لقد تعود العرب اليوم على سياقات
جديدة!..
وعلى مفاهيم ومواقف لا تدعو
للعَجب او الإستغراب!..
تيقنوا اليوم بأن زمن الرجال
الحقيقيين كأنه قد ضاع!..
فلا نخوة ولا شجاعة ولا مروءة ولا
حتى عطف أو حنان..
اليوم لا يتعجب العرَب من السكوت
والخنوع والمذلة !..وزمن المواقف
وهبة الرجال ومسير الدبابات على
السُرف وطيران الطائرات من
القواعد أصبح حلما بعيد المنال
!..
من الذي قال أنه بعد ذَََبح
العراق والتآمر عليه بالدَعم
والسكوت سيهبّ العرب لنصرة غزّة
والمقاومة وشعب فلسطين ؟..
فالفلسطينيين المحاصرين
والمقاومين الذي لا يشربون الماء
وهم يقاتلون أشرس الأعداء لا
يحتاجون لشحنة الحليب من مصر
وأطنان القمح من ليبيا وتبرعات
الناس في دول الخليج!..
وليسوا بحاجة لتصريحات وشجب
الزعماء!..
ومجلس الأمن يتفرج!..
أو ينتظر حتى تدمر إسرائيل كل
الطفولة والبراءة وتقطف أرواح كل
من يمكنه حمل السلاح وتهدم البيوت
وتهدر الكرامة ليصدر أمرا يطالب
فيه الطرفين بضبط النفس!!..
وهل يمكن للقادة العرب أن
يتحركوا!؟..
وأن يوزعوا إستهداف عدد دبابات
العدو الصهيوني التي تهاجم غزّة
الآن عليهم ؟!..بحيث تستهدف مصر
عشرة !..وليبيا عشرة !..وسوريا
عشرة !..والسعودية عشرة!..والأردن
عشرة !..والجزائر عشرة !..وقطر
والإمارات وعُمان واليمن وتونس
والمغرب والسودان ولبنان ثمانين
دبابة ليتمكن العرب من تدمير مائة
وأربعين دبابة وتلقين إسرائيل
وحليفها بوش درسا في الإخوة
والإلتزام العربي؟!..بلا (منية
) حكومة العراق (وجيشها
وداخليتها وميليشياتها وفيلق بدر!)
وحليفتها إيران (بصواريخها
وسفنها وطيرانها وتجاربها
ومناوراتها وتصريحاتها!)..
يا مقاتلي غزّة الأبطال..
إنها ليست معركة حماس والتي لا
مجال الآن لتحليل دوافعها..ومَن
وعدها وأخلف وعده!..
وليست معركة حزب الله الذي وجه
خطابه ومظاهرات جيشه ليتعرض لمن
لا يقف لنصرة المقاومة والشعب
بدلا من توجيهها لعمق العدو..
وليست معركة فتح والسلطة
الفلسطينية التي تنتظر ذَبح حماس
..
إنها معارك الكرامة العربية
والشعب العربي والفلسطيني التي
بدأت بغزو وتدمير وإحتلال ونهب
العراق..
حيا الله الذي يفوز بالشهادة ..
حيا الله الذي يقف مع الحق ..
حيا الله الذي يقاتل نيابة عن
الماضي والحاضر والمستقبل ..
وليخسأ من يقول اليوم إن حروبنا
وردّنا للعدوان وتصدينا للباطل
كانت عبثا..
وكان يمكن أن نتفاداها وهي جاثمة
على صدورنا!..
وليخسأ من يزايد علينا ..
ويجعل من نفسه بديلا عن الشعب
..صانع البطولات والتضحيات ..
وليخسا من يروج لذل القبول بكل
أنواع المهادنة والرضوخ لمنطق
القوة والتهديد ..بحجة مسايرة
المعتدي والقناعة بما يرميه لنا
من فتات !..
وعدونا يفهم السلام معنا بانه
الإستسلام الكامل له..
وهم لا يريدون لنا نصرا مهما
صَغُر حجمه ..
ولا فوزا في معركة..
أو موقفا بطوليا ورجوليا..
حتى وإن كان برمية حذاء على
كبيرهم بوش الذي علمهم السحر..
هذا المجرم الذي يقول اليوم : (إنه
لا يوافق على أيقاف النار! حتى
تحقق إسرائيل أهدافها!)..
لا يريدون لنا عزا نفخر به..
بل يريدون أن يضعونا دوما في خانة
الإستهداف ..
وتحت تهمة الإنتحار بمواجهة القوة
غير المتكافئة !..
وكأن حياتنا طويلة جدا!..
والى اليوم الذي لن تلاقي فيه
رقابنا سيفا نفوز به بالشهادة.. |