أعتاد العراقيون والأمة
العربية والإسلامية والعالم أجمع أن يسمعوا أو
يقرؤوا خطب الرفيق المجاهد شيخ المجاهدين
القائد الأعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير
وهي مليئة بالإيمان العميق بالقادر الواحد
الأحد ويدرك جيداً أن هذا القائد لديه من
الإيمان بالله لو وزع على الكون كله لفاض منه
.مما يدل دلالة واضحة أن إيمانه العميق هو
مبعث قوته وقدرته واقتداره على قيادة هذه
الأمة والنهوض الحضاري بها . وأنه مع رفاقه في
العقيدة والسلاح قادرون من خلال هذا الإيمان
العميق على تحرير البلاد والخلاص من كل أنواع
الاحتلال الأجنبي أمريكياً أو بريطانياً
إسرائيليا أو إيرانياً صفوياً وطرد كل العملاء
والخونة والمأجورين والدخلاء على البلد وذوو
العاهات ومن جاء على ظهور الدبابات بل أمتد
إيمان القائد الأعلى للجهاد والتحرير إلى أبعد
من ذلك فأن إيمانه بالله خلق منه قائداً
مؤمناً بأمته وشعبه وجيشه وبرسالتهم الخالدة
التي بعث الله فيها نبياً صابراً قوياً مؤمناً
ناضل من أجل أن يعم الأرض هذا الدين القيم
فكان رحمة للعالمين (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )) .
نعم أن إيمان القائد بهذه الأمة وهذا الشعب
وهذا الجيش العظيم جعل منه قائداً شجاعاً
مؤمناً صابراً لديه من المواصفات ما يعجز عنها
اللسان أو يملكها أي قائد أخر . أن لديه بصيرة
ورؤية ستراتيجية واضحة المعالم تستند على
عقيدة إيمانية عالية ممتدة عبر الآف السنين
منبثقة من عطر الأمة منذ نشأت البشرية امتدادا
إلى أكد وأشور وحمورابي ونبوخذ نصر وما حققت
هذه الرسالات من انتصارات وملاحم بطولية عبر
تاريخها العظيم تاريخ الأمة العربية المجيدة
بل تاريخ العراق العظيم . ثم ملحمة الصراع
البطولي للصحابة الأجلاء يقودهم الرسول العربي
الصادق الأمين الحكيم محمد صراعاً عقائدياً
ربانياً صراع بين الإيمان والكفر بين التوحيد
والشرك بين الله والطاغوت فكان النصر حليف
المؤمنين الصابرين المرابطين (( وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى
قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ
فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ
الْمُؤْمِنِينَ )) .
فكانت معارك المسلمين مع الكفر معركة بدر وأحد
والخندق وغيرها من المعارك التي قادها الرسول
محمد ومعه الصحابة الكرام السلف الصادق
القوي المؤمن وكان النصر حليفهم كما وعدهم
الله جل وعلا . أنه امتداد لتاريخ هذه الأمة
وجيشها منذ النشأة الأولى وامتد الصراع وامتدت
بطولات الجيش فكانت معركة القادسية الأولى
ورجالاتها الأبطال سعد وخالد والقعقاع وغيرهم
لقنوا المجوس درساً بليغاً لا ينسى وتحطمت
أسطورة كسرى وأهتز بل سقط عرشه وامتد هذا
السفر الخالد لجيشنا الباسل جيش العروبة
والإسلام جيش الحضارات السامية ولا ينسى
التاريخ المعاصر أبداً ما قدمه الجيش العراقي
ضد الاحتلال البريطاني ومؤازرة الشعب العراقي
بكل انتفاضته وتوراته فكانت ثورة مايس وما
قدمه الجيش العراقي من تضحيات جسيمة بالأشخاص
والقادة. وكلنا نعرف السبعاوي والصباغ وغيرهم
من شهداء ثورة مايس حتى الامتداد العظيم
ليومنا هذا في التاريخ الحديث وموقف الجيش
العظيم لمساندة الانتفاضات الشعبية ضد النظام
الملكي في 52 و 56 و 57 وحتى قيام ثورة 14
تموز وما أعقبها من تصحيح لهذه الثورات في 14
رمضان عام 1963 ثم ثورة 17 تموز الخالدة
والتصحيح في 30 تموز العظيمة الوطنية القومية
وقيادتها الفذة ومنهم الرفيق القائد الأعلى
للقيادة العليا للجهاد والتحرير شيخ المجاهدين
وقائد الجهاد والمجاهدين الرفيق عزة الدوري .
