أتدري يا رفيقنا الكبير ويا أخانا
العزيز... كلما قرأت رسالة لك من
رسائل حبك للشهيد الغالي، رحمة
الله عليه وعلى إخوانه، تنهمر
الدموع على خدي من حيث لا أدري –
يشهد الله الذي لا إله إلا هو –
لأنني لا زلت متأثرا بعض الشيء...
ليس لأنه استشهد، وإنما للطريقة
التي نعرفها جميعا وما صاحبها من
غوغاء الغوغائيين وأهازيج
الخنازير الذين رقصوا على جثته...
رحمة الله عليه.... وهو لم يغب عن
بالي يوما، وثانيا لأني أستشعر
الصدق في كل كلمة في تلك
الرسائل... وكلما قرأتها مرة أعود
لقراءتها مرات ومرات... وقد
حفظتها في ملف خاص بها منذ أن
نشرتها شبكة البصرة أول مرة، ثم
عدت لحفظها أيضا أكثر من مرة حين
نشرتها البصرة كإعادة لأهميتها
ولتذكير القراء بها... واليوم
وجدتها على الشبكة فاحتفظت بها
أيضا... كذلك مع رسالة إعتذارك...
وكما تأثرت يوم استشهاد الشهيد
رحمة الله عليه... تأثرت قبل ذلك
باستشهاد القائد أبوعمار رحمة
الله عليه... في تلك الأيام....
سمعت الخبر على الطائرة... وأنا
عائدا من أداء العمرة... تذكرت
جملة أبوعمار الشهيرة: يريدوني
إما أسيرا وإما طريدا وإما
قتيلا... لأ.. أنا بأقلهم شهيدا
شهيدا... شهيدا... وقد صار إن شاء
الله شهيدا ونحسبه كذلك
ولانزكيه....
أخي الكيبير أبومنيف
أنتم في غزة سطرتم ملحمة من ملاحم
العرب البطولية بهذا الصمود
الاسطوري...
وهذا القتال الملحمي البطولي لقوة
عاتية فاقت المقاومة البطولية في
فلسطين عددا وعتادا... لقد كتبتم
صفحة مضيئة في هذا الزمان
المظلم... وخرج علينا على
الفضائيات أطفال بلغوا مبلغ
الرجال في الكلام والصمود
والشجاعة والصبر...
أطفال يتحدثون بطريقة لاتملك معها
إلا أن ترسل لهم القبلات عبر
الشاشة.... بالفعل هذا شعب
الجبارين كما كان يطلق عليه
الشهيد أبوعمار....
يعني رغم القصف العدواني ورغم
مئات الشهداء والجرحى والأبينة
المتهدمة على رؤوس ساكنيها ورغم
قلة الموارد وانعدام المساعدات
وظلم ذوي القربى وابتعاد الجميع
عنهم... إلا أننا ما سمعنا طفل أو
طفلة يتذمر أو يشتكي من
الأوضاع... ما سمعنا إلا عبارات
الصمود والشعر وكلمات الحمد
والثناء والشكر لله تعالى...
حتى ليظن المرء أنه يرى أناسا
قدموا من عصر الصحابة والتابعين
وهم بالخطأ موجودون في هذا الزمان
الرديء وبين هؤلاء الحكام
والمسؤولين الخونة الذين كانوا
حريصين مع إجرام الصهاينة على
اخضاع أهل غزة وتركيعهم... وإذا
بهم ركعوا أمام صمود وبطولة أهل
غزة... وأمام ثبات الغزاويين
وإصرارهم على البقاء في أرضهم....
أخي الكبير أبومنيف
في مقابل الثبات والصمود الاسطوري
البطولي لأهل غزة الاشراف –
وأنت منهم
–
وفي مقابل هذه الشجاعة في الكلام
وهذا الايمان، رأينا بني صهيون
كيف يبكون ويألمون من الخوف،
رأيناهم وقد أصابهم الهلع من
صواريخ المقاومة البطولية...
رأيناهم كيف صار حالهم المزري...
بشجاعتكم وصمودكم هذا قدمتم درسا
لكل مستعرب جبان انبطاحي يظن
ويؤكد ان جيش الصهاينة هو الجيش
الذي لا يقهر،
وأن دولة الصهاينة هي دولة
العمالقة والسوبر مان، وأنها
الكيان القوي بين الضعفاء...
درسكم كان هذا عبرة لكل الجيوش
العربية
(التي انتهى مفعول معظمها)..
ولكل حاكم عربي موالي لأمريكا
وخائف من الصهاينة.... ان الارادة
والايمان والعزيمة قادرة على أن
تهزم أمريكا واسرائيل مجتمعتين...
وأن حب الشهادة يحرر الأوطان من
معركة واحدة...
لقد أثبتم فعلا الكثير من الايات
الربانية بصمودكم هذا... عددها
القائد البطل اسماعيل هنية...
وكان منها أن بني صهيون أحرص
الناس على حياة... وأنهم يطلبون
الحياة للحياة... بينما المقاومون
والمجاهدون والاستشهاديون يطلبون
الموت فتوهب لهم الحياة السعيدة
في جنان عرضها السموات والارض...
يا أخانا الكبير أبا منيف...
