بسم الله
الرحمن الرحيم
( واعدوا
لهم ما استطعتم من قوة )
-
العقل
الصهيوني لا يستطيع ان يتخيل
الانسان الا جاثما تحت السوط
-
العقل
الصفوي لا يستطيع ان يتخيل
السياسة بدون خناجر مسمومة
-
انه
لمن المؤكد ان ما يدعونه
اعتراف العرب باسرائيل لن
ينهي المشكلة ، بل ستنتهي
الامور حينذاك الى استعمار
المنطقة استعمارا تاما من قبل
امريكا وايران واسرائيل التي
لا ترحم .
-
ليس
هناك ادنى شك بأن مصير قناة
السويس ومن ورائها مصر كلها
سيتقرر في فلسطين والبحر
الاحمر والشرق الاقصى .
-
ان
هناك قوى اشد خطرا من اسرائيل
في منطقة البحر الاحمر هي
التي تحرك النشاط الاسرائيلي
وتدفعه ليفتح امامها الطريق .
ان ما نشر
من كتب ووثائق وابحاث عن المخططات
الاميركية الصهيونية الفارسية ضد
الوطن العربي يحتاج الى فهرست من
حجم فهرست ابن النديم لمجرد حصره
والتعرف على عناوينه ، والى دهر
لقراءته وتمحيصه ان توافرت جميع
وثائقه .
لسنا بحاجة
الى الغوص في هذا الاوقيانوس لنضع
ايدينا على جوهر هذه المخططات
الجهنمية التي اجتازت معظم حلقات
مرحلة التنفيذ الفعلي . وانا هنا
اريد ان اتساءل ببساطة لنعرف :
هل بدأ
انحسار العصر الاميركي الاسرائيلي
؟
هل نحن
الان على ابواب مرحلة تراجع
الحالة التي وصل فيها التحكم
الاميركي الاسرائيلي الفارسي
بمقدراتنا ؟
هل اصبحنا
نعيش على مشارف عهد نستعيد
توازننا مع اعداءنا من جهة ،
وتوازننا الداخلي من جهة ثانية ،
بعد ان اتاح فقدان هذا التوازن
المزدوج للعقل الصهيوني الفارسي
ان يتغلغل في صميم علاقاتنا
الداخلية ، فيفجر حيث يستطيع في
مجتمعاتنا الحروب الاهلية
والصراعات الاخوية ، أو يغذيها أو
يمدها بأسباب الاستمرار ؟
اسئلة بات
ممكنا لها ان نطرحها من جديد ونحن
نلمح اكثر من اشارة مضيئة تنطلق
من غير جهة من جهات الوطن العربي
الكبير .
اول هذه
الاشارات المقاومة الشعبية
والجهاد المسلح في سبيل الله
والوطن والشرف والعزة في العراق
ضد الاحتلال الاميركي والغزو
السياسي الفارسي ، و المقاومة
العراقية الباسلة التي بدأت من
اليوم الثالث للاحتلال والتي
قادها الرئيس صدام حسين ( معركة
المطار ) وكبدت العدو الاميركي
ثلاثة الأف قتيل مما أضطره
لأستخدام الفسفور الابيض ، وامتدت
المقاومة الى الفلوجة واليوم في
كل مدينة وقرية عراقية مقاومة
باسلة .
وثاني هذه
الاشارات المقاومة المسلحة في غزة
هاشم التي استطاعت خلال اكثر من
اسبوعين حتى الان مقاومة الغزو
الاسرائلي بكل ما يملكه من اسلحة
الدمار ووحشية مشابهة لوحشية
القوات الاميركية في الفلوجة .
أعاد صمود غزة الى الصدارة اعدل
قضية عرفتها ، واعادت الى مركز
الاهتمام القومي القضية المركزية
للامة العربية ، وهي القضية التي
كان العنوان الحقيقي للعصر
الاسرائيلي هو الرمي بها بعيدا
خلف صراع العصبيات المتخلفة
والمتشنجة في وطننا العربي
وعالمنا الاسلامي .
