• خاطبت الرسالة الأولى الأعداء بأسلوب تحذيري ترغيبي وكأنها تحاول أن تتشابه مع رسائل نبينا الأمين حين يقول اسلم تسلم.. وحدد فيها شروط التفاوض مع المحتل وهي الانسحاب التام وإعادة النصاب لأهله ثم العلاقة تبنى على مبدأ المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وكأن الرسالة الأولى تقول مع إننا مستعدون للجلوس سوية والتعامل مع المحتل دون الإشارة الصريحة لمبدأ التعويضات التي هي مطلب رئيسي لا بد منه بأي حال من الأحوال لجميع رافضي الاحتلال ومنهم حزب البعث,, لذا أنها صيغت بتكتيك مرتبط بإستراتيجية التحرير ومكمل له في العلاقات الدولية . وفي مفهومنا فكأنه لم يورد مبدأ التعويضات في الخطاب لكي يجعل الأمر سهلا ومرنا للعدو المحتل وترغيبي و لكي لا يرفض الأمر من أوله لو وجد شروط صعبة وعديدة لأنه يعلم مدى فداحة عدوانه على الشعب العراقي وبلدهم وما سيقابلها من تعويضات لا يستطيع دفعها لا سيما وان اقتصاد الأمريكان أصلا قد تدهور نتيجة مشتركة بسبب قوة المقاومة العراقية التي فاجأت الجميع و(مع الفساد المالي لديهم ) , كما إن التغاضي عن إيراد هذا المطلب الشرعي في الخطاب جاء ( ليثبت خطأ من يتراكض خلف الأجنبي أو المحتل ويقدم التنازلات أو يرضى التعامل معهم والدخول بما يسمى بالعملية السياسية) إلا انه جاء ليبرهن عدم الفائدة التي ترجى من الأمريكان فهم أعداء متغطرسون ومارقون فضلوا التحالف مع العدو ألصفوي الفارسي ضد أبناء الأمة العربية و جاء توضيح ما نقول أكثر وتم بيانه في الفقرات اللاحقة التي جاءت جميعها لتحث الصفوف لمقاومة طويلة الأمد تبدأ بتوحيد فصائل المقاومة و ترغيب الغيارى من أبناء الوطن للانضمام للمقاومة وخص بالذكر وركز على أفراد الجيش العراقي الأصلي , ,إذن كما نعتقد فان الرسالة الأولى جاءت لتضع الكرة في ملعب العدو المحتل كفرصة تاريخية مؤاتية للتغيير وهي جرعة سامة له إذا ما رفضها ثم أعاد حساباته بعدها وحاول العودة إليها لكن حينها فالعودة ستكون قد فاتها قطار بناء العلاقة وستلحقها شروط أخرى , كما ربما بجدر الإشارة هنا قانونيا إلى انه في حالة جلوس المحتل مع الحكومة الأصلية للشعب العراقي التي احتل بلادها و إذعانه للانسحاب فان مبدأ التعويض سيكون شرط لازم في أي اتفاقية حدثت سابقا وهذا شيء طبيعي .. ثم حيا الأصدقاء .

• أما الرسالة الثانية :فكانت دعوة لتوحيد فصائل المقاومة لاسيما وان الجميع بات يحس بفائدة الوحدة و لا مجال آخر أو أي فسحة أخرى تضاف للعمل المنفرد المشتت .. و قد طالب ونصح الجميع للتجرد من كل الأغراض الخاصة لانجاز هدف التحرير والاستقلال وهو بذلك يفتح الباب للجميع بمن فيهم من هو جديد ..

• أما الرسالة الثالثة فهي نداء تنبيه للغافلين الراكنين وفتح باب التطوع لخدمة البلد للمساهمة في تحقيقي النصر ودعوة مفتوحة لجميع الخيرين محبي وطنهم للعودة للعراق والانضمام إلى فصائل الجهاد المسلح كل حسب تخصصه ما داموا لا يستطيعون التأثير على العدو الأمريكي وهم في الخارج لذلك فانه طلب مزدوج وترغيبي توجيهي فبابا العودة أو مجاهدة العدو في عقر داره هي الطريق المطلوب الآن وفي المستقبل .

• واختصت الرسالة الرابعة أفراد ومنتسبي القوات المسلحة والأمن الذين اضطرتهم الظروف للعمل مع الوحدات العسكرية والأمنية التي أوجدها المحتل لحماية الحكومة العميلة وحدد الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء أبناء الشعب العراقي للعودة لتشكيلات الجيش العراقي وقوى الأمن الوطني .

• ولم تنسى الرسالة الخامسة بمخاطبة حتى من ارتضى الجلوس مع المحتل والاعتراف به ضانا إن تواجده قد يمكن أن يغير أو يؤثر في مجرى الأمور وبالتحديد من العناصر التي رفضت اتفاقية العار الأمنية مع العدو المحتل وكل الخيرين ممن انساقوا في النهاية للوقوف مع مصالح الشعب العراقي كما أشاد بالعشائر العراقية وثمن دورها في معركة التحرير ورفض التعامل مع المحتل.

• أخيرا جاءت الرسالة السادسة لتخاطب شعبنا وقضيتنا المركزية في فلسطين وحيا فيها صمود الشعب الفلسطيني في غزة الصابرة التي فقدت ناصرها وسندها الحقيقي الشهيد صدام وحكومته وهي دعوة واعتذار بنفس الوقت.. دعوة لمناصرة المجاهدين في فلسطين واعتذارا لأننا لا نملك الوسيلة لمساندتكم كما تعود الجميع وكما هو واجب يحس به كل العراقيين لان بلدنا الآن محتل.

لذلك نقول أن الرسالة ببنودها الستة جاءت لتضع النقاط على الحروف وتوضح المسيرة النضالية لأبناء شعبنا بعد سنين الاحتلال هذه وترد على جميع الاستفسارات والشكوك وتبين الوضع في العراق.. لا سيما وقد سبقنا الأستاذ صلاح المختار في الشرح الوافي والعلاقة بين الإستراتيجية والتكتيك اللتان وردتا في الخطاب و الذي لم يدع لنا حيزا آخر نقوله أو نشير إليه حول هذا الموضوع ربما رأينا من المستحسن أن نشير إلى رابط المقال الالكتروني لمن لم يطلع عليه :