أصبح من المسلمات التي تحدث في
فلسطين نتيجة العدوان الإسرائيلي
الإجرامي انطباق ووضوح مقولة :
الوسيلة دائما ترتبط بالغاية
والغاية تبرر الوسيلة بل أصبح من
المسلمات أيضا التي نراها هو
اندماج الغاية مع الوسيلة في هذا
الوقت من العدوان والزمان فأصبحت
الغاية هي الوسيلة التي تستعملها
الآلة العسكرية الصهيونية وان
الوسيلة هي الغاية المنشودة وذلكم
قد تم حينما رفع من الميزان أي
تقدير وحدود للأعمال الإجرامية
الانتقامية التي تمارسها
الصهيونية ضد أبناء شعبنا في
فلسطين ذلك أن هدفهم قد دمج
الغاية والوسيلة معا في
إستراتيجية جديدة .. فالغاية التي
يسعى إليها الصهاينة لم تكن
التخلص من أي جهد مقاوم للاحتلال
فقط بل تعدته إلى مرحلة التخلص من
تواجد الفلسطينيين بنفس الوقت,
لذلك أصبحت الوسائل المنفذة تتألف
من عمليات إبادة جماعية لا تعير
بأي حال من الأحوال لأي معايير
للإنسانية ولا للقانون الدولي, بل
تعداه الأمر إلى تجاهل قرار للأمم
المتحدة يدعوا للإيقاف الفوري
للقتال, والسبب واضح وهو الضوء
الأخضر الذي حصلوا عليه من أمريكا
عدوة الشعوب إذن هنا أصبح بلا شك
انطباق الرؤيا الصهيونية مع
الرؤيا الأمريكية التي لا تهتم
بأي وسيلة يتم تحقيقها لا سيما
والدول العربية المتمثلة بمواقف
حكامها الحاليين تمثل أدنى انحدار
للكرامة والفعل قد تم الوصول إليه
فحالة الخنوع المقيت المتمثل
بمواقفهم تشمئز منها النفوس لدرجة
يقوم البعض منهم بالتصريح علانية
وبوقاحة من إن هذا هو موقفهم
فماذا فعل الغير ؟! فمصر مثلا
تتهم الدول العربية الأخرى بأنها
لم تفعل أي شيء وهي التي تقف ضد
أي تحرك منهم مهما كان هزيلا! ثم
تتناسى موقعها الجغرافي والإقليمي
وتأثير دورها التاريخي ولمجرد أن
من ترضى ( فالسكوت علامة الرضا )
عن إبادتهم يحكمهم حزب ممنوع فوق
أراضيها وتمارس القمع والتنكيل
تجاه أفراده ومنتسبيه !! رؤيا
صغيرة ووضيعة للتبرير ..
ونحن نسأل هنا سؤالا وهو : كيف
يجب أن نفهم و نعامل الفعاليات
التي تجري على ارض المعركة في زمن
الحرب , فالحرب الدائرة الآن ليست
متناسبة لدرجة أننا نستطيع القول
أنها تجري من طرف واحد عدواني
وطرف معتدى عليه متلقي فلا غطاء
جوي ولا حماية دولية ولا منفذ
حدودي وحصار صارم و لا تسليح
للمقاومين الفلسطينيين .فعليه
نعتقد بلا وجود لمن يختلف معنا في
تسمية مفهومنا لما يحدث الآن بأنه
حرب إبادة جماعية بدون واعز
أخلاقي أو إنساني ..
