تاريخ الانسانية حافل بنماذج بشر
كانوا اعلام ازمنتهم, غير ان يد
الغدر او الخيانة قد امتدت غاشمة
لتغييبهم بوحشية منهم فلاسفة
وعلماء وقادة افذاذ وانبياء وأئمة
واعيان قوم ووجهاء. اليقين ان
الاعتداء على هكذا رموز انسانية
قد يكون بقدر رباني مقنن لكي يسجل
حضورهم ونتاجهم المتفرد بحروف من
نور وذهب مخلّدين في ذاكرة
البشرية، ولكي تاخذ سيرهم موقعها
وعطاءهم استحقاقه في سفر التاريخ.
كان بوسع الشهيدين البطلين برزان
التكريتي وعواد البندر رحمهما
الله ان يتمسكا بحياتهما لمجرد ان
يقدما للامريكان المجرمين صفحة
واحدة مكتوب عليها بيان يدين
رفيقهم وقائدهم شهيد الحج الاكبر
صدام حسين رحمه الله وتخطئ بعض
القرارات التي صدرت من القيادة في
عهد قيادته وتحمل توقيعه كرئيس
لمجلس قيادة الثورة، غير ان
كليهما قد مزق الورقة التي قدمها
له الامريكان وبصق عليها ...
فلماذا هانت عليهم رقابهم العزيزة
؟؟.
العظيم من الرجال هو مَن يكون
عنده قضية مؤسَّسة على مبادئ
وعقيدة وتؤطرها وتحميها خصال
وسمات شخصية متفوقة. العظيم من
الرجال هو مَن يسجل مواقف يخلدها
السفر الانساني تتكئ وتستند على
شرف الرجال ونقاء سرائرهم
وانصهارها مع مفردات العقيدة
والمبادئ. مَن يعش ويموت وهو
متوحد مع قضية يلتف حولها شعب
وامة هو الذي يوصف بانه بطل
تاريخي ... وقد كان التكريتي
والبندر من هذا النمط والصنف من
الرجال الذين لا يليق بتكوينهم
الشخصي ولا العقيدي ولا العائلي
ولا العشائري ولا الوطني، الاّ ان
يقولوا (لا) للغدر ليس بقائدهم
ورمز امتهم صدام حسين فقط، بل
وبكامل المرحلة التي تصدوا فيها
باخلاص متفرد وشجاعة نادرة وتوثب
ثوري تاريخي فانتجوا مع رفاقهم
وشعبهم عراقا عملاقا متقدما
متطورا ونظام حكم رفيع القدرات
محكوم بثوابت الوطن والامة ومسيّر
بضوابط القانون والنظام واعراف
الثورة وخدمة الشعب والامة.
فالشهيدين ادركا منذ نعومة
اظافرهم ان قدرهم ان يبنوا العراق
مع صدام حسين والبعث وبذا فان
صدام والبعث وخمس وثلاثون عاما هي
كل موحد يعني عراقا ارتقى قمم
التطور ومسارات الرفعة والكبرياء
والمنعة التي اجلَّت الوطن والامة
العربية.
هكذا اذن .. كان الشهيدين
الحبيبين عواد وبرزان براكين
ثائرة بوجه المحتلين وخنازيرهم من
العملاء في المحكمة مكبلين
بالاغلال وهم يذودون عن تاريخ
الترف العراقي وقائده الخالد صدام
حسين, لا يزل لسانهما بكلمة واحدة
عن منهجهما البعثي ... وبطريقة
تتكامل عفويا كما يتكامل الكرم
والشجاعة في سمات الفرسان, مع
دفاعهم عن شرف الانتماء وروح
الرفقة .. ليقدموا لنا سيوفا نجز
بها رقاب الادعياء والمدلسين ..
فبهم رُفعت راياتنا خفاقة .. وبهم
تعالت اصواتنا صدّاحة .. وبهم
وبرفاق البعث الشهداء اجتث
الاجتثاث و أُفسد سم الافاعي
وقصُرت ألسن العملاء الجبناء
خريجوا مدارس المخابرات المعروفة
ودهاليز البؤس وازقة العهر
السياسي. وبهم وبرفاق العقيدة
تمكنت مقاومتنا الباسلة من تحقيق
المعجزات في اسقاط الاحتلال في
برك الخذلان والخسارة واسقاط
عمليته السياسية المجرمة وادارتها
من العملاء الخونة في متاهات
الفشل المريع وفضحت زيفهم وفسادهم
المالي واحباطهم الاداري.
البطلين, البندر والتكريتي, نماذج
للجود بالنفس التي لا يرتقي الى
علياءها سوى مَن اراد لهم الباري
سبحانه ان يخلدوا في سفر البشرية
ومَن تكاملت في ذواتهم سمات
الرجولة والعقيدة وارتقت نفوسهم
الى مستوى التوحد ببارئها وهو
سبحانه الحق المطلق والحقيقة
النهائية المطلقة فنفذوا بضمائرهم
الى الجنان مآلا معشوقا والى
اصطفاف النبلاء في يوم حشر تبيض
فيه وجوه الصادقين الامناء
النجباء الاطهار وتسود فيه وجوه
آخرين ممَن خارت عزائمهم وغلبتهم
اهواءهم الدنيوية فارتضوا لليهود
والنصارى ان يكونوا اولياءهم
ويالبؤس المولى والولي.
تحية اعتزاز موصول على المدى الى
قمري العروبة عواد البندر وبرزان
التكريتي.
تحية اعجاب وتقدير الى العقيدة
التي ضحوا بعزيز الارواح من
اجلها.
تحية الى القائد الذي عرف كيف
ينتقي الرجال الاوفياء الاكفاء
الامناء من حوله.
وتحية حب واعتزاز وتقدير الى
البعث العظيم حامل رايات التحرير
وقيادته البطلة برأسها الحكيم
المؤمن الشجاع الرفيق عزة ابراهيم
الدوري وكل الرجال النشامى.
الخلود في جنان الرحمن لشهداء
العراق والامة.
|