من طبيعة الشعوب والبلدان التي مارست احتلال اراضي الاخرين وتمرست على هذا المنهج الاحتلالي ان تتحول هذه الظاهرة الى اشبه بالموروث الجيني الاستيطاني على اراضي وممتلكات الغير وبسبب وبالدرجة الاولى خنوع الغير لهذا الجانب الاحتلالي ومن ثم الطمع فيه على مد الزمن.كان من قدر الوطن العربي ان يعيش الاحتلالات الاجنبية القادمة من الغرب والشرق ومنذ قديم الزمان حتى اضحت ظاهرة تقبل الانسان العربي(ويبدو ذلك وفي اكثر الاحيان)للاحتلال اشبه بالموروث الجيني الذي يقابل الموروث الاحتلالي كما اسلفنا والا لماذا يقطع الوطن العربي الى دول فتات ولماذا تبقى الكثير من اراضيه مغتصبة من قبل الاخرين الغزاة ودون ان يثور الشعب العربي ويملاء الارض صخبا وعويلا وغضبا محسوبا مطالبا باراضيه وشعبه ومملتلكاته القومية؟ان هذا التهاون العربي والذي يبدو انه اصاب الروح العربية الثائرة والحرة المستقلة قد داهم الموروثات العربية على اثر سقوط بغداد على يد التتر وما تبع ذلك من انكسار نفسي مروع للانسان العربي وهو يقع فريسة للاخرين ان كانوا من الشرق او الغرب ودون القدرة على المطاولة وادارة صراع الارادات ومهما كانت الاحوال والضروف الى ان يكتسب حقه المسلوب.

ان الكسل الفكري العربي اولا وما يتبعه من ترهل القوة والارادة هما العاملان الرئيسان الذان فعلا فعلهما في التركيبة النفسية الراكدة والمستسلمة التي لا تثور بسهولة ولا تهزها اعاصير الريح القادمة من وراء الحدود ولا الرعد المدو المجنون الذي يفتك بأرضهم رويدا رويدا.وعليه حتى البكاء العربي على الاطلال المفقودة من اراضيه قد خبا وتنصل عن عاطفته في اكثر الاحيان وخاصة في العقود الاخيرة من القرن العشرين وعلى اثر الدعاية المسمومة التي تبنتها الدوائر الاعلامية التجارية  الفتاكة والموجهة خصيصا للانسان العربي بأنه اضاع نفسه بالحروب ونسي مفاتن الدنيا وفكرة السلم والسلام والتمدن والتحضر  الذي تراهما مفقودين وفي نفس الوقت عند مصدر تلك الدعاية المرسومة وبذكاء المغتصب والطامع الغربي والشرقي الذي استطاع ان يدجن الانسان العربي لصالحه ويستنطق دواخله ونوازعه ليسكتها وبطريقة  الذكي اللعوب؟!

لم يعد الانسان العربي الحالي متحمسا لحقوقه  التي تبعد عن مجلسه وقضاء حاجاته ولو لامتار وتلك هي الطامة الكبرى التي يعيشها الانسان العربي الذي انحسرت همومه باللقمة  ومساحة الفراش طاويا كل ملايين الكيلومترات من الوطن العربي من مخيلته  حتى ما عادت تشكل له هما على الارض حتى وان تذكرها وبالبطيئ الصامت الخجول.

يبدو ان خارطة الوطن العربي المرسومة سابقا وبالموروث بالعقل العربي قد انقرضت او قل انكمشت وتلاشت فلم تعد خارطة الوطن العربي تحتوي على فلسطين ولا الاحواز ولا الاسكندرونة ولا سنام جبل طارق العربي ولا الجزر الثلاث ولا المناطق الاخرى المنهوبة من سياج الوطن العربي وفي وضح النهار؟!

