|
||||
|
||||
|
||||
|
||||
الـخلــطة الســـريــة بالنكـــــهة الأمــــــــــريــــكـــية |
||||
|
||||
شبكة المنصور |
||||
الــــــوعــــي الـــعــربــي | ||||
في الوقت الذي تجري فيه عبر عواصم بعض الدول العربية قمم المصالحات
الثنائية والثلاثية والرباعية تحت عنوان قمم التصالح العربي تكون
الجريمة بحق السودان والشعب السوداني والرئيس البشير قد أكتملت أركانها
عبر ملاحقات الغزو القضائي والتي أطلقها بإيعاز من أمريكا والغرب
المدعي العام للمحكمة الجنائية العنصرية عميل المخابرات" المفتش
كورمبو" والي أن يتم إعتقال الرئيس البشير وتقديمه للمحاكمة وتدمير
السودان وما زال الأخوة العرب يصرون علي أن يتعاملوا مع ألازمة وكأنها
تعني السودان وحده متناسين أو متجاهلين سيناريوهات ما جري للعراق علما
بان هذه الخطط والمؤامرات واضحة وجلية لكل ذي بصيرة أو عقل فهي حقائق
علي الأرض وبخاصة أن العدو الصهيوني يدرك أن السودان كان ولا يزال يمثل
عمقا أمنيا وإستراتيجيا لمصر ثم أن الإستراتجية الأمريكية ومن ورائها
إسرائيل تقتضي بالسعي لإبقاء هذا البلد في حالة من عدم الأستقرار
للإجهاز عليه تماما ًإنتهاءا بتقسيمه وإشعال الحروب الأهلية التي تقضي
علي الأخضر واليابس في هذا البلد ومحاصرة مصر والتحكم في حوض نهر النيل
علي الرغم من تفاصيل وأبعاد المؤامرة باتت أمام أعين الجميع ولم يعر
دول المصالحة أي إهتمام بهذه المؤامرة اللهم بعض التحركات هنا أو هناك
لا ترقي إلي مستوي الأزمة ، إذن فما الذي طرأ علي الساحة العربية اليوم
ليغرقنا في مشاهد المصالحات علي الرغم من أصواتنا التي بحت من كثرة
المطالبة بتنقية الأجواء بين الأخوة العرب في أكثر من مناسبة ولكن يبدو
أن هناك أكثر من حقيقة ومنها توفير الحد الأدنى من الأجواء المناسبة
لإنجاح قمة الدوحة القادمة والمقرر عقدها نهاية مارس " آزار " الجاري
أو ربما يكون من أجل تجاوز ما جري أثناء العدوان الصهيوني علي غزة وهذا
هو المفترض أن يكون فمن أجل تنقية الأجواء العربية وما شابها من تعكير
طوال السنوات الأخيرة فكان يجب علي قادة الدول العربية التي إتسمت
علاقاتها بالتشنج نتيجة بعض المواقف التي أتبعتها بعض الدول بشان
القضايا الخاصة بالمنطقة العربية وجلوس بعض حكام الدول العربية المعنية
بالمصالحة وتوافقهم وهذا هو شيئاً مطلوباً علي الرغم من إدراك عمق
الخلافات وصعوبة حدوث تغيير حقيقي سريع في مواقف هذه الأنظمة العربية
نتيجة تداخلات إقليمية خطيرة ،
فهل إذن أدركوا العرب بان ما يحدث ويحاك لهم من مؤامرات هو فعلا جاد وخطير وان إغراقهم في الخلافات سوف تؤدي بهم إلي التهلكة التي تواجهم في هذه المرحلة الخطيرة ؟ نحن نتمنى بان يكون هو كذلك وألا يكون إنجاح قمة الدوحة القادمة هو أغلي أمانيهم كما حدث في قمة الكويت الإقتصادية ثم أنفض السامر بعد ذلك أو أن تكون هذه القمة هي أدني طموحاتهم ، وإن كنا غير متفائلين في هذا الصدد لانتا ما زلنا نشعر بان هناك من يمُسك عن بُعد بخيوط اللعبة ويحركها كيفما يشاء فقد حدثت تغييرات في بعض المشاهد السياسية علي الساحة الدولية وبخاصة في المشهد الأمريكي الداخلي من إدارة جديدة إلي أزمات وهزيمة أقتصادية وعسكرية في كل من العراق وأفغانستان وورطة سياسية مع من تسميهم أمريكا بمحور الشر وأطرافه الرسميين سوريا وإيران وأبرز هذه التغييرات في المواقف والثوابت التي طرأت علي الساحة هي فتح قنوات للاتصال بسوريا عبر مبعوثيها الرسميين من أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ ، كذلك دعوة إيران للمشاركة في