة البطلة وبذكاء
منقطع النظير ان تتعامل مع تلك
الاحزاب بدقة فائقة حيث عاملتها
كجزء من منظومة الاحتلال بموقع
الذيل منه وان نهاية تلك الاحزاب
هي نهاية المحتل وعليه فالطرق
الرئيس يجب ان يكون على سيد تلك
الاحزاب وهو اقصر الطرق للتخلص من
المحتل ومن ثم من ذيوله الاحزاب
العميلة أي اقصر الطرق الى النصر
والتحرير.
ان الكثير من الذين تورطوا من
داخل العراق بالانتساب اليهم
بدأوا اليوم يبحثون عن مخرج
للانسحاب منهم بعد ان وجدوا ان
السير معهم يودي الى طريق مسدود
خاصة بعد تلاشي قوات المحتل رويدا
رويدا من الشارع العراقي والذي هو
ظمانة حماية هؤلاء وهم يقولونها
علنا ان لا وجود لنا بعد انسحاب
الاحتلال؟!كما ان البعض من الشعب
العراقي الذي كان قد ساند تلك
الاحزاب يوما ما خاصة بعيد
الاحتلال لسبب او لاخر وبعد ان
افتضح امر تلك الاحزاب الغريبة في
جوهرها على المجتمع العراقي
وطبائعه بدأ هذا البعض بالتخلى
عنهم بل والتعاطف لحد محاولة كسب
رضى المقاومة ومن ثم التكفير عن
ذنوب التعامل والتعاون مع
الاحتلال ومع تلك الاحزاب الغريبة
ومن هنا تهاوت تلك الاحزاب وما
الانتخابات غير الشرعية لمجالس
المحافظات الا دليل اخر على خسارة
تلك الاحزاب لجمهور كانت تظنه
ممهورا لها ونسيت ان (فرخ الذئب)
مهما دجنته في البيت فعند الكبر
يغدر بالاغنام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!
من هنا يمكن الاستخلاص من كل ما
رحنا اليه والذي اكثره لا يخفى
على العارفين ان المحتل الغازي قد
انكسر جيشه وانهارت قواه الى الحد
الذي انهار اقتصاده الساند الحرب
والمؤذي لشعب المحتل حتى حلت به
الكارثة نتيجة سوء طالعه وتورطه
بأهل العراق النشامى الابطال.اما
الارتباك الذي اصاب الاحزاب
العميلة فهو نتيجة طبيعية فدوام
الحال من المحال وان ما بني على
باطل فهو باطل وان الغريب يبقى
غريب وما الوطنية والتحرير
والديمقراطية التي معمعوا بها
بأمر سيدهم المحتل فقد بانت حتى
الجاهل انها كذبة كبيرة وان
مستقبلهم هي المحاكمة وتطبيق
القانون الوطني والعالمي عليهم
كونهم ليسوا عراقيين اما بالاصل
او بالتجنس فكيف يحتلون العراق
وكيف يقتلون العراقيين وكيف
يحكمون العراقيين بأسم العراق
ولهذا فأن الكثير منهم اما هرب او
يعد العدة الى الرجوع من حيث اتى
هذا اذا توفرت فرصة الهروب الصعب
من بين اذرع المقاومة المحيقة بهم
والمخترقة لاوصالهم.اما مقاومتنا
الباسلة البطلة فقد انتصرت لا ريب
وهي تعد العدة للحسم القريب جدا
والانقضاض على اعدائها بعد تلك
السنين العجاف من الكر والفر في
اعظم واروع مقاومة شعبية صنعت
تاريخا جديدا للبشرية جمعاء والله
من وراء القصد وعشت يا عراق.
|