بالضبط في نفس الوقت.... في نفس
الوقت الذي كنا نرى فيه الاطفال
الذين بلغوا مبلغ الرجال،
ويتحدثون كالرجال... كنا نرى
أشباه رجال... لم ولن يصلوا إلى
مستوى النعال الذي يرتديه أطفال
غزة الرجال... أشباه الرجال أولئك
كانوا محبوسين في ستوديوهات
الفضائيات العبرية النابحة...
ومحبوسين في فنادق الخمس نجوم...
يتفلسفون وينعقون ويزعقون ويرغون
ويزبدون بقذارات الكلام...
وبتوافه ما يطلقون عليه
تحليلات.... وبسفالات الزعيق
والنعيق والنهيق....
يا لها من مفارقة...
أطفال بلغوا مبلغ الرجال يقفون
بشجاعة نادرة تحت القصف الاجرامي
العدواني يتحدثون كالرجال....
وأشباه رجال مرجفون في المدينة
مختبئين حبيسي الاوكار يقولون
تخشى أن تصيبنا دائرة...
فأي زمان هذا الذي نحن فيه ؟؟ إنه
فعلا زمن الرويبضة... إنه الزمن
الذي يخرج فيه كلب نابح ارتضى أن
يكون بسطارا للصهاينة وعبدا
للدولار والريال والسلطة... يهاجم
أسياده... ويتحدث عن قائد عراقي
شهم مغوار شجاع...
لو كنا في الحالات العادية... وما
كنا في الوضع الحالي الذي
تعلمه... فلن يلتفت هذا القائد
العراقي الشهم، لأنه كبير، إلى
صغير عميل، ينبح من على قناة هي
أصلا قناة للنباح....وربما
لما تجرأ أصلا هذا الصغير أن
يتفوه بما تفوه به... لأنه
جبان.... لكنها فرصة لإرضاء مخنثي
قناة حقيرة.... ارتضت أن تكون
بوقا اعلاميا للموساد الصهيوني...
وارتضى مديرها المخنث أن يقضي
لياليه في مواخير تل أبيب....
أتذكر يا أخانا الكبير أبا منيف
أيام القصف الاجرامي الصهيوصفوي
مغولي على عراقنا العظيم المنصور
بالله كيف كان
قائد فيلق الاعلام في الحواسم
الخالدة (محمد سعيد الصحاف)
يقف بكل شجاعة ورجولة يشير للمذيع
في الفضائيات عن مكان وقوع
القذائف ويقول له: اسمع... اسمع
صوت الانفجارات هنانة.... هكذا
كان رجال غزة حين وقوع القصف
الاجرامي عليهم... غير عابئين
بها...
بينما كان المرجفون في المدينة...
الخونة والساقطين والامعات وأبناء
المتعة واللصوص والحرامية
والنابحين وعملاء الموساد مختبئين
في أوكارهم كالجرذان يسفهون
بطولات الجيش العراقي العظيم
ومقاومته البطولية الملحمية،
وبنفس الوقت، هم أنفسهم من يسفه
صواريخ المقاومة البطولية في
غزة... التي أطلقتها على الصهاينة
وسببت لهم الذعر والهلع...
يا أخانا الكبير أبومنيف
رسالة اعتذارك تلك عما تفوه به
ذلك الساقط.... نعيدها إليك جنابك
الكريم كرسالة محبة منا إليك وإلى
أهل غزة الشجعان الاشراف، وإلى
القائد العزيز اسماعيل هنية...
وهي أيضا محبة أزلية للقائد
الشهيد أبوعمار رحمة الله عليه...
أتدري يا سيدي...
الاوغاد الذين احتلوا بغداد بدعم
صفوي فارسي كسروي خميني مستعرب،
اغتالوا شهيدنا رحمة الله عليه...
لأنهم لايريدون أن يكون بين العرب
قائدا كبيرا يقودهم ويقود
العراق... جاؤوا بسقط المتاع
الصغار ليحكموا بلدا كبيرا
ويتحكموا به.... واسرائيل
وعملاءها المستعربين اغتالوا
الشهيد أبوعمار لأنه كبير...
ولايريدون كبيرا صاحب مبدأ أن
يكون قائدا للثورة الفلسطينية...
فأحلوا محله صغار عملاء.... أمثال
كاسر بسطار الصهاينة على رأسه
ودحلان وباقي الخونة...
جزاك الله كل خير أيها الكبير على
كلماتك الكبيرة... والحمد لله على
سلامتك وأدامك الله ذخرا لهذا
الشعب المجاهد الصابر... شعب
الجبارين في أرض الرباط
والجهاد...
ختاما...
أبيات الشعر هذه.. لذاك الساقط
ولكل من ينبح نيلا من شهيدنا
الغالي ومن اخوانه الشهداء، ومن
أبوعمار... ومن مقاومتنا البطولية
في العراق وفي فلسطين....
يخاطبني السفيه بكل
قبح فأكره أن أكون
له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلمــا
كعود زاده الإحراق
طيبا
والصمت عن جاهل أو أحمق
شرف وفيه أيضا لصون العرض
إصلاح
أما ترى الاسود تخشى وهي
صامتة والكلب يخسى لعمري
وهو نبـاح
نعيب زماننــا والعيـــــب
فينـــا ومـا
لزماننــا عيــب سوانا
ونهجو ذا الزمـان بغيــــر
ذنب ولو نطق الزمان
لنا هجانا
وليس الذئب من يأكل لحم
ذئب ويأكل بعضنا
بعضـا عيانـا |