عندما قام المجاهد الوطني شهيد
الحج الاكبر صدام حسين بتشكيل
النواة الاولى للمقاومة الوطنية
العراقية المسلحة والجهادية بعد
الاحتلال الغادر للعراق العظيم
عام 2003 من قبل الحلف
الصهيوامريكي الصفوي وبفترة زمنية
قياسية بعد دخول القوات الاجنبية
الى ارض العراق مع اذنابهم من
خونة الشعب العراقي والامة
العربية والاسلامية من ابناء
جلدتنا استند الى مقومات نشأت حزب
البعث العربي الاشتراكي ومنطلقاته
الفكرية التحررية في فترة التكوين
التي امتدت من منتصف ثلاثينيات
القرن الماضي وحتى اعلان تاسيسه
الرسمي في 7 من نيسان عام 1947 .
ان المتتبع لتاريخ نشأت حزب البعث
العربي الاشتراكي يرى بوضوح رفضه
لدكتاتورية وفاشية الانظمة
الحاكمة المنصبة من قبل الاحتلال
على مقدرات الشعب العربي في بقاع
الارض العربية .
لقد نشأ حزب البعث العربي
الاشتراكي كنتيجة لمعاناة الامة
العربية من الوصاية والانتداب
والاحتلال الاجنبي وافرازاتة
الاجتماعية كالفقر والجهل
والبطالة وتمكن خلال عقود من
الزمان ان يعبر عن معالجته لهذه
المعاناة من خلال تطبيقه لسياسات
تطوير المجتمع والقضاء على هذه
الافرازات خصوصا في مراحل أستلامه
للسلطة ، وانجازات البعث في
العراق خلال ثلاثة عقود ونصف
اثبتت صدق وصحة منهجه باعتراف
المنظمات والاجهزة الدولية
والاقليمية والعربية المختصة ،
حيث تحقق الهدف برفع معاناة الشعب
العراقي من تبعات الاحتلال والقهر
الاجتماعي الذي جلبه الاستعمار
ومكوثه لسنوات طويلة فى ارض
العراق ، وقد تجسدت بفعل ذلك كل
المعالم الأساسية لنموذج الدولة
القومية الحديثة التي تأسست لها
القواعد الصحيحة والصميمية من
خلال تجربة البعث الحضارية في
العراق . إلا ان ذلك لم يكن
ليستهوي دول الغرب الاستعماري
والصهيونية العالمية وعملائها في
المنطقة، لان منهج النمو
الاجتماعي والحضاري المنطلق من
القرار السيادي المستقل كان لابد
وأن يصطدم بالمشروع الكوني
للانظمة الاستعمارية والمتمثل
بمفاهيم العولمة الممهدة لخطط
السيطرة الاحتوائية وقوامها
الرئيسي في أحلال القيم التغريبية
وفرضها على مجتمعنا العربي الاصيل
. وعلى اساس ذلك ، تبلورت لدى
المنظومة الأنكلوصهيوأمريكية
وذيولها المتمثلة بخونة الأمة
والعملاء المحليين فكرة ودافعية
ضرب المشروع الحضاري في العراق
وسوقت لتنفيذ هذا الهدف جملة من
الأكاذيب والأفتراءات والتي لم
تلبث أن تهاوت وسقطت بين يديّ
أبطال المقاومة الوطنية ووعي
الشعب العراقي للحقائق والمصلحة
في آن معا .
أن السرعة المذهلة لأنطلاق وتنامي
جهد وفعل المقاومة العراقية
للإحتلال عكس حقيقة الأرتباط
العضوي بين البعث والمقاومة
الممتد في فكره والمجسد في
ممارساته ، وتاريخ البعث النضالي
يشهد على ثبات ورسوخ ايمانه
بضرورات المقاومة ومشروعيتها في
مواجهة مشاريع الأحتلال الأجنبي
وعملاؤه ، وهذا كان بمثابة منطلق
لمشاركته ودعمه لكل حركات التحرر
العربي في العراق وبلاد الشام
ومصر والمغرب العربي وخصوصا
التحامه مع مشروع المقاومة في
فلسطين التي أعتبرها قضيته
المركزية وأتخذ من علم فلسطين
علما للبعث، لذلك شكل بعد النظر
الثاقب لدى قيادة البعث في العراق
وعلى رأسها الرئيس الشهيد
المجاهد صدام حسين وعمق قراءاتها
لمسار ماستؤول اليه الأحداث في
حال تنفيذ الولايات المتحدة
الأمريكية واتباعها لجريمة أحتلال
العراق الأساس لفكرة الشروع في
بناء منظومة المقاومة لتتولى
التصدي للعدو في الصفحة الثانية
من المواجهة ، وهي الصفحة الحاسمة
في تحقيق النصر أن شاء الله ،
خصوصا وأن صيغ عمل تشكيلات
المقاومة بكل صورها وعناوينها
ساعدت كثيرا في تحييد وتأخير
عناصر التفوق التقليدية لدى العدو
وفتحت الباب واسعا لعمليات قتالية
مكنتها من الحاق خسائر بالغة
بالعدو مع ضرر كبير أصاب معنويات
جنوده وقادته فضلا عن مساهمتها في
تعطيل تنفيذ فكرة المشروع
الصهيوأنكلو أمريكي في الشرق
الأوسط.
