قبل اكثر من ثلاثة عقود وضعت الخطط للتخلص من نظام ثورة العراق وقبل
ستة سنوات نفذت الجريمة..فهل كان احتلال العراق غلطة لم تحسبها الدوائر
الامبريالية و الصهيونية العالمية بشكل دقيق او كانت هفوة لصغار لعبوا
بنار جبارة في ايديهم وجاء حدث مختلق او غير مختلق لينضج تحققها
وبالتحديد بعد احداث 11 ايلول (سبتمبر)..؟ هي وبكل بساطة المنطق انها
جريمة ترتقي الى جرائم القتلة الذين تسببوا وفي حكم المنصفين من شعوب و
دول العالم الى ابادة حضارة كانت تتبلور بالنضوج والميلاد في ارض
الرافدين ارض الحضارات.و ما مظاهر السلب و القتل و الدمار وقلع واجتثاث
الصالح وبيع التراث والاثار واعادة العراق الى عهد ما قبل الصناعة
لتحقيق منطق الصهاينة ووفق تهديد بيكر وزير خارجية امريكا للرفيق
المناضل( فك الله اسره )طارق عزيز احد الرموز الفكرية و الدبلومايسة
العراقية والعربية و الدولية عندماكان وزير خارجية العراق في عام
1991.فانهم اليوم يحققون اجندتهم مع الاسف باستخدامهم غباوة بعض الذين
يحملون الجنسية العراقية وبعض من عملائهم المكشوفين. من الحقائق التي
يعرفها العراقيون قبل غيرهم ان احتلال العراق كان احد الاسباب الرئيسية
له هو النفط .وهذا يعني سرقة ثروة العراقين..
1- سرقة النفط العراقي
ان المخططات الامريكية للسيطرة على منابع النفط في العالم وفي اطار
الصراع الدولي وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وبشكل خاص وكذلك بروز
اقطاب جديدة و في مقدمتها دولة الصين.وان الاهتمام الامريكي بالنفط في
العالم لم يقتصر على دراسة خريطة النفط في العالم بتوضيح جغرافية
المنابع وانما شمل نوعية النفط المستخرج و طبيعة الارض وكل العوامل
التي تساهم في تحديد اهميته .بالاضافة الى ان هذه الخارطةوبحسب الذين
رسموا خطوط الاستراتيجية الامريكية سترسم للدول المستهلكة للنفط و
معدلات الاستهلاك وذلك لان هذه تدخل في صلب الاستراتيجية الامريكية في
ادارة الصراع من اجل السيطرة الامريكية على منابع النفط.ان العديد من
مراكز الابحاث الدولية المعتمدة في العالم تؤكد ان الطلب العالمي على
النفط سيزداد بمعدل 2%سنويا وخلال الفترة من عام 2000 ولغاية عام 2020
و الدراسات تشير الى ان الاستهلاك العالمي من النفط وقد يصل الى
115مليون برميل يوميا في عام 2020.
والامر الخطير والذي حفز الأمريكان على تدمير العراق الى ان كل
الدراسات تؤكد انه فقط ستة دول من دول الاوبك هي التي سيكون بمقدورها
زيادة انتاجها في عام 2020 بنسبة 43% لمجارات زيادة الطلب العالمي وهي
السعودية و الكويت و العراق وايران وفنزويلا,وان العراق مرشح لان يبقى
الاول في امتلاكه للاحتياطي النفطي وتأتي السعودية ثانيا . وان كل
الدراسات و الابحاث تؤكد ان النفط في الخليج العربيهو الارخص و الانقى
انواع النفوط في العالم وفي نفس الوقت الاكثر مخزونا وحيث التقديرات
تشير الى ان مناطق شرق اسيا فيها مخزون نفطي لا يتجاوز 4% واوروبا 9%
امريكا الشمالية 4%وامريكا الجنوبية 12% والخليج العربي 65% فهو
المنطقة الاغنى في العالم وكل التقديرات تشير الى المخزون النفطي فيها
يصل الى اكثرمن 700 ملياربرميل ,وان اخر الدراسات تؤكد ان العراق
يمتلك اكبر احتياطي في العالم ومن ثم السعودية والكويت والامارات
العربية و بعدهما ايران..
وامام هذه الحقائق وتصريحات المسؤولين الامريكين ففي تصريحات جون سي
غانون نائب مدير الاستخبارات المركزية(علينا أن نعترف بأن أمتنا لن
تكون امنة إذا لم تكن إمدادات الطاقة العالمية امنة؛ لأننا نحتاج إلى
كمية ضخمة من النفط المستورد لإمداد اقتصادنا. لأن الكثير من هذا النفط
يرد من أقطار الخليج، فان الولايات المتحدة سوف تكون بحاجة للإبقاء على
مراقبة شديدة على الأحداث والبقاء متورطة في الخليج لحماية تدفق
إمدادات النفط الحيوية).وقال الرئيس الاسبق كلينتون في اثناء كلمته في
مجلس الطاقة الذي انعقد في كولورادوفي عام 1996 (لا نأمل فقط بمساعدة
آذربيجان على الازدهار ، بل نأمل أيضا في تنويع مصادر طاقتنا وتقوية
أمن أمتنا).