المقاومة
العراقية قدمت في مواجهة العدوان
الثلاثيني والغزو والاحتلال
الامريكي الصهيوني الفارسي وعرب
الجنسيى 2003 وحتى اليوم اكثر من
ثلاثة ملايين بين شهيد وجريح ،
وهذا يذكرنا قوميا بانتفاضة الشعب
الجزائري عام 1961 والتي كانت
بمثابة الاعلان عن تأسيس الدولة
الجزائرية المستقلة .
الشعب
الفلسطيني ضرب الرقم القياسي في
ثورته فقد تجاوز الستين عاما ،
والشعب الفلسطيني صاحب نفس طويل
في ثورته ، وهو في حالة ثورية
دائمة ، صحيح انها تأخذ اشكالا
مختلفة ودرجات متفاوتة بين الحين
والاخر ، ومنذ ثورته الوطنية
الكبرى عام 1936 بزعامة عز الدين
القسام والى الشكل الارقى لهذه
الثورة مع الطلقة الاولى لمنظمة
فتح عام 1965 ثم المنظمات
والفصائل الفلسطينية .
وثالث هذه
الاشارات هو ما يشهده الوطن
العربي اليوم من مظاهر التضامن
النضالي مع المقاومة في غزة ،
لاسيما تلك الاقطار التي ظن حكام
تل ابيب انهم نجحوا في ابعادها عن
القضية المقدسة .
يوم 9
كانون الثاني – يناير ، كان هو
يوم تضامن عربي واسلامي ودولي مع
غزة ، اعلام واحزاب ونقابات ،
وصلوات المساجد والكنائس ،
وتظاهرات الطلبة والعمال
والفلاحين ، تضامنا مع فلسطين
وتخليدا لذكرى الشهيد صدام حسين
من خلال رفع صوره ، أكدت للصهاينة
والفرس كما لكل حلفائهم
والمراهنين عليهم ، ان الامة
العربية من الخليج الى المحيط ما
زالت تحمل الهم الفلسطيني
والعراقي في قلبها وحركة شعبها
اليومية ، وان مكانة فلسطين في
المغرب الاقصى لا تقل عنها في
جوار المسجد الاقصى . فالامة
واحدة ، وقضية العراق وفلسطين
واحدة ، ومقاومتهما لأعدائهم
واحدة .
ان هذه
النماذج الثلاثة المترافقة مع
العشرات من مظاهر التعبير الرسمية
نفسها ، هي دون شك تجديد لروح
النضال العربي الموحد ، وتأكيد
على وحدة الكفاح العربي ضد امريكا
والصهيونية والفرس ومخططاتهم .
ولكي لا
نغرق في التفاؤل ، لابد من
التذكير بأن كل ما اشرنا اليه لم
يكن حتى الان سوى اشارات مضيئة
على درب طويل . فالمطلوب اذن ليس
الاكتفاء بالهتافات والشعارات
والتصفيق لهذه البدايات بل ان
نحميها ونساندها بكال اسباب النمو
والاستمرار والانتصار لتصبح حالة
متكاملة جديدة في الحياة العربية
.
علينا ان
نعرف ان النضال العربي الموحد لا
يستقيم بدون اداة عربية نضالية
موحدة . وعلينا ان نحذر من تسلل
الخناجر الصفوية المسمومة لتطعننا
في اكبادنا وتحيل الوحدة الى
تشرذم وتناقض واقتتال ، فعلينا ان
نتذكر دوافع خنجر ابولؤلؤة
المجوسي في قتل امير المؤمنين
عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )
والذي يقدسه ملالي قم وطهران
وأقاموا له قبل سنة مزار صفوي
ضخم نشرت صوره للعالم الاسلامي ،
ونحذر اليوم اكثر من أي يوم مضى
اندفاع ايتام دين اسماعيل
الصفوي للمزايدة الكلامية بشأن
غزة هاشم .
صحيح ان
البلدان العربية بأستثناء عراق
صدام حسين لم تقدم للشعب
الفلسطيني الا المخيمات ، ولكن
واقع الحال يستدعي ان نعرف خصوصية
دور مصر بالنسبة للقضية
الفلسطينية بشكل عام وغزة بشكل
خاص . وهذه الخصوصية لابد من
الحفاظ عليها ، وعلى القادة
الفلسطينيين في الارض المحتلة ان
يتفقوا على الحد الادنى من
التفاهم بمعنى نقاط التلاقي او
القواسم المشتركة في المصلحة
العامة ، أي الوطنية والقومية .
