إن المسؤولية التاريخية
والإنسانية والأخلاقية أما
أجيالنا القادمة بالعراق توجب
علينا التشبث بخيار المقاومة فمن
الظلم أن نورث أجيالنا التزامات
غير إنسانية وأخلاقية بان نتخلى
عن خيارنا الأمثل وهو مقاومة
المحتل وعملائه أيها العراقيين
إنكم اليوم أمام هذه المسؤولية
وجها لوجه فعدونا الأمريكي في وضع
منهار نفسيا ومعنويا واقتصاديا
فلا تتركوا له مجال الانسحاب
الأمن الذي يلزم أجيالكم القادمة
بالتزامات اقلها معاهدة العار
التي وقعها مع حكومة الاحتلال
الرابعة ..
إن ترك المجال للأمريكان بان
يخرجوا بقواتهم من العراق بشكل
امن وسلس ومطمئن يعطي انطباعا بان
الأمريكان خرجوا بإرادتهم من
العراق وفي هذا إفراط وتفريط بجهد
المقاومة العراقية خلال ست سنوات
من الصراع الطويل المرير مع هذه
القوات وعملائها أما في حالة خروج
الأمريكان من العراق تحت ضربات
المقاومة العراقية أينا كانت
قوتها ومداها يجعلنا في حل من أي
التزام قانوني أو أخلاقي اتجاه
أمريكا بل يعطينا زخما نوعيا
وأحقية بالمطالبة بالتعويضات عن
الاحتلال والتعويضات عن جرحانا
وشهدائنا خلال ومن جراء الاحتلال
ولا يلزمنا بعمليته السياسية
الفاشلة التي لم يرى منها
العراقيين غير السرقات والقتل على
الهوية والتفرقة الطائفية المقيتة
....
إن قوة أمريكا كدولة عظمى ووحيدة
متحكمة برقاب الإنسانية قد انهارت
بشكل كبير بعد معركة الفلوجة
الأولى فقد واجهت مدينة عراقية
باسلة على صغر حجمها وعظم أهلها
كل الجبروت الأمريكي واستطاعت إن
تصمد في وجهه مما جعل القوة
الأمريكية تصبح أضحوكة للعالمين
كيف استطاعت مدينة صغير أن توقف
هذا الزحف ليس سرا أن أقول انهوا
الإيمان بالنصر انهوا التشبث
بالأرض انهوا العراقي حينما يتوكل
على الله يصبح بقوة الجبال ويتفجر
براكين من غضب ....
ثم تتالت الضربات على الأمريكان
لتفقدهم مشروعهم الشرق أوسطي
الكبير الذي كانوا يحلمون به
ليتقوقعوا إلى مستوى الحفاظ على
ما احتلوه ثم ليصبح مشروعهم اصغر
إلى مستوى الحفاظ على قواعد
عسكرية فقط إلى أن جاءهم المدد من
حليفتهم إيران بفتنه طائفية
مقيتة جعلت الجار يحارب جاره
والصديق يقاتل صديقة والنسيب يشي
بنسيبه وجعلت من أبناء العشيرة
الواحدة يتقاتلون فيما بينهم أن
هذا حصل بفعل الأحزاب الطائفية
التي جاءت متمسكة ببساطيل أمريكا
من حزب الدعوة والصدريين والهاشمي
والحكيم والعليان والأحزاب
الشوفينية العميلة التي تريد أن
تجعل من شمال العراق مصيفا خاصا
لها ولعصاباتها ...
بعد معركة الفلوجة الأولى انفرط
عقد التحالف وبداء الانسحابات منه
وخصوصا للدول التي لم تحظى بحصة
مرضية من الكيكة العراقية فبدأتها
ايطاليا ثم اسبانيا ثم باقي الدول
المتحالفة مع كلاب الشيطان
الأمريكي .. ولم يبقى لجورج بوش
الأرعن إلا أن يزداد رعونة
ومكابرة بالتمسك بحلم الحصول على
النفط العراقي الرخيص لأدامه
العمل في حقول تكساس ونائبه
المشلول تشيني وعقود هاريبوتون
السيئة الصيت .. ليركلهم الشعب
الأمريكي ومن قبله العراقي منتظر
بالحذاء الذهبي ويجعل من مؤسسة
الرجل الأبيض رمادا بعد حين حينما
تحول الأمريكان بعد تعبوا وانهار
مستوى معيشتهم تحت هذا الكابوي
الفاشل ومزعه أبقاره في المنطقة
الخضراء .. ولينتخبوا لأول مرة في
تاريخ منذ أن أسس لصوص أوربا
ومجرموها ومنبوذوها دولتهم على
أشلاء الهنود الحمر سكان أمريكا
الأصليين انهوا تاريخ حافل
بالسرقات ومصادرة الممتلكات
والأراضي من الأخريين اعتمادا على
لصوص وآفاقي اليانكي انه تاريخ
من صيادي الجوائز الذهب في الغرب
الوحشي الأمريكي انهوا تاريخ من
المافيات ومؤسسات القمار والدعارة
في لاس فيكاس وغيرها ولكن هذه
المرة جلبهم حظهم الأسود إلى
احتلال العراق بعد أن تغافلوا عن
قراءة التاريخ جيدا ولم يعلموا إن
هذه الأرض محاطة بدعوات الأنبياء
والأولياء الصالحين انظروا في
أرضنا كم نبي عاش وكم ولي دفن
فيها انظروا إلى أرضنا ارض
الأديان والرسالات السماوية
وتمعنوا جيدا في تاريخ العراق كم
امبراطوية انهارت حينما تجرأت على
احتلال العراق ....