و الرئيس الامريكيي الاسبق كارتر قال في صحيفة نييورك تايمز في 1980
(إن محاولة أي قوة خارجية السيطرة على منطقة الخليج سوف تعتبر بمثابة
اعتداء على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية، وسوف تردع بأي
وسيلة ضرورية بما في ذلك القوة العسكرية (...وقال المجرم بوش في خطابه
في قاعدة فرجينيا الجوية يوم 12 ايلول 2003 (إن أمريكا لن تغادر
العراق، قبل أن تنجز المهمة التي أتت من أجلها، وإن العراق هو الجبهة
المركزية في الحرب على الإرهاب) .
فى دراسة نشرتها مجلة فورتشون الأمريكية في مايو 1979 بعنوان التدخل
العسكري في منابع النفط جاء فيها لقد أوضح كل من براون وزير الدفاع
بريجنسكي مساعد الرئيس كارتر لشئون الأمن القومي أن الولايات
المتحدةستتخذ خطوات بينها استخدام القوات العسكرية الأمريكية لحماية
مصالحها.
وفي من تقرير بعنوان (التقرير الأمني السنوي لمجلس الأمن القومي
الأمريكي) جاء فيه إن المصالح الحيوية الأمريكية في الشرق الوسط
المتمثلة أساساً في مصادر الطاقة والعلاقات الأمريكية القوية مع بعض
دول المنطقة تستحق وجوداً أمريكياً مستمراً وربما معززاً في المنطقة.
وجاء فيه كذلك وإن الولايات المتحدة ستحافظ على وجود بحري لها في شرق
البحر المتوسط وفي منطقة الخليج والمحيط الهندي وستسعى إلى دعم أفضل
للأسطول من الدول المحيطة وإلى خزن معدات سلفاً في مختلف أنحاء
المنطقة.ويكفي تصريح لورانس ليندساي كبير المستشارين الاقتصاديين
السابق للرئيس الأمريكي إلى أن يقول قبيل الغزو الأمريكي للعراق " إن
النفط هو الهدف الرئيسي لأي هجوم أمريكي على العراق وان التأثيرات
السلبية والتكلفة الاقتصادية لأي عمل عسكري ضد العراق ستكون بسيطة
للغاية مقارنة بالمزايا الاقتصادية المرجوة في حالة نجاح الحرب يظهر
هذا التصريح الاغراض الحقيقية للامبريالية الامريكية من الهدف الرئيسي
لغزو العراق. وتتضح أهمية النفط واحتياج الولايات المتحدة له بقراءة
سريعة للبيان الذي ألقاها وزير الطاقة الأمريكي سبنسر أبراهام أمام
لجنة السياسة الخارجية في الكونجرس في 20 يونيو 2002، والذي كشف فيه عن
أن متوسط الاستهلاك اليومي من النفط في الولايات المتحدة بلغ 19.7
مليون برميل ،وأن تستورد الولايات المتحدة نحو 10 مليون برميل ، أي ما
يعادل 52 % من إجمالي الاستهلاك الأمريكي من النفط ، والذي يشكل 40 %
من إجمالي استهلاك الطاقة في الولايات المتحدة. وان بعض الحقائق
الاقتصادية الهامة المرتبطة بآليات استيراد النفط بالنسبة للولايات
المتحدة الأمريكية ففي الوقت الراهن فإن زيادة سعر البرميل من النفط
بدولار واحد يعني زيادة المدفوعات الأمريكية على الواردات النفطية
الصافية بمقدار 4 مليارات دولار سنويا، أما اذا نفد الاحتياطي الأمريكي
فإنه وبفرض ثبات حجم الاستهلاك الأمريكي من النفط فإن ارتفاع سعر
البرميل بمقدار دولار واحد سيعني زيادة المدفوعات الأمريكية على
الواردات النفطية بأكثر من ستة مليارات دولار في العام.ان كل هذه
المخططات والاستعدادات لشن الحروب تأتي بسبب النفط واحتياج الولايات
المتحدة الشديد خاصة معا اضمحلال تجارب الاعتماد على طاقة أخرى مثل
طاقة الشمس والرياح.
وبالتاكيد ان الحاجة الامريكية تطورت الى اطماع و الاطماع سوف
تصطدم مع نظام الثورة في العراق الذي يقوده حزب البعث المعروف في هويته
و توجهاته الوطنية و القومية, وان قرارالاصطدام دفعت به الولايات
المتحدة إلى اشتباك اولي مع انظمة في المنطقة واولها نظام الملالي في
ايران وبعض الانظمة الرجعية العربية ولما سجل العراق صمودا فكان نزول
القوى الامبريالية والصهيونية لساحة الصراع لمواجهة نظام الثورة في
العراق ضرورة حتمتها موازين الصراعات في المنطقة.وامريكا بالاساس قد
ضمنت المصادر النفطية الاخرى في المنطقة ولم يبقى سوى العراق بثقله
الاحتياطي النفط الكبير لاحكام سيطرتها على هذا الشريان الممول للحياة
في اوروبا والعملاقين القادمين الصين والهند.والعراق هو مفتاح السيطرة
الاقتصادية اضافة للمصلحة الامريكية على قاعدة الهيمنة للقوة العظمى في
جعل أمريكا تتحكم بمجريات الاحداث في العالم وهذا ما سنتاوله لاحقا
إنشاء الله رب السماء و الارض ... |