سألني حفيدي ما معنى شجب . قلت :
شجب : هلك ، وفي معجم الوسيط :
شجب الرأي استنكره وهو معنى مولد
. وفي لسان العرب ، يشجب هو ابن
يعرب ابن قحطان جد العرب . سأل :
ما ذا يفعل يشجب يا جدو ؟
اجبته : ذكر الجبرتي في تاريخه
ان يعرب قد ارسل ولده يشجب مندوبا
دائما للامم المتحدة ، وعنه تصدر
قرارات الشجب والادانه والاستنكار
الصادرة من الامم المتحدة بحق
اسرائيل .
قال ببداهة الطفولة : الا يستطيع
يشجب هذا ان يصدر قرار يلزم (
اسرائيل ) بوقف قتل الاطفال في
غزة واحترام قرار مجلس الامن
الدولي وقرارات الامم المتحدة ؟
قلت : لا يابني ، يشجب لا يستطيع
ان يفعل غير الشجب ، اما العقاب
فمن مسؤولية اخوه ( يضرب ).
فرح حفيدي وقال : وماذا يفعل(
يضرب) يا جدو ؟
قلت : يشعل الحروب ويضع نهايتها
المأساوية لبني يعرب ويستعمر
البقية الباقية من اقطار هم ،
ويتخذ من ميثاق الامم المتحدة
ذريعة للغزو والاحتلال والاعتداء
، ويقسم ارض بني يعرب الى مناطق
تحت اسم القانون الدولي وميثاق
هيئة الامم ، وتحت هذه اليافطة
حاصروا العراق اقتصاديا 13 سنة
وقتلوا مليون ونصف طفل عراقي ، و
أتبعوها بالغزو والاحتلال ، وباسم
القانون الدولي وحقوق الانسان كما
ترى يقتلون اطفال غزة امام اعين
والديهم ، وبأسم الانسانية
استخدموا اسلحة التدمير
الكيماوية في العراق ، وهاهم تحت
يافطة الدفاع عن حقوق قطعان
اليهود يستعملونها لأفناء اهل
غزة .
الكتابة عن الجرائم والفظائع التي
ارتكبتها امريكا واسرائيل في
العراق من سنة 2003 وفي فلسطين من
سنة 1948 تحت غطاء حقوق الانسان
الغربي والميثاق الدولي تحتاج الى
مجلدات ، وهم يعيدون طباعة
الميثاق الدولي كما تقتضي مصالحهم
ومخططاتهم في الاحتلال والسلب
والقتل والتدمير ، فشعوب بني يعرب
لها مواصفات في ادبياتهم وعقولهم
، فمرة مجموعة اعراب تمتلك بلادا
واسعة وثروات طائلة تزيد عن
حاجتهم . وادارة الكلب المسعور
مفتي القتل جورج دبليو بوش
قالتها صراحة لابد من معين لتوجيه
الثروات وتطوير بني يعرب ، ووصموا
بني يعرب والمسلمين بأنهم
ارهابيون وعصاة ، وشعوب لا يحكمها
عقل . هذا اخونا( يضرب ) مارس
كل انواع الحصار والمقاطعة والضغط
والترهيب والترغيب لألغاء مفعول
الديمقراطية ومصادرتها ، لأنه في
اعماقه المليئة بالتعصب والحقد
يؤمن ان الديمقراطية والحرية يجب
ان تكون لهم ولهم فقط دون غيرهم .
دمروا افغانستان والعراق وما رسوا
الغطرسة فيما يتعلق بشعب فلسطين ،
ومكنوا اسرائيل من الحاق الهزيمة
ببني يعرب عسكريا ودبلوماسيا كما
مكنوها من التوسع على حساب اخوهم
يعرب وتشريد الشعب الفلسطيني ،
ويقف اخوهم ( يضرب ) في وجه جميع
المحاولات الرامية الى ايجاد
تسوية عادلة وشاملة ، ويمكن القول
ان ( يضرب ) ليس سوى ممثل
لاسرائيل في اميركا . ومع هذا لا
زال بنو يعرب يعتقدون ان امريكا
زعيمة العالم الحر وان رسالة
الديمقراطية والحرية وحقوق
الانسان بصلب دستورها .
