20 كانون الثاني 2009
( بعد
ساعات سيبدأ حفل تنصيب أوباما
رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية
وطرد بوش وتشيني ورايس ليلحقوا
برامسفيلد ..الذين سيكون لنا حديث
طويل عنهم وعن بوش المجرم الطائش
والمهزوم ..في حلقات قادمة
)
تحتفل شعوب العالم بيومها
الوطني وبيوم تحريرها من
الديكتاتورية أو من العبودية بشكل
متميز والفرنسيون هم أكثر شعوب
أوربا إستعدادا وتهياة للتعبير عن
مشاعر الغبطة والفرحة والسعادة
بهذه المناسبة حيث يخرجون في
حفلات فرح جماعية وهم يلوحون
بالزهور والرياحين لقوس النصر
وساحات الثورة التي شهدت تحويلهم
من عبيد ومسلوبي الحرية والإرادة
الى أحرار يتحكمون بحياتهم
ويسهمون في نشر الحرية والرفاهية
والحضارة في العالم..وتستمر
أفراحهم وبهجتهم ومشاعر التعبير
عن السعادة بالحاضر والثقة
بالمستقبل ليوم كامل في النهار
وكل الليل وهم يلوحون وينثرون
الزهور والرياحين والورود
وبالونات الهواء الملونة ويوزعون
الحلوى والمشروبات على الجميع وهم
يحملون معهم الشموع ويرقصون
إبتهاجا بهذا اليوم ..
وتوقع العالم ان العراقيين (بعد
أن حررهم بوش المجرم
!) سيتفوقون على الفرنسيين في
إحتفالهم
بيوم
(التحرير!)
وإن ماسيحصل ببغداد وتحديدا هذه
السنة في يوم 9 نيسان 2008 (يوم
تحرير العراق من العبودية
والديكتاتورية والجهل!!!)
سيكون إحتفالا لن ينساه التأريخ
الحديث ولم يجري احتفال مماثل له
في التأريخ القديم في أي دولة في
العالم..
ولكن الإحتفال ألغي لأسباب
تافهة جدا ونسبت إدارة بوش أن
تنتظر لحين إنتهاء (معضلة
الإنتخابات الأمريكية!)..وسيعقب
ذلك زيارة (تأريخية !) أو لنقل
(إسطورية!) لبوش الى بغداد حيث
سيجري أعظم إحتفال في
التأريخ!!..وتحدد ان يكون
الإحتفال في 13 كانون اول 2008
وربما في اليوم التالي ..ذكرى يوم
عرض الفيلم المزور الذي أعدته
مخابرات بوش الكاذبة ونفذه السارق
بريمر عندما عرضوا فيلم أسر
الشهيد الخالد صدام حسين..
وسيحضر كل العراقيين لهذا
الإحتفال وستكون ساحة الفردوس
مكان هذا التجمع الجماهيري
المليوني العفوي العظيم لأسباب
عديدة أهمها:
-
أن هذا الاحتفال الذي يصادف ذكرى
مرور خمس سنوات على (التحرير!)
وذكرى رحيل بوش (المنتصر!)
من البيت الأبيض (بعد
أن أوصل ماكين للرئاسة!!)..وسيكون
آخر أحتفال يحضره الرئيس (البطل
!) جورج بوش (محرر
العراق من العبودية
!) وباني هذا (الصرح
الديمقراطي العراقي الجديد المرفه
والغاية بالتطور والرقي
!) خلال فترتي رئاسته التي
استمرت ثمانية أعوام وحضوره كرئيس
للولايات المتحدة..لانه سيغادر
البيت الأبيض الى الأبد وبلا رجعة
..وستكون فرصة نادرة لحضور مثل
هذا الاحتفال المليوني الحاشد
الذي سيخلده التأريخ القديم
والحديث ..ولو أن والده بوش
الكبير حضر مثل هذا الإحتفال في
الكويت عام 1991 ولم يعني حضوره
وبذخ الحكومة الكويتية المبالغ به
في حينها شيئا للتاريخ ..الا ان
الوضع في العراق شيء مختلف
تماما!!..لان الذي حدث في الكويت
كان مجرد (اخراج
للقوات العراقية!)
على الرغم من إن الثمن الذي قبضته
أمريكا مقابل (التحرير!)
كان 49 مليار دولار!!.. أما ما
حدث في العراق فكان حدثا كونيا
!!..حيث تم (القضاء
على مصدر قلق العالم!)
و(سبب
دمار برجي التجارة العالمي!)
و(
حاضنة الارهاب
!) و
( مصدر الحروب الاقليمية!)
و(
رمز الدكتاتورية والفردية!)
