على العالم كله,
شعوبا وحكومات, عجما وعرب, ان
يتعاملوا مع هذه الحقيقة المطلقة
... حقيقة ان المقاومة العراقية
البطلة قد احييت امواتا باذن الله
واذاقت احيائا ممن كان العالم
يعتقد, بل يؤمن ويروج, انهم اكبر
واعظم من ان ينتصر عليهم العراق
ومضى اكثر في الوهم حين تصرف على
ان العراق قد سقط وان الغزو
المجرم قد حقق غاياته واهدافه.
وكذا تصرف الغزاة المحتلون حين
مارسوا اقبح انواع الصلف والوقاحة
والعنجهية فور دخول قوات الغزو
الى بغداد ومن ذلك مخاطبة جيران
العراق بان يتصرفوا على اساس ان
اميركا قد اصبحت جارتهم وان الشرق
الاوسط الجديد قد تحقق. ومنها
ايضا ان بوش وبعد اسابيع قليلة قد
اعلن انتهاء العمليات العسكرية
الكبرى في العراق.
من ذاك المشهد عام
2003 الى المشهد الراهن الآن عام
2009 والذي يتضمن فصلين اساسيين
هما:
الانهيار الاقتصادي الامريكي
المروع الذي ما زال يجر
الامبريالية الامريكية الى هاوية
التفتت والموت التام باذن الله
...
واعلان بوش المجرم
بان الحرب في العراق لم تنتهي وان
صعوبات حقيقة تواجه السلام في
العراق.
ماذا جرى للاقتصاد
الامريكي؟ هل يمكن لاقتصاد أعظم
أمة في كل مواردها وأمكاناتها أن
تجد نفسها بين ليلة وضحاها تعيش
كارثة اقتصادية؟ وما هو المعلن
والمعروف من أدوات وقنوات أستنزاف
للاقتصاد الامريكي جرى التعامل
معها بغباء ومكابرة وبيروقراطية
وانانية مفرطة من قبل الادارة
المجرمة؟
ان اي تحليل علمي
يمكن ان يكشف بشكل جلي ان احتلال
العراق هو العامل الاول والاهم في
احداث الانهيار الامريكي. كيف
يمكننا ان نثبت ولو باستخدام
المنطق العلمي المجرد ما نزعم من
اسباب للانهيار الامريكي الذي
وصلت مؤشرات
تداعيه
في تصريحات رسمية
اميركية هذا اليوم بانه قد يصل
الى الانهيار التام خلال الفترة
الزمنية القصيرة القادمة
اذا لم توقف
اميركا عدوانها الاجرامي على
العراق والانسانية؟ وللاجابة نضع
الحقائق الاتية (نعتقد ان هذه
التكاليف ليست مدرجة في الخط
البياني المرفق):
1-
ان جميع الاموال,
وهي مليارات من الدولارات, التي
حاولت اميركا استثمارها في العراق
تحت عنوان اعادة الاعمار قد ضاعت
هباءا منثورا ولم ينجز في باب
الاعمار اكثر من ترميم وصبغ عدد
من المدارس التي تضررت في مختلف
انحاء العراق جراء العدوان
الامريكي الذي بدأ عام 1990 وبناء
عدد من الدور السكنية وبواقع دار
واحدة في عدد من محافظات الفرات
الاوسط والجنوب لاستخدامها كمراكز
صحية وتم تخريب اغلب هذه المراكز
لاحقا. ان المليارات من الدولارات
قد ضاعت من غير ان يعرف احد كيف
ضاعت وان الظاهر من اكذوبة
الاعمار لا يساوي بضعة مئات من
الدولارات فقط من اصل المليارات
التي ضاعت دون ان يكون لها أي
مردود يذكر. لقد كان للمقاومة
العراقية الباسلة التي جعلت كل
المسالك التي حاولت اميركا السير
بها في كل انحاء العراق وتداخلات
الوضع العام السياسي والاجتماعي
