اجزم بأن مجلس الامن الدولي مهنته
الرئيسية، هي الدعم غير المحدود
لاميركا وفرنسا وبريطانيا
ولصهيونيتهم.. واجزم بأن كل
القرارات التي صدرت عنه مناهضة
لامتنا العربية ومع ذلك فما زال
المسؤولون العرب يذهبون الى
نيويورك، ويتسولون القرارات
الجائرة، التي تخدم امركتنا، ودعم
المشروع الشرق اوسطي التهويدي ليس
لفلسطين وحدها، انما لكل اقطارنا
العربية المحيطة بفلسطين.
بقرارات من مجلس الامن الدولي
حوصر العراق حصاراً ظالماً، واحتل
بالقوة، وهدمت بنيته التحتية وقتل
وشرد واعتقل الملايين من اهله
واسقطت على اهله واطفاله عشرات
آلاف الاطنان من الصواريخ
والقنابل العنقودية المحرمة
دولياً وبقبول من مجلس الامن
الدولي. ثمة لقاء كان في دمشق مع
المدعو عبدالحليم خدام حين كان
يشغل موقعاً سياسياً مهماً سألت
خدام خلال اللقاء قائلة: استاذ
خدام المعروف بأن دمشق توأم
لبغداد في المبادئ، وسوريا
والعراق ينتميان لمبادئ حزب البعث
العربي الاشتراكي، الذي ينادي
بوحدة الامة العربية من الماء الى
الماء، والعراق في خطر، ومهدد
بالاحتلال والبلقنة، فلماذا لا
تحسنون العلاقة فيما بينكم،
وتفتحون الحدود وتعلنون الوحدة
بينكما، لحماية العراق من
الاحتلال المهدد به من قبل
الامبرياليين؟ قال خدام: انه قرار
من مجلس الامن الدولي ونحن
ملتزمون به.. قلت: كل قرارات مجلس
الامن الدولي مناهضة لامتنا
العربية.
وثمة لقاء اخر كان في الديوان
الملكي الهاشمي العامر مع العقيد
معمر القذافي، خلال حصار العراق
السياسي، سألت القذافي، قائلة:
سيادة العقيد لماذا لا تذهب من
عمان الى بغداد في محاولة لفك
حصاره السياسي وانت محاصر
سياسياً، والعراق مهدد بالاحتلال
والبلقنة؟ قال العقيد: انه قرار
من مجلس الامن الدولي ونحن
متلزمون به..! اجبته بأن كل
القرارات الصادرة عن مجلس الامن
الدولي مناهضة لامتنا العربية.
وفي ليلة سوداء من ليالي اهلنا
الحمر في غزة وقطاعها ليلة التاسع
من هذا الشهر، سهرت حتى الفجر
وتابعت عبر شاشات التلفزة ما يحدث
في غزة، وفي نيويورك، ففي غزة كان
قصف اهلنا بالصواريخ المحرمة
دولياً يهطل عليهم كالمطر وكانت
الدماء تغطي الوجوه، والاشلاء
تتطاير، والرعب والسواد والبرد
والموت يغطي غزة وقطاعها، اما في
نيويورك فكان اللاعبون في مجلس
الامن الدولي يعقدون جلسة مراوغة
واضحة من اعضاء المجلس اي اميركا
وبريطانيا وفرنسا، فرنسا التي لعب
وزير خارجيتها «كوشنير» دوراً
مفضوحاً وبأمر من سيده الصهيوني
«ساركوزي»، ساركوزي الذي لعب
دوراً فاعلاً وواضحاً في صنع
القرار وفي تسييس المسؤولين
المصريين، وإبعاد مصر عن دورها
القومي المأمول، وكان اصدار
القرار 1860 الهلامي، من ميثاق
الامم المتحدة وبموجب الفصل
السادس غير الملزم للصهاينة بوقف
جرائم الحرب التي يرتكبونها بحق
اهلنا في غزة، وقد ابعد الفصل
السابع عمداً الملزم لاعطاء
الصهاينة الوقت الكافي لابادة
اهلنا، وبقرار من مجلس الامن
الدولي وبموافقة اميركية.
فبما ان مجلس الامن مسيّس،
وقراراته مناهضة لمصالح امتنا
العربية، وبما ان الصهاينة لا
يلتزمون بأي قرار دولي اذن متى
سيظل مسؤولونا العرب ملتزمين؟! في
فمي ماء يا عرب ولكن!
|