بعد أن وضعت الحرب أوزارها ووقف
العدوان البربري الصهيوني الهمجي
علي الشعب الفلسطيني وخرجت غزة
برجالها منتصرون أمام جحافل مجرمي
الحرب الصهيوأمريكي ظهرت علي سطح
الأحداث أصواتاً ممن تحُسب علينا
عربياً وهي في الأصل تمثل طابوراً
خامساً من مارينز الإعلام العربي
الذي تفشي ظهوره اليوم بيننا
تنادي بضرورة فتح باباً للحوار
والمصالحة بين السلطة الغير شرعية
وفصائل المقاومة التي أكتسبت
شرعيتها من جماهير الأمة العربية
بتصديها لهذا العدوان الغاشم علي
الشعب الفلسطيني هذه الأصوات وهذه
الأقلام التي تنادي بهذا الحوار
هي ذاتها نفس الأصوات ونفس
الأقلام التي أفشلت في السابق كل
الحوارات او المصالحات التي جرت
بين السلطة والفصائل عقب ما عُرف
بانقلاب حكومة حماس في غزة ومنها
من زاد علي ذلك مُحملا فصائل
المقاومة مسئولية العدوان
الصهيوني علي الشعب الفلسطيني
وحصاره ولكي لا ُنتهم باننا ندعو
الي مزيد من الفرقة بين طوائف
الشعب الفلسطيني فاننا نرحب بهذه
المصالحة ورأب الصدع في البيت
الفلسطيني وإن كانت خطوة الحوار
والمصالحة الفلسطينية هذه خطوة
الي الأمام ولا بد منها إلا أنه
لكي يكون الحوار والمصالحة مبنيا
علي أسُس وقواعد سليمة فلا بد أن
تكون قاعدة الحوار قائمة علي
المتغيرات والمكاسب الجديدة التي
تحققت بعد أنتصار وصمود المقاومة
ولست علي أساس التنازلات
والمفاوضات التي يريدها "محمود
عباس ميرزا " الرئيس السابق
للسلطة الفلسطنية باعتبارأنه فاقد
الشرعية الدستورية بعد نهاية
ولايته في 9/1/2009 وحتي لو كانوا
صادقين في هذا الحوارإلا أننا لم
نسمع لمن نادي بفتح باب الحوار
والمصالحة من هؤلاء المارينز آي
حديث عن دعم المقاومة وإنتصارها
وصمودها ،
فعن أي مصالحة يتحدثون وعن آي
حوار يبحثون وهم من دأبوا قبل
العدوان بالتحريض الدائم لرئيس
السلطة وحركته بعدم فتح أي حوار
مع فصائل المقاومة لا لشئ إلا
لكونها ترفض المشاريع الصهيونية
والإستعمارية والمتمثل في شروط
عباس التي يرغب في فرضها علي
الشعب الفلسطيني ، واليوم وبعد أن
حققت المقاومة ما لم تستطع تحقيقه
هذه السلطة المفقودة من التصدي
للعدوان الهمجي ولو حتي بالمواقف
بل و من الممكن أن نقول بان هذه
السلطة المفقودة قد شاركت وساهمت
من خلال صمتها وتأمرها علي
المقاومة بل وهروبها من ميدان
المعركة وإختلاق رحلات الي أقطار
عربية وأوربية بحجة محاولة وقف
العدوان وإن كنا لا نعول علي رئيس
السلطة في آي دور له لوقف هذه
الحرب كغيره من القادة العرب
الذين وقفوا مواقفاً غير حيادية
او وطنية من هذا العدوان ، إذن
فكيف تكون هذه المصالحة وهذه
الدعوة التي أطلقها عباس وبعض
الحكام العرب الذين يساندون
السلطة من باب التصدي للمقاومة
ونحن نعلم أن أول أبجديات الدعوة
والتي يقوم عليها مشروع المصالحة
هو الإعتراف بشرعية المقاومة التي
أنكرها دعاة الحوار منذ البداية
بل أن رئيس السلطة الغير شرعي
أنكر علي المقاومة شرعيتها ورفضه
لها وذلك أثناء العدوان في الوقت
الذي كان عليه دعم المقاومة
والوقوف في خندقها بدلا من
التحريض عليها وذلك أثناء زيارته
الي القاهرة وإدلائه في مؤتمر
صحفي وسياسي عقب لقائه بالمسئولين
المصريين بمقوله شهيرة و التي سوف
تُخلد أسمه في ذاكرة التاريخ بان"
المقاومة التي تدمر الشعب
الفلسطيني لا نريدها " محُطما
بذلك كل المواثيق والأعراف