مسالك مغلقة النهايات ولا تؤدي أي
نتيجة منظورة بل الى الضياع التام
الدور الحاسم في تحقيق هذه
النتيجة الجهادية العظيمة.( الرقم
الظاهر في الخط البياني قد يعني
هذه الاموال فقط )
2-
لقد تم تدمير عدد
هائل من اليات الاحتلال من صواريخ
وطائرات مقاتلة وسمتية ومدرعات
مختلفة وناقلات اشخاص وناقلات
وقود ومؤن مختلفة واليات الدورية
من سيارات الهمرات والهمفيات .ان
الكشف عن خسائر العدو الامريكي في
هذا الباب والذي سيحصل يوما ما في
المستقبل القريب سيؤدي الى ردود
افعال كبيرة في اميركا قبل غيرها
.نحن متاكدون ان مليارات
الدولارات قد احرقت مع احراق
الآلة العسكرية ذات التقنية التي
تعتبر هي الاقوى والافضل في
العالم على يد المقاومة العراقية
البطلة وهي الاكثر غلاءا في
العالم. ان كلفة حساب متواضعة
لعدد الاليات المحترقة بنيران
المقاومة منذ بدء الغزو، ولو
افترضنا ان معدل عدد الآليات
المدمرة في اليوم الواحد هو خمسة
اليات من التي صنفناها في هذه
الفقرة يصبح مجموع المدمر خلال ست
سنوات هو 10800( مع يقيننا ان
العدد الحقيقي يصل الى اكثر من
ضعف هذه الكمية)، وبافتراض قيمة
متواضعة لمتوسط لسعر الآلية
الواحدة من الموصوفة هنا بما
يساوي 200000 ألف دولار فان
القيمة الاجمالية المحروقة على
الارض سيكون بحدود مليارين ومئتي
الف دولار ( مع قناعتنا ان ضعف
هذا الرقم هو الواقع ).
3-
يقدر الامريكان
رواتب مرتزقتهم في العراق شهريا
حوالي 2 مليار دولار. المبلغ
الاجمالي لست سنوات سيكون بحدود
144 مليار دولار تقريبا, كلها
ضاعت كاستثمار داخل لا مخرجات له
....
4-
لو تخيلنا ان كلفة الانفاق على كل
جريح او مجنون خرج من المعركة هي
1000
دولار شهريا ورضينا بالارقام
الامريكية المعلنة لعدد هؤلاء وهو
بحدود 80 ألف شخص يكون الانفاق
الشهري عليهم هو بحدود 80 مليون
دولار والسنوي هو قرابة مليار
دولار وفي خمس سنوات يكون المبلغ
الضائع بدون أي مخرجات استثمار هو
خمسة مليارات دولار.( لاحظ ان
الراسمالية كنظام لاتلعب ابدا
لعبة الادخال الذي لايؤدي الى
مخرجات .
5-
الانفاق على
الاعلام واجهزته المختلفة من
فضائيات عراقية او عربية الجنسية
متأمركة والامريكية والصحف
والمجلات والمذياع والانترنيت
فاننا سنكون امام رقم يقدر
بالميارات هو الآخر.علما بان
الامريكان قد قاموا مؤخرا بسحب
العديد من وسائل اعلامهم بسبب
الخسائر.
6-
كلف العمليات
المخابراتية والاستخبارية
المختلفة التي استثمرت في العراق
هي كلف باهضة وخاصة بعد ان انحرفت
كفة العمليات العسكرية لصالح
العمل الاستخباري في الاعوام
الثلاثة الاخيرة. ونقصد بالعمل
الاستخباري هنا ليس فقط ذلك
المرتبط بالجانب الامريكي من
مخابرات واستخبارات للعملاء
المرتزقة والكثير منهم كان ياخذ
المبالغ ويختفي وعمليات الحراسة
الامنية المنفصلة عن الجيش
وتقنيات الاستخبار والكشف الحديثة
والمعقدة والعالية الكلف وكاميرات
المراقبة في الشوارع.
