نعم ياعلي الحلي اكتب إليك من خلف
صبات الكونكريت اكتب إليك وأنا
مختنق بالتراب تراب عاصفة رملية
أصبحنا متعودين عليها حتى في فصل
الشتاء بعد أن دمر الأمريكان
وعملائهم أراضينا الزراعية وبعد
أن أوقفوا مشاريع إيقاف التصحر
لتتحول أموالها إلى جيوبهم اكتب
إليك بعد أن تم تفتيش بيتي للمرة
العاشرة بحثا عن أسلحة الدمار
الشامل . اكتب إليك بعد أن
انتظرت أبو المولدة ليتكرم علينا
بالكهرباء بعد أن عجزت أمريكا
اكبر دولة بالعالم أن توفر كهرباء
إلى بغداد خلال ستة أعوام من
العمل الجاد وصرف ثلاثين تريليون
دولار بالعراق ...
لااتمنى أن تعيش خلف صبات
الكونكريت فان لون الكونكريت يبعث
على عدم الارتياح النفسي والحزن
.. الذي لا أتمناه لأي عراقي نعم
نحن خلف صبات الكونكريت التي نريد
تحطيمها فهذه الصبات حجزت بيني
وبين أصدقائي في مراحل الدراسة
والجيش والعمل حجزت بيني وبين
أناس أحبهم ويحبونني نعم أنا اكتب
من خلف الصبات التي قسمتنا ...
اتهمتني بالاستعجال وضياع الشخصية
وأنفس عن نفسي وعن همومي بواسطة
الشبكة العنكبوتية . أما
الاستعجال فقد أخطأت التقدير فهذا
الموقف توضح لي من قبل ثلاث أشهر
حينما بداء ألركابي بكتابه
مقالاته عن العودة والترويج لنفسه
بسلسلة مقالات عن الموضوع فلركابي
هو من عرض هذا الانبطاح بأوامر
أمريكية ولم توجه له دعوة بل هو
من وجه الدعوة بان أثار الانتباه
إليه . ومثلك يعلم أن هؤلاء هم
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من
العملاء وحينما كتبت موسم تساقط
أوراق التوت قصدت أن هناك الكثير
من أوراق التوت التي تستر عورات
المتسترين باسم مقاومة الاحتلال
من بارات وفنادق الدرجة الأولى في
عواصم العالم وسيظهر لك في الوقت
القريب الكثير منهم .. أما ضياع
الشخصية فهذه مردودة إليك ..
ولكنني أنفس عن نفسي بالكتابة في
الشبكة العنكبوتية وأرسل همومي
وهموم العراقيين إلى إخوة لنا في
الداخل والخارج وليس لأحد فضل
علينا بذلك ولا ضنك ألا ستقول إن
أمريكا من جلبت الموبايل
والانترنيت والبيبسي للعراق على
مقولة طالب الجحش فساقول ل كان
المقاومة استولت على صواريخ
أمريكية ضد الدروع في معركة
الفلوجة الأولى واستخدمتها ضد
دروع أمريكا فهل أخطأت ...
أما البعث يا أستاذ علي فانا لست
مخولا للحديث باسمه ولست حتى ممن
هم تحت قانون الاجتثاث لأني
لااملك درجة حزبية تضعني تحت هذا
القانون وان كنت أتمنى وأتشرف لو
وضعت تحت هذا القانون وما أنا إلا
امثل نفسي ومن خلفي ملايين
العراقيين الذين يمتلكون نفس وجه
النظر التي امتلكها بالاحتلال
وعملاء الاحتلال . ولا يفرقني
عنهم إلا إنني استطيع أن أحول
أفكاري إلى كلمات اكتبها على
الشبكة العنكبوتية الأمريكية ...