أن ملحمة قادسية صدام المجيدة القادسية
الثانية التي أثبت الجيش العراقي أصالته
وقدراته وقوته وإمكانياته القيادية والقتالية
والتسليح الراقي قد أثبت كله امكانية وإيمان
هذا الجيش بأمته وشعبه ورسالته وقيادته وأن
قيادة الرئيس الشهيد سيد شهداء العصر صدام
حسين كان له الأثر الكبير على تطور هذا الجيش
أفقياً وعمودياً .
أن التقييم العالي للجيش العراقي على لسان
القائد العام للقوات المسلحة القائد الأعلى
للقيادة العليا للجهاد والتحرير في خطابه
الأخير بمناسبة الذكرى الثامنة والثمانون
لإعادة تشكيله يدل دلالة واضحة على عمق
التلاحم المصيري المبدئي بين القائد وجيشه
العظيم وبين القائد والجيش من جهة والشعب من
جهة أخرى . وبين القائد والشعب والفصائل
الجهادية التي تشكلت وخرجت من رحم هذا الجيش
العظيم .
لقد كرم الله هذا الجيش وتوجه في هذه المرحلة
العصيبة من تاريخ العراق بقائد ملهم مبدع خالق
الفكر الستراتيجي المبدع من أجل تعزيز قدرة
الأمة والجيش والمقاومة على العطاء الأكبر حتى
يتحرر العراق من كل أنواع الاحتلال والهيمنة
الاستعمارية والاحتلال الأمريكي البريطاني
الإسرائيلي الإيراني الصفوي والتخلص من كل
العملاء والخونة والمأجورين والمرتدين
وأذنابهم ويعود للعراق وجهه الحقيقي العربي
الأصيل .
لقد كان خطاب القائد العام للقوات المسلحة فيه
من ملامح النصر المؤزر والثقة بالنفس
وبالقيادة وبالجيش العراقي وبالمقاومة
العراقية الوطنية القومية الإسلامية ما يدفع
الهمم على مواصلة العطاء لأن ما تبقى ما هو
إلا العشرة الأخيرة من رمضان إنشاء الله ويهزم
الأعداء عسكرياً سياسياً بل أقول وأجزم على ما
سمعناه في خطاب شيخ المجاهدين وما نفهمه نحن
المجاهدون بأن المعركة العسكرية محسومة حتماً
إنشاء الله لصالح العراقيين المجاهدين الشرفاء
وأن بوادر الحسم السياسي بانت بالأفق وهو
أيضاً محسوم إنشاء الله بحكمة القائد الأعلى .
أن ما جاء به الخطاب من دليل قطعي على أن
المعركة العسكرية والسياسية محسومة ولصالح
العراق والأمة العربية هو الرسائل التي وجهت
إلى المعنيين في الخطاب التاريخي الرائع وهو
منعطف ومؤشر حقيقي لانتصار الأمة ودافع قوي
لكل الشرفاء لمضاعفة الجهود والمزيد من العطاء
والتضحية ولو تناولنا موضوع الرسائل كل على
حدة لوجدنا أن هذه الرسائل فيها النصح
والإرشاد وهي طوق نجاة لأصحابها وفيها التحذير
والوعيد بل الجزم والحزم حتى يرعوي أصحابها
الموجهة لهم .
حتى نعطي هذه الرسائل بعض حقها فأننا نتناولها
واحدة تلو الأخرى .
1. الرسالة الأولى :
لقد كانت بمثابة طلقة الرحمة للمجرم بوش
وأدارته سيئة الصيت والسمعة الإدارة المجرمة
بحق شعب أمريكا بحروب لا طائل لها وفرضت على
شعبها الضرائب التي أثقلت كاهله وحملته وزراً
كبيراً وأوصلته إلى الأزمة المالية الخطيرة
كما أوصلت العالم معه . إضافة إلى أنه قد سبب
الكوارث لا طائل لها للشعوب التي احتلتها
فقتلت شعوباً ودمرت البلاد واغتصبت خيراتها
ومنها أفغانستان والعراق وكلنا يعلم ماذا حصل
بالعراق نتيجة الاحتلال إضافة إلى دول أخرى
حصلت فيها نزاعات وقتالات كانت أمريكا سببها .
