يخطأ من يظن ان الولايات المتحده
الامريكيه ستسحب قواتها من العراق
في ضوء الخطاب الذي القاه اوباما
عشية اداءه القسم كرئيس جديد لها
بعد انتهاء ولاية المجرم بوش بما
يوحي الى صحوة ضمير للاداره
الامريكيه الجديده (وهنا نعني
الانسحاب الكامل) او ايفاء لوعوده
الانتخابيه التي اوصلته الى البيت
الابيض تحت عنوان التغيير حيث ان
الامر لايرتبط بشخص اوباما ورغبته
في التغيير وانما المؤسسه
العسكريه بما فيها مؤسسات انتاج
الاسلحه وتيار المحافظين الجدد
الذي سيمارس ضغوطه بكل الوسائل
المتاحه امامه وهذا لايعني بأي
حال من الاحوال بأن الولايات
المتحده الامريكيه ليست في مأزق
او ان المقاومه لم تنهك جيشهم او
تستنزفه فقد جاءت الاشارات مفهومه
والاعتراف واضحا خاصة فيما يتعلق
بالوضع الاقتصادي الامريكي
المتردي وبفمه الملآن الا اننا
يجب ان لانتوقع ان يكون اوباما
المخلص للبشريه من طغيان الدولة
التي سيرأسها فمن المعروف ان
الاداره مهما كان لونها تخضع لحكم
المؤسسات وتأثير اللوبيات ,
والصهيونيه منها على وجه التحديد
ولكن مايمكن قوله وهو الارجح
سيكون هناك اسلوب جديد لهذه
الاداره لتحقيق نفس الاهداف ولكن
بأسلوب مختلف يستند على الشراكة
الدوليه والغربيه على وجه الخصوص
ويمكن
متابعة تراجع تصريحات اوباما عبر
المرحلة الانتخابيه الى خطاب دخول
البيت الابيض الى مابعدها التي
اطلق في آخرها عبارة الانسحاب
المسؤول مما يدفعنا للاعتقاد الى
ان التراجعات ستستمر في ظل
الضغوط المذكوره .
ان سياسة الولايات المتحده
الخارجيه تسير وفق خطة ثابته منذ
انتهاء الحرب البارده وتفكك
الاتحاد السوفيتي
وسيبقى
مشروع الشرق الاوسط الجديد في
اولويات هذه الاداره ويمكننا
الاستشهاد بأنتهاء ادارة المجرم
بوش الاب ومجيئ ادارة كلنتون التي
كانت امتداد لتنفيذ السياسه
المرسومه وصولا الى غزو العراق
عام 2003 الذي يعد نقطة
الانطلاق لابتلاع المنطقه الغنية
بالنفط والهيمنه على مواردها
وترسيخ امن الكيان الصهيوني وهنا
نود الاشاره الى ان فارق الاهداف
الستراتيجيه بين حرب فيتنام
وهزيمة القوات الامريكيه فيها ضمن
اطار الصراع على النفوذ مع
الاتحاد السوفيتي السابق ووقف
المد الشيوعي وبين اهداف غزو
العراق كنقطة انطلاق لتنفيذ مشروع
الشرق الاوسط الجديد بما يمثله
نجاح هذا المشروع كحد فاصل بين
اعادة حيوية الدولة الامبراطورية
لهيمنتها على العالم لقرن قادم
وبين فشلها بما يمثله من اعلان
وفاة هذه الدوله واحتمال تفتتها
مع الاخذ بالاعتبار ارتباط
المشروع الصهيوني ببقائها وما
تمثله لوبياته في اوربا التي
ستبقى داعمه له .
لقد اتضحت ملامح المرحلة
القادمه جلية في تفكيك الصف
العربي المتداعي اصلا كي يتحول
الى امر واقع وتم تنفيذه وبحرفيه
عاليه مرورا بغزو العراق وانتهاءا
بالعدوان على غزه فظهور قمم
عربيه متعدده هي احد ابرز تلك
الخطوات المرسومه لدك آخر مسمار
في نعش النظام الرسمي العربي مع
دخول تركيا وايران المسرح السياسي
للمنطقه العربيه الذي يعد احد تلك
الخطوات وفي نفس الاطار ,
وعلى
هذا سنورد الملاحظات ادناه وفق
التطورات الاخيره على المسرح
السياسي العربي :
١-
العدوان على غزة : صمت عربي مطبق
مع اشارات تبدو منطقيه
لمشاركه عربيه في العدوان بما
فيها الفلسطينيه وهو مشابه
للمشاركة العربيه في العدوانيين
على العراق في عامي 1991 -2003
وهي خطوة على طريق انهاء المقاومه
والحاق الضفه بالاردن وغزه بمصر
والشتات بالفيدراليه السنيه التي
يقودها الحزب الاسلامي في العراق
كما كان من سمات العدوان على غزة
اشراك واضح للدور التركي .
