أن منبين الشروط التي تؤسس عليها
القنوات الفضائية متى ما أنشئت
وفي اي بلد في العالم أن تكون
مسايرة للخط السياسي الذي تتبناه
تلك الدولة التي أنشئت على أرضها
المحطة الفضائية وأتخاذ المسار
الذي تنتهجه سياسة الحكومة
الحاكمة فيه دون الحيد عنه أو
الحياد أو عدم تبني الخط المنتهج
من قبل حكامه ؛وهذا ليس بمأخذ على
أحد أو على قناة دون غيرها
فالكثير من القنوات سارت أو تسير
على هذا الخط وتتخذ من هذا النهج
عنوانا لعملها وهي محقة في ذلك
لان من يمنحها الترخيص للعمل على
أراضيها لايوافق لها على العمل
دون أن يشترط تلك الشروط السابقة
الذكر.
وأن موضوع الحياد والمصداقية
والشفافية التي صدع بها روؤسنا
الخائن الذليل الجعفري ليس لها من
المضوع إلا اسمه فقط دون أن يمنح
صاحب الأمتياز صلاحية العمل
به؛أما أن تكون صادقة في نقلها
ومناوئة وتنتهج الصدق والعدل
والثورية على واقع زائف بكل معنى
الكلمة سواء في العراق أو في غيره
فسيكون وجودها مثل عدمها كونها
لاتعمل ولن ترى النور ولاتعرف
أصلا ولن يكون لها مكان بين
الفضائيات؛وسيوؤد المشروع قبل أن
يبدأ.
تلك مقدمة نسوقها لندخل في موضوع
قناة الديمقراطية ومنها الى مقدم
برامجها العتيد الدكتور نبيل
الجنابي ؛وبدءا نقول أن السيد
الجنابي العراقي حاول وسعى أن
يكون من ضمن شلة المطبلين
للأحتلال عبر محاولته المشاركة في
مارثون مايسمى بالعملية السياسية
وتباكى على الطريقة الانكليزية
المستفزة في كسب ود مشاعر الناس
في ذلك البلد المنكوب المكلوم
بفعل الأحتلال الأنكليزي المقيت
والأمريكي القذر ليحوز على أعجاب
من وقع في فخ الجنابي المعد سلفا
نحو أستمالة مشاعر الناس من خلال
الترويج لما يسمى بجرائم
المليشيات وما أقترفته من فضائع
بحق أهلنا هناك في بغداد وسائر
محافظاتنا العزيزة؛بحيث لاحظنا
الكم الهائل من الأتصالات التي
تنهال على البرنامج لتمتدح الرجل
وأسلوبه في الطرح الذي غيب عنه
التعرض للأحتلال وما يسمى
بالحكومة التي تم تنصيبها من قبله
على مراحلها التي سادت خلال فترة
أقامتها من قبل المحتل في المنطقة
الخضراء والتي لايصفها بالعميلة
على الرغم من وضوح تلك الصفة على
أدائها إن كان لها من أداء يذكر
على مدى السنين الخمس الماضية؛
ثم أن قناته التي تبث من لندن
بلد الحريات والتي توصف بحق أقدم
ديمقراطية في العالم ؛اليس الحري
بها وهي تحمل أسم الديمقراطية أن
توصف بهذه الصفة أسما ومعنى؛وأقصد
أن هناك خلافا مستديما بين هذه
القوى التي تحكم بأسم المحتل وبين
حزب البعث صاحب الشرعية التي
تباكى عليها المجتمع الدولي ومنهم
الدكتور الجنابي حين أستعاد
العراق حقه الشرعي في الكويت؛
فهل كانت شرعية الكويت مقدسة
وبالمقابل لاشرعية للعراق العظيم
الذ علم الجنابي والأنسانية
الحلاف والكلمة؛هل هذه هي
الديمقراطية؛وهل أن تغيب الرأي
فيما يخص قضية المقاومة التي
يمثلها البعث كحزب شرعي أدار
الحكم في العراق على مدى عقود يعد
من الديمقراطية في شيء؛
وهل المقابر الجماعية التي
أقترفها المحتل وأحزابه العملية
ضمن العملية السياسية العرجاء
التي تدار في بغداد اليوم لم يسمع
بها الجنابي ؛وهل الأدلة التي
يطالب بها حين أتصل به أحد
الأخوان من بغداد على ماجرى ويجري
من قتل وتهجير وأستهتار بالقيم
الانسانية لم تكن معلومة له
ولأنصار تلك العملية الخاوية
والتي أسس لها المحتل ولم يكن
هناك من دليل عليها وعلى من قام
بها وأقترفها ؛ألم تخرج السيارات
من وزارة الداخلية وهي تحمل صفة
الدولة وصفاتها لتقترف أبشع
الجرائم في العصر الحديث على مرأى
ومسمع من قوات الأحتلال رائدة