مؤتمر يتم التحضير له الشهر المقبل لبحث مستقبل أفغانستان أو ورطة أفغانستان ، ومن جهة أخري طلب الإدارة الأمريكية من تركيا معاودة وإستئناف وساطتها بين سوريا والكيان الصهيوني وهناك دلائل ربما تشير إلي الرغبة في فتح قنوات للحوار مع حركات المقاومة من حزب الله وحماس إذن هناك تغيير في الموازين أجبرت هذه القوي علي إتباع سياسات جديدة حيال قضايا أمتنا العربية وكان لابد من إنحراف منحني التأزم في العلاقات مع تغيير في لهجة التهديد والوعيد السابقة ، فالإدارة الأمريكية تبحث عن مصالحها في المقام الأول وليس مصالحنا العربية ،
فكان لابد من إيجاد صيغ أخري ومختلفة تحاول إنقاذ به ما يمكن إنقاذه دون الأكتراث بأي مقومات لهذه المصالحات ، وعلي الدول العربية المعنية بهذه المصالحات أن تقوم مصالحتها علي أرادة عربية خالصة قبل الجلوس علي مائدة التفاهم سواء جاءت بأشكالها المختلفة أو بأطرافها المختلفين سواء كانت رباعية أو سداسية المهم أن هذه الأنظمة يجب أن تعي بان الشارع العربي قد تغيرت ملامحه و معالمه وأن معالجة المشاكل الحقيقية بين الأنظمة العربية بالمسكنات قد إنتهت ولابد من إيجاد حلول جذرية لهذه الخلافات علي أرضية من الممانعة للتعليمات الأمريكية والصهيونية والتصدي لمشاريع الهيمنة الغربية ورعاية ودعم مشاريع المقاومة العربية في مواجهة المشاريع الإمبريالية والإستعمارية الجديدة ، وعلي أنظمتنا العربية وحكامنا مواجهة هذه المشاريع بدلاً من الخضوع للشروط الصهيوامريكية والتي تلتف حول هذه الأنظمة لخنق مشاريع المقاومة التي تناهض طموحاتهم التوسعية وعلي العرب الإنفتاح علي القوي الإقليمية الإسلامية العائدة للعب أدوراً جديدة في المنطقة مثل إيران وتركيا فهناك تغييرات جذرية قد حدثت في المنطقة لابد من الإعتراف بها ولابد من إيجاد قواعد بديلة في التعامل مع هذه القضايا بدلا من الخضوع لسياسة الإبتزاز والإملاءات نحن نأمل في أن تكون هذه المصالحات علي أرضية عربية مشتركة لتأسيس توافق عربي إستراتيجي حقيقي ليس فيه مذاق للنكهة الأمريكية الفاسدة ، بعيداً عن التبعية نريد توافقا عربيا لدعم حركات المقاومة والمجاهرة بها بدلا من التآمر عليها لأنه لا سلام بلا مقاومة لان المقاومة هي التي أعادت لهذه الأنظمة بعضاً من هيبتها وأعادت للشعوب كثيراً مما أفتقدته من كرامة بفضل سياسات حكامنا ممن فرط وممن سهل ، إن خطط المصالحة القادمة إلينا من وراء البحار والمحيطات إذا كانت تسعي من خلالها تفكيك المحور الإيراني السوري أو إضعاف طرف عربي مقابل طرف آخر أو حشد القوي العربية ضد إيران علي وجه التحديد فهذه المخططات سوف تبوء بالفشل ولكن إذا وجُدت الإرادة العربية الصادقة والتي تخاف علي مصالح أمنها وشعبها ، نتمنى بان لا تأتي المصالحات علي الطريقة الأمريكية ،
ولكن يجب أن تقوم علي إحترام الذات والإحساس بالكرامة التي أفتقدناها في هذه المرحلة لان الشعوب العربية تتطلع إلي هذه المصالحات والتي تعيد إلي الهيبة العربية كرامتها والأزمة السودانية هي خير أمتحان للأنظمة العربية فلتكن المشكلة السودانية والعراقية واللبنانية والصومالية هي الأمتحان العسير الذي من خلاله يتم مواجهة الفتن والخطط وتصحيح الأخطاء والتكفيرعما أقترفوه بحق الشعوب والوطن وهي خير دليل علي المصالحات بدلا من تركنا نصارع أمواج الإستعمار العائد إلينا من جديد نحن نريد هواءاً عربياً نقيا خالصا ً لا هواءا أمريكيا فاسداً. |
||||
http://www.alarabi2000.blogspot.com | ||||
كيفية طباعة المقال | ||||
شبكة المنصور |
||||
|
||||