والنظام الذي ضرب اسرائيل
بالصواريخ وحطم نظرية الأمن
الأسرائيلي الذي لايقهر ..أنه
اليوم الذي أسست فيه الولايات
المتحدة مع من جاء معها أول (نظام
ديمقراطي فيدرالي تعددي للشعب في
وسط حياتي بالغ الرفاهية والتقدم
والرقي
!!) ..وسيكون وجود بوش مع زوجته
وبناته ووالده وأمه وكل رؤساء
الولايات المتحدة السابقين
والباقين على قيد الحياة
والكونغرس الامريكي ومجلس العموم
البريطاني في هذا الإحتفال حدثا
تأريخيا فريدا من نوعه للاطلاع
على (الوليد
الجديد الرائع!)
لأعتدائهم الجماعي الوحشي والهمجي
على الشرعية الدولية وانتهاك
السيادة العراقية وتدمير حضارة
العراق الموغلة بعمق التأريخ
..أنها الفرصة الفريدة التي سيطلع
فيها بوش العالم أجمع على (القدرات
الخلاقة!)
لنتائج هذه الاعتداءات في بلدان
مثل العراق وكيف أن مثل هذا
السفاح لايليق بحكمه وإدارته الا
أحزاب وشخصيات على شاكلته ومن
نفس فصيلته..وسيكون هذا التجمع
الكبير وسط جمع لا أول لها ولا
آخر من (الجماهير
العراقية المليونية
!) رد فاضح وواضح على المتقولين
والمنتقدين لشعبية بوش ..هذا (القائد!)
الذي لا تفوق او تضاهي إحتفالية
الفرحة بمقدمه وجمهرة الناس عليه
للتحية الا (الزيارة
المليونية في كربلاء)
وسيرى العالم كم أن الإدارة
الأمريكية صادقة في نشر (الديمقراطية
والحرية في العراق!)
وسيكون من المناسب أن يدعى لهذا
الإحتفال كل قائد وملك وأمير
ورئيس جمهورية ورئيس وزراء وأي
مسؤول ساهم بهذا النصر!..
-
وتوقع العالم من أقصاه الى أقصاه
أن الولايات المتحدة سوف لن تبخل
بالصرف على هذا (الإحتفال
الأخير!)
وإذا كانت الإدارة الأمريكية
الحالية ستورث الرئيس المنتخب
الجديد
سواء كان جمهوريا او ديمقراطيا
عجزا وديونا مقدارها خمسة
تريليون دولار فما المانع أن يكون
العجز والدين 5.2 تريليون دولار
لكي يتم إخراج الإحتفال بشكل يوثق
القوة والقدرة والعبقرية والهيمنة
والسيادة الأمريكية على العالم
..خاصة وأن كل قادة العالم
سيكونوا موجودين في حدث القرن..
-
وستقوم الأحزاب المشاركة في
السلطة الشيعية والسنية
والعلمانية وحزبي البارزاني
والطالباني باستقدام (75%) من
مجموع الشعب العراقي الذي إنتخبهم
(رغم
المخاطر التي كانت في حينها!)
للحضور للإحتفال ..وعلى الرغم من
وجود (مطار
دولي
!) في كل قضاء من أقضية العراق
التي تم (إنشائها)
خلال الخمس سنوات الماضية! وتوسيع
الشوارع في كل العراق لتصبح أعرض
من شوارع نيويورك بعد أن تم صرف
200 مليار دولار على إعمار
العراق!..الا أن هذا العدد من
الحضور قد يكون كبيرا وستكتفي
الحكومة بإستقدام 35% من الناخبين
لحضور الإحتفال وبما لايقل عن
عشرة ملايين مبتهج ومتظاهر الى
ساحة الفردوس وهم يغنون ويرقصون
وينثرون الزهور والرياحين ..صحيح
ان قذيفة هاون واحد من عيار 60
عقدة اذا ما إنطلقت عليهم قد تودي
بحياة مليونين مبتهج ومتظاهر
ومؤيد ومعمم ومشرول ومغتر !..إلا
أنه سيبقى ثمانية ملايين محب
للعراق! وسعيد بتحريره!.. وراقص
طربا لمقدم الرئيس بوش!..
والظاهر انه لايوجد لدى بوش
مستشار فطن وحاذق وذكي كمستشاري (دولة)
رئيس الوزراء ليقترح عليه عدم
تأجيل القيام بهذه الفعالية من 9
نيسان الى 13 كانون أول سيما وإن
العراق يعتبر اليوم الدولة رقم
واحد في العالم في السلام والامن
والإستقرار والهدوء والطمأنينة
وبشكل يفوق ما كنا نراه في الريف
الانكليزي وضواحي جنيف في سويسرا
..صحيح ان رقص ومرح البجع في
البحيرات الزرقاء قد لا يمكن
رؤيته اليوم في العراق !..ولكن
يمتاز عراقنا اليوم!..بانه بلد
تسرح فيه الأغنام والذئاب
والأفاعي والثعالب وأسراب الطيور
جنبا الى جنب دون أن يمسسها
احد!..