٢-
قمة الدوحه : جزء من المخطط
المرسوم لانهاء التعاون الهش بين
النظام الرسمي العربي وتعميق
الانقسام الفلسطيني
وان اتخذ صبغة الدفاع عن غزة حيث
لايمكن اعتبار دولة صغيره مثل قطر
تستضيف على اراضيها القيادة
الامريكيه للمنطقه الوسطى برئيس
وزرائها جاسم بن حمد لتكون قائده
لجبهة الممانعه وان اقفلت مكتب
اسرائيل التجاري لوهلة من الزمن
تعود بعدها لفتح سفارة للكيان
الصهيوني تحت مسمى تغير المراحل
والظروف اليس حمد بن جاسم من بشر
بأنهم (دول الخليج ) عبيد لاميركا
وهذا لايعني تواطئ جميع الدول
المشاركه التي اصبح عدد منها
محصور في زاويه ضيقه ولاتتوفر
امامه خيارات تستحق الذكرامام
اعادة الحياة لهذا النظام ان
مانريد قوله بأن هذه القمه هي في
اطار تنفيذ اجندات امريكا في
المنطقه بما فيها اشراك ايران في
هذا المحور .
٣-
قمة الكويت : وتمثل استمرار لحالة
الاحباط التي اعتادت عليها القمم
السابقه بل تعبر عن اعلان وفاة
النظام الرسمي العربي بما تسرب من
كواليسها عن استمرار الانقسام
والتباين في المواقف رغم حراجة
الوضع العربي اضافة الى البيان
الختامي الضبابي الذي رسم صوره
للوضع القائم ليؤكد في النهايه عن
مصطلح اعد بعنايه وتلاقفته وسائل
الاعلام عن دول معتدله ودول
ممانعه .
٤-
الخطوات القادمه : مزيد من التشتت
ومزيد من الابتعاد ومزيد من
التحالفات التي تكون اطرافها
تركيا وايران لايجاد حلف سنتو
جديد ( حلف بغداد ) ومع بقاء هذه
الانظمه الخانعه والعميله
والضعيفه في ظل عدم وجود احتمالات
لتغيرها بسبب الاجراءات البوليسيه
ضد شعوبها وغياب القوى المهيأه
لتقديم التضحيات علاوة على الهم
اليومي للمواطن العربي في الحصول
على قوته اليومي وهنا نقصد الدول
الحيويه وليست الدول المتخمه
بالمال والفساد .
هل نستسلم وما الحل
ان تخطيط العدو لابتلاع المنطقه
بشكل كامل وتنفيذ مشروعه يقع ضمن
مصالحه الامبرياليه الامبراطويه
وان كانت غير مشروعه الا ان ذلك
لايعني ان نقف مكتوفي الايدي ازاء
مايحصل او الاكتفاء بالتفرج على
مصير المقاومه في العراق وفلسطين
بعد ان توضحت دوافع مايسمى
بالمقاومه اللبنانيه بالتفرج على
مذبحة غزة وان خطابات (سيد
المقاومه) لاتتعدى النفخ في بالون
مثقوب بل هي جزء من اهداف المشروع
الامبريالي للمنطقه للتفتيت
والاستقطاب الطائفي وهذا ينسحب
على نظام الملالي في طهران لذا
فأن مانحتاجه هو
لصعقه
كهربائيه
لكي تنهض الامه من جديد
لتصحيح حالها ,
وعنوان
هذه الصعقه هو انتصار المقاومه
العراقيه فهي الحد الفاصل بين ان
تعود الامه الى دورها الطبيعي او
تخضع للهيمنه الى عقود او قرون
قادمه الامر الذي يتطلب دعم كل
القوى الخيره في الوطن العربي
والاسلامي وفي المقابل يحتم على
المقاومه مسؤولية وحدة صفها
وتصعيد ضرباتها والنوعيه منها على
وجه الخصوص وقد يساعد سحب
اعداد كبيره من القوات المحتله
بسبب الفشل في افغانستان وانهاك
جنودهم في العراق الى فرصه افضل
للمقاومه لتنفيذ العمليات النوعيه
من التي يمكن ان تهز العالم قبل
امريكا .... ولاننسى اهمية وحدة
القوى المناهضه للاحتلال وبوقت
مبكر لتكون منبرا وذراعا للمقاومه
البطله وهو ما سيمهد انتصار
المقاومه الى ثورة في العالم اجمع
لافشال مشاريع امريكا الى الابد
بما يدفع الى ثورة في الشارع
العربي ستجبر الانظمه على تصحيح
مسارها على الاقل والامر كله
مرهون بدعم المقاومه بأعتبارها
الطرف الند للمشروع الصهيوامريكي
.
وانها لثورة حتى النصر |