أفرز الغزو والاحتلال للعراق أمور
الواجب الوطني والقومي يتطلب
الوقوف عندها ليس لغرض الرفض
والإدانة فقط بل العمل على إلغاء
كل ما ترتب من جراء العمل بها من
قبل الإدارة المدنية للمحتل
والتي هي بمثابة الركيزة الأساسية
لا ذكاء كل ما هو متعارض مع الروح
الوطنية والقومية من خلال
المفردات التي اعتمدت لبيان
السلوك الجديد ولا أريد الذهاب
بعيدا فأقول مثلا الاحتلال اعد
تحريرا والغزو أعد إنقاذا وغيرها
من المتغيرات الفكرية التي
أوجدتها دهاليز المخابرات
الامبريالية الصهيونية الفارسية
الصفوية الجديدة والتي تحالفت
إرادتها بالرغم من المتعارضات
فيما بينها لتدمير الأمة العربية
ومشروعها القومي النهضوي والفكر
المعبر عن إرادتها وتطلعاتها
والحاضن الأمين لمشروعها الذي
يهدف أساسا إلى إيجاد قوة التوازن
الايجابي فيما بين الأمة والقوى
الطامعة بأرضها وخيراتها .
من هذه المفردات التي تم إذكائها
وإعطائها المهمة الأساسية في
تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد
القوى الشعوبية التي تجتمع
إرادتها في تدمير العراق عقابا
لدوره القومي الذي نهض به عبر
التأريخ وخاصة كونه البوابة
الشرقية للأمة والمدافع الصادق
الأمين عن حياض الوطن العربي ولم
تكن هناك ساحة جهادية على امتداد
الوطن العربي الكبير إلا والعراق
وأبنائه لهم الدور المشهود
والتضحية المميزة وان أبناء الأمة
العربية ومناضليها يستشهدون بذلك
للدلالة على معاني الترابط القومي
الواعي وانهيار كافة الحدود
المصطنعة التي أوجدها المستعمر
وعمل على ترسيخها الحكام العرب
الذين أدو ويؤدون الدور المطلوب
ألا وهو حرمان الأمة من التوحد
والعودة إلى ماضيها التليد الذي
تسمو فيه كل قيم الرسالة لإنسانية
التي نهضت بها الأمة العـــــربية
، ومن ابرز من يؤدي هذا الدور
الشعوبي القذر على الساحة
العراقية منذ وقوع الاحتلال هما
المجلس الأدنى اللااسلامي
بتشكيلاته وقيادة الحزبين
الكرديين العميلين سليلي الخيانة
وبيع الوطن للأجنبي لقاء التفرد
العشائري والتسلط على رقاب أبناء
الشعب العراقي من الكرد وتحويل
شمال العراق الحبيب إلى إقطاعيات
يصول ويجول فيها أعداء العراق
وقاتلي أبنائه والمخابرات
الصهيونية وعملائها والذين هم
منهم ، أما الطرف الثاني فهو بين
منذ الإعلان عنه ومن يقف وراء
تشكيله والغاية الأساسية منه
ليكون ألدرن الذي ينهك الجسم
العراقي ويضعفه أمام الريح
الصفراء القادمة من قم وطهران
لانبعاث الإمبراطورية الفارسية
الصفوية المرتدية عباءة الإسلام
والإسلام منها براء ، وان السنين
العجاف التي مرت على العراق من
لحظة وقوع الغزو والاحتلال وللوقت
الحاضر كشفت كل فصول الخيانة
والتأمر والمخططات التي يراد منها
تدمير العراق أرضا وشعبا" من خلال
إذكاء النعرة الشوفينية وهضم حقوق
الآخرين بل التمادي إلى القتل
والتهجير
بالرغم من قناعاتنا بالأشخاص
وتياراتهم وأحزابهم وما يمثلون
إلا أن التطرق إلى بعض الأمور
هنا الغرض منه بيان الأساليب
التي اعتمدها المتحالفون إضافة
إلى النهج التخاذلي الذي اتخذه
الحزب اللااسلامي وخيانته لمن
تفاعل أو تعامل معه بعد
الاحتلال فمثلا أياد علاوي الذي
اتخذ المواقف الهجومية إعلاميا ضد
التدخلات الإيرانية في الشأن
العراقي من خلال التنسيق فيما بين
المجلس الأدنى و قيادة الحزبين
الكرديين تم وضع عدة معرقلات
أمامه من ابروها أحداث النجف
الغرض منها تحجيم دوره وتحركه على
الساحة العربية بالدرجة الأخص
والعالم وصولا إلى إبعاده عن
طاولة الترشيح لترئس وزارة
الاحتلال الثانية ، وعندما اتخذ
إبراهيم الجعفري الموقف المتشدد
من موضوع كركوك وتمادي الحزبين
الكرديين ولغرض هيمنة المجلس
الأدنى اللااسلامي على الوزارة
وما يسمى بمجلس النواب تمت عملية
إفشال كل محاولاته لتشكيل حكومة
الاحتلال الثالثة وللموقف الذي
اتخذه التيار الصدري وحجمه في
مجلس النواب تمكن نوري المالكي من
التفوق على عادل عبد المهدي مرشح
المجلس الأدنى والمنافس للمالكي
ليشكل حكومة الاحتلال الرابعة ومن
خلال هذا العرض السريع يلاحظ مدى
التنسيق فيما بين المتحالفين
وبعد توقيع اتفاقية العار
والانتداب الأمريكي وكون الحزب
اللااسلامي وخاصة طارق الهاشمي
الباحث عن المكانة والنفوذ حتى
وان كان على حساب من يتبعه تمت
عملية وكما يقال جرت الإذن مع
المشهداني الذي مارس النقد اللاذع
مع عناصر المجلس الأدنى والحزبين
الكرديين وتسخيرهم بعبارات أصبحت
مجالا فاعلا للتندر والسخرية ومن
هنا أراد الأطراف الثلاث تنفيذ
العهد المعقود فيما بينهم في
دوكان بإقالة المشهداني الذي أصبح
يشكل حالة غير اعتيادية أمام
برنامجهم وبالتالي التلويح إلى
نوري المالكي بان مصيره سيكون
بسحب الثقة منه لأطروحاته التي
أصبحت تشكل تهديدا"لكل نوايا
وأهداف المتحالفين إن كان على
مستوى قضية كركوك وتفعيل المادة
140 أو موضوع الأقاليم
والفدراليات التي يعمل المجلس
الأدنى بكل إمكانياته على
تنفيذها وصولا إلى تقويض الكيان
العراق وتفتيت بنيته الوطنية
توافقا مع المخطط الإيراني
الهادف إلى إبقاء إيران القوة
الإقليمية الوحيدة في المنطقة
لبسط نفوذها فيها والتي تمكنت من
ذلك من خلال تواجد حزب الله في
لبنان وحركات التمرد في اليمن
والمغرب العربي وما يحصل في
العراق اليوم لخير دليل قاطع على
العداء المستحكم الذي يسيطر على
العقول الموجهة للسياسة الخارجية
الإيرانية .
الأمر يتطلب من القوى الرافضة
لما أنتجته العملية السياسية التي
أخرجتها أمريكا أن تتضافر جهودها
وتعري كافة قوى الضلال والشر الذي
يراد للعراق والشعب سوف يكون
السند القوي لهم لطردهم من ارض
العراق وتحريره من الغازي المحتل
وأذنابه ودبابيره وانه ليوم قريب
إنشاء الله
عاشت الأمة العربية وبؤرة
إشعاعها العراق
ألخزي والعار يلاحق كل الخونــــة
الأشـــرار |