الشطر الثاني من الرسالة إلى باراك أوباما
وإدارته الجديدة والذي جاء للسلطة نتيجة جرائم
بوش وإدارته وقد تعهد بأن يعمل على إنهاء كل
حالات الحرب والاحتلال وسحب القطعات من العراق
وترك العراق لشعبه وللقيادة التي يختارها
الشعب فأن كان صادقاً فهو الذي سيجني ثمار هذا
الصدق سيثق به شعبه والعالم كله وسيعمل العراق
وقيادة العراق الشرعية بعد الانسحاب على إقامة
أوثق العلاقات بين البلدين على أساس المصالح
المشتركة المبنية على الثقة المتبادلة
والتعامل الصحيح بين الأمم والشعوب وسيحفظ ماء
وجه إدارته وسيكتب عنه التاريخ صفحة تليق
بموقفه وسيكن له شعب العراق كل الاحترام
والتقدير عكس سلفه الذي سيكون في مزبلة
التاريخ وتدوسه الأقدام ويضرب بالأحذية كما
ضرب في الوداع الأخير من قبل العراقي المنتصر
منتظر الزيدي .
أما أن كان عكس ذلك ونكث وعده فلنا معه حساب
أخر فأن ما لدينا من رجال قادرون على إجبار
باراك وإدارته ونسوره وجيشه بالانسحاب مهزوماً
وينتصر العراق رغماً عنه وهو يعرف جيداً أن ما
أتخذ من قرارات سحب قطعاته إلا بعد أن عرف أن
المقاومة العراقية وشعب العراق لن يقهروا
أبداً .
2. الرسالة الثانية :
أنها رسالة نور وهداية رسالة الإيمان والحب
والتأخي والوحدة بين فصائل المقاومة الوطنية
والقومية والإسلامية وكل الفصائل المقاومة
العاملة على الساحة العراقية أن كانت صادقة
بعيدة عن المصالح الذاتية أو الحزبية أو
الأغراض الخاصة منطلقة هذه الرسالة من الإيمان
بوحدة المصير والهدف والغاية وأن ساعة الخلاص
قد أقتربت وما على الرجال إلا أن يتحدوا حتى
يكون النصر حليفهم (( وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ
إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ
قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ
عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))
.
3. الرسالة الثالثة :
موجهة لكل العراقيين الموجودين خارج البلاد
اللذين يرفضون الاحتلال ويدعون بالمقاومة من
كل الطوائف من المدنيين والعسكريين للعودة إلى
العراق والعمل مع رفاقهم في العقيدة والسلاح
حتى يتحرر العراق .
4. الرسالة الرابعة :
ذو شطرين الأولى رسالة حب وتقدير لكل النواب
في البرلمان اللذين رفضوا التوقيع على اتفاقية
الذل والعار مع المحتل ووقفوا بوجهها فألف
تحية لهم وما عليهم إلا أن يكملوا المسيرة مع
شعبهم حتى يتحرر العراق .
أما الشق الثاني فهو موجه إلى الذين باعوا
ضمائرهم من أجل المال الحرام عليهم أن يصحوا
وأن باب التوبة مفتوح لهم والمساحة كبيرة وأن
الاعتراف بالخطأ فضيلة وأن باب الرحمة مفتوح
فما عليهم إلا إعلان التوبة والرجوع إلى الله
وإلى الشعب والأمة وسيقدر الشعب والقيادة هذه
العودة .
5. الرسالة الخامسة :
موجهة أولاً إلى الذين انخرطوا في صفوف
ما يسمى تشكيلات الجيش والشرطة والأجهزة
الأمنية فأن القائد العظيم مقدر ما أجبرهم على
ذلك وطلب منهم أن يكونوا مع شعبهم وأمتهم وأن
لا ينسوا أن العراق هو بلد الجميع وأن شعب
العراق أخوتهم وأحبائهم فعليهم أن تكون هذه
الوحدات المنتسبين لها لخدمة الأمة ساعة
الانفراج .
