يا أحرار
وشرفاء أمتنا العربية المجيدة
إن ما تشهده غزة المحاصرة من حرب
إبادة جماعية يضعنا أمام حقيقة
وجودنا إما أن نكون أو لا نكون،
إما أن نساوم أو نقاوم، إما أن
نثور أو نصمت أمام عدو صهيوني
استعماري استجمع كل صنوف الأسلحة
التدميرية وكل أشكال التنكيل
والقتل لاستئصال قوى المقاومة في
الأمة التي اختارت خط المواجهة
والتصدي للاحتلال والهيمنة وتمسكت
بحقها في الدفاع عن وجودها
وحريتها وكرامتها.
إن ما يحدث بغزة هو مسلسل
الاجتثاث عينه الذي مارسه
الاحتلال الإنجلوصهيوني في العراق
لتصفية حزب البعث العربي
الاشتراكي الذي تصدى وقاوم مشاريع
التسوية والاستسلام والقبول
بالأمر الواقع وبحكم أن المقاومة
الفلسطينية في غزة اختارت نهج
الجهاد والتحرير فقد قابلتها
القوى الاستعمارية الغربية
الصهيونية وبعض أنظمة الاستسلام
والتطبيع العربية بالحصار وإحكام
العزلة في انتظار لحظة الانقضاض
عليها مثلما حوصر العراق دوليا
وعربيا ثم احتلاله وتدميره كليا.
يا جماهير أمتنا الحية في كل مكان
لقد وجد الكيان الصهيوني الدعم من
قوى الهيمنة الغربية الصهيونية
وهو ذراعها العسكرية المتقدمة
والمزروعة في قلب الوطن العربي
ليستكمل ويواصل حربه التدميرية
لاستئصال روح الأمة العربية من
خلال كسر إرادة الشعب العربي في
فلسطين الأبية عبر الحصار
والتجويع والتنكيل المنهجي والقتل
الجماعي وقد استفاد العدو
الصهيوني من عجز النظام العربي
الرسمي ومن تعاون بعض الأنظمة
المستسلمة والمطبعة مع الصهيونية
العالمية ومن تعاون سلطة عباس
العميلة صنيعة الأنظمة المتخاذلة.
أيها
المنتصرون للأمة ولحقوق الشعب
الفلسطيني
لا بد من التحرك لكسر الحصار
وإيقاف حرب الإبادة في غزة وكامل
فلسطين وذلك بجميع أشكال النضال.
ولا بد من موقف حازم ضد أنظمة
الاستسلام والتخاذل والتي تجرنا
نحو الحضيض في الوقت الذي تمتلك
الأمة فيه جميع مقومات التحرر
والانتصار. ولا بد أن نعي أن
الاستعمار قد استنفذ جميع أشكال
التآمر واستخدم جميع أنواع
التنكيل بالأمة وارتكب جميع أنواع
الجرائم والمجازر في العراق
وفلسطين ولبنان والصومال. وبقدر
ما آلت به حروبه التدميرية الى
الإفلاس أخلاقيا وسياسيا وعسكريا
واقتصاديا، فإن إرادة المقاومة في
الأمة قد عبرت عن صمودها واقتدار
على تحمل التضحيات ومواجهة
التحديات وتحقيق الانتصارات في
عراق الثورة ولبنان الصامدة
وفلسطين المقاومة والصومال
المجاهدة...
أيها العرب
الأحرار، أيها الثائرون
مهما كان عدد الشهداء ومهما أوغل
العدو في جرائمه النكراء، ومهما
كان حجم التخاذل العربي الرسمي
والتواطؤ الدولي، فإن قدرنا أن
نقاوم وأن ندعم الصابرين
والمقاومين في غزة حيث يخط أبناء
فلسطين ملحمة الجهاد والتحرير وإن
النصر بعون الله نصيب المؤمنين
المجاهدين والصابرين المحتسبين.
علينا تجاوز التنديد الى الفعل
المقاوم لنضع حدا للعجز المفروض
علينا. لا نريد قمما عربيا ولا
مناشدات دولية، لقد أصبحت
المؤامرة مكشوفة، بل نريد تحرير
إرادة الشعب العربي فسيكون كفيلا
برد العدوان ودحر الاحتلال
واستعادة سيادة وكرامة الأمة .
لكم الله يا أهل غزة، لكم النصر
والعزة. وللشهداء الرحمة والخلود.
لتسقط الطغمة الاستعمارية
الصهيونية وحلفائها وعملائها.
عاشت الأمة العربية والمجد
للثائرين المقاومين من أبنائها
المخلصين.
والخزي والعار للأنظمة العربية
المتواطئة والمتخاذلة.
|