التحليل المنطقي
المؤسس على وقائع الميدان يكشف ان
ايران الشاه كانت تتوق لدور
اقليمي لا يمكن لها ان تحققه الاّ
على حساب جيرانها العرب وفي
مقدمتهم العراق الذي يتجاور معها
بما يربو على الف ومائتي كيلومتر,
وقد استخدم الشاه ذراعين اساسيتين
لتحقيق مآربه المرتبطة جدلا بمآرب
اميركا والصهيونية هما
التمرد
الكردي شمال العراق ونفوذ
ايران المعروف في
حوزة
النجف. أي ان الرجل قد
استخدم
القومية الكردية من جهة
والطائفية الشيعية من جهة
اخرى، لخلق المتاعب والمشاكل
لبغداد واضعافها داخليا وعربيا
ودوليا. غير ان الشاه ونظامه لم
يكن يفصح اعلاميا على نطاق واسع
عن ورقتي اللعبة الامتدادية التي
تخترق الجسد العراقي بقوة مشهودة
وكان يتصرف بالشأن السياسي وفق
اسلوب يظهر مصالح ايران القومية
من غير ان يفضح ادواته او ان
يضعها في الواجهة الاعلامية
المستخدمة في الصراع مع العراق.
وبعد ان تمكن عراق البعث وصدام
حسين من احتواء اللعبة الايرانية
لكي يتمكن العراق من اعطاء ظهرة
لايران باعتبارها ليست وجهة
القوة
العراقية القائمة تحت
البناء و لا في
العقيدة
السياسية القومية الوحدوية
الاشتراكية التحررية التي تحرك
اهداف الدولة والحكومة والشعب
والحزب في العراق, بل هي وجهة
تمتد بعنقها الى
غرب
العراق حيث المحنة العربية
التي تقيد ارجل الامة وأكفها
وتترك رأسها وجسدها عرضة للطرق
والطعن والكي من قبل الصهيونية
وادواتها ... انها
فلسطين
المغتصبة.
ويوم استطاع العراق احتواء
العدوانية والتآمر الشاهنشاهي,
انهارت فورا عصابات التمرد في
الشمال وسلمت اسلحتها وغادر من
غادر من مطايا الفتنة الى ايران
او الى غيرها من بؤر التآمر. ثم
وفي مظهر آخر من مظاهر رد الفعل
المتهور على خطة العمل العراقية
الجديدة للتعامل مع الاطماع
الفارسية كانت ردة فعل الحوزة
التي اظهرها مدير وكر الزنابير
والافاعي والعقارب فيها حينذاك
وهو خميني بمغادرة العراق دون ان
يعطي اية فرصة للدولة التي تحتضنه
وتمده بكل سبل الدعم والاسناد
والعون كيما تلتقط انفاسها وتعيد
ترتيب حضيرتها الداخلية وتعلن عن
مناهج فعلها الوطني والقومي بعد
انجاز الجزائر, الامر الذي كان
يعني احد احتمالين، هما اما ان
الخميني قد استلم الاشارة
للانتقال الى مرحلة التحضير
للعودة الى ايران وان هذه العودة
يجب ان لا تتم من بغداد فتخلف
وراءها مواقف ايجابية يؤسس عليها
للعلاقات
القادمة مع بغداد بل يجب ان تتم
من جهة اخرى مغايرة تماما لتكون
المغادرة حلقة العداء التي يتعكز
عليها خميني وهذا ما حصل فعلا ..
او ان خميني لم يشأ ان يتعايش ولا
لشهر واحد مع عراق انقطعت فيه
روافد الفتنة في شقيها الطائفي
ممثلا به وبحوزته والعرقي
الشوفيني المتآمر ممثلا بالتمرد
الكردي .... ولعل المنطق يجرنا
جرا، الا اننا لسنا ازاء احتمالين
بل ازاء سببين ميدانيين واقعيين
لمغادرة خميني.
خميني يحمل مشروعا قوميا فارسيا
يغلف نفسه بشرنقة طائفية ..