وهكذا ضاعت فرصة أن يحتفل
العراقيون ببوش في نيسان الماضي
..
كانت مناسبة لن تتكرر مطلقا
رغم كل قوة وجبروت أمريكا !..
ولو ان الشعور العالي
بالمسؤولية لحكومة الاحتلال التي
لم تنبه لاستثمار هذه الفرصة كان
قد ساهم في عدم تحقيقها ! حيث أن
الحكومة العراقية المهتمة بسلامة
شعبها لم تتلقى مثل هذا (الأمر
من الأسياد!)
فقد آثرت وحفاظا على هذه الجموع
المليونية الغفيرة أن تمنع
الاحتفالات والتجمعات وفرضت حضرا
للتجول حفاظا على (هذه
الملايين الغفيرة من الشعب
العراقي الذي تعلم على حياة
الرفاهية خلال هذه الخمس سنوات
والمتهيئة للاحتفال الكبير
!) بعد أن (قطعت!)
إجازاتها الاستجمامية من أوربا
وأمريكا وجنوب شرق آسيا والجموع
الاخرى التي زحفت قادمة من الاردن
وسوريا ومصر ولبنان واليمن لتساهم
(بشرف!)
الحضور لهذا الاحتفال وهي تصطحب
معها عجلاتها الفارهة الحديثة
وكلابها وقططها لتحتفل ثم تعود
بعدها الى منتجعاتها وفنادقها ذات
الخمس نجوم ومزارعها وكازينوهاتها
ومسابحها وحفلاتها الصاخبة في تلك
البلدان !!!
..
وهكذا تأجل الإحتفال الى وقت
مجيء بوش الى العراق في آخر زيارة
له في 13 كانون أول 2008!.
ومع أن الحكومة منعت الجماهير
الضخمة المترفة من التعبير عن
مشاعرها ومنعت التنقل من والى
بغداد وخاصة الشباب حفاظا على
حياتهم وصحتهم من صخب الإحتفال
ومما لاتحمد عقباه نتيجة التعبير
(
المفرط بالبهجة!)
لهذا اليوم (
العظيم!)
..الا ان الدولة سمحت فقط لمجالس
العزاء والفواتح ومواكب دفن
الجموع من الشهداء والجثث
المجهولة الهوية التي يعثر عليها
على قارعة الطريق سبيلا للتعبير
عن هذه (الفرحة!)
..
وتماما مثلما منعت الحكومة (
حرصا منها على سلامة شعبها)
مظاهر التظاهر والتعبير عن البهجة
والفرح في كل العراق فقد شمل
المنع ايضا الاقتراب من قوس (نصر
العراقيين!)
المشابه لقوس نصر الفرنسيين وهذا
القوس في بغداد هو ساحة الفردوس
التي يصادف يوم 13 كانون أول
2008 ذكرى مرور( أربع ) سنوات
على مقتل كل من ساهم في احتفالات
(النصر!) قبل خمس سنوات شر قتلة
..
وكان من المقرر
أن يتوجه بوش و(قادة العراق
الجديد) الى مكان الإحتفال بعد
المؤتمر الصحفي مع المالكي
!..لولا (قندرة منتظر الزيدي )
التي أطاحت بكل حسابات الأمريكان
و(تأملات واحلام !) العراقيين!
ولغرض المحافظة ايضا على
أرواح المواطنين (الغالية
جدا!)
على الحكومة فقد تم منع التظاهر
والتعبير عن هذه (السعادة
الغامرة بالنصر!)
في ساحة الفردوس وكل ساحات بغداد
التي كانت سابقا تزهو بالزهور
وضحكات الاطفال في عهد النظام
الوطني ..
وقد أصبحت هذه الساحات اليوم
مركز لبيع الدولار على الرصيف..
ومكان يتسكع فيه السكارى ومدمنوا
المخدرات في ليل العراق الطويل.
ضاعت الفرصة على بوش..
وضاعت الأمنية التأريخية..
وسيحتفل الأمريكان بعد ساعات
بطرده من البيت الأبيض ..
وسوف لن يفلت بوش وكل إدارته
ومستشاريه الذين دمروا العراق
وقتلوا أبناءه من العار ..
مهما حاولت الإدارات الأمريكية
اللاحقة التفكير بطي صفحة
الماضي!..
الماضي العصي على النسيان.. |