لاحظ الانكماش في الارادة العربية التي اثارت عندنا هذا الموضوع بما يخص البحرين العربية الساخن هذه الايام والذي كتب عنه عدد من الكتاب العرب الاحرار بالمطالبة والدفاع بالقلم وبالفكر الناضج لكنهم (وأن ادوا رسالتهم تجاه عروبتهم)الا انهم ما زالوا يتلقون صدى كلماتهم الثائرة وما زال الشارع العربي الرسمي يتعاطف معهم كي يسكت الشارع الشعبي ويترك كل شئ على ما هو لعل قنبلة الحق العربي تنفجر في زمن اخر غير زمن الحكام العرب اليوم كونها تهدد مصالحهم ومطامحهم في ملذات الحياة واستقرار القصر الذهبي الذي تحول الى معبد يتصوف فيه الحاكم العربي ليعبد ملذاته وعلى هواه ودون اضطراب او ازعاج بسبب الجحيم الخارجي ان اراد ان يكون بمستوى مسؤوليته التاريخية والتي قد تفقده لذة التصومع والرومانسية الحمراء السلطانية والباحة التي صنعها من ريش الفقراء العرب وعلى ظهور البشر العربي المستسلم هو الاخر لارادة السلطان.

اغرب ما في الامر العربي اليوم وما اكثر غرائبك يا وطني وما تحتويه من اسرار ان ايران المجوس تطالب بالبحرين لتظمها الى دولتها وهي في ذات الوقت تطالب بفلسطين لتظمها الى الوطن العربي؟!اي اكذوبة تلك واي ضحك على الذقون ونفاق مجاني على قدر الاستجابة العربية بل وأي موت عربي رسمي بل وحتى شعبي مقهور الذي لم يطالب وبشدة ايران المجوس بالاحواز المغتصبة حديثا وفي عام 1925 وبالتعاون والاتفاق مع المستعمر البريطاني والفرنسي الذكي الذي استطاع تفتيت الارض العربية في اغنى مكان وهو الخليج العربي ليبقيه على ما تريده ايران الفرس فارسيا طالما هناك مصلحة اقتصادية ومن ثم سياسية لصالح المستعمر ولامد طويل استطاع ان يسبق الانسان العربي الحديث ويحسبه جيدا في عصر الجهل العربي بالحساب والرياضيات ومجاهيل المعادلات؟فالاحواز تمتد من حدود ميسان العراقية الى مقابل مضيق هرمز  ومن الجانب الشرقي للخليج العربي لتحتوي على الكمية الكبرى من مخزون النفط الرسمي الايراني ومشتقاته كالغاز فضلا عن المخزون الكبير والهائل من المياه العذبة والارض الخصبة التي تتماثل والارض العربية في العراق.نعم اغتصبت الاحواز وتم ظمها الى ايران  وما زالت ايران تنتظر الرد العربي الرسمي على جريمتها ولا من مجيب؟اذن كان على ايران ان تفحص الارادة العربية اكثر وتجس النبض العربي الرسمي والشارع الشعبي بعد خمسين عاما من اغتصاب الاحواز(وحسب خطط المجوس الخمسينية في التوسع) فاغتصبت الجزر الثلاث ودون أي ردة فعل وثابة من صاحبة الحق الاماراتي العربي وهي دولة الامارات العربية المتحدة ليبق العراق في حينه وحده يطالب ايران ويصرخ بوجهها وبوجه العرب ان تعيد الارض العربية الثانية الى اهلها الشرعيين (العرب) بعد ان صمت اللسان العربي العام والخاص خوفا ورعبا على مصالحه الذاتية التافهة الى ان راحت الجزر الثلاث واغلق ملفها الساخن ليبرد ومن ثم تتم المطالبة من خلال القانون الدولي ؟!بعد ان نسي العرب الرسميين ووراؤهم الشعب العربي اليتيم المعلق بأذيال حكامه ان القانون الدولي من خلال صناعه الكبار هم الذين مهدوا لاغتصاب الجزر الثلاث من قبل ايران  كون المشرع العالمي (الدولي)الجديد لا يحترم ولا يشرع للضعفاء بل مع الاقوياء دائما حيث ان المدينة الفاضلة التي جاء بها افلاطون لا تعدوا بنان افكاره بعيدا عن الارض العربية التي ما زالت حبيسة الرومانسية والخدر والامنيات التي قد تنزل حراسا مسومين من السماء يردوا لنا الحقوق ونحن العرب(مستثنيا الفلسطينيين والعراقيين) على فراشنا الوثير غافون في احلامنا الجميلة.