انبثاق المقاومة الوطنية العراقية
الجهادية هو احد ثمار التصدي
لمصادر معاناة الامة العربية وهو
جزء من النضال الشامل ضد
الاستعمار ومحاولات الهيمنة
الغربية بكافة اشكالها على الامة
, وما اشبه اليوم بالبارحة،
فالنضال اليوم هو ذات النضال من
اجل تحرير الامة العربية من
الوصاية الاستعمارية ومن اجل
تحرير كامل تراب الامة من دنس
الاحتلال الصهيوني الامريكي
المشترك مع الاخذ بنظر الاعتبار
تطور اساليب المقاومة وفاعليتها ،
بسبب الاستفادة من امكانية التطور
العلمي والتقني لدولة البعث التي
اسسها قائد وقيادة مخلصة وحكيمة
وشريفة ، ولذلك أضحى حال
الاستعمار الجديد على ماهو عليه
الان من ترنح وعدم توازن وفقدان
للهيبة والثقة والمصداقية وخسائر
كبيرة في موارده البشرية والمادية
،وكل ذلك بسبب مايتلقاه من ضربات
موجعة على يد جنود العراق الغيارى
في كل تشكيلات مقاومته البطلة وهم
من المناضلين والمجاهدين المؤمنين
بقدرة الامة العربية والاسلامية
على النهوض والتطور والتقدم
ويقينهم بان كلمة المقاومة
الوطنية العراقية ستبقى هي العليا
ولها السيادة على الارض .
أن كل الأحداث التي شهدتها الأمة
العربية عبر تاريخها المعاصر أشرت
لحقيقة ساطعة لن يكن في مقدور أحد
أن يتجاهلها أو ينكرها ، تلك هي
المتصلة بأهمية خيار المقاومة في
مواجهة مشاريع المنظومات
الأمبريالية والصهيونية ، والتي
دأبت على مصادرة حقوق العرب
وأمتهان كرامتهم ومحاولة تذويب
أرادتهم وتحريف قناعاتهم من خلال
بث سمومها وأشاعة ثقافات
الأستسلام وأفكار ماتسمى
بالواقعية وعدم أمكانية مواجهة
التحالف الصهيوأمريكي ، ومايحصل
من عدوان مستمر على شعبنا
الفلسطيني على يد الأرهابيين
الصهاينة في غزة يؤكد هذه الحقيقة
، حيث أن كل محاولات الحل عبر
المفاوضات ونحوها لم تساعد الا في
تثبيت دعائم الكيان الصهيوني
وتباعد في المسافات بين العرب
وحقوقهم السليبة . ومن ينظر الى
واقع المعاناة الرهيبة لشعبنا في
غزة سيدرك المسلمة التي تقول
ماأخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة
.
أن الواقع الحالي كما هو السابق
يؤشر الى أستمرار انتصار الأرادات
الحرة المستقلة للشعوب المضطهدة
في مناطق العالم المختلفة ،
وحاليا بات واضحا لكل القوى
الوطنية والمقاومة المجاهدة
لتحرير بلدانها بالتقدم الكبير
اللذي احرزته القوى العسكرية
المقاومة في كل من الصومال
وافغانسان والعراق والتراجعات
الكبيرة في اقتصاديات الدول
الكبرى المعتدية والمحتله وكذلك
على مستوى الاخلاقيات في التعامل
معها من قبل دول العالم المختلفة
وانظمتها الحاكمة, مما شكل بداية
سقوط لتكوينها السياسي الذي
سيدفعها للبحث عن بدائل الخطط
والسياسات مع أعادة نظر في انظمة
دفاعاتها العسكرية او حتى في
اقتصاد المال وتداوله . وتاسيسا
على ما بدا فان المقاومة الجهادية
العسكرية والتضحية بالانفس الزكية
هو العلاج الاول لاجل ان ترعوي
هذه الانظمة الاستعمارية ذات
الأهداف والنزعات الأمبراطورية .
اما شلة العملاء والمرتبطين
باحذية الاجنبي المحتل فان مآلهم
الى الحساب المر والعسير من قبل
القوى الوطنية التي تنتظر نصرها
باذن الله قريبا ،حتى يعود العراق
متعافي من أدران الأراذل و لتبداء
صفحة تطهير البلد وصقله بالاتجاه
الصحيح لاستكمال النهوض الحضاري
الذي توقف عند حافة أحتلال العراق
الذي أستهدف بالدرجة الأساس هذا
المشروع وعناصره ومقوماته الذي
اسسته ورعته قيادة حزب البعث
العربي الاشتراكي وثورته منذ
17/30تموز/1968 المجيدة، ولتبقي
المقاومة الوطنية العراقية فخر
الامجاد والاسلاف لتحقيق فكرة
الامة العربية الواحدة الناهضة
المتطورة التي يفخر بها كل عربي
شريف وغيور على دينه ومعتقده .
.والى نصر قريب انشاء الله والله
ناصر المناضلين المجاهدين ومن
الله التوفيق .
وان غدا لناظره لقريب |