واميركا والصهيونية بدأت تجد في
الطائفية سلاحها المنشود كصيغة
متجددة لقاعدة فرق تسد .. بل ان
استنتاجات وقواعد الطرق تحت
الجدار البرجنسكية الشهيرة وسيئة
الصيت قد انصهرت وتبلورت في بوتقة
الطائفية على انها السلاح الاكثر
نفاذا لمواجهة وجع العنق العراقي
_ البعثي _ الصدامي الذي تمكن من
عبور عنق الزجاجة التي وضع فيها
غير ذي مرة، عل الطائفية
والشوفينة تأخذ مداها في تمزيق
الجسد العراقي وتهديم اركان
البناء العملاق الذي عجزت كل
المؤامرات وبكل انواعها من النيل
منه.
هكذا اذن,
يكون خميني ونظامه القومي الفارسي
المتلبس بالطائفية قد استلم
التوكيل اليه من جهة, وهو اختط
لنفسه في ذات الوقت واجب ازاحة
العقبة الكأداء في طريق التسوية
الامريكية الصهيونية للقضية
الفلسطينية وهي العراق ونظامه
الوطني فيحقق غايتين في آن واحد:
الاولى:
تحقيق
الغايات الصهيونية الامريكية
بطريقة واطار ديني طائفي لا
يستطيع العراقيين والعرب في جلهم
وسوادهم الاعظم ان يروا فيه سوى
غاياته الدينية والطائفية وهذه
يمكن تأطيرها في غلاف ما صار يعرف
بمظلومية الشيعة ( أي استخدام
اسلوب التعمية والتغييم ) ومنح
الاحزاب الكردية جناحا آخر في
طائر البوم المشؤوم هذا في اطار
حقوق الكرد التي لم تمنح ايران
للاكراد الايرانيين منها أي حق
على الاطلاق !!. هذه هي الخدمة
التاريخية التي تقدمها ايران
الخمينية لاميركا والصهيونية
مقابل
ان تُمنح هي كدولة قومية فارسية
فرصة النفوذ والتمدد ولعب دورها
الاقليمي الذي تطمح للعبة كوسيلة
وسبيل لتحقيق اهدافها القومية
الفارسية.
الثانية:
ان
ازاحة النظام العراقي البعثي
الصدامي القومي التقدمي سيفتح
الطريق امام ايران على ان تكون هي
الدولة الوحيدة في الاقليم التي
تظهر بمظهر التقدمية ودعم القضايا
العربية المصيرية والاسلامية, اي
ان يتم استخدام ايران بدهاء وحنكة
لاختراق الوضع العربي بهذه
الطريقة وبما يمزق بقايا الوحدة
النضالية الجهادية بين قوى الامة
الممانعة والرافضة والمقاتلة
وبنفس الغطاء الديني الاسلامي
والطائفي.
وهكذا كان
البيان الاول للثورة الاسلامية
الايرانية الذي بث من على متن
الطائرة التي اعادت الخميني من
باريس الى ايران هو اعلان الحرب
على العراق. والاعلان علنا على ان
العراق محمية ايرانية، وان قضية
تحريرها من النظام الصدامي (
الكافر ) هي ارجح اولويات ايران
الاسلامية.
أغلق الستار على نظام الشاه
واحرقت ورقته من اللحظة التي وقع
فيها اتفاق الجزائر مع العراق وما
عاد حصان طروادة الذي تقامر عليه
اميركا والصهيونية في اسقاط
النظام في بغداد متى شاءت او
اشغاله بالمشاكل في اقل تقدير.
لذلك فان البديل الايراني للشاه
قد اعلن عن اهم واخطر واجباته
التي التزم بها مقابل استلام
السلطة في طهران هو لعب الدور
الذي تنازل عنه الشاه في الجزائر
ولكن بفعالية ووسائل مباشرة اعظم
ومنها الحرب المباشرة
وباستخدام سلاح الطائفية
والشوفينية.