7-
كلف النقل عبر
المحيطات والبحار والجو والبر.
8-
هناك كلف اخرى
ضخمة جدا للمتقاعدين وتعويضات
القتلى والمبالغ الطائلة الضائعة
في عمليات الفساد المالي للشركات
الامريكية والمتعاقدين الاخرين
... وغير ذلك كثير من مفردات
الانفاق الامريكي فقط مع اهمال
مشاركات اليابان واوربا والاقطار
العربية الممولة للغزو والاحتلال
....
المعضلة في هذه
الكلف الفلكية ليس في ضخامتها فقط
بل في امرين في غاية الخطورة هما:
اولا": انها كلف
مفتوحة وقابلة لزيادات قد تصل الى
اضعاف مضاعفه وانها متواصلة مادام
الاحتلال متواصل ...
ثانيا": انها كلف
ضائعة تماما ,بمعنى انها
استثمارات خاسرة لانها لم تاتي
باية نتيجة او مردود.
لم تحقق هذه
التكاليف الباهضة اية نتائج في
الميدان حيث ان العمليات العسكرية
لم تفلح ولن تفلح في اخضاع العراق
لا كلا ولا جزءا ولا ليوم واحد
تحت سلطة الاحتلال وعملاءه وان
الخسائر العسكرية الباهضة في
شقيها المادي والبشري هي في حالة
تصاعد وان العمل المقاوم يسير وفق
استرايجيات استنزاف عبقرية دمرت
كل مقومات التفوق التقني
والمعلوماتي للعدو وانهكت معنويات
جنده وقياداته العسكرية. وبنفس
القدر الذي فشل الجهد العسكري
وضاعت جل تكاليف ادامته ادراج
الرياح ,فان الجهد المخابراتي
والعملية السياسية التي اريد لها
ان تكون الوعاء الذي تنطلق منه
خناجر تمزيق العراق وبكل ما انفق
عليها هي الاخرى تتخبط وتدخل في
دهاليز وانفاق ستنتهي بظلام
مستديم وضياع مطلق باذن الله
وخاصة بعد الصدمة المريعة التي
تلقتها العملية السياسية وجميع
مخرجاتها على اثر الهجوم الذي
تعرض له المجرم بوش بحذاء الصحفي
العراقي منتظر الزيدي يوم 14-12
-2008.وان مهزلة الانتخابات تسير
في مسالك وعرة جدا والناس تكشف
زيفها .
والآن ... لو
اظفنا كلف الحرب في افغانستان
فاننا سنكون امام حقيقة الكارثة
التي وضع فيها بوش المجرم اميركا
بل و العالم كله. وبالعودة الى
التوقعات المعلنة من قبل بوش
والصقور الصهاينة عن فترة انهاء
الغزو واستتباب الامر للاحتلال
الغاشم التي صدرت قبل الغزو وبعيد
يوم 9-4 -2003 ولغاية نهاية عام
الغزو قد اصطدمت بعدم القدرة على
تحقيق الغايات المحددة بالغزو
والاحتلال كما ان الفشل الامريكي
المريع في تثبيت نتائج ملموسة
للعمليات العسكرية بعد مرور ست
سنوات على بدء الغزو الذي اعلنت
اركان الادارة الامريكية على لسان
بوش وتشيني ورامسفيلد وغيرهم ان
العمل العسكري لن يمتد لاكثر من
ستة اسابيع في اسوأ الاحوال ...
ووصلت التكاليف التخمينية الى
اكثر من 600 مليار قبل نهاية
العام السادس للغزو والاحتلال بعد
ان كانت تقديرات الحكومة
الامريكية لا تتعدى 50 مليار
دولار فقط وتم طرد الاقتصادي
الامريكي الذي توقع ان تصل
التكاليف الى 100 مليار دولار
!!!. |