فنحن جيل تعودنا على أن نكون أباة
الضيم وربينا على أن نميز بين
الغث والسمين وبين العميل والوطني
فالإنسان يا أستاذ علي هو عبارة
عن قاعدة من المعلومات فكلما كانت
هذه القاعدة من المعلومات جيدة
تسمح له للقيام بعملية تميز ورؤية
مستقبلية لما ستنتج عنه الأيام
السابقة وخلال خمسة عشر سنة من
الحصار وست سنوات من الاحتلال
مررنا بكثير من الأمور التي زادت
عندنا الوعي بما يحصل حولنا وأنت
تعلم كلما زاد الضغط أو الخطر
زادت قدرة الإنسان على التميز
بوضوح فالصورة التي عندي تختلف
بشكل جذري عن التي لديك نتيجة
اختلاف كبير في نوع المعطيات التي
تمتلكها وامتلكها أنا ..
نعم إن الناطق الرسمي لحزب البعث
الذي اعرفه هو الدكتور ألمرشدي
وهذه حقيقة لكنني لم أجد للبعث
الذي أؤمن به ما تحدثت أنت عنه
إلا إذا كنت تقصد بعثا أخر لا
اعرفه فانا متابع جيد لكل ما يصدر
عن البعث ولم أجد في متابعاتي ما
يشير إلى إن حزب البعث قام بما
ذكرته أما الأشخاص الذين ذكرتهم
فقد وجدت انهوا هناك تهجما كبيرا
عليهم وعدم اعتراف بفعلهم وأنت
تعرف إن كل حركة سياسية يدخل بها
في بعض الأحيان من هم كالمتردية
والنطيحة وواجب هذه الحركات هوة
التخلص من هذه الأدران التي تلتصق
بها بين الحين والأخر أما الخطاب
فقد كتبت اكثرمن رد بخصوصه وكان
ردا مطولا لامجال لإعادة ما فيه
بهذه العجالة ..
وبالنسبة لرأي الدكتور ألمرشدي
فهوا مايلي
نقول للمالكي ومن هم على شاكلته،
عليهم أن يتذكروا على الدوام ، إن
البعث الذي يحاربوه هو الرقم
الأصعب في عملية الصراع مع المحتل
وان رجاله على ارض العراق وفي
ضمير الشعب ،وانهم عنوانا للتحدي
والمقاومة ، وهوومعه كافة فصائل
الجهاد والمقاومة ومن خلفهم
مساندا ومؤيدا شعب العراق ، من
يقف وراء هزيمة أمريكا في العراق
والمنطقة وأنه حادي الركب للشعب
العراقي العظيم الصامد الصابر
المجاهد ومقاومته الباسلة والتي
هزت أركان الاحتلال وزعزعت قدراته
وهزمت مشروعه البغيض ، وأخرجت
أكثر من ثلث جيوشه من الخدمة بين
قتيل وجريح وهارب ومجنون ، وان
الشعب وطليعته البعث وشرفه
وعنفوانه وكرامته المقاومة
الباسلة ،
سائرون على هذا
المنوال في المواجهة والتحدي حتى
التحرير الكامل والشامل والعميق
للعراق الأشم
.
وأتصور هذا لايتفق مع ما جاء في
مقالتكم الكريمة .....
أما ملاحظتك على
ما كتبت أتصور انك التبس عليك
الموضوع فانا حينما اكتب الرجال
الرجال اقصد الرجال الرجال وهم
يختلفون عن أنصاف الرجال والرجال
ولا رجال فهنا تأكيد على معنى
الرجولة وهذا المعنى لايحتمل البس
وهي كلمة دارجة نستخدمها تأكيدا
في لغتنا الوطنية وكذلك أسلوبنا
العشائري في التحدث وهذا الوصف
لاينطبق على من حاولت أن تلتف على
معناه وليس ذنبي انك اسات الفهم
..