خميني يحقق في الحرب على العراق
اهدافه التمددية الطائفية المعلنة
والصريحة كحق قيادة مكتسب يراه
لنفسه ولبلده للشيعة في العالم
ويحقق انهاء وجود الدولة القومية
التقدمية التي تتصدى لقضايا الامة
باقتدار متعاظم على كل الاصعدة
وصارت تهدد عمليا وميدانيا
وتنفيذيا المصالح الامريكية
الامبريالية الصهيونية وتهدد
مستقبل الكيان المغتصب في فلسطين
ويهدد بتغيير الخارطة في المنطقة
العربية برمتها بتحالفات ومعاهدات
ومناهج سياسية تقود الى تجارب
وممارسات واطر وحدوية للاقطار
العربية وفي ذلك يحقق نظام خميني
تحالفا استراتيجيا ضمنيا وغير
معلن مع اميركا والغرب والصهيونية
ويفرغ الساحة الاقليمية برمتها من
عناوين الرفض للاستسلام والانبطاح
والخنوع ليبقى وحدة من يدعي
الثورية والتقدمية والحرص على
مصالح العالم العربي كجزء من
العالم الاسلامي.
وهكذا بدأ خميني
الحرب وحاول على مدار ثمان سنوات
ان يحتل العراق او اجزاء مهمة منه
او ان يضعف النظام الوطني العراقي
للحد الذي يصبح فيه تطويعه ممكنا.
وكانت من بين اللافتات العريضة
للحرب الفارسية الطائفية هو
تحرير
القدس عبر تحرير بغداد وكربلاء
!!!. وهذا الشعار الفارسي
بحد ذاته يثير الشفقة والتعجب في
آن. ففي الوقت الذي كان فيه
النظام الايراني يمتلك قواعد مرور
مباشرة الى القدس معروفة للجميع
وفي اكثر من قطر عربي مجاور
جغرافيا لفلسطين المحتلة يستطيع
من خلاله ان ينفذ هدف تحرير
فلسطين
الاثير على نفسه وفق ما
يدّعي،
الا انه اهمل الطرق المباشرة
والقصيرة وركز على الطريق الاطول
والاعوج الذي يمر عبر اسقاط
النظام العربي الذي يحمل راية
القتال من اجل فلسطين ويواجه كل
انواع العداء والتآمر من اجلها
ألا وهو العراق!!. ولم يكن
امام كل ذي بصيرة الاّ ان يتساءل
بطيبة مفرطة ..
لماذا
الذهاب من خلف الراس للاشارة
لاحدى الاذنين ؟. وكان
الجواب جاهزا عند ملايين العرب
والمسلمين النجباء وحتى الكثير من
اهل الانسانية وهو ان
الحكاية كلها هي دور فارسي متجدد
لانهاء النظام الوطني القومي
العراقي وخططه المتطلعة للتحرير
والوحدة وتطبيقاته الميدانية
الواسعة نحو هذه الاهداف.
وانتهت الحرب
....
بفشل ايران فشلا ذريعا في كل
الاهداف الموكلة اليها ذاتيا
وموضوعيا
.. ولم تمض اسابيع قليلة الاّ
ووجدنا انفسنا امام امتداد جديد
لحرب ايران ضد العراق ونظامه
الوطني القومي تمثلت
بجانب
اقتصادي اوكل للنظام
الكويتي تنفيذه والجانب الآخر هو
توحيد
وتوسيع ساحة عمل تشكيلات التآمر
على العراق ممن يسمون
انفسهم معارضة عراقية وهم في
جلّهم
تشكيلات سياسية وعسكرية ايرانية
.. غير ان اميركا والصهيونية
وتحالفاتهما قد وسعا مساحة
تدريبهم وانشطتهم الاعلامية
والسياسية لتشمل
الارض
الكويتية ...
وامتدت اصابع التآمر والاستفزاز
لتجر العراق الى واقعة اخرى من
نوع جديد خطط لها الآن من قبل
اميركا والصهيونية تخطيطا محكما
وتفصيليا.
