أكثر من ثمانون دولة جاءت إلي شرم
الشيخ من وراء المحيطات والبحار
لكي تشارك وترعي مؤتمر المانحين
لأعمار إقتصاد غزة و من أجل عيون
غزة التي دمرتها آلة الحرب
الصهيونية والأمريكية والأوربية
بالقنابل الفسفورية والإنشطارية
والصواريخ البالستية وكل هذا تم
تحت مرآي ومسمع من هذا العالم
المتحضر وبارادته و الذي هب اليوم
وأستجاب ملبياً نداء الضمير و
الحق والواجب في إعادة بناء ما
دمره العدوان الدولي الصهيوني ،
هذا العالم الذي تذكر غزة بعد أن
تم تدميرها وتسويتها بالأرض
بالكامل ولم يُبقي فيها هذا
العدوان علي شجر أو حجر إلا ودمره
،
فهل حقاً إستيقظ الضمير
العالمي فجأة ؟ فجاءوا لنا من كل
فج عميق لكي يداووا جراح أطفال
وأيتام وأرامل وشيوخ غزة وبناء
منتجعات وقصور لهم بدلا من بيوتهم
ومنازلهم ومؤسساتهم التي دمرها
الكيان الصهيوني في عدوانه القذر
علي الشعب الفلسطيني ، نعم رب
ضارة نافعة فقد حان اليوم الذي
أستيقظ فيها الضمير الدولي وجاء
لتعويض أبناء شعبك يا فلسطين عن
سنوات القهر والقتل والحرمان وسكن
المخيمات لبناء منتجعات علي
الطريقة الأمريكية والفرنسية
والإيطالية ،
فهل جاءت كل هذه الدول من أجل
غزة حقاً ؟ أم من أجل إعادة إعمار
رئيس السلطة الفلسطينية وتقديم
الدعم لابقائه رئيسا للسلطة
وإستغلاله في تمرير المشاريع
الصهيونية والتصدي لمشاريع
المقاومة فلن يجدوا رئيساً مثل
"محمود عباس ميرزا "بديلا لانه هو
صاحب ورافع شعار المرحلة الجديدة
التي تمر بها الأمة العربية ألا
وهو" المقاومة التي تدمر الشعب
الفلسطيني لا نريدها "هذا الشعار
الذي أعلنه من علي أرض الكنانة
مصروالتي قال رئيسها الزعيم خالد
الذكر جمال عبد الناصر" ما أُخذ
بالقوة لا يسترد الا بالقوة "
فكان هذا أحد أهم تصريحات أبو
مازن الإعلامية رداً علي أسئلة
الصحفيين له وعن مدي مسئولية
المقاومة الفلسطينية فيما حدث
لغزة من عدوان صهيوني همجي غاشم
مُحملا المقاومة مسئولية ذلك ،
هذا الشعار الذي أسقط كل الأقنعة
عن الوجوه التي تحاول تبرير
العدوان الصهيوني علي قطاع غزة ،
لقد أسقطت هذه الحرب ورقة
التوت الأخيرة عن "عباس " وكشف
هذا العدوان بان" محمود عباس
ميرزا " ليس رئيسا للسلطة
الفلسطينية ولا لحركة فتح
الجهادية ولكن هو رئيس المرحلة
لان بشعاره الذي رفعه ضد شعبه
الذي يقاوم لا يكون جديراً بان
يقف في صفوف المناضلين والمجاهدين
من أجل القضية لان القضية
الفلسطينية ليست مجرد لقاءات
وجلسات وقبلات بين رئيس السلطة
وليفني وسولانا وبلير مبعوث
العناية الرباعية أو قضاء سهرات
في بيت اولمرت أو باراك لان كل
ذلك لم يثبت إلا فشله ولا بديل عن
المقاومة المسلحة ، ولكن من يريد
أن يكون قفازا في أيدي الصهاينة
ومن يتبعهم من بني جلدتنا من
أبناء الطابور الخامس والعاشر
مقابل حفنة من الدولارات والشياكل
المغمسة بدماء الشعب العربي والذي
يسعى الصهاينة من خلالهم إستئصال
المقاومة فهذه هي الخيانة العظمي
للشعب وللقضية وليست هذه هي المرة
الأولي التي يسعى فيها عباس
ويحاول تقويض سلاح المقاومة سواء
أكان ذلك في الضفة أو غزة فمنذ
فترة وقبل الإنقلاب علي حكومة
حماس كان قد أصدر أمراً أو
مرسوماً بحل الأجنحة المسلحة
والمقاومة وحظر أية أنشطة سرية أو
علنية لما يسميها الميلشيات أو
التشكيلات ومساءلة كل من يساعدها
،
بل وتفوق علي نفسه عندما أطلق
علي فصائل المقاومة لقب الميلشيات
العسكرية ليواكب في ذلك ما يطلقه
أعداء الأمة علي من يقاوم حتي
ينزع منها الصفة الشعبية والشرعية
وإمعاناً في التفوق أضاف بحظر أي
أنشطة سرية تخدم هذه الفصائل أو
تقدم خدمات لها معطيا بذلك المبرر
لإرهاب أي أنشطة شعبية أو خيرية
من مؤسسات أو جمعيات أو نشطاء
تقدم العون لهذه الفصائل هو يريد
أن يقف شعبه مكتوف الأيدي أمام
جرائم الإحتلال ، لقد قلب محمود
عباس الحقائق التاريخية بمقولته
الشهيرة وفرط في أرادته السياسية
التي يسعى من خلالها الشعب
الفلسطيني للوصول إلي حقوقه ،
وبهذا يعطي المسوغات والمبررات
للكيان الصهيوني الغاصب وجيشه في
الاستمرار بابادة شعب فلسطين
المقاوم هذا الشعب الذي أجلس عباس
علي كرسي السلطة بعد أن قتلوا
الزعيم التاريخي للسلطة ياسر
عرفات وتسميمه ،
إن محمود عباس بتحميله
المقاومة مسئولية ما حدث لغزة
يعطي الضوء الأخضر وموافقته علي
حصار المقاومة والقضاء عليها
وحرمانها من المشاركة في السلطة
وإنفراده مع مجموعة المنتفعين
وجنرالات المال من الإستيلاء علي
المليارات المقدمة من الدول
المانحة لبناء الفنادق و القصور
في دبي والأمارات وهذا ما يطلبه
الصهاينة و الأمريكان والمجتمع
الدولي والمعتدلين العرب من عباس
وذلك لحرمان أموال الإعمار من
الوصول إلي غزة أو إلي أيدي
المقاومة ، إذن أكثر من ثمانون
دولة جاءت لدعم عباس الذي وقف
متفاخراً في إحدي المناسبات وقال
أنه لم يحمل سلاحا أو مسدسا في
حياته في إشارة واضحة إلي الرئيس
ياسرعرفات وصدام حسين وبذلك يكون
قد حصل علي ختم شهادة الصلاحية
الدولية لاستمراره رئيساً للسلطة
الفلسطينية علي الرغم من إنتهاء
ولايته الشرعية طالما لا يقاوم
ولا يدعو للمقاومة او يدعمها فإذا
عرف السبب بطل العجب ولهذا السبب
جاء العالم كله لإعادة إعمار
محمود عباس وليس غزة. |