نعم هذا قدرنا هذه نعمه الله
علينا نحن سكان مابين دجلة
والفرات فعلى أرضنا قبرت الآلاف
الإمبراطوريات التي ملأت الدنيا
صخبا على أرضنا هزم الحيثيون على
أرضنا انهار اللخمينيون وهرب
داريوس بعد ان ترك امه وزوجته
أسرى على أرضنا هزم الرومان على
أرضنا مات الاسكندر وانهارت
إمبراطوريته على أرضنا اسر اليهود
على أرضنا هزمت إمبراطورية ميديا
على أرضنا هزم الساسانيون وقتل
رستمهم على أرضنا هزم التتار على
أرضنا انهار البويهين والقرامطة
على أرضنا هزم الصفويون على أرضنا
لقد الانكليز أقسى درس في تاريخهم
الحديث بثورة العشرين على أرضنا
قبر الخمينييون وتجرعوا السم
الزعاف وعلى أرضنا تحولت أمريكا
من أقوى قوة بالعالم إلى قوة
محتقرة يضرب رئيسها بالقندرة
ويركل سفرائها خارج الدول .......
في ظل هذه الضروف لم يتبقى أمام
الأمريكان إلا الانسحاب من العراق
مهزومين وما محاولات جعل الموضوع
على انهوا انسحاب باتفاق مع
الحكومة إلا لعبة أحيكت على
العراقيين أبطالها السياسيين
القذرين الذين ارتضوا أن يكونوا
أداه للعملية السياسية الامريكة
من اجل أن يحصل الأمريكان منهم ما
يؤمن جانب أمريكا القانوني
بالمعاهدات والمواثيق التي وقع
عليها عميلهم القذر ألهالكي ومن
خلفه حزب الدعوة الذي تأسس في
دولة معادية لها إطماع تاريخية
وقومية بالعراق ليكبل العراقيين
ويرهن العراق للأمريكان لفترة
طويلة قادمة مما حدى بالمقاومة
العراقية البطلة إلى رفض مشروعهم
التآمري المتمثل بعملية سياسية
مزيفة وخدعة الديمقراطية الفاشلة
التي لم توصل إلى الحكم إلا أناس
فاشلين سراق وقطاع طريق خدعوا
الشعب العراقي مرة بالطائفية ومرة
بالعلمانية المزيفة فكيف لحزب
ديني تأسس على مفهوم ولاية الفقيه
وغيرها من أن ينقلب بطريقة
المهرجين إلى حزب علماني ....
أن ماقاموا به لن يلزمنا ولا
يلزمنا أو يلزم المقاومة العراقية
ومن خلفها أجيال من الشعب العراقي
مادامت هذه المقاومة تستخدم
العمليات العسكرية بقتالها للمحتل
إلى إن يخرج من أرضنا وسمائنا
ومعه كل المافونيين الذين ارتضوا
أن يرهنوا ارض وشعب العراق لصالح
الأمريكان وإيران فالمقاومة هي من
تمثل الشعب العراقي الرافض للوجود
الأمريكي وهي الرافضة للمحتل
وأعوانه فقانونيا هي الممثل
الشرعي والوحيد للشعب العراقي وما
ألزمت به نفسها هو حقوق الشعب
العراقي وأجيالنا من حق التعويض
عن الأضرار التي سببها العدوان
الأمريكي وعن الأضرار التي سببها
أعداء الشعب العراقي من عملاء
ومافونيين .....
أن العراق تعرض خلال هذه الحرب
الغير شرعية والخارجة عن مفاهيم
الإنسانية الدين وخسر في هذه
الحرب مليون ونصف قتيل وملايين
الأرامل والأيتام وهجر أربعة
ملايين عراقي وقتل الآلاف
الأساتذة والعلماء والطيارين
ودمرت بناه التحتية وسرقت مصانعه
ومنشئاته ومتاحفه والمليارات من
أمواله وأموال الشعب العراقي التي
نهبت كما نهبت أمواله التي كانت
مجمدة بالخارج بسبب القرارات
الجائرة للأمم الأمريكية المتحدة
كما زرع فتنه طائفية بين طوائف
الشعب العراقي مما أدى إلى خلل
كبير بالعقد الاجتماعي الذي ضل
رصينا ومترابطا لآلاف السنين .
هل نفرط بكل هذا بالسماح
لأمريكا بان تنجوا بجرمها
بمعاهدات قذرة بينها وبين حكومتها
المنصبة بالعراق أم نجعل خروجها
تحت حمم المقاومة العراقية
ونفقدها الغطاء القانوني لهذه
المعاهدات لكي تسهل علينا وعلى
أجيالنا ألمطالبه بالتعويضات عن
تلك الجريمة القذرة
نعم للخروج الأمريكي من العراق
لكن تحت حمم المقاومة العراقية |