سؤال آخر يفرض نفسه من خلال
استعمال كلمة لماذا في تحليلنا
للوصول للإدراك الحسي والعقلي
للبيان التفصيلي وموجز الخلاصة
لمجرى الأحداث ومسبباتها وأهدافها
فنقول لماذا يستخدم العدو
الصهيوني هذا السلاح بهذه الطريقة
الشنعاء, لماذا يفعل حكام
الصهاينة الحاليين ذلك ولماذا بتم
العدوان هذا بهذه الوسائل ..ثم
أخيرا لماذا جاء هذا العدوان بهذا
الوقت من الزمان والمكان ؟؟,
ولماذا على الطرف الآخر من العالم
تقف الإدارة الأمريكية موقف
المبرر للعدوان والرافض للإدانة ؟
,, إلا لسبب واحد وهو تطابق
الغايات الأمريكية والصهيونية معا
,فما هي غايات الأمريكان بهذا
العدوان ؟
لقد تم التمهيد للعدو الأمريكي من
خلال التخلص من الشهيد صدام
وحكومته أولا فهم يعلمون أن ذلك
العمل مهما كان قد كلفهم من خسائر
مادية وبشرية قد خدم الصهاينة
بالدرجة الأولى ونكرر هنا قول
السيد عزت الدوري رئيس العراق
الشرعي من أن الكيان الصهيوني ما
كان ليستجريء على فعل جرائمه هذه
لو كان شهيد العراق والأمة حيا
..ثم على مدار سنين القتال الشرس
بين فصائل وأحزاب المقاومة
المسلحة عمد الأمريكان وحليفتهم
إيران على اختراق فصائل المقاومة
المسلحة العراقية لدرجة أنهم
ساهموا في انطلاق الفوضى الخلاقة
من خلال اشتراك تلك الفصائل في
عمليات القتل والتهجير التي
رسمتها الإدارة الشريرة
الأمريكية, فاستطاعوا من خلال تلك
الفوضى إنشاء جيش آخر يحميهم بما
سمي بالصحواة وأن يقوم بضرب
المقاومة المسلحة في الصميم ومن
الداخل الأمر الذي أدى إلى تحجيم
دورها القتالي والمقاوم –أي
مقاومة مسلحة مبعثرة وغير موحدة
يكون مصيرها التشرذم والهوان
وربما خسارة أهدافها -.. وكان
الهدف الأمريكي من ذلك يسعى إلى
توفير الفسحة من الزمن والهدوء
التي يبحثون عنها و التي من
خلالهما يستطيعون تمرير غاياتهم
في فلسطين كخطوة أولى نحو تحقيق
هدفهم المعلن بإنشاء شرق أوسط
جديد , وكون هذه الفسحة قد أخذت
وقتا للتحقيق أكثر مما كانوا
يعتقدون ويخططون بسبب المقاومة
الشرسة في العراق ولم يبقى إلا
أيام معدودة لإدارة بوش واو لمرت
الشريرة , لذلك تم اعتماد الأسلوب
الحالي الدنيء وتم ازدواج الوسيلة
والغاية ثم كان اختيار الزمن
والمكان بما اعتقدوا أن تحقيق
مخططهم أصبح قاب قوسين أو أدنى ..
متناسين أن المقاومة المسلحة في
العراق قد نمّت روح المقاومة
المسلحة العربية والإسلامية وأدت
إلى ازدياد قوتها في جنوب لبنان
رغم أننا نلوم الفصائل هناك لأنهم
اختاروا الوقوف موقف المتفرج رغم
أن إخوانهم في غزة قد ساندوهم
بحربهم وفتحوا جبهة جديدة ضد
الصهاينة لكن المضحك المبكي هو
تراكض الجميع على نفي أن يكونوا
هم مطلقي الصواريخ الأربعة
اليتيمة من جنوب لبنان ونلومهم
لأنهم اثبتوا صحة ما كنا نحذر منه
من إن المقاومة لا يجب أن تكون
طائفية تخدم طائفتها وإنما يفترض
أن تكون المقاومة عربية أينما
كانت فهي تتوجه لخدمة ومناصرة
وإسناد أي جهة وفي أي مكان من
الوطن العربي وليس أسمى واشرف من
الوقوف مع قضيتنا المصيرية
العربية في فلسطين ضد المغتصبين
الصهاينة , كما نلومهم لأنهم لم
يتعلموا إن انتصارات الجيش
الصهيوني ما كانت لتتم لولا
استفراد الصهاينة بكل جهة على حدة
,لذلك فان من يعتقد انه في منأى
عن العدوان الآن فان الدور آتيه
لا محالة .. وكذلك فان الاستبسال
في غزة المعروفين بالصامدين
المرابطين هو الناتج الفعلي لصدى
المقاومة المسلحة في العراق الذي
يقاتل ليس من اجل تحرير العراق
حسب وإنما يقاتل من اجل الأمة
العربية والإسلامية على
السواء..وعليه فلا يزال لدينا
الأمل في تحرك مقاتلونا العرب
لفتح جبهات ثانية تخفف عن إخوتنا
في غزة الصامدة وتحرج العدو
الصهيوني وتذله .لا تنتظروا أن
يأتيكم الدور وإنما امسكوا بيد
المبادرة و..حرب حتى التحرير.
إذن ووفق هذا التحليل فإننا لا
نستغرب في إذا ما أصبحت الغايات
والوسائل التي يمكن أن يتبعها
العرب والمسلمين ضد العدوين
الصهيوني والأمريكي نابعة من خلال
المرآة العاكسة والفعل ورد الفعل
بما يساويه من قسوة وانفتاح شامل
لجوانبه المتعددة فلا رئيس دولة
ولا أعضاء حكومة ولا مبان أو
منشات ولا مقاتلين ولا مدنيين
أطفال كانوا أم نساء أو شيوخ
بمنأى عن رد الفعل العربي والسن
بالسن والعين بالعين ! .
|