إلى السيد ، مدير قناة الجزيرة

الموضوع : تظلم ..

السيد المدير المحترم ..

لاشك أن الإعلام اليوم يلعب أنبل دور وأقذر دور في هذه المرحلة من تاريخ الإنسانية، ولاشك أن أبرز عوامل المعاناة التي تعاني منها أمتنا هو عامل الحرب الإعلامية التي تشنها الدوائر الإعلامية الغربية المعادية، مستغلة تفوقها في هذا المجال، فتشوه ما تشاء، وتحسن ما تشاء، وتبرز ما تشاء ، وتعتم على ما تشاء، ولعل حرب الإبادة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق 2003، بهدف احتلاله، وما أغرقت به العالم من أكاذيب. يتطابق اليوم مع ما يقوم به هذا الإعلام في التغطية على جرائم الكيان الصهيوني ضد أهلنا في فلسطين عموما، وغزة خصوصا، واضعا هذا الكيان في صورة الضحية المدافع عن نفسه. وإذا كان هذا هو واقع الحال في الإعلام الغربي المنحاز، فان قناتكم "قناة الجزيرة" تمارس ذات الأسلوب مع الفعاليات القومية في موريتاينا . وسأكون مباشرا في هذا الصدد ، ففي يوم الأربعاء ، 7/يناير/2009 أحيت اللجنة الشعبية ـ في موريتاينا ـ لدعم المقاومة في العراق وفلسطين والدفاع عن سوريا الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس صدام حسين، ومع أن الموريتانيين، كعادتهم، تدفقوا على فعاليات هذه الذكرى بالآلاف حتى غصت أضخم قاعة للاحتفالات في انواكشوط (دار الشباب القديمة) وغصت الساحات حولها بالآلاف التي تهتف بالشهيد صدام حسين، وتحمل صوره المكبرة، إلا أن مكتب قناتكم في انواكشوط لم يأت لتغطية هذه الفعاليات إلا بعد استخدام كل الوساطات الشخصية والاستجداء، وليت هذا المكتب لم يأت، أصلا. فقد تعمد التعتيم على هذه المناسبة السنوية في موريتانيا، وحين استجداه بعض الشخصيات ذات العلاقة أو القرابة به، أخرج هذه التظاهرة، التي هي الأضخم بصورة مشوهة، فعمد إلى تصوير طلائع العائدين إلى القاعة بعد صلاة المغرب، حتى تظهر القاعة وكأنها فارغة، ثم جاء الخبر بأن هذا الحضور التأم ليحيي الحكومة الموريتانية على استدعاء سفيرها من الكيان الصهيوني!.. والغريب أن هذه التظاهرة الأضخم لإحياء ذكرى الشهيد صدام حسين، حيت جهاد المقاومة في فلسطين، وفي هذا السياق حيت استدعاء الحكومة الموريتانية لسفيرها من هذا الكيان، لكن مكتب قناتكم في انواكشوط، تعمد عدم ذكر مناسبة هذه التظاهرة، وتعمد تشويه صورة المنصة، وتعمد أخذ لقطة أثناء تأدية الحضور لصلاة المغرب، متجنبا أخذ صورة من ذروة الطوفان البشري، الحامل لصور الشهيد صدام حسين.

ونحن إذ نلتمس منكم إلزام مكتبكم بالحياد والمهنية على الأقل، فإننا نلفت انتباهكم إلى أننا قد نضطر بكل أسف، إلى مقاطعة هذا المكتب، وليكن في علمكم أن هذا المكتب في موريتانيا، منحاز إلى خطاب الإخوان المسلمين، وتغطية كل أنشطتهم وتضخيمها، وأن هذا الانحياز سيلحق أكبر الضرر بمصداقية هذه القناة الموقرة، لأن آلاف الموريتانيين الذين حضروا فعالية إحياء الذكرى الأولى والثانية لاستشهاد الرئيس الشهيد صدام حسين، شاهدوا ممارسة القائمين على هذا المكتب المنحاز.

وفي الختام ، نتمنى لقناة الجزيرة ، كل الخير، ونحيي تغطيتها المتميزة والفريدة لمعاناة أهلنا في غزة، ولكم منا فائق الاحترام والتقدير..