حصلت واقعة
الكويت بالتفاصيل والتعقيدات
والتشابكات المعروفة ... ومع
نهاية حدثها العسكري حصلت واقعتين
لهما دلالات تصب في صلب ما نخوض
فيه:
الاولى:
العدوان العسكري الواسع للقوات
الامريكية والمتحالفين معها ضد
الجيش العراقي المنسحب وأدت الى
احراق الجزء الاكبر من آليات
ومدرعات الجيش وتجهيزاته
المحمولة, كما ادت الى استشهاد
الآلاف من منتسبي الجيش وهم عزل
راجلة على الارض او في ناقلات
الجند. وواضح ان الضربات الغادرة
كانت تهدف الى تدمير واضعاف الجيش
العراقي الباسل وانهاكه معنويا
وتوليد اكبر قدر ممكن من ردود
الافعال السلبية على مستوى الشارع
العراقي تمهيدا للصفحة القادمة.
الثانية:
دخول
قطعات ايرانية من الحرس الثوري
والمخابرات مع فيلق بدر وميليشيات
الدعوة وحزب الله ومنظمة العمل
الاسلامي قامت بذبح الآلاف من
المقاتلين العراقيين العزل غدرا
وغيلة وبخبث مشهود وهاجمت مؤسسات
الدولة ودمرتها في كل محافظات
الجنوب والوسط في عمل مكمل للغدر
الامريكي واتجهت كل الفصائل
الفارسية مستفيدة من هذا الظرف
الشاذ في عمل همجي غوغائي اجرامي
يسير على جثث آلاف الابرياء من
ابناء شعبنا باتجاه بغداد لاسقاط
النظام!! ومرة اخرى يثبت النظام
الفارسي انه متحالف مع اميركا
والصهيونية .....
مرة
اخرى .. الهدف المعلن لايران
وعملاءها هو اسقاط النظام الوطني
القومي التقدمي العراقي .. الهدف
الاعز والاهم والاقرب الى كل
برامج ايران خميني .. وهو هدف
يلتقي ضمنا مع كل اشكال العدوان
التي واجهها العراق مرغما ضد
اميركا والتحالف الثلاثيني ...
هذه المرة .. لم
تتوقف اميركا وحلفاءها بما فيهم
ايران .. بل استمر العدوان لاسقاط
النظام العراقي فتوسعت اميركا
بقرار الحصار الذي قتل مئات
الآلاف من العراقيين وأوهن البنى
الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية
واستمر الى ان قررت اميركا ان
تنهي النظام بالغزو والاحتلال بعد
ان وفرت معظم الارضيات المطلوبة
عبر الحصار المترافق مع عدوانات
عسكرية متكررة واختراق امني واسع
عبر فرق التفتيش الدولية ...
وكانت ايران خميني جزءا لا يتجزأ
على طول الخط في الحصار وفي
التهيئة للاحتلال عبر احزابها
واذرعها العسكرية.
تم
احتلال العراق ومسك الحكم في
بغداد الامريكان يعاونهم عملاء
ايران من الاحزاب الايرانية
الطائفية والكردية وبقية العملاء،
و صار الطريق الآن سالكا للقدس من
بغداد او من النجف وكربلاء التي
راهن خميني من يوم خروجه من
العراق على ان يجعل منها عاصمة
الدولة الشيعية الفارسية في
العراق ومنطلقه في ادعاءاته
الرنانة لتحرير القدس وصار الطريق
الى بلاد الشام مباشرا كما اراد
خميني
بفضل
الغزو والاحتلال .. غير ان
اللعبة الايرانية قد بدأت تأخذ
وترتدي ثوبا آخر:
قدمت ايران دعما كبير لحزب الله
اللبناني حتى حولته الى جيب مقامر
داخل بلاد الشام
وليس
لبنان فقط. وصار هذا الحزب
قربة ينفخ فيها النظام الايراني
ومرتزقته على انه
امل
الامة
العربية المرتجى وان
التحرير
سيكون على اجنحة ثياب
شيوخه وآياته وانه هو الحزب الاول
و( جزء
الامة العربية الوحيد )
القادر على
التعرض
لاسرائيل بل انه هو الوحيد
الذي
تعرض لها من يوم وعد بلفور
الملعون الى اللحظة !!....