أعود معك إلى سبب
رفضنا لما قام به ألركابي وما
سيقوم به بعده من هم من الاحتياطي
الفيدرالي الأمريكي فلم اجد اروع
مما كتبه احد الأخوان وهنا اقتبس
لك من مقالة الأستاذ ثائر الدوري
(عندما
ييأس المحتل من إمكانية سحق
الثورة المسلحة بالقوة العسكرية
لا ينسحب من البلد و يسلم بحقيقة
أن سيطرته قد ولت إلى الأبد . بل
يلجأ إلى اللعبة السياسية التي
يتقنها جيداً، فيحاول أن يشد
المقاومة ، أو جزءاً منها، إلى
حوار سياسي للوصول إلى أنصاف حلول
محاولاً سحب ما يستطيع من عناصر
المقاومة بعيداً عن السلاح تحت
شعارات براقة مثل : وقف إراقة
الدماء ، تحقيق السلام ، تخفيف
آلام الضحايا ، إعادة الإعمار و
البناء ....الخ . و لا يَعدم
المحتل أن يجد من يستجيب له رغم
نهر الدماء التي سالت ، و ينجح
جزئياً في مسعاه فنرى مشهداً
غريباً ، نجد ثواراً سابقين
يصافحون قاتلهم و يبدلون خطابهم ،
فيتحدثون عن إحلال السلام في وقت
ما زالت قوات المحتل على تراب
وطنهم،و تبدأ حركة عبور فوق
الهاوية السحيقة التي سال فيها
نهر من الدماء و الدموع و الآلام
و على جسر بناه المحتل . و يبدو
المشهد للمراقب غير الخبير و كأنه
بات في الساحة ثلاثة خنادق : خندق
المحتل ، و خندق المقاومين
القابضين على السلاح ، و خندق
أولئك الذين خلعوا بزاتهم
العسكرية و رموا أسلحتهم و ارتدوا
ربطات عنق و أمسكوا أقلاماً
يوقعون بها معاهدات ما يسمى
بالسلام و يسبغ المحتل أوصافاً
جميلة مثل العقلانيين و المعتدلين
و محبي السلام ! لكن هذا المشهد
لا يخدع العين الخبيرة التي تدرك
أنه في الحروب لا يوجد سوى خندقين
متقابلين،و أن الخندق الثالث
المزعوم هو خندق فرعي للمحتل الذي
أخافته إمكانية طرده عسكرياً بشكل
مذل من البلد فلجأ إلى ألاعيبه
السياسية كي يضمن استمرار مصالحه
بعد رحيل قواته المسلحة و بعد أن
يكبل جماعة الخندق الثالث الذين
يخطط لتسليم البلد لهم بمعاهدات
تجعل استقلالهم وهماً لا قيمة له
إن الثورة،أي
ثورة،تكره أنصاف الحلول و من غير
المسموح به أن تقف في منتصف
الطريق لأنه لا يوجد نصف حرية .
نصف الحرية هي عبودية . إن مجرد
انطلاق الكفاح المسلح ضد المستعمر
يعني أن النضال ضد المستعمر قد
اكتسب صفته الجذرية و أن أوان
أنصاف الحلول قد فات . أما أصحاب
الطريق الثالث الذين يريدون أن
يصنعوا نصف ثورة ، فلا يزيدون على
أن يحفروا قبورهم بأيديهم كما
يقول سان جوست . و سينتهون نهاية
مأساوية أو بائسة لكنهم يطيلون
طريق تحرير بلدهم و يزيدون عذابات
أهلهم بعد أن قدموا خدمة للمحتل
بإعطاء حرب الاستقلال وجه حرب
أهلية ).
يا أستاذ علي إن
مقالتي كانت مقارنة موضوعية بين
خبرين منشران في نفس الموقع الخبر
الأول عن الأطفال الذين رفضوا أن
يلتقطوا صورة مع جندي محتل إما
الخبر الثاني فعن شخص ذهب ليعارض
الاحتلال تحت حماية الاحتلال
(
فلا تستوحش طريق الحق لقلة سالكيه
)
عاشت الأمة
العربية موحدة
عاش العراق محررا
مستقلا
المجد للمقاومة
العراقية الباسلة وعمادها الجيش
العراقي
الرحمة لشهداء
العراق وعلى رأسهم شهداء المقاومة |