أما القسم الثاني من الرسالة فهو شكر لكل شيوخ
العشائر الذين ناهضوا المحتل وعملوا على
محاربته وإخراجه من البلاد . وتحذير لمن لطخ
يده بعار المصافحة والتعاون من أجل المال وقال
لهم أرجعوا إلى شعبكم ووطنكم وكونوا معه
واجعلوا من هذه التشكيلات نواة لتحرير البلاد
وطرد الدخيل وباب الرجوع مفتوح لمن يرغب .
6. الرسالة السادسة
فهي رسالة حب وتقدير واعتزاز بفلسطين وشعب
قلسطن ومقاومة فلسطين وحب وتقدير لشعب غزة
الصامدة الصابرة وان العراق معهم قيادة وشعب
وجيش ومقاومة وان هذا الموقف ليس جديدا على
شعب العراق وقيادة العراق وحزب البعث العربي
الاشتراكي فان فلسطين هي المحور الأساسي لنضال
الأمة ولحزب البعث وان تحرير فلسطين هدف
لقيادة الحزب وقيادة العراق وان هذه المواقف
المبدئية ليست جديدة على قيادة العراق وشعب
العراق فالعراق هو البلد العربي الأكثر الذي
دعم المقاومة الفلسطينية المسلحة وهو الذي
حارب مع العرب ضد إسرائيل في كل الحروب وهو
الذي أطلق 39 صاروخا على إسرائيل ولم يجرا أي
احد قبله على ذلك .
إن ما جاء به خطاب القائد الأعلى في الذكرى
الثامنة والثمانون لإعادة تشكيل الجيش العراقي
ما هو إلا مبادئ قومية وطنية نابعة من إيمان
وفكر وعقيدة القائد الأعلى للقيادة العليا
للجهاد والتحرير القائد العام للقوات المسلحة
شيخ المجاهدين وخادم الجهاد والمجاهدين الرفيق
المناضل عزت إبراهيم الدوري .
إن معظم مراحل وخطوات الحرب قد تجاوزناها فقد
انتهت مرحلة وضع الخطط ثم الاستحضارات ثم
الاستطلاع والشروع ثم الهجوم على الهدف وجاءت
الآن مرحلة استثمار الفوز أن هذه هي المرحلة
الأخيرة التي تسبق إعلان النصر أي الاندفاع
أمام الهدف وتأمينه وإعلان النصر وقد عز على
الرفيق القائد العام للقوات المسلحة القائد
الأعلى للقيادة العليا للجهاد والتحرير
وانطلاقا من كرم أخلاقه أن يبقى عراقي خارج
الصورة ولم يكن له دور في المشاركة بالنصر
فكانت الرسائل موجهة للعدو والصديق ليتعض
العدو وينسحب ويحافظ على ماء وجهه ويرعوي كل
من سولت له نفسه التعاون معه ويعود إلى ضميره
ويصحو ويستغفر ربه ((
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ
السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا )) ويتوب
ويرجع إلى الله والوطن والشعب والأمة ليشارك
مع أمته وشعبه لصنع النصر النهائي ويحصل على
نوط حب وتقدير وإعجاب في مسيرة التحرير
الخالدة نعم انه وقت الوحدة والتوحد والعودة
إلى الله إلى طريق الصواب فهو الوحيد المنقذ
من كل خطأ متعمد أو غير متعمد انه وقت الجهاد
الأكبر للخلاص من الذل والعار والهوان فساعة
الحساب بدأت تدق ناقوصها وعلينا أن نجمع كل ما
هو مجزئ وتتوحد فصائل وقيادات وشعب وأمة
فالعدو سيهزم دون رجعة وستعلو راية النصر
وتشرق شمس الحرية بقيادة قائد الجمع المؤمن
عزت إبراهيم الدوري .
تحية مجد للقائد الشجاع المناضل المجاهد شيخ
المجاهدين عزة إبراهيم الدوري .
تحية مجد لسيد شهداء العصر الشهيد صدام حسين .
تحية حب لكل الفصائل الجهادية على ساحة المجد
في العراق وفلسطين من أجل الخلاص من الاحتلال
.
تحية حب وتقدير لجيش وشعب العراق .
|