وامتدت لعبة الفأر الايراني بعد
ان غيبت النمر العراقي لتمتد الى
قوى وفصائل الجهاد الفلسطيني التي
بعد ان غيّب العراق صارت بلا راع
ولا داعم ولا ممول ولا معين.
واختار الفأر الفارسي هذه المرة
فصيلا فلسطينيا جسورا وصلبا في
مقاومته للاحتلال وفي مواجهته
لخطط انهاء القضية الفلسطينية وهو
حماس. وبدأت آلة الاعلام الفارسي
تنفخ ليل نهار في قربة المساعدات
والدعم لهذا الفصيل ( السني )
لتعطي لخطتها هنا بعدا
اسلاميا
اوسع ... حتى حقق الدعم
الاعلامي الفارسي عملية انتفاخ قد
يكون فيها الكثير من اللاواقعية
والوهم في تطلعات حماس التحريرية
المشروعة فاندفعت الحركة المجاهدة
لتدخل في انتخابات سلطة التسوية
الفلسطينية وفازت في انتخابات شهد
العالم كله على ديمقراطيتها
...غير انها جرّت حماس الى عنق
الزجاجة الحتمية وهي التقاطع مع
الطرف الفلسطيني السائر في خط
التسوية ... ورويدا رويدا وصلت
الخطة والاستدراج الى عزل حماس
وكوادرها بمعظمهم في قطاع غزة في
حكومة مقالة من سلطة التسوية
ومعزولة ومحاصرة بانتظار لحظة
الانقضاض عليها لانهاءها كليا او
اخراجها من
دائرة
التوازنات السياسية والجهادية على
الساحة الفلسطينية.
وحين وصلت لحظة الحسم لتصفية حماس
حبس الكثيرون انفاسهم وهم ينتظرون
ان تظهر صور الدعم الايراني
المزعوم والذي اعلنت عنه القيادة
الايرانية مع نعيقها المتواصل
بانها ستزيح اسرائيل من على وجه
الارض وانها ستعيد اليهود الى حيث
جاءوا وغير ذلك الكثير الكثير مما
صدقه البعض وتعاملوا معه على انه
تعبير عن مبدئية عقائدية مقترنة
بقوة لا يستهان بها فتعلق بها من
تعلق من الطيبين والباحثين عن
مخرج لمحنة الاحتلال الصهيوني
المجرم ونظروا اليه على انه الحل
الذي سيأتي من طرف غير عربي بعد
ان يأس العرب من حكوماتهم ...
واذا بالجميع يفاجئ ان مجاهدي
حماس لا يمتلكون ما يمتلكه حزب
الله بل لا شئ من مفردات التجهيز
التي توقعنا كلنا ان تكون قد جهزت
بها حماس من مقاومات الطائرات الى
الغام الدروع .. لا شئ على
الاطلاق وفقا لمعطيات المواجهة
التي مر عليها الآن اكثر من عشرة
ايام ونزف فيها الدم الفلسطيني
غزيرا دون ان يكون في اكف
المجاهدين سوى سلاحهم البسيط وما
طورته عقولهم وابداعاتهم من
صواريخ بسيطة ..