انا طفل مثل حفيدي اريد ان اسأل
: من نصب اميركا بوليسا دوليا
للعالم اجمع ، تراقبه وتحاسبه
وكما تفهمها . وتصدر وزارة
خارجيتها تقريرا سنويا خاصا بها
عن حالة حقوق الانسان في العالم
تحاكم دول العالم بموجبه ، كل
منها حسب نوع علاقتها بها . ومن
يقرأ تاريخ اميركا عما لحق
بالهنود الحمر والزنوج والفقراء
والمشردين هناك ، ونشاط المخابرات
الاميركية اللاانسانية على مسرح
العالم اجمع ، يستهجن ويستنكر
السياسة الاميركية الداخلية منها
والخارجية لمخالفتها لنصوص
المباديء الانسانية وروحها .
منذ منتصف الثمانينات و الى 9
نيسان 2003 ، شنوا حملات اعلامية
واعلانية شاركت فيها الصهيونية
والبعض من بني يعرب . عقدوا
مؤتمرات واقاموا الدنيا ولم
يقعدوها عن حقوق الانسان في
العراق ، وصوروا الرئيس صدام
حسين ( هتلر ) وبالمناسبة انا منذ
نعومة اظفاري معجب جدا بالفوهرر
هتلر ، وسنة 2001 احلت الى محكمة
اوروبية بسبب ابدائي لهذا
الاعجاب . والنازية باللغة
الالمانية (القومية ) وانا قومي
عربي .
يتباكون عن حقوق الانسان في
العراق موجهين للحكم الوطني تهم
ما انزل الله بها من سلطان (
ادعاءات واكاذيب وتلفيقات
واتهامات والخ ) ، و بعد الغزو
والاحتلال هم وعملاءهم وجواسيسهم
قتلوا مليونيين عراقي ، وجعلوا
ثلاثة ملايين طفل يتيم ، واربعة
ملايين ارملة ، ودمروا البنية
التحتية للعراق واعادوه قرن كامل
الى الوراء ، ويقولون ديمقراطية
وحقوق الانسان والعراق الجديد ! و
ها هي غزة تحترق .. النساء و
الاطفال يشكلون نسبة 90% من
الشهداء و البيوت تدمر على رؤوس
ساكنيها .. سيارات الاسعاف يطلقون
النار عليها .. يستعملون
الفوسفور الابيض والذ خائر
باليورانيوم المستنفد .. يحرقون
الاخضر واليابس . كل هذا بالصورة
والصوت . و الغربيين في مجلس حقوق
الانسان رفضوا ادانة همجية
الكيان الصهيوني وجرائمه ،
وصوروا الشعب الاعزل الا من
الايمان في غزة هو الارهابي
والمنتهك لحقوق قطعان الصهاينة .
ورفضوا ذكر اعداد شهداء وجرحى
اهلنا في غزة ببيانهم ! لأن
السياسة الغربية والاسرائيلية
والاعلام الاميركي الصهيوني
الغربي وصنعه الذي يشوه الحقائق ،
ويقلب المفاهيم ، ويمسخ التفكير
في المجتمعات الغربية المستغلة
والمستعدة وبخاصة في المجتمع
الاميركي ، لقبول اية صورة سلبية
جديدة للغير تعرض عليها كل يوم .
وعجب العجاب ان الاميركان
والاسرائيليين لم يحتاجوا الى
كثير من الوقت ليقنعونا حكومات
وشعوب باننا ارهابيون ومنتهكون
للحقوق الانسانية ، وانهم
واسرائيل الصهيونية رسل الانسانية
ورموز الديمقراطية وحماة حقوق
الانسان ...
اعلمني صديق اوروبي كان سنة 2004
وزير يحمل ثلاثة حقائب وزارية (
الاقتصاد والصناعة والسياحة )
ورئيس حزب معروف وله حاليا عدد من
المقاعد البرلمانية ، ويمتلك قناة
فضائية .
قال : ( خصص مبلغ سبعمائة
مليون دولار امريكي لبشعنة صورة
صدام حسين ) .
هذه هي تصرفات زعيمة العالم الحر
، وحارسة حقوق الانسان في العالم
اجمع . رغم انها تعرف ان الحقوق
لا تتجزأ لأن انسانية الانسان
حيثما كان ومهما كان لونه ومعتقده
لا تتجزأ ، ومع هذا يوجد عند
امريكا معيار لكل فرد ولكل شعب ،
يتوقف شكله ومحتواه على درجة
ارتباطه او تحقيقه او تهديده
للمصالح الاميركية .
فتعالوا يا عرب ومسلمين لنحاكم
امريكا واسرائيل بموجب حقوق
الانسان في الاسلام . |