فتشهد الساحة الدبلوماسية
والمتعلقة بالسياسة الامريكية
عملية جس نبض ولجان تشكل لتقصي
الحقائق وقد لا يمكننا ان نحكم
على سياسة الرئيس الجديد إذ يبدو
من خطاباته ومواقفه انه سينتهج
سياسة براغماتية واقعية مع وعد
بإعطاء أزمة الشرق الأوسط
الأولوية في حساباته وبرامجه كما
بدأ خطواته الأولى بإيفاد جورج
ميتشل الى المنطقة للبدء بوضع
التصور العام وخريطة طريق العهد
الجديد، إذا صدقت النيات وتطابقت
مع الشعارات الانتخابية فقد يشهد
العالم وبالذات الوطن العربي
تحولا في معالجة امريكية لقضايانا
المصيرية وليس من باب التشائم لا
ارىولست مقتنعا بان تغيرا في
السياسة الامريكية وبهذا الحجم
والنوع ممكن ان يحدث.
ففي العراق كان مشروع الانسحاب
الامريكي بوقت اقصر مما حددته
اتفاقية الذل مع الامريكي المحتل
ولازال الموقف يتارجح بين
الانسحاب او التتريث وحتى
الانسحاب تمدد الى 23شهرا بينما
كان الشعارالسابق تحدد 16 شهرا ,و
المحتل ليس بالمخير بين البقاء او
الانسحاب ,فالمقاومة العراقية
البطلة تزيد من عدد ضرباتها ضد
المحتل وتقويها بالنوعية التي
تؤذي المحتل ,وهوالامر الذي يجعل
من موضوعة الانسحاب تميل على كفة
البقاء في العراق وتحمل الضربات
المتصاعدة في شدتها ونوعيتها من
قبل المقاومة البطلة والذي يظهره
الرئيس الامريكي الجديد بان هنالك
مراجعة لمفهوم الزعامة الكونية
لامريكا والميل نحو المشاركة في
اتخاذ وتنفيذ القرارات الدولية
واعطاء الفرص للاخرن ,والاخرين هم
حلفاء امريكا من الدول الاوربية
وكذلك بعض الدول العربية الصديقة
والحليفة في الشرق الاوسط
والمنطقة العربية ولكن بدون ان
تتخلى امريكاعن مشاريعها والاهداف
النهائية لها المرتبطة بمصالحها
أي اعادة التكيف في الاهداف
الامريكية والتوسع في مجالات
التحالفات وتصليح الاضرار التي
ارتكبها الاحمق بوش في علاقات
امريكا مع العالم ,وهذا يعني ان
على امريكا في عهد اوباما ان لا
تجعل من الحلول السياسية لازماتها
السابقة هي بمثابة استراتيجية
جديدة لانها ستجد نفسها وبعد فترة
اسيرة لهذه الحلول والمسببات
للعقد التي خلقها لها عهد بوش
وسوف تستمر في ان تعيش هذه
الاجواء و المناخات لمشاكل
الولاياة المتحدة في الوقت الذي
هي بامس الحاجة الان (هذا اذا كان
الساسة الجدد في البيت الابيض
صادقين في اعادة النظر في
الاستراتيجية الامريكية السابقة )
الى اوكسجين نقي يمكن الرئيس
الجديد من رؤية صافية لهذه
الازمات والكيفية الصحيحة
لمعالجتها.
انا اقول على الولاياة المتحدة
وبالاخص من يمتلك القرار ان يضع
الحلول السياسية او الاقتصادية
ومن ثم يخطط لاستراتيجية جديدة
تزيح بل نتسي العالم صورة الكابوي
المتعجرف الامريكي .فعلى سبيل
المثال ان تورط امريكا في العراق
ناهيك عن المسببات السابقة ,في
تصوري ان الولاياة المتحدة خسرت
اكثر مما ربحت كنتيجة لاحتلال
العراق ,وكذلك في فلسطين فقدت
الكثير من مصداقيتها ,وفي اوروبا
فقدت توازنا كبيرا في نوعية
علاقتها باوروبا,وفي العالم
الاسلامي احرجت بل حملت الكثير من
دول هذا العالم والذي يحتفظ
بعلاقات قوية معها بل في بعضها
توقفت,وفي امريكا اللاتينية اعطت
الشجاعة والجراءة لبعض من هذه
الدول ان تقف وبحزم امامها وامام
السياسة السابقة الخاطئة.اي الذي
اريد ان اقوله واكرر ان كان
الطاقم الجديد في البيت الامريكي
ينوي التغير في العلاقات
الامريكية مع العالم لابد ان يفكر
بخطوتين مترايطتين الاولى وضع
الحلول السياسة لمعالجة ما افسده
بوش ومن ثم بناء ستراتيجية على
الوضع الجديد و برؤية تقوم على
تجاوز الماضي والنزوع بامريكا الى
مستوى الواقع الجديد(الواقع
المعالج) ومنه تنسج العقول
الامريكية ستراتيجيتها الجديدة
.وعليه ان كانت النوايا الجديدة
للادارة الجديدة تتطابق مع
الشعارات الانتخابية او لا فان
صحت فهاذا سيعطي دليلا قويا على
ان الانتخابات هي جزء مهم من
ستراتيجية الامم والشعوب وليست هي
لمعالجة وضعا سياسيا او اقتصاديا
فقط .وعندها يمكننا ان نناقش ما
اوجده الاحتلال الامريكي في
العراق من صيغ امريكية و منها ما
سماه المحتل بالعملية السياسية او
الديمقراطية الجديدة وعلى نفس
التسأل هل الانتخابات والحلول
السياسية نتيجة ام هي ستراتيجية
.. |