المزايدات
والدعوات الفارغة من ملالي قم
وطهران وكلابهم في وطننا العربي
ورفضهم لأي تفاهم مع مصر
العربية وللقيادة الفلسطينية
الشرعية التي اختارها الشعب
الفلسطيني تحمل في طياتها التخريب
وزرع الفتنة واقتتال الاخوة
وابناء العمومة ، وبالتالي خدمة
الاهداف الاميركية الصهيونية
الفارسية السرية . وهدف الفرس
وكلابهم بالنتيجة القضاء على
الاخضر واليابس وتحويل فلسطين الى
كانتونات كما فعلوا و يفعلون في
العراق من سنة 2003 .
وعلى أي
عاقل ان يتساءل :
لماذا
القوات الدولية في جنوب لبنان
والجولان مقبولة من الفرس وكلابهم
وفي فلسطين مرفوضة ؟
لماذا
المفاوضات اللبنانية الامريكية
الصهيونية مقبولة وعلى صعيد
فلسطين مرفوضة ؟
لماذا
المفاوضات الايرانية الاميركية
الصهيونية السرية والعلنية
مقبولة والمفاوضات الفلسطينية
مرفوضة ؟
لماذا
محاولات التحشيد والتعبئة ضد فتح
و الرئيس محمود عباس وهو منتخب
شرعيا من الشعب الفلسطيني وهو غير
متمسك بسلطة يعرفها وهمية و هو
في كل مناسبة يدعو للوحدة الوطنية
و الى انتخابات رئاسية وتشريعية
، ويترك للشعب الفلسطيني في
الارض المحتلة ان يقرر ؟ فما
معنى محاولات الفرس بالتدخل في
الشؤون الفلسطينية ؟ هل نصبوا من
انفسهم وكلابهم في المنطقة
اوصياء على الشعب الفلسطيني ؟ !
هل توهم
اباطرة ايران الجدد احفاد
ابولؤلؤة المجوسي و ايتام
اسماعيل الصفوي أن الامة العربية
والاسلامية تناست تحالفهم مع
الصليبيين ومشاركتهم بقتل 80 الف
فلسطيني على ابواب القدس الشريف !
ولمن يريد معرفة المزيد ادعوه
لقراءة كتاب تاريخ فلسطين المصور
.
من الاهمية
ادراك القيادات الفلسطينية في
الارض المحتلة للدور التخريبي
الفارسي ، والفهم الدقيق لمعادلة
التلازم بين الحق والقوة في
انتزاع مصيرهم من براثن الصهاينة
، هو الذي يمنع النضال الفلسطيني
من ان يقع في شراك الافخاخ
والكمائن التي تنصب لقضيتهم وسط
بهرجة التعاطف الدولي والعربي
معها .
فلسطين لايمكن ان تكون الا عربية
العراق لايمكن الا ان يكون عربيا
والحذر من
الفرس وكلابهم في المنطقة أكثر
من ضروري ( فالطريق الا جهنم معبد
بأصحاب النوايا الطيبة ).
الفيتناميين دخل ممثلوهم في
مفاوضات طويلة وشاقة ، ولكنهم لم
يلقوا السلاح لحظة واحدة ، وحين
نضجت الظروف لم يكتفوا بتحرير
الارض من الاميركيين فحسب ، بل
انجزوا ايضا مهمة الوحدة بين جنوب
الوطن وشماله . وبقاء هذا النموذج
الفيتنامي في ذهن القيادات
الفلسطينية في الارض المحتلة
ضروري لكي يشد من عزيمة (
المتراخين ) ولكي يسهم في انضاج (
المتشددين ) في أن معا .
على
الفلسطينيين ان لا يكونوا هنودا
حمر كما كما يريد لهم الصهاينة
والصفويين . ليظل ويتنامى امل
الجماهير العربية بأن تكون
مقاومة اهل العراق وفلسطين نواة
الثورة العربية الشاملة . |