الشرعية والدولية التي أقرت بحق
مقاومة الإحتلال بكافة الوسائل
والسبل الممكنة والغير ممكنة حتي
يندحر العدوان ،
كما أنه هدم مبدأ ً تاريخيا
هاما مازال في ذاكرة الأمة والذي
آرسي دعائمه الزعيم الخالد جمال
عبد الناصر بان ما أُخذ بالقوة لا
يسترد إلا بالقوة ولا صوت يعلو
فوق صوت المعركة ، إذن دعوته غير
صادقة للمصالحة وهي التفافاً
جديداً علي مكاسب المقاومة لكي
يسلبها شرعيتها التي أكتسبتها من
صمودها وتصديها للعدوان ، فهذه
المصالحة بالمعايير السابقة والتي
كانت قبل العدوان لا تصلح اليوم
لان تكون معياراً للحوار لانها
مستمدة من أجندة صهيونية أمريكية
أوربية ودعم بعض المواقف العربية
التي توافق علي الشروط
الإسرائيلية وتدعوا الي قمع
المقاومة الفلسطينية ، وأن آي
مصالحة يجب أن تكون قائمة علي
حماية المقاومة ودعمها وحماية
الثوابت الفلسطينية وإحترام إرادة
الشعب الفلسطيني وإجراء إنتخابات
رئاسية نزيهة يختار فيها الشعب من
يمثله وأن المقاومة حصلت علي
الشرعية و القيادة الشرعية للشعب
الفلسطيني هي المقاومة فاذا كان
عباس يتحدث ويتمسك بذات المعايير
التي كان يعرضها في السابق لبدء
هذا الحوار في الوقت الذي مازال
الإحتلال وأمريكا والغرب وبعض
القوي الإقليمية الأخري تمارس نفس
أسلوب القمع والحصار والقتل فاننا
نقول للمقاومة كل الخيارات مفتوحة
أمامكم لرفض الحوار وبخاصة أن
تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد
"باراك اوباما " لا تبشر باي
تغيير يُذكر عن سياسة سلفه المجرم
بوش في حديثه عن حركة حماس من
ضرورة إعترافهم باسرائيل دون أن
يُحمل الأحتلال أي مسئولية فيما
حدث ، أن المغزي الحقيقي لدعوة
عباس من فتح باب الحوار والمصالحة
اليوم مع فصائل المقاومة هو سعيه
من جديد ومن خلفه حكومة " الجنرال
دايتون " في رام الله الي عودته
الي قطاع غزة علي الدبابة
الإسرائيلية بعد أن فشلوا من قبل
عن طريق الفوضي والفلتان الأمني
في السيطرة علي قطاع غزة والقضاء
علي المقاومة وحكومة حماس الشرعية
والمنتخبة من الشعب الفلسطيني ،
فاذا كان رئيس السلطة المنتهية
ولايته " محمود عباس " ومن يسيروا
علي نهجه وخطاه يرغبون فعلا في طي
صفحة الخلافات والفتن السابقة
فعليهم كبادرة حسن نوايا وقبل أن
يبدأوا الحوار الأعتراف بالمقاومة
الفلسطينية وكذلك بشرعية الحكومة
المقالة والمنتخبة في تسيير
الأعمال والإعداد لانتخابات
رئاسية وتشريعية نزيهه تحت
الاشراف الدولي ومنظمات المجتمع
المدني والإشراف علي إعادة إعمار
ما دمرته آلة الحرب الصهيونية في
غزة وعند ذلك يكون الحوار ذات
قيمة ،
ولضمان ونجاح آي مشروع للحوار
والمصالحة بين اي مشروعين
فلسطينيين أحدهما يقاوم الإحتلال
والآخر يتهاون ويفرط فلابد له من
دعم عربي ودولي وأن حالة الوضع
العربي المتردي لا تؤهله اليوم
لقيادة آي مشاريع لحوار او مصالحة
ولن تكون هناك فرص لنجاح حوار
طالما أن النظام العربي الرسمي
نفسه يحتاج الي مصالحة وحوار وكيف
يكتب لهذا الحوار النجاح وهناك
أطرافا دولية عدة وعلي رأسها
أمريكا و دول حلف الناتو وبعض
الأنظمة العربية بدأت تساعد علي
فرض الحصار مجدداً علي غزة وعلي
المقاومة مما يساعد الكيان
الصهيوني في مساعيه الرامية
لاخراج المقاومة من المعادلة
السياسية الصعبة و التي أرعبتهم
ولهذا نقول لهم كذب المتحاورون
ولو صدقوا . |