نعم لو ان العرب ومن خلال الجامعة العربية ومن خلال الدول العربية وقصور الحكم افاقت من نومها لتعلن المطالبة الرسمية وتبرز كل الوثائق امام العالم حول عروبة الاحواز وعروبة الجزر الثلاث  وبقوة حد اعلان الحرب لما تجرأت ايران الفارسية ان تطالب بالبحرين العربية ولقل عويلها حول فارسية الخليج العربي  بل ولتركت التدخلات  الابليسية في مناطق اخرى من الوطن العربي وخاصة العراق ولبنان وفلسطين وسوريا لكن يبدو ان العالم العربي الرسمي  وكذلك الشعبي قد اعلن استقالته عن شرفه القومي  بالمطالبة  بالحدود العربية التاريخية  لوطنهم مع كل الجيران كي تستقر هذه المنطقة بعد حل كل القضايا العالقة بيننا وبين جيراننا وتغلق الابواب بوجه تلك الاعاصير المدمرة التي تهب علينا بين الفينة والاخرى.الشعب العربي لن تكون له مشكلة في حالة ارجاع قضاء الكويت الى اهله العراقيين سوى العائلة المالكة لتلك القضاء العربي العراقي ومع هذا الب العرب الرسميون كل العالم لاحتلال العراق وتدميره حين دخل الجيش العراقي العربي الاصيل ارضه العربية هناك في حين جبن الرسميون العرب عندما احتلت ايران الاحواز وجبنوا ثانية عندما احتلت ايران الفرس الجزر الثلاث (والثالثة يا ام كرين)كما يقول المثل الشعبي العراقي في حالة احتلال ايران للبحرين أي بمعنى انهيار منطقة الخليج العربي برمتها وخضوعها لسطوة الفرس ولو الى حين؟

رحماك سيدي القائد الشهيد الخالد الشهم يا اسد العرب صدام حسين عندما وقفت شامخا بوجه ايران وهي تحتل الجزر الثلاث وقبلها ركزت وبفكر البعث العربي الاصيل على الصراع العربي الفارسي وعروبة الاحواز وتحريك بل واحماء ثورة اخوتنا العرب الاحوازيين وانت الذي اعاد المحمرة واجزاء اخرى الى اهلها العرب في حرب القادسية الثانية وانت الذي ادب الفرس عندما اعتدوا على امير الكويت في حينه جابر الخائن لغيرة العرب حتى وقفت شامخا بوجه كل الاطماع الفارسية في حقوق وارض العرب واليوم اهلك وناسك ورفاقك يقاتلون وكما كنت تشتهي نعم يقاتلون المحتل الاميريكي والمجوسي والصهيوني اليهودي والصهيوني  من( ال انبطاح ) العابثين بأرضنا وبأهلنا ولاكثر من 18 عام تقريبا وما زالوا يوغلون في اذى العراقيين ناسين هم واشقاؤهم العرب ان المشكلة ليست العراق والعراقيون بل ايران التي تحتل الاحواز وايران التي تحتل الجزر الثلاث وايران التي تحتل العراق وايران التي تكاد ان تحتل البحرين رسميا والعرب الرسميون فاقري افواههم نحو القانون الدولي  وما ادراك ما القانون الدولي ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم وعشت يا عراق النشامى رمز الشخصية والبطولة العربية.