بسم الله
الرحمن الرحيم
﴿
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا
تفرقوا ﴾
مأساة
فلسطين وكارثة غزو واحتلال العراق
وما تتعرض له غزة اليوم من هجوم
صهيوني وحشي ، يشكل تحديا
للنظام العربي الرسمي واختبارا
لأرادة الشعوب العربية . ويظل
السؤال :
*هل يتفق اصحاب الجلالة والفخامة
والسمو والمعالي على قرار بقطع أي
علاقة دبلوماسية واقتصادية مع
الكيان الصهيوني فورا وبدون
فزلكات يعربية ويشجبية ؟
*هل جنرالات الجيوش العربية
استدركوا ان النجوم على اكتافهم
قد صدأت ، وصار الكحل والغفر لهم
والسلاح بيد النساء العربيات خيرا
للأمة منهم ؟
* هل الشعوب العربية من المحيط
الهادري الى الخليج الثائري اثبت
التاريخ والواقع لها ان وحدة
العالم العربي تسمو دائما فوق كل
خلاف في الفكر ، أو النظم ، أو
العقيدة ؟
انها وحدة
مصير . وان اشد ما يحتاجه المواطن
العربي في مرحلة التحرير والتغيير
الحاضرة هو ان يعي بالقدر الكافي
الفلسفة التي يتمثلها ، وان يسهم
بنصيبه في بلورة هذه الفلسفة ،
وتدعيمها ، ولا يجوز له ان ينطوي
على ذاته ، أو يظل معزولا في
زاوية من هذا العالم العربي دون
سواها .
ان دور
المواطن العربي لا يقتصر على
استقبال الافكار والاراء
والتوجيهات ، مهما كان مصدرها ،
وانما ينبغي له ان يكون قادرا على
المناقشة والاسهام بالقدر الذي
يمكنه من النقد البناء ، وبهذا
تتفاعل المعرفة والافكار في كافة
ارجاء العالم العربي ، وهذا بدوره
يجعلنا نرى الامور على حقيقتها ،
ويساعدنا على فهم مخاوفنا
والسيطرة عليها . وبهذا نستطيع ان
نحدد أهدافنا ، ومناطق مخاوفنا .
ستون عاما
مضت على احتلال فلسطين ولا زلنا
كلما صفعنا على خدنا الايمن ادرى
لأعداءنا الخد الايسر وهذا واقع
لا يمكن تجاهله ، والمواطن العربي
فاقد الثقة بالقادة السياسيين
والعسكريين وبالانظمة السياسية
على مختلف اشكالها والوانها
وبيارقها ويراها ( قرص عجة ) .
وعاجز عن مواجهة التحديات ، ينظر
الى ما ألت اليه حال فلسطين
والعراق والسودان والصومال ،وجنوب
لبنان وهضبة الجولان ، والاحواز
وجزر طنب الصغرى وطنب الكبرى
وجزيرة ابو موسى ومعها الوضع
العربي الرسمي الراهن ، لا
يستطيع الا ان يرى لوحة سوداء ،
تتشابك عليها خطوط واشباح تبعث
على اليأس والقنوط . وما
خلاصنا من
هذه النظرة البائسة اليائسة ، الا
بالتصميم على التحرير والتخطيط
العلمي لتنظيم قدراتنا وتوحيدها ،
وتعبئة الطاقات العربية من اجل
تجاوز النكبات والكوارث ، وهو امل
نتشبث به مهما كانت قساوة تلك
النكبات والكوارث التي حلت بنا ،
والتي قد تحل بنا في المستقبل .
لقد كانت
احدى نتائج هذا الواقع الحزين ،
أن اتسع اطار المشككين في مصير
المقاومة العربية الشعبية المسلحة
، وردنا على هؤلاء المشككين ، هو
ان النكبات والكوارث لم تستطع قط
سبيلا الى ايمان الجماهير في
الوطن العربي كله بعدالة القضايا
العربية التي حملت عبئها ، ونادت
بالمواجهة المسلحة ضد الغزوة
الصهيونية الصفوية الاميركية .
الشعب
الفلسطيني منذ العام 1920 شرع
البندقية ، ولا تزال مشرعة الى
اليوم . وما يجري اليوم من عدوان
على اهلنا في غزة لم يكن الاول او
الوحيد في تاريخ الشعب الفلسطيني
، وعلى الامة العربية ان تختار
المقاومة المسلحة وهي الخيار
الطبيعي الذي لا بديل له ولا محيص
عنه . ذلك ان العدو الصهيوني هو
اعتى القوى الاستعمارية العنصرية
التي شهدها التاريخ المعاصر ،
وأكثرها رغبة في التدمير وسفك
الدماء .
يجب ان
ترجح عند الشعوب العربية فكرة
الحرب الشعبية لمواجهة العدو ،
ويجب ان يرافق المقاومة الشعبية
المسلحة في فلسطين والعراق ،
مقاومة مسلحة على هضبة الجولان
وجنوب لبنان ، والاحواز وجزر
الامارات العربية المحتلة من
ملالي الفرس شركاء الصهاينة في
العدوان على الامة العربية ، وعلى
الانظمة العربية فتح الابواب امام
المقاوميين العرب والمسلمين في
الداخل والخارج وعبر الحدود .
وغني عن القول ان العدو لم يكن
يستطيع ان ينتقل من حالة التهديد
والدفاع الى حالة التنفيذ والعمل
الهجومي لو ان روح الوحدة العربية
والتضامن العربي الاسلامي حية .
ولا يجوز ان توضع المقاومة
العربية المسلحة في فلسطين
والعراق موضع المقارنة بالقوات
الغازية ، فذلك يخرج عن طبيعة
الاشياء ، ويتجنى على منطق
المقارنة ، لأن نسبة القوى بين
الاطراف تسقط مفهوم المقارنة اصلا
. ولا اود استعراض تاريخ مبدأ (
قومية المعركة ) من حيث مفهومه
ووقائعه وادلته في الصراع العربي
– الاسرائيلي – الاميركي – الصفوي
، فذلك امر يكاد يكون معروفا ،
وان اختلفت فيه الاراء والتفسيرات
والتحليلات .
الحكمة
والعقلانية والدين والوطن والامة
والشرف تفرض على حركة حماس وفتح
ان يتجاوزوا التناقضات والصراعات
والمزايدات ، ويتقوا الله بأهلنا
في فلسطين . والمعركة القومية
والدين والوطنية تفرض على فصائل
المقاومة الشعبية المسلحة
العراقية الوحدة والتماسك ،
واعادة النظر في الحسابات
السياسية والعسكرية .
الشعوب
العربية عليها دعم ومساندة
المقاومة في فلسطين والعراق بكل
اشكال الدعم بدءا من خفقة القلب ،
والفكرة والقلم واللسان والمال ،
وانتهاء بالبندقية المقاتلة ،
التي تسترخص الحياة في سبيل
الشهادة .
ولتظل
وحدتنا فوق كل خلاف . |