ماذا تنتظر آلة الدعاية والاعلام
والعقيدة الثورية الاسلامية التي
قاتلت العراق سنوات حتى تعاونت مع
الشيطان الاكبر لازالته كأكبر
وأهم قوة توازن لصالح القضايا
العربية القومية؟؟ متى تتحرك
لتحرير القدس؟؟ ولماذا لم تستثمر
ذراعها في لبنان الذي يمتلك خط
جغرافي ملتصق مع الجسد الصهيوني؟
ولماذا لم تحرك قواتها النووية
والاستراتيجية وصواريخها البعيدة
المدى لتحرك مع سوريا جبهة من
اخطر الجبهات على الوجود الصهيوني
كله؟ لماذا لم تنفذ تهديداتها
الاقتصادية ضد العدو الصهيوني
وحلفاءه ولماذا لم تغلق مضيق
هرمز؟
هل ثمة توقيت وزمن افضل من هذا
الزمن الذي صارت فيه اميركا
اضعف من فأر في العراق بفضل فعل
المقاومة العراقية الباسلة؟
هل يجوز ان يتحسب ثوار طهران وقم
الاسلامويين الطائفيين لاي شئ وهم
يرقبون حماس التي ورطوها بألف
تصرف وتصرف غير محسوب العواقب وهي
تذبح من الوريد الى الوريد؟ وهل
يمكن ان يسكت حليف استراتيجي عن
حليفه في مثل هذه الظروف دون ان
تثار مئات التساؤلات عن جدوى
التحالف معه .؟
لن
نجيب على هذه الاسئلة لانها تحمل
الاجابة في طياتها ولان الاجابة
عليها على ما نظن تسقط عمق
معانيها ومراراتها مهما كانت
بليغة, فلرب سؤال يحمل من
المضامين ما يفوق العديد من نصوص
التحليل والاستنتاج والبناء
المنطقي للحديث. فقط اريد ان اشير
الى ان أي تظاهرة او فعالية حصلت
في أي مكان بالامة العربية او
العالم الاسلامي إن هي الاّ صرخة
مرتجفة بوجه الانظمة الجبانة
العميلة الخائنة .. لكي لا يقول
لنا احد ان اهل ايران قد قاموا
ببعض الفعاليات فنحن نعرف ذلك ..
غير ان الكل يدرك ان مواقف
الحكومة الايرانية المعلنة
والنارية من قضية فلسطين لا يمكن
ان تتوقف عند حدود الفعاليات
البائسة التي قمنا بها جميعا على
قاعدة ما كان بالامكان افضل مما
كان.
وبعد ...
نحن نعرف ان
فلسطين هي قضية العرب اولا ...
غير ان حكام العرب باستثناء نظام
العراق الذي اغتالته اميركا
والصهيونية وايران قد اعلنوها من
سنوات انهم لن يحرروا فلسطين
وانهم يطبعون علاقاتهم مع الكيان
المسخ وانهم لا يقدرون على مواجهة
الكيان الصهيوني ... زعماء العرب
وحكامهم استسلموا ورفعوا بدل
الرايات البيضاء ملابسهم الداخلية
كرايا استسلام ... والشعب العربي
كله يعرف هذه الحقيقة ولم يعد
يعتب او يرتجي منهم فعل رجال ولا
قادة عندهم غيرة على وطنهم وشعبهم
...
لا احد
قطعا,الآن, يلوم حماس على مد يدها
لحكومة ايران املا في دعم مادي
واعتباري .. غير ان اللوم كله يقع
على ايران التي تعاملت مع العرب
على انهم بشر بلا قدرات استيعاب
او تحليل او بعد نظر ولم تحسب ان
الزمن كفيل بان يسقط الاقنعة مهما
كانت قدرات الاخفاء والتموية
والتزييف.
وهذه هي النتيجة التي اشتغلت
عليها ايران لتحققها باسقاط
واغتيال النظام العراقي لتنهي آخر
الرجال الشرفاء من حكام الامة
وآخر الانظمة الشجاعة المؤمنة
بالتحرير كحتمية لا يجوز التنازل
عنها ولتظل ترفع راية تحرير العرب
لكي تخترقهم وتعيد تقسيم اوطانهم
مع الكيان الصهيوني
فتستقر اسرائيل على ما تشتهيه
من اجزاء
وتاخذ ايران المتبقي
في مرحلة تقسيم بلاد الشام
والعراق والجزيرة والخليج .. التي
حين تستقر وتنفذ .. يتم الانتقال
الى مرحلة ابعد وهي مرحلة تقسيم
الجزء الافريقي من الامة
العربية....ليت بعض العرب يفقهون.
الله اكبر .. النصر لامتنا
العربية المجيدة
الله اكبر وخير معين لاهل غزة
الذبيحة |