ان المتتبع لما يجري عربيا على
مستوى الانظمة أو على مستوى
الجماهير العربية يصل إلى الحقائق
التالية:
1- ان هنالك تناقضا بين الانضمة
العربية وبين الجماهير العربية
وبضمنها الفصائل المقاومة.ففي حين
الانظمة العربية اي النظام العربي
الرسمي متناقض في كل مواقفه من
القضايا العربية المهمة ومتوزعة
بين ما يسمون انفسهم بالمعتدلين
وبين ما يطلق عليهم بالراديكالين
أو المتطرفين والطرف الثالث
تتارجح مواقفهم وبانتهازية مقرفة
وبحيث يتطور الخلاف إلى تناقض
بين الانظمة العربية بسبب المصالح
الانانية للحكام وكذلك التدخلات
الاجنبية في كلا الطرفين
وبالتاكيد ان الاجنبي يضغط باتجاه
توسيع الفجوة بين الحكام العرب
وتحت مبرارات يختلقها الاجنبي وهو
يحث الطرف العربي على المواقف
المتناقضة مع الاشقاء لتنفيذ
اجندته الخاصة ولكنه يرفع
الشعارات فقط للمزايدة ولتغذية
الخلافات العربية العربية لاضعاف
العرب إما لتقوية موقفه و موقف
حلفائه كمل يفعل الاجنبي الأمريكي
للحفاظ على التفوق الإسرائيلي في
الصراع مع العرب الفلسطينيين وهو
يحتل الارض العربية في فلسطين
وتفوقه في صراعه مع العراقين
الشرفاء و ممثلهم المقاومة
العراقية وهو محتل الارض العراقية
..
أو كما يفعل الاجنبي الايراني
الطائفي في محاولته لهيمنته
الطائفية والعرقية على العرب وهو
يحتل الارض العربية في العراق و
الاحواز والجزر العربية الثلاثة
الاماراتية.وهذان الاجنبيان ومن
خلال اجندتهما يلتقيان في
مصالحهما في اضعاف العرب وهذا ما
تبين وبشكل واضح في الساحة
العراقية وبداءا من تنسيقهما في
عدائهما للنظام الوطني القومي في
عراق البعث ومرورا في تعاونهما
ومن خلال عملائهما في ازاحة نظام
الثورة العربية وانتهاءا في
سيطرتهما على العراق و من خلال ما
نسجوا هيكلية مهلهلة اسموها
العملية السياسية.
ان تاريخ الخلافات بين الانظمة
العربية والتي ادت إلى تعميق
الشروخات بينها وبالنتيجة إلى
فاجعات وكما وقف النظام العربي
موقف المتفرج عندما فرضت الولايات
المتحدة واعوانها حصارا على ليبيا
وبسبب التدخلات الاجنبية لم يتحرك
النظام العربي وبشكل جماعي
لكسرهذا الحصار .
وعندما تامر حكام الكويت على
العراق لم يسجل النظام العربي الا
موقفا مخزيا,فبدلا من يتحرك هذا
النظام لاحتواء الأزمة وايجاد
مخرج لهذه الأزمة وبفعل الاجنبي
وتداخل اجندته في المواقف العربية
نتج عن ذلك ان فصيل من هذا النظام
انظم إلى العدو الأمريكي لمحاربة
الشقيق العراقي وفتح اراضيه
وقواعده العسكرية الموجودة على
اراضيها للعدو الأمريكي في حربه
ضد العراق وهكذا قبرت اتفاقية
الدفاع العربي المشترك وخرق الامن
العربي واعلن موته وبكل
تباعاته..والفصيل الثاني اكتفى
بالشعارات والخطابات لمجرد ان
يخدموا المخطط الامبريالي بنمط
جديد وحسب الادوار الموكلة له ..
وبعدها اتخذالنظام العربي اخزى
المواقف عندما اطبق مع
الامبريالية و الصهيونية في حصار
الشعب العراقي و لمدة 13 سنة وتوج
هذا النظام مواقفه المخزية عندما
وقف يتفرج على تقدم الاشرار
لاحتلال العراق بل ان بعض الانظمة
فتحت القواعد العسكرية الموجودة
في بلدانها وكذلك اجوائها
للمحتلين في حين رفضت تركيا
تقديم اي تسهيلات للغازي وبالرغم
من كونها دولة في الحلف الاطلسي
وبعضها وبسبب جبنها وسوء
تقديراتها اكتفت بالاعتراض ,والان
وبعد ان نصب المحتل الأمريكي
حكاما للعراق وسمح للملالي ان
يتدخلوا في شؤون العراق ويعبثوا
فيه ويطاردوا الوطني وادخل العراق
في دوامة الطائفية ومفاهيم مغلوطة
عن الديمقراطية لغرض تقسيمه وبدءت
شرارة الوضع السئ في العراق تصل
لهم انذاك اكتشف هذا النظام حجم
الخطء الذي ارتكبه بحق العراق وان
الوضع المضطرب الذي نتج عن
الاحتلال والذي بدء يصل اليهم
اصبح مصدر قلق لهم وعند ذلك
تدخلوا لخلاص انفسهم وليس لخلاص
العراقين .
وهذا هو ما وصل اليه النظام
العربي فغزو العراق شضى هذا
النظام وحاول البعض ان يتستر على
هذا الوضع ولكن مأساة غزة فجرت
الوضع وكشفت عريه ولم تعد
الدبلوماسية المصطنعة ولا
المجاملات المنافقة تداري عن هذا
التمزق في هذا النظام فالحدث كبير
ومأساوي ولايتحمل اي مدارات فاما
ان تكون مع المقاومة الفلسطينية و
بجميع فصائلها وبالتالي تكون مع
الجماهير العربية أو ان تكون مع
البرنامج الامبريالي الصهيوني
وسيلعنه التاريخ والجماهير ويخسر
اهله بعد توسخه بهذه المواقف
الجبانة وتبا لهم ولاسيادهم من
لعنة التاريخ وبركة للثوار
المقاومين ورحمة لكل شهيد بطل
والرب سيضمهم إلى جناته امين... |