تحرير العراق ؛وقوات الجيش
والشرطة التي أسسهما بعد تدمير
البلد؛ ألم يشهد ويسمع من شرع
للفتنة واسس لها ؛
ألم يطرق سمعه تصريحات قادة
الأحتلال وهو تدين النظام
الإيراني بما جرى رغم الأتفاق
الضمني ما بين الأحتلال الأمريكي
والإيراني على الساحة
العراقية؛ألم يسمع بقانون أجتثاث
البعث والذي يعد جريمة بكل معنى
الكلمة أن تطلق كلمة أجتثاث على
فكر الأنسان ومعتقده وتحاول تكريس
فكر الأنهزامية السياسية والفكرية
على غرار ما تروج له الفئة
الحاكمة في عراق اليوم وهي تروج
لأفكار ومسميات وحوادث خرافية
ومعدة في الجانب الأخر من الشرق
الخبيث؛أي أدلة تطالب بها أيها
الدكتور والعراق قد بيع لجهات لم
تكن تحلم أن تصل الى حدوده؛
ألم تسمع عن الرحلات الجوية
اليهودية التي تهبط بأرض النجف
لتزور منطقة العزير وتحت الحماية
الحكومية ما يعني الإيرانية؛ألم
تسمع عن الأثار التي وصلت البيرو
أبعد نقطة في أمريكا الجنوبية؛ألم
تسمع بدعاوى الأنفصال وتقطيع
أوصال العراق الذي ظل واحدا موحدا
على طول وعرض تاريخه النزيه؛أليست
تلك نظرية المؤامرة التي كان ينبه
لها حزب البعث ورجاله الذين
أثبتوا نزاهتهم وشرفهم مقابل من
جاء من بعدهم مع المحتل وتحت
حماية حرابه ؛وتصوري أنك على
أطلاع وأنت في بلد الضباب على
الشوارع التي أمتلكها رواد
الخيانة وأرباب الدعوة لبقاء
المحتل وأطالة أمد الأحتلال كيما
يتسنى لهم الاستزادة من السحت
الحرام؛ألا يكفيك دليلا أن هناك
في العراق ثلاثة ملايين أرملة
وخمسة ملايين يتيم؛وجيوش من
العاطلين وتفشي ظاهرة تعاطي
المخدرات ؛وأنتشار الأمراض
؛والفقر والبؤس والجريمة المنظمة؛
ألا يكفي والعالم كله يعلن أن
العراق بات على رأس قائمة الفساد
في العالم؛ألا يكفي من دليل على
جريمة الأعتداء على البطل منتظر
الزيدي وأمام أنظار العالم
ومحاولة محاكمته الجائرة على أنه
أسترد هيبة العراقي التي أستلبها
المحتل مما دعاه الى أن يوقفه
ليعرفه قدره الذي هو وبلا شك
(الحذاء)؛ألا يكفي كل هذا وأنت
يادكتور تبحث عن دليل؛وهل تحجب
الشمس ياجنابي بغربال المحتل الذي
أهترء وبانت عوراته على أيدي رجال
العراق العظيم رجال المقاومة
الباسلة التي تصر على أن لاتذكرها
في أحاديثك وبرامجك؛والعالم كله
يتحدث عن تلك البطولات الخالدة
التي أذاقت أمريكا وجيشها المهزوم
ملر هذه الهزيمة والتي ستعلن
قريبا بأذن الله؛لأن ذلك هو
القاعدة أن تنتصر الشعوب الحرة
الشريفة وأعتقد أن شعبنا الابي
على رأسها وليس في المقدمة
منها؛وما غيرها أستثناء يادكتور.
فلا تجعل من قناتك محل تهكم وشبهة
سيما أنها تستضيف الكثير من
الشرفاء؛وتحاول أن تحيط بوجهات
النظر من كل أطرافها؛ووسط تلك
الأطراف أتصور أن هناك طرفا مغيبا
يجب أن تكون له فسحة من الوقت
ليدافع عن نفسه ألا وهو حزب البعث
الذي نريد أن نسمع من أعضاءه وجهة
نظره المغيبة قسريا بفعل الشروط
التي تحدثنا عنها في مقدمة
موضوعنا وأن لاتعير تلك الشروط
أنتباها إن كنت من بين من يعمل
على أعادة الحق الى نصابه
؛والدفاع عن الديمقراطية التي
ترفع شعارها قناتكم والتي تتيح من
خلالها الاحقية المتساوية للجميع
للدفاع عن أنفسهم وما تعرضوا له
من أضطهاد وجور؛وأن لكل مشكلة
طرفان فما بالنا نستمع لطرف مقابل
تغييب الاخر؛كما حدث في موضوع
الكويت ؛حين تم الأستماع للطرف
الكويتي ونحيت وجهة النظر
العراقية على الرغم من أحقيتها
ومصداقيتها المدعمة بالوثائق
والتي تضمها المكتبة البرطانية
وأنت أعلم مني بها يادكتور.
الديمقراطية صفة جميلة ترفعونها
لكن لاتجعلوها تحت بند من يدافع
عن المصداقية الأمريكية المفقودة
المجرمة.؟
|